«داعش» يعلن مسؤوليته عن تفجير مؤتمر لحزب إسلامي في باكستان

ارتفاع عدد قتلى تفجير باكستان الانتحاري إلى 54... وإدانات عربية ودولية

رجل مصاب يتلقى العلاج بعد يوم من تفجير انتحاري استهدف تجمعاً للحزب السياسي الإسلامي (جمعية علماء الإسلام) في خار بمقاطعة باجور بمستشفى بيشاور (إ.ب.أ)
رجل مصاب يتلقى العلاج بعد يوم من تفجير انتحاري استهدف تجمعاً للحزب السياسي الإسلامي (جمعية علماء الإسلام) في خار بمقاطعة باجور بمستشفى بيشاور (إ.ب.أ)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن تفجير مؤتمر لحزب إسلامي في باكستان

رجل مصاب يتلقى العلاج بعد يوم من تفجير انتحاري استهدف تجمعاً للحزب السياسي الإسلامي (جمعية علماء الإسلام) في خار بمقاطعة باجور بمستشفى بيشاور (إ.ب.أ)
رجل مصاب يتلقى العلاج بعد يوم من تفجير انتحاري استهدف تجمعاً للحزب السياسي الإسلامي (جمعية علماء الإسلام) في خار بمقاطعة باجور بمستشفى بيشاور (إ.ب.أ)

أعلن تنظيم «داعش» عبر حسابه على تطبيق «تلغرام»، اليوم (الاثنين)، مسؤوليته عن تفجير انتحاري أمس (الأحد)، استهدف تجمعاً سياسياً في منطقة شمال غربي باكستان.

وقال التنظيم في بيان بثه على التطبيق، إن مقاتلاً «فجّر سترته الناسفة وسط حشد كبير من أعضاء وقيادات» حزب جمعية علماء الإسلام.

وكانت الشرطة الباكستانية قد ذكرت في وقت سابق، أن تحقيقاً أولياً يرجح أن يكون تنظيم «داعش خراسان» هو المسؤول عن التفجير الانتحاري في منطقة باجور. وقد لقي ما لا يقل عن 54 شخصاً حتفهم وأصيب أكثر من 100 شخص عندما فجر انتحاري متفجرات في التجمع الأحد، بالمنطقة القبلية السابقة المتاخمة لأفغانستان. وقال مسؤول في إدارة الصحة بإقليم خيبر بختونخوا، إن حصيلة القتلى ما زالت مرشحة للزيادة نظراً لوجود نحو 15 شخصاً بين المصابين في حالة حرجة.

أفراد الأسرة والأقارب يتجمعون حول نعش ضحية قُتلت في هجوم انتحاري يوم الأحد بمنطقة باجور بخيبر بختونخوا باكستان (أ.ب)

وأجرت الشرطة الباكستانية الاثنين، بحثاً دقيقاً بين الأنقاض التي خلّفها تفجير انتحاري أدى إلى مقتل 54 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 100، خلال تجمّع سياسي لحزب إسلامي متشدد قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام.

وكان أكثر من 400 من أعضاء وأنصار حزب جمعية «علماء الإسلام»، يتجمعّون تحت خيمة عند وقوع الهجوم في بلدة خار القريبة من الحدود مع أفغانستان.

وقال فضل أمان الذي كان بالقرب من الخيمة عندما انفجرت القنبلة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «رأيت مشهداً مدمّراً، جثثاً مبعثرة على الأرض، وكان الناس يصرخون طلباً للمساعدة».

وكان المحقّقون يجوبون المكان، في الوقت الذي اكتظّ فيه الموقع بقوات الأمن التي تحمل بنادق هجومية، بينما امتلأت الطرق المحيطة بنقاط التفتيش التابعة للشرطة.

وقال النائب الإقليمي للمفتش العام لمكافحة الإرهاب سهيل خالد لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ الانتحاري استخدم نحو 40 كيلوغراماً من المتفجرات المتصلة بكرات حديد صغيرة لإحداث مجزرة كبيرة.

استنفار أمني في منطقة باجور الحدودية بعد التفجير الإرهابي (أ.ف.ب)

في هذه الأثناء، حضر آلاف المعزّين مراسم الجنازة الأولى، التي تمّ خلالها تشييع فتيين يبلغان 16 و17 عاماً.

وقال نجيب الله شقيق أحد الفتيَين: «ليس من السهل علينا رفع نعشَين. حطّمت هذه المأساة عائلتنا». وأضاف: «نساؤنا مصدومات بشدّة. عندما أرى أمهات الضحايا، أفقد شجاعتي».

من جهة أخرى، أثار الانفجار مخاوف من دخول باكستان في فترة انتخابات دامية بعد أشهر من الفوضى السياسية التي نجمت عن إطاحة عمران خان رئيساً للوزراء في أبريل (نيسان) من العام الماضي.

