صواريخ بيونغ يانغ تُصعّد التوتر في شبه الجزيرة الكورية

دعوات دولية للصين لمنع بيونغ يانغ من التحايل على العقوبات

شاشة في محطة بسيول تعرض خبر إطلاق كوريا الشمالية صواريخ جديدة (أ.ف.ب)
شاشة في محطة بسيول تعرض خبر إطلاق كوريا الشمالية صواريخ جديدة (أ.ف.ب)
TT

صواريخ بيونغ يانغ تُصعّد التوتر في شبه الجزيرة الكورية

شاشة في محطة بسيول تعرض خبر إطلاق كوريا الشمالية صواريخ جديدة (أ.ف.ب)
شاشة في محطة بسيول تعرض خبر إطلاق كوريا الشمالية صواريخ جديدة (أ.ف.ب)

أطلقت كوريا الشمالية، السبت، «عدداً من صواريخ كروز» باتجاه البحر الأصفر بين الصين وشبه الجزيرة الكورية، وفق ما أعلنت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية. في الوقت ذاته، تتحفظ بيونغ يانغ عن التعليق على وضع الجندي الأميركي الذي فرّ الثلاثاء، من الجنوب ودخل أراضيها. من جهة أخرى، طلب سفراء عدد من الدول لدى الأمم المتحدة «مساعدة» الصين في وقف محاولات كوريا الشمالية التحايل على العقوبات.

تصعيد صاروخي

فاقمت التجارب الصاروخية التي تجريها بيونغ يانغ بانتظام منذ أسابيع، من حدّة التوتر الأمني في شبه الجزيرة الكورية. وبعد 3 أيام على إطلاق كوريا الشمالية صاروخين باليستيين في بحر اليابان، أطلقت «عدداً من صواريخ كروز» مساء الجمعة. وذكرت هيئة الأركان الكورية الجنوبية أن «الاستخبارات الكورية الجنوبية والأميركية تُقيّم عملية الإطلاق، وتراقب في الوقت نفسه مؤشرات لأي أنشطة إضافية». وبلغت العلاقات بين الكوريتين أدنى مستوياتها على الإطلاق، مع تعثّر الدبلوماسية ودعوة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى تسريع برنامج التسلح وتطويره ليشمل أسلحة نووية تكتيكية.

تتحفظ كوريا الشمالية عن التعليق على مصير الجندي الأميركي «المحتجز» لديها (إ.ب.أ)

ويأتي إطلاق الصواريخ الأخيرة بينما دخل الجندي الأميركي ترافيس كينغ إلى كوريا الشمالية من الجنوب الثلاثاء، وقد يكون محتجزاً لدى سلطات بيونغ يانغ، حسب الجيش الأميركي. وكان يفترض بالجندي الذي أمضى عقوبة بالسجن في كوريا الجنوبية بتهمة اعتداء، أن يعود إلى الولايات المتحدة ليواجه عقوبات تأديبية.

ولم تقدّم كوريا الشمالية حتى الآن، أي أنباء عنه لواشنطن. وقال الجيش الأميركي إنه «قلق جداً» بشأن مصير كينغ، و«طريقة معاملته». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مات ميللر، الخميس، إن «البنتاغون حاول الاتصال بالجيش الكوري الشمالي للاستفسار عن وضع كينغ، لكنه لم يتلقَّ أي رد».

نداء إلى الصين

تخضع كوريا الشمالية منذ 2006 لعقوبات دولية تمّ تشديدها 3 مرات في عام 2017. واتّخذ مجلس الأمن في ذلك العام، بالإجماع إجراءات تحدّ خصوصاً من الواردات النفطية لكوريا الشمالية، لإجبارها على وقف برامج الأسلحة النووية والباليستية.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يسار) خلال حضوره اختبار أحدث الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (د.ب.أ)

وفي رسالة نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، طلبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان ودول أخرى «مساعدة» الصين لمنع كوريا الشمالية من استخدام المياه الإقليمية الصينية للالتفاف على عقوبات الأمم المتحدة. وفي هذه الرسالة، طلب سفراء تلك الدول لدى الأمم المتحدة «مساعدة» نظيرهم الصيني تشانغ جون «لوقف الأنشطة البحرية (لكوريا الشمالية) التي تسعى إلى الإفلات من العقوبات المفروضة بموجب قرارات مجلس الأمن» الدولي.

وقّع الرسالة كل من سفراء أستراليا وكندا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وقال السفراء إنهم يشعرون «خصوصاً بقلق إزاء الوجود المتكرّر لناقلات نفط تستخدم مياه (الصين) الوطنية في خليج سانشا ملاذاً لتسهيل تجارتها من المنتجات البترولية» المشمولة بالعقوبات باتجاه كوريا الشمالية. وأشارت الرسالة إلى أنه سيتمّ أيضاً إرسال صور أقمار صناعية تظهر أن «هذه الممارسات استمرت» في عامي 2022 و2023.

وقال الموقّعون: «نكرّر للصين طلبنا السابق تفتيش السفن بحثاً عن أدلة على الاتجار غير المشروع بالنفط»، و«طرد» تلك السفن من مياهها «في أقرب وقت» إذا عادت إلى خليج سانشا.

