باكستان: مقتل 12 إرهابياً في عمليات استخباراتية

بناءً على معلومات رصدت تحركات المتطرفين

مسؤولو أمن باكستانيون يقفون للحراسة في مكان انفجار على جانب الطريق في بيشاور (باكستان) الأحد (إ.ب.أ)
مسؤولو أمن باكستانيون يقفون للحراسة في مكان انفجار على جانب الطريق في بيشاور (باكستان) الأحد (إ.ب.أ)
TT

باكستان: مقتل 12 إرهابياً في عمليات استخباراتية

مسؤولو أمن باكستانيون يقفون للحراسة في مكان انفجار على جانب الطريق في بيشاور (باكستان) الأحد (إ.ب.أ)
مسؤولو أمن باكستانيون يقفون للحراسة في مكان انفجار على جانب الطريق في بيشاور (باكستان) الأحد (إ.ب.أ)

قتلت قوات الأمن الباكستانية 12 إرهابياً في عمليات استخباراتية في إقليمي خيبر بختونخوا وبلوشيستان.

ففي الخامس من أبريل (نيسان)، أجرت قوات الأمن عملية تفتيش، في منطقة ديرا إسماعيل خان، بحثاً عن إرهابيين. وبعد تبادل كثيف لإطلاق النار، قُتل ثمانية إرهابيين. وعُثر بحوزتهم على أسلحة وذخائر ومتفجرات، حسب صحيفة «ذا نيوز» الباكستانية الأحد.

مسؤولو أمن باكستانيون يقفون للحراسة في مكان انفجار على جانب الطريق في بيشاور... باكستان 10 مارس 2024 (إ.ب.أ)

وقالت هيئة العلاقات العامة المشتركة للقوات المسلحة، الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني، في بيان، إنه يتم إجراء عملية تطهير للقضاء على أي إرهابي آخر في المنطقة؛ إذ إن قوات الأمن عازمة على القضاء على خطر الإرهاب في البلاد.

وأجرت قوات الأمن عملية تفتيش، الجمعة، في بانجبور وبلوشيستان. وبعد تبادل كثيف لإطلاق النار، قُتل إرهابيان بناء على معلومات استخباراتية. وتم العثور على مخبأ للأسلحة والذخائر والمتفجرات. وقُتل الإرهابيون الباقون في عمليات أخرى. وكان الإرهابيون القتلى متورطين في أنشطة إرهابية ضد قوات الأمن واستهداف المدنيين الأبرياء.

رئيس وزراء باكستان

يدين بشدة الهجوم الإرهابي

وقال شهباز شريف رئيس الوزراء إن الجيش الباكستاني، مُصرّ على القضاء الكامل على آفة الإرهاب. وأضاف: «قتالنا ضد الإرهاب سيستمر، إلى أن يتم القضاء عليه من البلاد، نهائياً».

وأدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بشدة، السبت، الهجوم الإرهابي على أفراد شرطة في منطقة لاكي ماروات في إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان.

أنصار الحزب السياسي الإسلامي «الجماعة الإسلامية» يرددون شعارات أثناء حضورهم مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في بيشاور... باكستان 5 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

وقال المكتب الصحافي لرئيس الوزراء الباكستاني، في بيان، إن «رئيس الوزراء يصلى من أجل أرواح ضحايا الهجوم: نائب مفتش الشرطة محمد خان، والشرطي نسيم جول، وباقي الضحايا، كما أعرب عن تعاطفه الخالص مع العائلات الثكلى». وقال شهباز شريف، وفقاً للبيان: «إن شرطة إقليم خيبر بختونخوا بمثابة الحصن المنيع ضد الإرهاب»، مضيفاً أن «الأنشطة الإرهابية الجبانة لا يمكن أن تزعزع عزيمتهم». كما أعرب عن تقديره لقوات الأمن لعمليتها الناجحة ضد الإرهابيين في بلدة ديرا إسماعيل خان. وقال شهباز شريف إن «قوات الأمن قدمت تضحيات لا مثيل لها في مكافحة الإرهاب»، معرباً عن «تصميمه على القضاء على شبح الإرهاب».