وبينما لم يحصل حزب جمعية «علماء الإسلام» على أكثر من 10 مقاعد أو نحو ذلك في البرلمان، إلّا أنّه يمكن أن يؤدي دوراً حاسماً في أي ائتلاف، في ظلّ قدرته على حشد عشرات الآلاف من طلاب المدارس الدينية، ما يمنحه وزناً ثقيلاً.

التفجير الانتحاري تصدر عناوين الصحف اليومية (إ.ب.أ)

وفي افتتاحيتها الاثنين، قالت صحيفة «فجر»: «من المهم التفكير في سبب تعرّض أعضاء حزب سياسي ذي ميول دينية لمثل هذا العنف الوحشي».

وأضافت الصحيفة: «مهما كانت النظرة المحافِظة بشدّة التي يحملها حزب جمعية (علماء الإسلام) إلى العالم، فقد اختار التنافس على السلطة والعمل ضمن المعايير التي حدّدها دستور باكستان».

وتشهد باكستان زيادة كبيرة في عدد الهجمات منذ عودة «طالبان» إلى الحكم في أفغانستان المجاورة عام 2021.

تشييع ضحايا الهجوم الإرهابي (أ.ب)

ففي يناير (كانون الثاني)، فجر انتحاري نفسه في مسجد داخل مجمع للشرطة في مدينة بيشاور الواقعة بشمال غربي باكستان، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شرطياً.

وتركزت هجمات المسلحين في مناطق متاخمة لأفغانستان. وتقول إسلام آباد إن بعضها يتم التخطيط له على أراضٍ أفغانية، وهو ما تنفيه كابل.

وشهدت باكستان في السابق تفجيرات شبه يومية، لكن عملية تطهير عسكرية بدأها الجيش في 2014، تمكنت إلى حد بعيد من إرساء النظام. وبسطت السلطات الباكستانية سيطرتها على 7 أقاليم نائية محاذية لباكستان، وباجور واحد منها، عقب إقرار تشريع في 2018.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها للهجوم الذي وقع في إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان، وأدى لسقوط قتلى وجرحى. وجددت التأكيد على موقف المملكة الثابت والداعي لنبذ العنف والإرهاب أينما كان، معربة عن تضامن المملكة التام ووقوفها إلى جانب باكستان وشعبها، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس). بدوره، ندد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بالحادث، ووجه قوات الأمن إلى «بذل كل الجهود اللازمة لتقديم الإرهابيين المتورطين في الانفجار إلى العدالة».

في سياق متصل، أدانت الخارجية الكويتية، في بيان، الهجوم، واصفة إياه بأنه «إرهابي». ووقع التفجير قبل ساعة من الموعد المقرر لبدء مسيرة في منطقة باجور القبلية، الواقعة بالقرب من الحدود مع أفغانستان، حسبما ذكرت الشرطة ووسائل إعلام محلية.

وأدانت مصر بأشد العبارات التفجير الإرهابي الذي وقع أمس، في إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان، الذي أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

تشييع ضحايا الهجوم الإرهابي (أ.ب)

وأدانت الأمانة العامة لمنظمة «التعاون الإسلامي» بأشد العبارات التفجير الذي حدث أمس، في إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان، وخلف عشرات القتلى والجرحى. وأدانت الولايات المتحدة، الأحد، «الهجوم الانتحاري» الذي وقع وسط تجمع سياسي في باكستان، معربة عن خالص تعازيها لأسر الضحايا.

وأظهرت لقطات بثتها محطة «سما نيوز» المحلية عمال الإنقاذ، وهم يحملون الجثث والمصابين إلى سيارات الإسعاف فيما تصاعدت أعمدة الدخان. ونقلت قناة «جيو» الباكستانية عن الشرطة القول: «ما زلنا نحقق ونجمع المعلومات بشأن تفجير باجور».

وتشير التحقيقات الأولية إلى تورط تنظيم «داعش». وأضافت الشرطة أنها تقوم بجمع تفاصيل بشأن الانتحاري، في حين تقوم فرقة تفكيك القنابل بجمع الأدلة من موقع الانفجار. وقال أحد مسؤولي الشرطة إنه تم اعتقال 3 أشخاص مشتبه بهم.

تشييع ضحايا الهجوم الإرهابي (أ.ب)

وهاجم الانتحاري منفذ الهجوم حشداً لحزب جمعية «علماء الإسلام»، وهو حزب سياسي محافظ متحالف مع الحكومة ومعروف بصلاته مع المتشددين، في منطقة باجور بشمال غربي البلاد قرب الحدود مع أفغانستان.

وقالت الشرطة في بيان، إن إدارة شرطة مكافحة الإرهاب تشتبه في أن تنظيم «داعش» وراء الانفجار. وتشهد باكستان تصاعداً لهجمات المتشددين منذ العام الماضي، عندما انهار وقف لإطلاق النار بين حركة «طالبان» الباكستانية والحكومة.

وقتل أكثر من 100 شخص في انفجار استهدف مسجداً في بيشاور بيناير (كانون الثاني)، لكن الهجمات على الأحزاب السياسية نادرة. وكانت حركة «طالبان» الباكستانية والجماعات المرتبطة بها مسؤولة عن معظم الهجمات التي وقعت في البلاد خلال الشهور القليلة الماضية، لكن الحركة نأت بنفسها عن هجوم الأحد، واستنكره المتحدث باسمها.