وفي مايو (أيار) 2022، استخدمت الصين وروسيا حقّ النقض ضد قرار يفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ. ومذّاك، لم يصدر عن المجلس أي قرار أو بيان، رغم إقدام كوريا الشمالية على عمليات إطلاق صاروخية عدة.

وتتّهم الولايات المتحدة بانتظام، بكين وموسكو، بأنهما تشكّلان «درعاً» للنظام الكوري الشمالي، وتشجّعان على عمليات إطلاق صاروخية جديدة من خلال منعهما صدور ردّ موحّد من المجلس. ويفترض أن يجتمع قادة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، الشهر المقبل، في الولايات المتحدة، لتعزيز تعاونهم في مواجهة التهديدات المزدادة من بيونغ يانغ. وخلال الشهر نفسه، من المقرّر أن تبدأ واشنطن وسيول مناوراتهما العسكرية المشتركة السنوية الرئيسية التي تثير غضب كوريا الشمالية، عادّة أنها تدريبات على غزو أراضيها.


مقالات ذات صلة

بوتين يأمر بـ«اختبارات» في الوضع القتالي للصاروخ «أوريشنيك»

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يأمر بـ«اختبارات» في الوضع القتالي للصاروخ «أوريشنيك»

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنتاج كمية كبيرة من الصاروخ الباليستي الجديد فرط الصوتي «أوريشنيك» ومواصلة اختباره في الأوضاع القتالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا قبة مبنى مجلس الشيوخ في الكرملين خلف برج سباسكايا وسط موسكو 4 مايو 2023 (رويترز)

روسيا: قصف أوكرانيا بصاروخ فرط صوتي تحذير للغرب

قال الكرملين، الجمعة، إن الضربة التي وُجّهت لأوكرانيا باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي تم تطويره حديثاً تهدف إلى تحذير الغرب.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين 21 نوفمبر 2024 (أ.ب) play-circle 00:21

بوتين يهدد باستهداف الدول التي تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لقصف روسيا

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن بلاده يمكن أن تستخدم صواريخها الجديدة ضد الدول التي تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها على روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون يعملون بموقع هجوم صاروخي روسي في دنيبرو بأوكرانيا 21 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

أوكرانيا: روسيا هاجمت مدينة بصاروخ باليستي عابر للقارات للمرة الأولى منذ بدء الحرب

أعلنت أوكرانيا أن روسيا أطلقت، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، صاروخاً باليستياً عابراً للقارات استهدف مدينة دنيبرو بوسط شرق البلاد، خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صاروخ «ستورم شادو» خلال معرض في باريس (أ.ب)

أوكرانيا تطلق صواريخ «ستورم شادو» البريطانية بعيدة المدى على روسيا

أطلقت أوكرانيا صواريخ بريطانية بعيدة المدى من طراز «ستورم شادو» على الأراضي الروسية للمرة الأولى منذ بداية الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)

لقطات جوية تظهر انتهاك كوريا الشمالية للعقوبات المفروضة على النفط الروسي

سفينة تتبع كوريا الشمالية في ميناء روسي (صورة نشرتها مجموعة «أوبن سورس سنتر»)
سفينة تتبع كوريا الشمالية في ميناء روسي (صورة نشرتها مجموعة «أوبن سورس سنتر»)
TT

لقطات جوية تظهر انتهاك كوريا الشمالية للعقوبات المفروضة على النفط الروسي

سفينة تتبع كوريا الشمالية في ميناء روسي (صورة نشرتها مجموعة «أوبن سورس سنتر»)
سفينة تتبع كوريا الشمالية في ميناء روسي (صورة نشرتها مجموعة «أوبن سورس سنتر»)

خلص تحليل لصور التقطتها أقمار اصطناعية ونشرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ومجموعة «أوبن سورس سنتر» التي مقرها بريطانيا، الجمعة، إلى ترجيح أن كوريا الشمالية تلقت أكثر من مليون برميل من النفط من روسيا على مدى ثمانية أشهر خلال العام الحالي، وهو ما يمثل انتهاكاً للعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة.

وأفاد التقرير، الذي نشر على الموقع الإلكتروني لمجموعة «أوبن سورس سنتر» البحثية، بأن ناقلات نفط من كوريا الشمالية أجرت أكثر من 40 زيارة إلى ميناء «فوستوتشني» في أقصى شرق روسيا منذ مارس (آذار)، وفقا لوكالة «رويترز».

وجاء في التقرير: «عشرات الصور عالية الدقة من الأقمار الاصطناعية وبيانات نظام التعريف الآلي، والصور التي نشرتها بعثات استطلاع بحري مكلفة بمراقبة أنشطة كوريا الشمالية ذات الصلة بخرق عقوبات الأمم المتحدة، تظهر ناقلات كورية شمالية وهي تجري عمليات تحميل متكررة بمحطة نفط في ميناء فوستوتشني الروسي»، مضيفاً أن وزارة الخارجية الروسية لم ترد على طلب للتعليق.