أرسلت باكستان مسؤولاً إلى كابل للاطلاع على نتائج تحقيقها في تفجير انتحاري وقع في مارس (آذار) الماضي، وأدى إلى مقتل 5 مهندسين صينيين وسائق باكستاني، حسب إعلان صدر عن وزارة الخارجية الباكستانية، الخميس.
قالت باكستان إن الهجوم جرى التخطيط له في أفغانستان وإن الانتحاري مواطن أفغاني، مطالبة بمحاسبة إدارة «طالبان» الأفغانية على الاعتداء، بحسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الجمعة.
ونفت حكومة «طالبان» الأفغانية أي مسؤولية لها عن الهجوم. وفقاً لبيان، فقد أطلع خرام أغا، وهو مسؤول كبير في وزارة الداخلية بإسلام آباد، محمد نبي عمري، وزير الداخلية الأفغاني، على النتائج.
وأفاد البيان بأن أغا سافر إلى العاصمة الأفغانية بناءً على تعليمات رئيس الوزراء شهباز شريف. وقع الهجوم في 26 مارس (آذار) عندما استهدف الجناة مجموعة من الصينيين أثناء توجههم إلى «سد داسو»، أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في باكستان، حيث كانوا يعملون.
كما ورد في البيان أن باكستان طلبت مساعدة أفغانستان في اعتقال الجناة. وفيما يتعلق بالمحادثات في كابل، قالت وزارة الخارجية الباكستانية إن «الجانب الأفغاني جدد التزامه بمنع استخدام الأراضي الأفغانية لأي نشاط إرهابي ضد دول أخرى، بما في ذلك باكستان». وأضافت أيضاً أن «طالبان»: «وافقت على دراسة نتائج» التحقيق الباكستاني. ولم تتوفر أي تفاصيل أخرى في حينه.
جدير بالذكر أن آلاف الصينيين يعملون في باكستان في مشروعات تتعلق بالممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني، الذي يضم الكثير من المشروعات الضخمة مثل بناء الطرق ومحطات الطاقة والزراعة.
في حين قال مسؤولون، إن السلطات الباكستانية ألقت القبض الأسبوع الماضي، على 11 مسلحاً شاركوا في التفجير الانتحاري الذي تسبب في مقتل خمسة مهندسين صينيين في مارس الماضي في شمال البلاد.
وجاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحافي عقده رئيس مكافحة الإرهاب الباكستاني راي طاهر مع وزير الداخلية محسن نقفي.
وينتمي المعتقلون إلى حركة «طالبان» الباكستانية، وهي مظلة تضم العشرات من الجماعات المسلحة.
وقال طاهر إن الهاتف المحمول الذي كان يستخدمه الانتحاري للتواصل مع قادته المحليين أدى إلى إلقاء القبض على المشتبه بهم.
وكشفت التحقيقات في العاصمة إسلام آباد، عن أن المسلحين كانوا يتلقون تعليمات من قادة حركة «طالبان» الباكستانية في أفغانستان. وكان الجيش الباكستاني قد قال بالفعل إن الهجوم تم التخطيط له في أفغانستان، وإن منفذ الهجوم أفغاني، وهو ما تنفيه كابل.
ونفت حركة «طالبان» الباكستانية في وقت سابق أي دور لها في التفجير الانتحاري، وقال متحدث باسمها، الأحد، إنها أوضحت بالفعل موقفها من الهجوم.
وقال الوزير نقفي: «لدينا أدلة جنائية تثبت أن مسلحي حركة (طالبان) الباكستانية الذين كانوا يعملون من أفغانستان ضالعون في ذلك».
وكان الانتحاري قد اقتحم بسيارته موكب مهندسين صينيين يعملون في سد في شمال غربي باكستان في مارس؛ مما أدى إلى مقتل خمسة مهندسين وسائق محلي.
وقُتل 5 صينيين يعملون في موقع بناء سدّ «داسو» الكهرمائي في ولاية خيبر بختنخوا وسائقهم الباكستاني في تفجير انتحاري استهدف مركبتهم في شمال غربي باكستان. وأفاد مسؤول كبير في وزارة الداخلية في خيبر بختنخوا وكالة الصحافة الفرنسية، بأنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية في المواقع التي يعمل فيها موظفون صينيون في هذه الولاية.
وأضاف، طالباً عدم كشف اسمه، «أُصدرت توجيهات إلى كل وكالات إنفاذ القانون من أجل تعزيز الإجراءات الأمنية المحيطة بالمواطنين الصينيين وجميع الأجانب». وتابع: «كما صدرت تعليمات للمواطنين الأجانب بتقييد تحركاتهم».
من جهته، أعلن وزير الإعلام في باكستان عطا الله ترار في مؤتمر صحافي في إسلام آباد، أن كل الإجراءات الأمنية سيُعاد النظر فيها «لتحديد الثغرات وإصلاحها». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، في حين نفت حركة «طالبان باكستان»، التي تنشط في هذه المنطقة، والتي استهدفت مصالح صينية في السابق، ضلوعها فيه. وقال بخت ظاهر من الشرطة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية إن ضحايا الهجوم هم 4 رجال وامرأة كانوا يسافرون في قافلة مؤلفة من 12 مركبة.
وأشار إلى أن «الانتحاري انطلق بسيارته إلى وسط القافلة مفجّراً نفسه»؛ مما أدى إلى سقوط السيارة التي كانت تقل المهندسين الصينيين في وادٍ واشتعال النيران فيها.
وأدانت بكين «بشدة» الهجوم الانتحاري. وقالت السفارة الصينية، في بيان: «إن السفارة والقنصليات الصينية في باكستان تدين بشدة هذا العمل الإرهابي، وتعرب عن خالص تعازيها للضحايا في كلا البلدين، وتعرب عن خالص تعاطفها مع أسر الضحايا».