ومن المتوقع أن يتم حل الجمعية الوطنية بباكستان في غضون الأسابيع المقبلة قبيل انتخابات مرتقبة في أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما تستعد الأحزاب السياسية للقيام بحملاتها الانتخابية. وتزامن التفجير مع زيارة مرتقبة لوفد صيني رفيع يضم نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ، ويتوقع وصوله مساء إلى العاصمة إسلام آباد.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تتخوف من تكرار «هجوم سيدني» وتصدر تحذيرات صارمة

شؤون إقليمية وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي يستعد للصلاة عند نصب تذكاري لضحايا الهجوم على شاطئ سيدني اليوم الثلاثاء (إ.ب.أ)

إسرائيل تتخوف من تكرار «هجوم سيدني» وتصدر تحذيرات صارمة

يعتقد المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن الأيام المقبلة التي ستقام فيها فعاليات عامة بمناسبة الأعياد، قد تكون هدفاً لجماعات «إرهابية».

«الشرق الأوسط» (غزة)
آسيا صورة لماتيلدا بريتفان البالغة من العمر 10 سنوات ضحية إطلاق نار خلال احتفال يهودي يوم الأحد على شاطئ بوندي موضوعة بين أكاليل الزهور في سيدني 16 ديسمبر 2025 (رويترز )

سيدني تنعى 15 شخصاً قتلوا في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي منذ نحو 30 عاماً

اصطف عشرات الناس في وقت مبكر، الثلاثاء، على شاطئ بوندي في سيدني لتأبين الضحايا الخمس عشرة ومؤازرة المصابين في حادث إطلاق النار الذي استهدف الاحتفال اليهودي.

«الشرق الأوسط» (سيدني )
آسيا تجمّع المشيّعون في جناح بوندي لإحياء ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 16 ديسمبر 2025. وقد وافق قادة أستراليا على تشديد قوانين حيازة الأسلحة بعد أن قتل مهاجمون 15 شخصاً بمهرجان يهودي على شاطئ بوندي في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي منذ عقود (أ.ف.ب)

جيران المتهمين بحادث سيدني: لم نلحظ عليهم شيئاً

في ضاحية سيدني حيث عاش المشتبه بهم في حادث سيدني الأخير، أكد أحد الجيران أنه لم يلحظ أي شيء مريب بشأنهم.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
آسيا تُظهر هذه اللقطة من فيديو نُشر على حساب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (@AlboMP) على تويتر (المعروف سابقاً باسم X) في 16 ديسمبر/كانون الأول 2025، ألبانيز (يسار) وهو يلتقي بأحمد الأحمد الرجل الذي نزع سلاح أحد المهاجمين خلال هجوم شاطئ بوندي في مستشفى بسيدني (أ.ف.ب)

الشرطة الأسترالية: الهجوم المسلح في سيدني مستوحى من تنظيم «داعش»

قالت مفوضة الشرطة الأسترالية، كريسي باريت، الثلاثاء، إن إطلاق النار الذي أودى بحياة 15 شخصا خلال احتفال على شاطئ سيدني كان «هجوما إرهابيا مستوحى من داعش».

«الشرق الأوسط» (سيدني )
أوروبا عناصر من الشرطة البولندية (أرشيفية - رويترز)

بولندا تعتقل طالباً يشتبه في تخطيطه لهجوم على سوق للكريسماس

أعلنت وكالة الأمن البولندية، اليوم (الثلاثاء)، احتجاز شخص يشتبه في أنَّه كان يخطط لشنِّ هجوم على سوق لعيد الميلاد بالمتفجرات.

«الشرق الأوسط» ( وارسو)

سيدني تنعى 15 شخصاً قتلوا في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي منذ نحو 30 عاماً

صورة لماتيلدا بريتفان البالغة من العمر 10 سنوات ضحية إطلاق نار خلال احتفال يهودي يوم الأحد على شاطئ بوندي موضوعة بين أكاليل الزهور في سيدني 16 ديسمبر 2025 (رويترز )
صورة لماتيلدا بريتفان البالغة من العمر 10 سنوات ضحية إطلاق نار خلال احتفال يهودي يوم الأحد على شاطئ بوندي موضوعة بين أكاليل الزهور في سيدني 16 ديسمبر 2025 (رويترز )
TT

سيدني تنعى 15 شخصاً قتلوا في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي منذ نحو 30 عاماً

صورة لماتيلدا بريتفان البالغة من العمر 10 سنوات ضحية إطلاق نار خلال احتفال يهودي يوم الأحد على شاطئ بوندي موضوعة بين أكاليل الزهور في سيدني 16 ديسمبر 2025 (رويترز )
صورة لماتيلدا بريتفان البالغة من العمر 10 سنوات ضحية إطلاق نار خلال احتفال يهودي يوم الأحد على شاطئ بوندي موضوعة بين أكاليل الزهور في سيدني 16 ديسمبر 2025 (رويترز )

