نواز شريف يحقق انتصاراً قضائياً جديداً قبيل الانتخابات الباكستانية
رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف يغادر المحكمة العليا في إسلام آباد بعد تبرئته... باكستان في 12 ديسمبر 2023 (إ.ب.أ)
إسلام آباد:«الشرق الأوسط»
TT
إسلام آباد:«الشرق الأوسط»
TT
نواز شريف يحقق انتصاراً قضائياً جديداً قبيل الانتخابات الباكستانية
رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف يغادر المحكمة العليا في إسلام آباد بعد تبرئته... باكستان في 12 ديسمبر 2023 (إ.ب.أ)
ألغت محكمة باكستانية عليا، الثلاثاء، إدانة لرئيس الوزراء الأسبق نواز شريف بالفساد للمرة الثانية منذ عودته من المنفى الاختياري، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
غادر شريف البلاد قبل أربع سنوات للخضوع للعلاج الطبي في المملكة المتحدة، بينما كان يقضى عقوبة بالسجن بعدما منع من مزاولة العمل السياسي مدى الحياة.
لكنه عاد في أكتوبر (تشرين الأول) لقيادة حزبه (رابطة مسلمي باكستان - جناح نواز) في الانتخابات المقررة في فبراير (شباط)، وحصل على كفالة في عدد من قضايا الفساد قبل جلسات الاستئناف.
وقال شقيقه شهباز شريف الذي شغل في الماضي أيضا منصب رئيس الوزراء «انتهت القضايا الصورية التي تم اختلاقها لاستبعاد رئيس وزراء بينما كان في منصبه إلى مصيرها المحتوم أخيرا»، في تأكيد لقرار محكمة إسلام آباد العليا. ترتبط القضايا باستثمارات في شركات للصلب.
برّأت المحكمة ذاتها نواز شريف الشهر الماضي من تهم الفساد المرتبطة بشراء عائلته شققا راقية في لندن.
أطاحت المحكمة العليا في 2017 شريف من منصبه وحظرت عليه مزاولة العمل السياسي لفشله في الإعلان عن جزء من دخله.
وفي وقت سابق هذا العام، أقرت حكومة بقيادة شهباز تشريعا ينص على أن حظر المحكمة للنواب لا يمكن أن يدوم لأكثر من خمس سنوات، ما مهد الطريق لعودته.
وأفاد المسؤول البارز في «رابطة مسلمي باكستان - جناح نواز» خواجة آصف، بأن نواز لم يعد يواجه أي قضايا، فيما ستعيد له تبرئته الثلاثاء «سمعته» في أوساط العامة.
وقال لـ«فرانس برس» «سيحمل قرار اليوم أهمية بالغة عندما يتوجّه الناس إلى صناديق الاقتراع».
شغل شريف منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات لكنه لم يكمل أي ولاية فيما شدد مرارا على أن التهم الموجهة إليه مدفوعة سياسيا.
ويبدو حاليا في وضع جيد بعدما شهدت علاقته بالمؤسسة العسكرية الباكستانية النافذة فترات تحسن وتراجع، إذ أطيح خصمه الأبرز عمران خان من السلطة العام الماضي وهو مسجون حاليا وتُجرى محاكمته بتهم تسريب وثائق رسمية.
يشير خان أيضا إلى أن القضايا ضده التي يتجاوز عددها 200 مصممة لاستبعاده من الانتخابات بعدما اختلف مع جنرالات الجيش الذي حكم البلاد مباشرة على مدى أكثر من نصف تاريخها.
وصل شهباز، شقيق نواز شريف الأصغر، إلى السلطة ضمن الائتلاف الذي أطاح بخان.
برأت محكمة باكستانية رئيس الوزراء السابق عمران خان وزوجته، اليوم السبت، من تهمة الزواج غير الشرعي، بعد يوم من فوز حزبه بمزيد من المقاعد في البرلمان، مما يكثف…
وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
فينتيان لاوس:«الشرق الأوسط»
TT
فينتيان لاوس:«الشرق الأوسط»
TT
محادثات «صريحة ومثمرة» بين وزيري خارجية أميركا والصين
وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن مخاوف بلاده حيال «الخطوات الاستفزازية» التي تقوم بها بكين في محيط تايوان، خلال محادثات «صريحة ومثمرة» أجراها مع نظيره الصيني، وانغ يي، في لاوس، على ما أفاد به مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية.
وقال المسؤول إن بلينكن طرح «مخاوف الولايات المتحدة بشأن الخطوات الاستفزازية التي قامت بها الصين مؤخراً، بما في ذلك محاكاة حصار (لتايوان) عند تنصيب» لاي تشينغ - تي رئيساً جديداً للجزيرة في مايو (أيار) الماضي.
وتعد الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وضاعفت في السنوات الأخيرة تحركاتها الرامية إلى ترهيب الجزيرة ذات الحكم الديمقراطي.
