أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن تطلعه لمشاركة فاعلة من قبل دول الاتحاد الأوروبي في تمويل إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً أهمية تفعيل الآليات الأوروبية الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية وتعزيز ميزانيتها.
جاء ذلك خلال استقباله، الخميس، المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات حاجة لحبيب التي تزور مصر، حيث من المقرر أن تتفقد معبر رفح البري بشمال سيناء على الحدود مع قطاع غزة يوم الجمعة.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير تميم خلاف، فإن عبد العاطي أكد «ضرورة إعادة تأسيس البنية التحتية في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بصورة آمنة وسريعة ومن دون عوائق».

وأطلع عبد العاطي المسؤولة الأوروبية على مستجدات الأوضاع في قطاع غزة وجهود تثبيت وقف إطلاق النار اتساقاً مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورحّب بانعقاد الاجتماع الأول لـ«مجموعة مانحي فلسطين» ببروكسل في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، مشيراً إلى الإعداد الجاري لاستضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار وتنمية غزة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصدرت مصر والاتحاد الأوروبي بياناً مشتركاً في نهاية «القمة المصرية - الأوروبية» التي انعقدت في بروكسل أكدا فيه «ضرورة توفير وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل آمن وسريع ودون عوائق»، وعبرا عن «قلق بالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي في القطاع».
وأشار عبد العاطي، بحسب البيان الصادر عن «الخارجية المصرية»، الخميس، إلى المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في تحمل أعباء الأزمات الجيوسياسية وأزمات اللاجئين والمهاجرين، لافتاً إلى «الأعباء التي تتحملها مصر نتيجة استضافة ملايين الأجانب المتأثرين بأزمات الجوار».
من جانبها، أشادت المسؤولة الأوروبية بالجهود المصرية الداعمة للسلام والاستقرار في المنطقة، وكذا بالدور الحيوي الذي اضطلعت به مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية، مشددةً على دعم الاتحاد الأوروبي للجهود المصرية، ومؤكدة الحرص على مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر.

وعلى مستوى العلاقات الثنائية، ثمّن وزير الخارجية المصري «التطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي منذ الإعلان المشترك في مارس (آذار) 2024 بشأن رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية وشاملة»، وأكد عبد العاطي «حرص مصر على مواصلة العمل لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفي إطار تنفيذ المحاور الستة للشراكة الاستراتيجية».
كما تناول اللقاء التطورات في لبنان، وأكد عبد العاطي «ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة وسيادة وأمن واستقرار لبنان»، وجدّد «موقف مصر الراسخ الداعي إلى احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية ورفض أي تحركات أو تدخلات من شأنها تقويض الاستقرار»، داعياً إلى «تفعيل عملية سياسية شاملة تحقق تطلعات الشعب السوري».
وخلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءه بالمسؤولة الأوروبية حاجة لحبيب، أشار عبد العاطي إلى أن «مصر قدمت أكثر من 70 في المائة من حجم المساعدات التي وصلت لقطاع غزة منذ بدء الحرب»، مجدداً التأكيد أن «معبر رفح يعمل على مدار الساعة من الجانب المصري، لكنه متوقف من الجانب الآخر».
من جانبها، قالت لحبيب خلال المؤتمر إن «مصر فتحت ذراعيها لآلاف الفلسطينيين منذ بدء الحرب في قطاع غزة»، مشددة على ضرورة «ضمان وصول المساعدات الإنسانية للقطاع»، وأضافت: «سنتفقّد في معبر رفح المصري الاستعدادات الجارية لتجهيز المساعدات لقطاع غزة».