اصطف عشرات الناس في وقت مبكر، الثلاثاء، على شاطئ بوندي في سيدني لتأبين الضحايا الخمس عشرة ومؤازرة المصابين في حادث إطلاق النار الذي استهدف الاحتفال اليهودي يوم الأحد، وهو أسوأ إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ نحو 30 عاما. وبلغ عدد القتلى 16 شخصاً بمن فيهم أحد المسلحين الاثنين البالغ من العمر 50 عاماً الذي أطلقت الشرطة النار عليه يوم الأحد. وقالت الشرطة يوم الاثنين إن ابن الرجل، وهو المسلح الآخر ويبلغ من العمر 24 عاماً، يرقد في حالة حرجة في المستشفى.

تجمّع المشيّعون في جناح بوندي لإحياء ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 16 ديسمبر 2025 (رويترز )

وأطلق الرجل وابنه النار على مئات الأشخاص في عيد حانوكا اليهودي الذي كان يقام على شاطئ بوندي، ما أجبر الناس على الفرار والاحتماء.

ولم تعلن الشرطة عن اسمي المشتبه بهما، لكن قناة «إيه بي سي» الرسمية ووسائل إعلام أخرى كشفت عن اسميهما، وهما ساجد أكرم وابنه نافد. وتراجع الحكومة الأسترالية حالياً قوانين الأسلحة التي تعدّ من بين الأشد صرامة في العالم وذلك بعدما تبين أن ساجد أكرم كانت لديه ستة أسلحة مسجلة.

وقالت الشرطة إنه كان يحمل رخصة سلاح منذ عام 2015. وذكرت شبكة «إيه بي سي نيوز» أنه عُثر على علمين لتنظيم «داعش» المتشدد في سيارة المسلحين دون أن تذكر مصدراً. وقال وزير الداخلية توني بيرك، الثلاثاء، إن قوانين الأسلحة التي أدخلتها الحكومة الائتلافية الليبرالية القومية السابقة في عام 1996 في أعقاب مذبحة بورت آرثر تحتاج إلى إعادة نظر.

وكان من بين الضحايا الخمس عشرة حاخام، وهو أب لخمسة أطفال، وناج من المحرقة، وطفلة 10 أعوام، وفقاً لمقابلات ومسؤولين وتقارير وسائل الإعلام المحلية.

وتحدثت عمة ماتيلدا البالغة من العمر 10 سنوات علناً عن حسرة عائلتها، قائلة إنهم في صدمة ويكافحون من أجل التأقلم مع المأساة.

وأوضحت لينا تشيرنيخ أن ماتيلدا كانت مع شقيقتها سمر البالغة من العمر 6 سنوات وقت الهجوم. وقالت: «آمل أن تتخطى هذه المحنة... وأن نتخطى جميعاً هذه المحنة».

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز في وقت متأخر، الاثنين، إن اثنين من ضباط الشرطة لا يزالان بالمستشفى في حالة حرجة ولكن مستقرة. وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الثلاثاء، إن الهجوم على حشد كان يحتفل بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني يبدو أنه «مدفوع بآيديولوجية تنظيم (داعش)».

تجمّع المشيّعون في جناح بوندي لإحياء ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني، بتاريخ 16 ديسمبر 2025... وقد وافق قادة أستراليا على تشديد قوانين حيازة الأسلحة بعد أن قتل مهاجمون 15 شخصاً في مهرجان يهودي على شاطئ بوندي (أ.ف.ب )

في غضون ذلك، حثت جماعات يهودية بارزة في الولايات المتحدة جميع المنظمات اليهودية، على تشديد الإجراءات الأمنية المتخذة في الفعاليات العامة، بما يشمل فرض قيود على الدخول، في أعقاب حادث إطلاق النار الجماعي الدموي الذي استهدف احتفالاً بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) على شاطئ أسترالي شهير.

وقالت الجماعات، ومنها ثلاث متخصصة في الشؤون الأمنية، إن الفعاليات اليهودية العامة المقررة في الأيام المقبلة يجب أن تقتصر على الأشخاص الذين تم التحقق من هويتهم بعد التسجيل المسبق. وجاء في البيان الخاص بالجماعات اليهودية: «يجب أن يتم تقديم تفاصيل الموقع والتوقيت وغير ذلك من المعلومات، بعد تأكيد التسجيل فقط. كما يجب تطبيق نظام للتحكم في الدخول (مع توفير أقفال وإجراءات دخول)، بحيث لا يتم السماح إلا للمسجلين/ الحضور المعروفين والمؤكد حضورهم بالدخول إلى المنشأة/ الفعالية».

وفي الوقت نفسه، وبالتزامن مع هذا النداء العاجل لزيادة الاحتياطات، قال بعض الحاخامات إن معابدهم ستواصل الاحتفالات الواسعة النطاق، بهدف إظهار الصمود. وتعهد قادة في أستراليا، الاثنين، بإجراء تعديلات شاملة على قوانين حيازة الأسلحة الصارمة بالفعل، وذلك عقب الهجوم الذي وقع في شاطئ بوندي بسيدني.