وبعد تنصيب لاي تشينغ، أجرت الصين مناورات عسكرية قامت خلالها سفن وطائرات حربية بمحاصرة الجزيرة، وذلك رداً على خطاب تنصيب عدَّته «إقراراً بالاستقلال».
وقال المتحدث باسم «الخارجية الأميركية»، ماثيو ميلر، في بيان إن بلينكن أجرى مع وانغ «محادثات صريحة ومثمرة حول مسائل ثنائية وإقليمية وعالمية جوهرية» خلال اللقاء بينهما، السبت، في فينتيان، عاصمة لاوس، على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان).
والتقى الوزيران بعد الظهر على مدى ساعة و20 دقيقة، وهو سادس اجتماع لهما خلال 18 شهراً.
كما تطرق بلينكن إلى مسائل حقوق الإنسان في تايوان والتيبت وهونغ كونغ، وإلى دعم بكين لروسيا في حربها على أوكرانيا، على ما أوضح المسؤول مشيراً إلى أنه طرح أخيراً «مسألة المعتقلين بصورة غير عادلة في الصين، وضرورة إحراز تقدم بهذا الصدد».
«إجراءات تصعيدية وغير قانونية»
وبدأ بلينكن، السبت، جولة آسيوية يعتزم خلالها التأكيد على الزعامة الأميركية بوجه تصاعد النفوذ الصيني.
وهي الجولة الثامنة عشرة التي يقوم بها في آسيا منذ تولي مهامه قبل أكثر من 3 سنوات، ما يشير إلى اشتداد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة.
وجعل بلينكن من السعي لجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة» أولوية له، في مؤشر إلى سعي واشنطن للتصدي لطموحات الصين الاقتصادية والجغرافية والاستراتيجية في المنطقة.
وهو يقوم بزيارته في ظل اشتداد التوتر في الأشهر الماضية بين السفن الصينية والفلبينية في منطقة الشعاب المرجانية، مع زيادة بكين مساعيها لتثبيت حضورها في بحر الصين الجنوبي.
وقبل بدء لقائه مع وانغ يي، انتقد بلينكن «الإجراءات التصعيدية وغير القانونية» التي اتخذتها بكين في منطقة بحر الصين الجنوبي، خلال لقاء مع دول «آسيان» العشر.
في المقابل، طلب وزير الخارجية الصيني من نظيره الأميركي «عدم صب الزيت على النار» في الخلاف بين بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي.
وأورد بيان لبكين أن وانغ أبلغ بلينكن خلال اجتماعهما «على الولايات المتحدة ألا تصب الزيت على النار، وألا تؤجج الاضطرابات، وتقوض الاستقرار في بحر الصين الجنوبي.
وأبرمت بكين ومانيلا، الأسبوع الماضي، اتفاقاً مؤقتاً لإيصال إمدادات، والقيام بمهمات تبديل للقوات الفلبينية الموجودة في منطقة الشعاب المرجانية، وأعلنت مانيلا إجراء عملية أولى من هذا النوع بنجاح.
وعلق بلينكن بالقول: «يسرنا أن نلاحظ أن عملية الإمداد جرت بنجاح اليوم... ونأمل أن يتواصل ذلك في المستقبل».
توتر إقليمي
وصرح وزير الخارجية الفلبيني، إنريكي مانالو، للصحافيين، مساء الجمعة: «نأمل أن تنفذ الصين الاتفاق»، مضيفاً: «أعتقد أنها ستكون خطوة مهمة نحو تهدئة التوتر، ونأمل أن يؤدي إلى مجالات أخرى للتعاون في بحر الصين الجنوبي».
وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على هذا الممر التجاري الهام، على الرغم من قرار صدر عام 2016 عن محكمة دولية أكد عدم وجود أي أساس قانوني لمطالبها.
وشدد وزراء «آسيان» في بيان مشترك صدر، السبت، على أهمية «الأمن والاستقرار والسلامة وحرية الملاحة والتحليق فوق بحر الصين الجنوبي».
وجاء في البيان أن بعض الوزراء أعربوا عن قلقهم حيال «حوادث خطيرة في المنطقة... قوضت الثقة، وصعّدت التوتر»، من دون أن يورد مزيداً من التفاصيل.
ووصل بلينكن إلى هانوي لتقديم التعازي للمسؤولين الفيتناميين بوفاة الزعيم الشيوعي، نغوين فو ترونغ، وذلك بعدما قام الرئيس جو بايدن بزيارة تاريخية إلى هذا البلد في الخريف الماضي.
وسيتوجه بعد ذلك إلى اليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.
وقال دانيال كريتنبرينك، نائب وزير الخارجية لشؤون جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ في مطلع الأسبوع معلقاً على الجولة: «لم أر من قبل طلباً بهذا المستوى على مزيد من الالتزام الأميركي في المنطقة».