في تطور حمل في البداية بصمات حوثية، أفادت وكالتا أمن بحري بريطانيتان، السبت، بتعرض ناقلة نفط تحمل اسم «فالكون» لانفجار في خليج عدن مما أشعل النار على متنها. وتم تسجيل فقدان اثنين من البحارة فيما جرى إجلاء بقية الطاقم وعددهم 24 إلى جيبوتي.
ونقلت قناة «المسيرة» وهي الذراع الإعلامية للجماعة الحوثية تعليقا على لسان مصدر بوزارة الدفاع (في حكومة الانقلاب)، «ينفي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن استهداف سفينة في خليج عدن»، مضيفا بأنه لا علاقة لقواتهم بهذا الحادث.
يأتي النفي بمثابة رسالة ثانية من الحوثيين بتوقفهم عن الهجمات البحرية، بعد يومين من خطاب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي الذي كرر خلال كلمة له جملة «إن عدتم عدنا» في إشارة ضمنية إلى توقف الهجمات بعد هدوء الأوضاع في غزة.
يعزز النفي الحوثي ما نقلته خدمة تعقب ناقلات النفط «تانكر تراكرز» إن السفينة التي تحمل علم الكاميرون والمحملة بغاز مسال إيراني، كانت متجهة على الأرجح إلى ميناء رأس عيسى في الحديدة غرب اليمن لإمداد الحوثيين.
وأعلنت عملية «أسبيدس» البحرية الأوروبية السبت، أن هناك مفقودين اثنين من طاقم السفينة البالغ 26 بحارا، كلهم يحملون الجنسية الهندية باستثناء شخص أوكراني.
وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت بلاغاً عن هجوم بمقذوف استهدف سفينة على بُعد 116 ميلاً بحرياً شرق مدينة عدن اليمنية، مما أدى إلى اندلاع حريق على متنها.
وأوضحت الهيئة أن السلطات البحرية «تتحقق من تفاصيل الحادث»، داعية السفن في المنطقة إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي أنشطة مريبة.
من جهتها، أفادت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري بأن الناقلة أصدرت نداء استغاثة عقب انفجار على متنها على بُعد نحو 60 ميلاً بحرياً جنوب أحْوَرْ (وهي مديرية تابعة لمحافظة أبين).
UKMTO WARNING 036-25 - ATTACK - 18 OCT 25Click here to view the full Advisory⤵️https://t.co/yo0ifPJJjr#MaritimeSecurity #MarSec pic.twitter.com/BhoVg5rLs7
— UKMTO Operations Centre (@UK_MTO) October 18, 2025
وقالت «أمبري» إن الحريق نجم عن إصابة السفينة بمقذوف أُطلق من جهة مجهولة قبالة الساحل اليمني في خليج عدن، دون تسجيل إصابات بين أفراد الطاقم. ولم يصدر الحوثيون تعليقاً فورياً.
وتأتي هذه الواقعة بعد أقل من ثلاثة أسابيع على هجوم حوثي في 29 سبتمبر (أيلول) أدى إلى مقتل بحار فلبيني، إثر استهداف سفينة تجارية ترفع العلم الهولندي.
وأعلنت المهمة البحرية الأوروبية نجاحها في تنفيذ عملية إنقاذ لطاقم السفينة، مؤكدة إجلاء جميع أفرادها الـ19.
خسائر بشرية ومادية
وفق بيانات غربية، أسفرت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى الآن عن غرق أربع سفن واحتجاز خامسة، ومقتل تسعة بحارة على الأقل، في حين لا تزال الجماعة تحتجز 12 بحاراً.
كما تسبّبت الهجمات في اضطرار شركات شحن دولية إلى تحويل مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل والتأمين وتأخير سلاسل التوريد.

وترى الحكومة اليمنية أن استمرار تلك الهجمات يعكس محاولة الحوثيين الهروب من أي تسوية سياسية، مؤكدة أن مصالح أكثر من 55 دولة باتت متأثرة مباشرة بالعمليات الحوثية التي تهدد حرية التجارة العالمية في البحر الأحمر، أحد أهم الشرايين الحيوية للاقتصاد الدولي.
وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قد تبنّى، في وقت سابق، تنفيذ أكثر من 228 هجوماً بحرياً خلال العامَيْن الماضيَيْن، زاعماً أنها تأتي في إطار ما سمّاه «الإسناد للشعب الفلسطيني».
كما أبدى الحوثي في خطبه الأخيرة مخاوف من مرحلة ما بعد اتفاق غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، مشيراً إلى أن جماعته «تتابع بدقة» ما إذا كان الاتفاق سيُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، محذراً من أن ما يجري قد يكون «خدعة».
ودعا الحوثي أنصاره إلى مواصلة الحشد والاستعداد العسكري، مشدداً على ضرورة «تطوير القدرات الدفاعية تحسباً لأي عدوان إسرائيلي أو أميركي»، على حد قوله.
وفي مايو (أيار) الماضي توقفت الجماعة الحوثية عن مهاجمة السفن الأميركية بموجب اتفاق توسطت فيه سلطنة عمان مقابل وقف الحملة الواسعة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب ضد الجماعة، غير أن الاتفاق لم يشمل السفن الإسرائيلية أو تلك التي تقول الجماعة إنها مرتبطة بتل أبيب.