جيران المتهمين بحادث سيدني: لم نلحظ عليهم شيئاً

تجمّع المشيّعون في جناح بوندي لإحياء ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 16 ديسمبر 2025. وقد وافق قادة أستراليا على تشديد قوانين حيازة الأسلحة بعد أن قتل مهاجمون 15 شخصاً بمهرجان يهودي على شاطئ بوندي في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي منذ عقود (أ.ف.ب)
تجمّع المشيّعون في جناح بوندي لإحياء ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 16 ديسمبر 2025. وقد وافق قادة أستراليا على تشديد قوانين حيازة الأسلحة بعد أن قتل مهاجمون 15 شخصاً بمهرجان يهودي على شاطئ بوندي في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي منذ عقود (أ.ف.ب)
TT

جيران المتهمين بحادث سيدني: لم نلحظ عليهم شيئاً

تجمّع المشيّعون في جناح بوندي لإحياء ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 16 ديسمبر 2025. وقد وافق قادة أستراليا على تشديد قوانين حيازة الأسلحة بعد أن قتل مهاجمون 15 شخصاً بمهرجان يهودي على شاطئ بوندي في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي منذ عقود (أ.ف.ب)
تجمّع المشيّعون في جناح بوندي لإحياء ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 16 ديسمبر 2025. وقد وافق قادة أستراليا على تشديد قوانين حيازة الأسلحة بعد أن قتل مهاجمون 15 شخصاً بمهرجان يهودي على شاطئ بوندي في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي منذ عقود (أ.ف.ب)

في ضاحية سيدني حيث عاش المشتبه بهم في حادث سيدني الأخير، أكد أحد الجيران أنه لم يلحظ أي شيء مريب بشأنهم.

سيارة طراز «تويوتا بريوس» بيضاء متوقفة في الممر، وأحذية مكدسة بجانب سجادة الترحيب، وخطوات أقدام وأصوات مكتومة، ثم يخرج رجل ملثم لفترة وجيزة لتسلُّم طلبية طعام، ليختفي بعدها عائداً إلى الداخل. كانت هذه العلامة الوحيدة، صباح الثلاثاء، على وجود حياة في منزل عائلة المشتبه بهم في هجوم بوندي في بونيريغ، ضاحية تتميز بتنوع خلفيات سكانها، الذين يغلب عليهم أبناء الطبقة العاملة في سيدني، وتقع على بُعد قرابة 30 ميلاً غرب المنتزه الشاطئي، حيث وقع هجوم الأحد الدامي.

خارج المنزل، كان بعض المراهقين يقودون دراجات هوائية، بينما كان بعض الجيران يسيرون على الأقدام، وجاء عامل بريد (قال إنه تحدّث مع العائلة، لكنه غير مسموح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام) على متن مركبة كهربائية.

وفي مكان قريب، احتشدت مجموعة كبيرة من الصحافيين، وفق تقرير لـ«نيويورك تايمز»، الثلاثاء.

في وقت سابق من ذلك الصباح، وصل سائق توصيل بدا عليه الارتباك إلى المنزل، حاملاً ما بدا واضحاً أنه رسالة مُسيئة لأسرة مسلمة: نصف فخذ لحم خنزير بقيمة 42 دولاراً، كُتبت عليه عبارة عنصرية، وفق ما أفاد به صحافيون. وجرى وضع فخذ الخنزير داخل كيس ورقي مُزيّن بصور على صلة باحتفالات رأس السنة الجديدة، على الرصيف أمام المنزل. أما العائلة فلم يُجب أي من أفرادها على الطرق على الباب. وعبّر اثنان من الجيران عن اعتقادهما بأن العائلة انتقلت إلى المنزل قبل عام تقريباً، وأنها كانت تعيش في عزلة، إلى حد كبير.

في هذا الصدد، تحدَّث غلين نيلسون، الذي يسكن في الجهة المقابلة من الطريق، عن انطباعاته عن المشتبَه بهم، قائلاً: «لم تحط بهم أي مشكلات». ووصف نيلسون، 65 عاماً، والذي يُقيم في بونيريغ منذ ما يقرب من أربعة عقود، منطقته بأنها مجتمع هادئ يغلب كبار السن على سكانه. وقال إنه كان يرى أحياناً أباً وابنه أمام المنزل، لكنه لم يتحدث إليهما أو إلى أي فرد آخر من أفراد العائلة.

وقال هو وجارٌ آخر إنه بعد ساعات قليلة من إطلاق النار ليلة الأحد، طوّقت عدة سيارات شرطة بأضواء وامضة الشارع. وأشار نيلسون إلى أنه بعد منتصف الليل بقليل، طلبت السلطات من العائلة الخروج من المنزل رافعين أيديهم. وأضاف أنه رأى ثلاثة أشخاص - امرأتين ورجلاً - يخرجون من المنزل.


