قمة عربية - إسلامية طارئة بالدوحة... ماذا يمكن أن تقدم؟

قمة فلسطين التي استضافتها القاهرة في مارس الماضي (الرئاسة المصرية)
قمة فلسطين التي استضافتها القاهرة في مارس الماضي (الرئاسة المصرية)
TT

قمة عربية - إسلامية طارئة بالدوحة... ماذا يمكن أن تقدم؟

قمة فلسطين التي استضافتها القاهرة في مارس الماضي (الرئاسة المصرية)
قمة فلسطين التي استضافتها القاهرة في مارس الماضي (الرئاسة المصرية)

تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، الأسبوع المقبل، قمة عربية - إسلامية طارئة، أكد دبلوماسيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها «تستهدف صياغة موقف عربي وإسلامي موحد» للرد على التجاوزات الإسرائيلية الأخيرة.

وأعلنت وكالة الأنباء القطرية، الخميس، استضافة قطر قمة عربية - إسلامية طارئة، يومي الأحد والاثنين المقبلين؛ لبحث الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، الذي استهدف قيادات في حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، الثلاثاء الماضي.

وأكد المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، أن «انعقاد القمة في هذا التوقيت يعكس إدراكاً عربياً وإسلامياً لخطورة حادث الاعتداء على دولة قطر وجسامته، ما يستلزم موقفاً عربياً وإسلامياً موحداً في رفض هذا التجاوز، والتأكيد على احترام القانون الدولي، والتحذير من سلوكيات إسرائيل التي باتت في مصاف الدول المارقة».

وقال رشدي لـ«الشرق الأوسط» إن «القمة ستناقش تداعيات الموقف والخطوات الواجب اتخاذها لوقف انزلاق المنطقة بسبب سلوك إسرائيل العدواني المتطرف لمزيد من الصراعات والعنف، ما يؤدي لتوسع رقعة الصراع».

صورة جماعية للقادة العرب المشاركين في القمة الأخيرة ببغداد (الجامعة العربية)

وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أعلن في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، الأربعاء، أن «بلاده تبحث مع الشركاء بالمنطقة الرد على الهجوم الإسرائيلي على الدوحة»، مشيراً إلى «خطط لعقد قمة في الدوحة بهذا الشأن». وقال: «هناك رد سيصدر من المنطقة... هذا الرد قيد التشاور والمناقشة حالياً مع شركاء آخرين في المنطقة».

ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي، الثلاثاء، غارةً استهدفت الصف الأول من قيادة «حماس» في الدوحة، خلال مناقشة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن وقف الحرب في غزة. وهو الهجوم الذي أدانته دول ومنظمات خليجية وعربية ودولية.

من جانبها، أكدت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» أن «القمة ستبحث التجاوزات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة، والعدوان على دولة قطر بهدف تحديد المسار لمواجهة هذه التجاوزات».

وقالت إن «المشاورات العربية - الإسلامية تهدف إلى صياغة موقف موحد وقوي في مواجهة التجاوزات الإسرائيلية قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الحالي»، معربة عن تفاؤلها بـ«خروج القمة بقرارات حازمة لا سيما مع تأكيدات بحضور عربي وإسلامي واسع».

ولفتت المصادر إلى ما وصفته بـ«خريطة طريق للعمل العربي المشترك»، تم التوافق عليها بمبادرة سعودية - مصرية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير بالقاهرة. وقالت إن «الوزراء العرب اعتمدوا (رؤية مشتركة للأمن والتعاون في المنطقة) تضمنت مبادئ للتحرك العربي في مواجهة إسرائيل».

وتضمنت الرؤية العربية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة، والتي اعتمدها مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، مطلع الشهر الحالي، «التأكيد على ضرورة العمل على إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية، وعدم إمكانية التعويل على ديمومة أي ترتيبات للتعاون والتكامل والتعايش بين دول المنطقة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض الأراضي العربية أو التهديد المبطّن باحتلال أو ضم أراضٍ عربية أخرى».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور أحمد يوسف أحمد، «ضرورة أن تعبر هذه القمة عن موقف عربي - إسلامي موحد»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه القمة مطالبة بأمرين؛ الأول تجاوز الاستنكار والإدانة إلى الفعل، ومحاولة فرض عقوبة على إسرائيل، حبذا لو كانت شديدة».

أما الأمر الثاني، وفق أحمد، فهو «المصارحة الكاملة مع الولايات المتحدة»، موضحاً أن «إسرائيل أقدمت على عدوان على دولة وصفها الرئيس الأميركي نفسه بأنها حليف موثوق، وتمارس عملاً قال رئيس الوزراء القطري إنه يتم بطلب من أميركا وإسرائيل، وهو الوساطة من أجل وقف الحرب في غزة، ومناقشة مقترح الرئيس الأميركي في هذا الشأن».