استنفار عناصر أمنية في بيشاور عقب هجوم إرهابي (متداولة)

ولقي 10 مسلحين من العناصر الإرهابية مصرعهم خلال عمليتين أمنيتين نفذتهما قوات الأمن الباكستانية في مقاطعة وزيرستان شمال غربي باكستان. وأوضحت مصادر أمنية، الأحد، أن قوات الأمن نفذت العمليتين بناءً على معلومات استخباراتية رصدت تحركات للإرهابيين في مقاطعة وزيرستان، اشتملت على محاولة تسلل مجموعة من الإرهابيين عبر الحدود المشتركة مع أفغانستان، حيث تصدت لها قوات الأمن، وتبادلت إطلاق النار مع المسلحين، وقضت على 10 منهم، وأصيب 3 آخرون بجروح. وأضافت أن قوات الأمن تواصل عمليات التمشيط الأمني في تلك المناطق لتعقب أثر الإرهابيين.


مقالات ذات صلة

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد في اجتماع قبل أيام حول ملف الهجرة غير النظامية مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق (من موقع الرئاسة التونسية)

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

كشفت مصادر أمنية وقضائية رسمية تونسية أن الأيام الماضية شهدت حوادث عديدة في ملف «تهريب البشر» من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس.

كمال بن يونس (تونس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أكد استمرار العمليات العسكرية ودعم الحل في سوريا (الرئاسة التركية)

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

أكدت تركيا أنها ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى جانب تكثيف جهود الحل السياسي بما يتوافق مع تطلعات ومصالح الشعب السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

استمر العنف في الارتفاع بمقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد

عمر فاروق (إسلام آباد )
أوروبا من أمام السفارة الإسرائيلية في استوكهولم (إ.ب.أ)

السويد تلمّح لتورط إيران في هجمات قرب سفارتين إسرائيليتين

أعلنت وكالة الاستخبارات السويدية، الخميس، أن إيران قد تكون متورطة في الانفجارات وإطلاق النار قرب السفارتين الإسرائيليتين في السويد والدنمارك هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الولايات المتحدة​ عافية صديقي (متداولة)

«سيدة القاعدة» السجينة تقاضي الولايات المتحدة لتعرُّضها لاعتداءات جسدية وجنسية

رفعت سيدة باكستانية سجينة في سجن فورت وورث الفيدرالي دعوى قضائية ضد المكتب الفيدرالي للسجون والإدارة الأميركية، قالت فيها إنها تعرَّضت لاعتداءات جسدية وجنسية

«الشرق الأوسط» (تكساس)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
TT

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

استمر العنف في الارتفاع في مقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد. غير أن الغارات والعمليات العسكرية فشلت على ما يبدو في منع الجماعات الإرهابية من تنفيذ هجمات مميتة على قوات الأمن.

يُذكر أن قوات الأمن الباكستانية تقوم بعمليات مكافحة تمرد منخفضة الكثافة في جنوب غربي وشمال غربي البلاد. بيد أن العنف آخذ في الارتفاع في هذه المناطق، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة بحثية مقرها إسلام آباد.

القوات الباكستانية بعد اعتقالها لمسلحين في جنوب البلاد (الجيش الباكستاني)

وقد تجاوز الآن مجموع عدد الوفيات الناجمة عن أعمال العنف الإرهابية في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024 الأرقام المسجلة في عام 2023 بأكمله. فقد قُتل ما لا يقل عن 1534 شخصاً خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بالمقارنة مع 1523 حالة وفاة مسجلة طوال السنة الماضية. ويبدو أن الحكومة الباكستانية عاجزة عن منع تصاعد أعمال العنف في البلاد في مواجهة استمرار وتيرة المصادمات بين قوات الأمن والجماعات الإرهابية الباكستانية قرب الشريط القبلي. وبحسب تقرير صادر عن مركز البحوث والدراسات الأمنية، فقد سجلت الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) زيادة مذهلة في عدد الوفيات بنسبة بلغت 90 بالمائة مقارنة بالربع السابق. وقد وقعت جميع الوفيات تقريباً المسجلة خلال هذه الفترة - نحو 97 بالمائة - في خيبر بختونخوا وبلوشستان، وهو ما يمثل أعلى عدد من الضحايا في المنطقة خلال عقد من الزمن. وفي شهر سبتمبر، نفذت قوات الأمن الباكستانية عدة عمليات قائمة على الاستخبارات في مناطق الحدود الباكستانية - الأفغانية جرى خلالها تبادل كثيف لإطلاق النار بين قواتها والمسلحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين مسلحاً.