الشرطة الأسترالية: الهجوم المسلح في سيدني مستوحى من تنظيم «داعش»

تُظهر هذه اللقطة من فيديو نُشر على حساب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (@AlboMP) على تويتر (المعروف سابقاً باسم X) في 16 ديسمبر/كانون الأول 2025، ألبانيز (يسار) وهو يلتقي بأحمد الأحمد الرجل الذي نزع سلاح أحد المهاجمين خلال هجوم شاطئ بوندي في مستشفى بسيدني (أ.ف.ب)
تُظهر هذه اللقطة من فيديو نُشر على حساب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (@AlboMP) على تويتر (المعروف سابقاً باسم X) في 16 ديسمبر/كانون الأول 2025، ألبانيز (يسار) وهو يلتقي بأحمد الأحمد الرجل الذي نزع سلاح أحد المهاجمين خلال هجوم شاطئ بوندي في مستشفى بسيدني (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الأسترالية: الهجوم المسلح في سيدني مستوحى من تنظيم «داعش»

تُظهر هذه اللقطة من فيديو نُشر على حساب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (@AlboMP) على تويتر (المعروف سابقاً باسم X) في 16 ديسمبر/كانون الأول 2025، ألبانيز (يسار) وهو يلتقي بأحمد الأحمد الرجل الذي نزع سلاح أحد المهاجمين خلال هجوم شاطئ بوندي في مستشفى بسيدني (أ.ف.ب)
تُظهر هذه اللقطة من فيديو نُشر على حساب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (@AlboMP) على تويتر (المعروف سابقاً باسم X) في 16 ديسمبر/كانون الأول 2025، ألبانيز (يسار) وهو يلتقي بأحمد الأحمد الرجل الذي نزع سلاح أحد المهاجمين خلال هجوم شاطئ بوندي في مستشفى بسيدني (أ.ف.ب)

قالت مفوضة الشرطة الاتحادية الأسترالية، كريسي باريت، الثلاثاء، إن إطلاق النار الجماعي الذي أودى بحياة 15 شخصاً خلال احتفال بعيد حانوكا على شاطئ بوندي في سيدني كان «هجوماً إرهابياً استلهم من تنظيم داعش».

تجمّع المشيّعون في جناح بوندي لإحياء ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني، بتاريخ 16 ديسمبر كانون الأول 2025. وقد وافق قادة أستراليا على تشديد قوانين حيازة الأسلحة بعد أن قتل مهاجمون 15 شخصاً في مهرجان يهودي على شاطئ بوندي، في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي منذ عقود (أ.ف.ب )

وأوضحت السلطات أن المشتبه بهما، هما أب وابنه 50 و24 عاماً. وقتل الأب برصاص الشرطة، فيما لايزال الابن يتلقى العلاج في المستشفى حتى صباح الثلاثاء.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، خلال مؤتمر صحافي، إن المسؤولين بدأوا لأول مرة الكشف عن الخلفية الآيديولوجية للمشتبه بهما، استناداً إلى أدلة تم الحصول عليها، من بينها «العثور على أعلام لتنظيم (داعش) داخل المركبة التي تمت مصادرتها». ولا يزال 25 شخصاً يتلقون العلاج في المستشفيات بعد المجزرة التي وقعت الأحد، من بينهم 10 في حالة حرجة.

والدا ماتيلدا بريتفان، البالغة من العمر 10 سنوات، إحدى ضحايا حادث إطلاق النار الجماعي الذي استهدف احتفالاً بالعيد اليهودي يوم الأحد، يتفإعلان خلال وقفة حداد على أرواح الضحايا في شاطئ بوندي بمدينة سيدني، أستراليا، في 16 ديسمبر كانون الأول 2025 (رويترز)

دعوات لتشديد قوانين السلاح

وتعهد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي وقادة عدد من ولايات البلاد بتشديد قوانين السلاح الصارمة أصلاً، في خطوة قد تمثل أوسع إصلاحات منذ الهجوم الذي أودى بحياة 35 شخصاً في بورت آرثر بولاية تسمانيا عام 1996 ومنذ ذلك الحين، نادراً ما شهدت أستراليا حوادث إطلاق نار جماعي.

وجاء الكشف عن مزيد من المعلومات في اليوم الثالث الذي أعقب الهجوم، وسط تزايد تساؤلات وغضب الرأي العام بشأن كيفية تمكن المشتبه بهما من التخطيط للهجوم وتنفيذه، وما إذا كان اليهود في أستراليا قد حظوا بحماية كافية في ظل تصاعد معاداة السامية.

وأعلن ألبانيزي خططاً لفرض قيود إضافية على الوصول إلى الأسلحة، ولا سيما بعد اتضاح أن المشتبه به الأكبر سناً كان قد جمع ترسانة من ستة أسلحة بشكل قانوني. وقالت مفوضة الشرطة الاتحادية كريسي باريت: «المشتبه بهما في جرائم القتل، وبقسوة واضحة في تنسيقهما المزعوم للهجوم، بدوا وكأنهما لا يكترثان بأعمار ضحاياهما أو قدراتهم. ويبدو أن القتلة المزعومين كانوا معنيين فقط بالسعي إلى حصد أكبر عدد ممكن من الضحايا».

