اصطف عشرات الناس في وقت مبكر، الثلاثاء، على شاطئ بوندي في سيدني لتأبين الضحايا الخمس عشرة ومؤازرة المصابين في حادث إطلاق النار الذي استهدف الاحتفال اليهودي يوم الأحد، وهو أسوأ إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ نحو 30 عاما. وبلغ عدد القتلى 16 شخصاً بمن فيهم أحد المسلحين الاثنين البالغ من العمر 50 عاماً الذي أطلقت الشرطة النار عليه يوم الأحد. وقالت الشرطة يوم الاثنين إن ابن الرجل، وهو المسلح الآخر ويبلغ من العمر 24 عاماً، يرقد في حالة حرجة في المستشفى.

وأطلق الرجل وابنه النار على مئات الأشخاص في عيد حانوكا اليهودي الذي كان يقام على شاطئ بوندي، ما أجبر الناس على الفرار والاحتماء.
ولم تعلن الشرطة عن اسمي المشتبه بهما، لكن قناة «إيه بي سي» الرسمية ووسائل إعلام أخرى كشفت عن اسميهما، وهما ساجد أكرم وابنه نافد. وتراجع الحكومة الأسترالية حالياً قوانين الأسلحة التي تعدّ من بين الأشد صرامة في العالم وذلك بعدما تبين أن ساجد أكرم كانت لديه ستة أسلحة مسجلة.
وقالت الشرطة إنه كان يحمل رخصة سلاح منذ عام 2015. وذكرت شبكة «إيه بي سي نيوز» أنه عُثر على علمين لتنظيم «داعش» المتشدد في سيارة المسلحين دون أن تذكر مصدراً. وقال وزير الداخلية توني بيرك، الثلاثاء، إن قوانين الأسلحة التي أدخلتها الحكومة الائتلافية الليبرالية القومية السابقة في عام 1996 في أعقاب مذبحة بورت آرثر تحتاج إلى إعادة نظر.
وكان من بين الضحايا الخمس عشرة حاخام، وهو أب لخمسة أطفال، وناج من المحرقة، وطفلة 10 أعوام، وفقاً لمقابلات ومسؤولين وتقارير وسائل الإعلام المحلية.
وتحدثت عمة ماتيلدا البالغة من العمر 10 سنوات علناً عن حسرة عائلتها، قائلة إنهم في صدمة ويكافحون من أجل التأقلم مع المأساة.
وأوضحت لينا تشيرنيخ أن ماتيلدا كانت مع شقيقتها سمر البالغة من العمر 6 سنوات وقت الهجوم. وقالت: «آمل أن تتخطى هذه المحنة... وأن نتخطى جميعاً هذه المحنة».
وقالت شرطة نيو ساوث ويلز في وقت متأخر، الاثنين، إن اثنين من ضباط الشرطة لا يزالان بالمستشفى في حالة حرجة ولكن مستقرة. وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الثلاثاء، إن الهجوم على حشد كان يحتفل بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني يبدو أنه «مدفوع بآيديولوجية تنظيم (داعش)».

في غضون ذلك، حثت جماعات يهودية بارزة في الولايات المتحدة جميع المنظمات اليهودية، على تشديد الإجراءات الأمنية المتخذة في الفعاليات العامة، بما يشمل فرض قيود على الدخول، في أعقاب حادث إطلاق النار الجماعي الدموي الذي استهدف احتفالاً بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) على شاطئ أسترالي شهير.
وقالت الجماعات، ومنها ثلاث متخصصة في الشؤون الأمنية، إن الفعاليات اليهودية العامة المقررة في الأيام المقبلة يجب أن تقتصر على الأشخاص الذين تم التحقق من هويتهم بعد التسجيل المسبق. وجاء في البيان الخاص بالجماعات اليهودية: «يجب أن يتم تقديم تفاصيل الموقع والتوقيت وغير ذلك من المعلومات، بعد تأكيد التسجيل فقط. كما يجب تطبيق نظام للتحكم في الدخول (مع توفير أقفال وإجراءات دخول)، بحيث لا يتم السماح إلا للمسجلين/ الحضور المعروفين والمؤكد حضورهم بالدخول إلى المنشأة/ الفعالية».
وفي الوقت نفسه، وبالتزامن مع هذا النداء العاجل لزيادة الاحتياطات، قال بعض الحاخامات إن معابدهم ستواصل الاحتفالات الواسعة النطاق، بهدف إظهار الصمود. وتعهد قادة في أستراليا، الاثنين، بإجراء تعديلات شاملة على قوانين حيازة الأسلحة الصارمة بالفعل، وذلك عقب الهجوم الذي وقع في شاطئ بوندي بسيدني.



