في ضاحية سيدني حيث عاش المشتبه بهم في حادث سيدني الأخير، أكد أحد الجيران أنه لم يلحظ أي شيء مريب بشأنهم.
سيارة طراز «تويوتا بريوس» بيضاء متوقفة في الممر، وأحذية مكدسة بجانب سجادة الترحيب، وخطوات أقدام وأصوات مكتومة، ثم يخرج رجل ملثم لفترة وجيزة لتسلُّم طلبية طعام، ليختفي بعدها عائداً إلى الداخل. كانت هذه العلامة الوحيدة، صباح الثلاثاء، على وجود حياة في منزل عائلة المشتبه بهم في هجوم بوندي في بونيريغ، ضاحية تتميز بتنوع خلفيات سكانها، الذين يغلب عليهم أبناء الطبقة العاملة في سيدني، وتقع على بُعد قرابة 30 ميلاً غرب المنتزه الشاطئي، حيث وقع هجوم الأحد الدامي.
خارج المنزل، كان بعض المراهقين يقودون دراجات هوائية، بينما كان بعض الجيران يسيرون على الأقدام، وجاء عامل بريد (قال إنه تحدّث مع العائلة، لكنه غير مسموح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام) على متن مركبة كهربائية.
وفي مكان قريب، احتشدت مجموعة كبيرة من الصحافيين، وفق تقرير لـ«نيويورك تايمز»، الثلاثاء.
في وقت سابق من ذلك الصباح، وصل سائق توصيل بدا عليه الارتباك إلى المنزل، حاملاً ما بدا واضحاً أنه رسالة مُسيئة لأسرة مسلمة: نصف فخذ لحم خنزير بقيمة 42 دولاراً، كُتبت عليه عبارة عنصرية، وفق ما أفاد به صحافيون. وجرى وضع فخذ الخنزير داخل كيس ورقي مُزيّن بصور على صلة باحتفالات رأس السنة الجديدة، على الرصيف أمام المنزل. أما العائلة فلم يُجب أي من أفرادها على الطرق على الباب. وعبّر اثنان من الجيران عن اعتقادهما بأن العائلة انتقلت إلى المنزل قبل عام تقريباً، وأنها كانت تعيش في عزلة، إلى حد كبير.
في هذا الصدد، تحدَّث غلين نيلسون، الذي يسكن في الجهة المقابلة من الطريق، عن انطباعاته عن المشتبَه بهم، قائلاً: «لم تحط بهم أي مشكلات». ووصف نيلسون، 65 عاماً، والذي يُقيم في بونيريغ منذ ما يقرب من أربعة عقود، منطقته بأنها مجتمع هادئ يغلب كبار السن على سكانه. وقال إنه كان يرى أحياناً أباً وابنه أمام المنزل، لكنه لم يتحدث إليهما أو إلى أي فرد آخر من أفراد العائلة.
وقال هو وجارٌ آخر إنه بعد ساعات قليلة من إطلاق النار ليلة الأحد، طوّقت عدة سيارات شرطة بأضواء وامضة الشارع. وأشار نيلسون إلى أنه بعد منتصف الليل بقليل، طلبت السلطات من العائلة الخروج من المنزل رافعين أيديهم. وأضاف أنه رأى ثلاثة أشخاص - امرأتين ورجلاً - يخرجون من المنزل.