تجمّع ضباط الشرطة قرب جناح شاطئ بوندي، عند النصب التذكاري المُزيّن بالزهور، لتكريم ضحايا حادث إطلاق النار الجماعي الذي استهدف احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) الأحد، على شاطئ بوندي في سيدني، أستراليا، في 16 ديسمبر كانون الأول 2025 (رويترز)

التحقيق في رحلة المشتبه بهما إلى الفلبين

من جهته، قال مال لانيون، مفوض شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، إن المشتبه بهما سافرا إلى الفلبين الشهر الماضي. وأضاف أن المحققين سيبحثون في أسباب الرحلة والأماكن التي زاراها هناك. وأكد لانيون أيضاً أن مركبة أخرجت من موقع الهجوم، وكانت مسجلة باسم المشتبه به الأصغر سناً، احتوت على عبوات ناسفة بدائية الصنع.

وأضاف: «أؤكد كذلك أنها كانت تحتوي على رايتين مصنوعتين يدوياً لتنظيم (داعش)».

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالاً يهودياً بعيد حانوكا على الشاطئ الشهير مساء الأحد. ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء. لكن ألبانيزي قدّم الثلاثاء أحد التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب «مذبحة جماعية» وقال: «يبدو أن ذلك كان مدفوعاً بآيديولوجية تنظيم (داعش)... الآيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى آيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي». وقال في مقابلة منفصلة: «مع صعود تنظيم (داعش) منذ أكثر من عقد، أصبح العالم يعاني هذا التطرف وهذه الآيديولوجية».

وقال ألبانيزي إن نافيد أكرم وهو عامل بناء عاطل عن العمل يبلغ 24 عاماً لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين» لكن لم يُعتدّ تهديداً وشيكاً وقتها.

وأضاف: «لقد حققوا معه، وحققوا مع أفراد أسرته، وحققوا مع أشخاص محيطين به، لكنه لم يُعدّ في ذلك الوقت شخصاً محل اهتمام».

حضر الناس مراسم تأبين بالزهور تكريماً لضحايا حادث إطلاق النار الجماعي الذي استهدف احتفالاً بعيد الأنوار (حانوكا)على شاطئ بوندي في سيدني 16 ديسمبر2025 (رويترز)

وما زالت الشرطة تحاول تجميع خيوط تحركات المشتبه بهما في الفترة التي سبقت إطلاق النار، وأعلنت الثلاثاء أنها تحقق في سبب سفرهما إلى الفلبين قبل شهر من تنفيذ العملية.

في هذا الإطار، أكدت إدارة الهجرة في مانيلا، الثلاثاء، أن الرجل وابنه أمضيا نوفمبر (تشرين الثاني) بأكمله تقريباً في الفلبين حيث دخل الأب البلاد بصفته «مواطناً هندياً».

وقالت الناطقة باسم إدارة الهجرة الفلبينية دانا ساندوفال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وصل ساجد أكرم (50 عاماً) وهو مواطن هندي، ونافيد أكرم (24 عاماً)، وهو مواطن أسترالي، إلى الفليبين معاً في 1 نوفمبر 2025 من سيدني، أستراليا». وكانت مقاطعة دافاو الجنوبية مدرجةً وجهتهما النهائية، مضيفة أنهما غادرا البلاد في 28 نوفمبر.

وكانت وسائل الإعلام المحلية أفادت بأن السؤال الرئيسي في هذا التحقيق هو ما إذا كانا قد التقيا متطرفين إسلامويين خلال رحلة إلى الفلبين في نوفمبر من هذا العام.

ووفق التقارير، أخبر نافيد والدته يوم الهجوم بأنه سيغادر المدينة للذهاب في رحلة صيد. وبدلاً من ذلك، تعتقد السلطات أنه كان في شقة مستأجرة مع والده حيث كانا يخططان للهجوم.

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاماً وتقتله. أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة فنقل إلى المستشفى حيث هو الآن في غيبوبة. وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء إن السيارة التي استخدمها المسلحان، كانت تحتوي على علمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل، وهي مسجّلة باسم الابن.

صورة من أعلى - أفراد عائلات الضحايا يتفاعلون وهم يقفون مع المعزين قرب النصب التذكارية في جناح بوندي، إحياءً لذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني، بتاريخ 16 ديسمبر كانون الأول 2025. وقد وافق قادة أستراليا على تشديد قوانين حيازة الأسلحة بعد أن قتل مهاجمون 15 شخصاً في مهرجان يهودي (أ.ف.ب )

تشديد الرقابة على الأسلحة

وكان من بين القتلى فتاة تبلغ 10 سنوات وناجٍ من المحرقة وحاخام، فيما نقل 42 شخصاً إلى المستشفى أصيبوا خلال الواقعة. واتفق قادة أستراليا الاثنين على تشديد القوانين التي سمحت للأب بامتلاك ستة أسلحة نارية. وأصبحت حوادث إطلاق النار نادرة في أستراليا منذ قتل مسلح 35 شخصاً في مدينة بورت آرثر السياحية عام 1996.