مركبات محترقة بعد هجوم شنه الانفصاليون البلوش بمنطقة مساخيل في بلوشستان (وسائل إعلام باكستانية)

وتكمن المشكلة في أنه كلما زاد عدد المسلحين الذين يُقتلون على أيدي قوات الأمن الباكستانية، زاد عدد المسلحين الذين يشقون طريقهم عائدين إلى الأراضي الباكستانية من المدن والبلدات الحدودية في أفغانستان. وفي بعض الأحيان ينجح الجيش الباكستاني في منع هؤلاء الإرهابيين من دخول باكستان. ولكن في أغلب الأحيان، وبسبب طبيعة الحدود التي يسهل اختراقها، ينجح المسلحون في دخول الأراضي الباكستانية من دون أي مانع أو عائق.

فرقة من القوات الخاصة العسكرية الباكستانية خلال عرض اليوم الوطني (الجيش الباكستاني)

وكما يقول مسؤول عسكري باكستاني في 19 سبتمبر، اكتشفت قوات الأمن في منطقة سبينووام العامة، في إقليم وزيرستان الشمالي، حركة لمجموعة من سبعة إرهابيين، كانوا يحاولون التسلل عبر الحدود الباكستانية - الأفغانية.

وشهدت باكستان أكثر الفترات عنفاً في العام حتى الآن، حيث شهد الربع الثالث من عام 2024 زيادة حادة في الإرهاب؛ إذ قُتل نحو 722 شخصاً، من بينهم مدنيون وأفراد أمن ومسلحون، في حين أصيب 615 آخرون في 328 حادثة مسجلة.

وتشير تقارير المراكز البحثية الباكستانية إلى أن عدد الفصائل المتحالفة مع حركة «طالبان» الباكستانية المحظورة قد ارتفع إلى 60 فصيلاً، وكان فصيل «نعيم بخاري» من جماعة «عسكر جنجوي» أحدث إضافة إرهابية.

«جيش تحرير بلوشستان»

ورغم أن العديد من الهجمات الإرهابية خلال هذه الفترة لم تتبنَّ أي جهة مسؤوليتها، فقد أعلنت عدة جماعات، بما في ذلك «جيش تحرير بلوشستان»، و«جيش بلوشستان المتحد»، وحركة «طالبان» الباكستانية، وجماعة «غول باهادور»، مسؤوليتها عن حوادث محددة بارزة.

إضافة إلى ذلك، يشتبه في أن جماعة «جيش العدل» المسلحة، التي تتخذ من إيران مقراً لها، متورطة في هجمات معينة في بلوشستان، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني. وأفاد التقرير بأنه «في حين شهدت منطقة خيبر بختونخوا زيادة كبيرة في العنف؛ إذ سجلت 77 بالمائة و159 بالمائة زيادة في الهجمات على التوالي، شهدت مقاطعات أخرى مثل البنجاب والسند انخفاضاً نسبياً في النشاط الإرهابي».

قوات عسكرية باكستانية خلال مسيرة في جبال وزيرستان الشمالية المغطاة بالثلوج (وسائل إعلام باكستانية)

وأضاف: «الزيادة في قوة شرطة خيبر بختونخوا وبلوشستان تشير إلى وجود جهد مركز من جانب الجماعات المسلحة لزعزعة استقرار هذه المناطق. وقد تحمل المدنيون وطأة هذا العنف؛ إذ يمثلون 66 بالمائة من الوفيات، يليهم أفراد الأمن والمسؤولون الحكوميون».

وشكلت الهجمات التي استهدفت المدنيين وأفراد الأمن وممثلي الحكومة نسبة 82 بالمائة من جميع الحوادث، مما يعكس اتجاهاً مقلقاً يتمثل في تحويل المتمردين تركيزهم بعيداً عن المواجهات المباشرة مع قوات الأمن إلى استهداف أكثر المجموعات ضعفاً.