بخلاف المنافسة بين المرشحين والأحزاب، تشهد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تُجرى يوم الأحد المقبل سباقاً آخر في أشكال الدعاية الانتخابية، إذ أعد المرشحون والأحزاب حملات ضخمة، سواءً في الشوارع وعبر شاشات التلفزيون، وهو أسلوب تقليدي معتاد في كل انتخابات. لكن مع شيوع وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت أشكال أخرى للدعاية منها «الكوميكس» و«الكارتون».
وفي ظل تصاعد المنافسة بين المرشحين في الساحات والميادين، ظهرت لافتات حملت أفكاراً جريئة وإبداعية، لا سيما من جانب الشباب، خصوصاً مؤيدي مرشح المعارضة للرئاسة رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو، اتسقت مع حديثه المتكرر عن إطلاق حرية التعبير والسماح بانتقاده بلا خوف.
وظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك في التجمعات الانتخابية لافتات تحمل رسوماً تصور كليتشدار أوغلو على أنه «سوبر مان»، وأخرى تصوره على أنه كابوس يزور إردوغان في منامه، مع عبارته التي أطلقها في البرلمان من قبل مستعيراً إحدى الجمل العالقة بالأذهان من أحد الأفلام السينمائية القديمة: «أنا كمال قادم».
اختارت رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشينار أسلوباً مميزاً في حملتها الدعائية وأدخلت الغرافيكس في اللافتة الرئيسية لحملتها حيث وضعت صورتها وصورة مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك وصوراً تعبر عن مواطنين من مختلف الفئات مع عبارة «تركيا ستكتب التاريخ».
وعكس العديد من مرشحي حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، الحنين إلى الحقبة العثمانية في لافتات الدعاية، وحملت اللافتات صوراً لهم بملابس تعود إلى تلك الحقبة التي يتوق إليها المحافظون وأنصار الحزب الحاكم.
المحلل كمال أفجي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الأحزاب السياسية والمرشحين يريدون الوصول إلى الناخبين والحصول على الأصوات من خلال التأثير عليهم بمختلف الوسائل وبطريقة فعالة ومفهومة باستخدام أنسب وسائل الاتصال السياسي لجذب انتباه الناخبين والحصول على السلطة من خلال إقناعهم. وأضاف: «يجب أولاً وقبل كل شيء أن تلفت الرسائل الواردة في الحملات الانتخابية انتباه الناخبين وأن تتقاطع مع الأفكار والمشكلات التي يعانيها المواطنون».
وأظهرت دراسة حول تأثير وسائل الدعاية على الناخبين أن الرسائل السياسية التي يتم تقديمها عبر أدوات الاتصال مثل التلفزيون والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المطبوعة تجذب انتباه الناخبين أكثر من الطرق الأخرى.
وأوضحت الدراسة أنه لا يمكن القول إن الأنشطة مثل الحملات الترويجية والزيارات الميدانية وقوافل السيارات والتجمعات ومكاتب الانتخابات، والأغاني المعدة لهذه المناسبة، تنجح في جذب انتباه الناخبين بصورة كبيرة، مقارنة بوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.