وأدت تلك الحادثة إلى حملة دولية تضمنت برنامجاً لإعادة شراء الأسلحة وفرض قيود على الأسلحة النصف آلية.

لكنّ العديد من الأستراليين يتساءلون الآن عما إذا كانت تلك القوانين قادرة على التعامل مع المبيعات عبر الإنترنت والزيادة المطردة في الأسلحة التي يملكها الأفراد.

وقال ديفيد سوفيير (43 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «هذا الوضع المروع الآن يجعلني أشعر بأن هناك حاجة لأن تكون (القوانين) أكثر صرامة».

من جهته، عدّ آلن مكراي البالغ 75 عاماً أنه «لا يحتاج كُثر إلى سلاح». وأضاف: «كان من الممكن أن يقلل ذلك من احتمال حدوث الواقعة».

فشل في التحرك

وتسبب الهجوم الأخير في إحياء الادعاءات بأن أستراليا لا تبذل جهوداً كبيرة لمحاربة معاداة السامية. وقال سفير إسرائيل لدى أستراليا أمير ميمون في أثناء زيارته نصباً تذكارياً للضحايا الثلاثاء: «خلال السنوات الأربع الماضية، كنت واضحاً جداً. وكنت واضحاً جداً بشأن مخاطر تصاعد معاداة السامية». وقال رئيس الرابطة اليهودية الأسترالية روبرت غريغوري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الحكومة «فشلت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المجتمع اليهودي».

والثلاثاء، زار رئيس الوزراء أحمد الأحمد، «بطل» حادثة إطلاق النار، في المستشفى مشيداً بجهوده للمساعدة في وقف أعنف هجوم مسلح تشهده البلاد منذ عقود.

وأظهرت لقطات مصورة الأحمد، وهو بائع فاكهة سوري جاء إلى البلاد قبل نحو 10 سنوات، وهو يتنقل بين سيارات متوقفة في أثناء إطلاق النار، ليصل إلى المهاجمين ويتمكن من انتزاع مسدس من يد أحدهما. وقال ألبانيزي بعد زيارته: «كان يحاول شرب فنجان من القهوة ووجد نفسه في لحظة يتم فيها إطلاق النار على الناس أمامه... قرر أن يتحرّك، وشجاعته هي مصدر إلهام لجميع الأستراليين».

وأشاد رئيس الوزراء الأسترالي ألبانيزي، الثلاثاء، بالسوري أحمد الأحمد، الذي نزع سلاح أحد المهاجمين في سيدني، واصفاً إياه بالبطل القومي ومثنياً على أعماله التي تعد مثالاً على الشجاعة والإنسانية. وقال ألبانيز للصحافيين بعد زيارة الأحمد (43 عاماً) في المستشفى: «أحمد الأحمد بطل أسترالي حقيقي. فهو متواضع للغاية». وأضاف: «لقد قرر التحرك، وألهمت شجاعته جميع الأستراليين». وتمكن الأحمد، الذي ولد في سوريا، من التغلب على أحد المهاجمين من الخلف وتمكن من الاستيلاء على سلاحه، حسبما أظهر مقطع فيديو. وقال ألبانيزي إنه أصيب بطلقات نارية في ذراعه، ومن المتوقع أن يخضع لجراحة الأربعاء.

وتحدثت وسائل الإعلام الأسترالية عن أفعال شجاعة قام بها مدنيون خلال الهجوم. وذكرت صحيفة «سيدني مورنيج هيرالد» أن كاميرا مثبتة في سيارة أظهرت زوجين يواجهان المهاجم نفسه لدى نزوله من سيارة مسلحاً، حيث أجبراه على الاستلقاء أرضاً وأسقطا سلاحه من يديه. وبعد ذلك ترنح المهاجم عائداً إلى الرصيف. وأظهرت صورة التقطتها طائرة مسيّرة لاحقاً الزوجين وقد لقيا حتفهما على الرصيف. ولم يتم الإعلان عن هويتهما بعد. ولم تتضح بعد الأنشطة التي قاما بها في الفلبين أو ما إذا كانا قد سافرا إلى مكان آخر بعد الهبوط في دافاو بمنطقة مينداناو التي تنشط فيها جماعات إرهابية، من بينها فصائل مرتبطة بتنظيم «داعش». وفي عام 2017، سيطر مسلحون متأثرون بفكر تنظيم «داعش» على أجزاء من مدينة ماراوي في جنوب الفلبين وتمكنوا من الاحتفاظ بها لخمسة أشهر رغم عمليات برية وجوية ظل الجيش يشنها. وأدى حصار ماراوي، الذي شكل أكبر معركة تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، إلى نزوح نحو 350 ألف شخص ومقتل أكثر من 1100 معظمهم من المسلحين.