وقال أستاذ العلوم السياسية: «لا بد من وقفة مع واشنطن، ووضع الأسس بشأن الحقوق والواجبات والالتزامات، لا سيما أن سمعة الولايات المتحدة على المحك باستهداف الدولة التي بها أهم قاعدة أميركية بالمنطقة».

وكان ترمب قد أكد أنه «غير سعيد بالضربة الإسرائيلية على قطر». ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في إفادة للبيت الأبيض، الضربة الإسرائيلية على قطر بأنها تتعارض مع هدف ترمب في تحقيق السلام بغزة.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط يطالب بقرارٍ أممي للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة

العالم العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ)

أبو الغيط يطالب بقرارٍ أممي للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، أهمية استصدار قرار من مجلس الأمن بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أبو الغيط يتلو كلمته في افتتاح «الملتقى الإعلامي العربي» في بيروت (وزارة الإعلام)

أبو الغيط: الجامعة العربية تدعم مطالب لبنان بانسحاب إسرائيل من أراضيه

أكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنّ الجامعة تقف إلى جانب لبنان في مطالبه بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضيه وتطبيق القرار «1701».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (د.ب.أ)

عون يؤكد التزام لبنان بمكافحة الإرهاب

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الثلاثاء، التزام بلاده، حكومةً ومؤسسات وشعباً ومجتمعاً وأفراداً، ببذل كل جهد ممكن لمكافحة الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في اجتماع «الترويكا العربية» مع مجلس الأمن الدولي (الخارجية السعودية)

«الترويكا العربية» تبحث مع مجلس الأمن تنسيق العمل متعدد الأطراف

عقدت ترويكا القمة العربية اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية مع رئيس مجلس الأمن لشهر سبتمبر جو هيون، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا المنفي وبولس يبحثان الوضع السياسي في ليبيا (المجلس الرئاسي)

الأزمة الليبية تحضر في اجتماعات «الأمم المتحدة» و«تغيب الحلول»

تعددت اللقاءات التي عقدت على هامش اجتماعات «الأمم المتحدة» وتناولت الأزمة الليبية، لكنها لم ثمر إلا استعراض التطورات الأخيرة على الساحة الليبية دون حلّ للأزمة.

جمال جوهر (القاهرة)

الجيش الأميركي: ساعدنا شركاء بسوريا في 22 عملية ضد «داعش» الشهر الماضي

جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
TT

الجيش الأميركي: ساعدنا شركاء بسوريا في 22 عملية ضد «داعش» الشهر الماضي

جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)
جنود من القوات الأميركية في ريف دير الزور بسوريا (أرشيفية-الشرق الأوسط)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم الأربعاء، أن قواتها قدمت المشورة والمساعدة والدعم لشركائها في سوريا في أكثر من 22 عملية ضد تنظيم «داعش» خلال الشهر الماضي، مما حد من قدرة الجماعة على شن عمليات محلية وتصدير العنف إلى أنحاء العالم.

وأضافت القيادة المركزية في بيان أن العمليات التي نفذت بالتنسيق مع شركاء سوريين في الفترة من 1 أكتوبر (تشرين الأول) حتى 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر «داعش» واعتقال 19 آخرين.

ونقل البيان عن الأميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية قوله «نجاحنا في مواجهة تهديد داعش في سوريا إنجاز كبير».

وأضاف «سنواصل ملاحقة فلول داعش بقوة في سوريا، مع العمل مع التحالف الدولي ضد داعش لضمان استمرار المكاسب التي تحققت ضد التنظيم في العراق وسوريا، ومنع داعش من تجديد نشاطه أو تصدير هجماته الإرهابية إلى دول أخرى».

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت سوريا الانضمام إلى التحالف الدولي ضد «داعش» لتصبح العضو التسعين في التحالف.


وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
TT

وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة، تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وشددا على أهمية تثبيت اتفاق السلام المبرم في شرم الشيخ الشهر الماضي.

وقال المتحدث باسم «الخارجية» المصرية، تميم خلاف، في بيان، إن عبد العاطي أكد خلال المحادثات ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب.

وأضاف البيان: «كما تناول الجانبان التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في قطاع غزة، حيث أعرب الوزير عبد العاطي عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة في هذا المؤتمر بما يسهم في حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع».

وأكد الوزيران أيضاً تمسكهما بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني أو فرض وقائع جديدة على الأرض، حسب بيان «الخارجية» المصرية.

وفي وقت لاحق، أشاد فيدان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، بتطور العلاقات بين البلدين، وقال إن مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، وإن بلاده تسعى لتعزيز التعاون مع مصر في مجال الطاقة، وتطوير الحوار العسكري بين البلدين.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال فيدان إن حركة «حماس» أظهرت رغبة في تنفيذ اتفاق وقف الحرب، وطالب إسرائيل بأن تبدي الرغبة نفسها من جانبها.

وأضاف: «يجب أن يكون هناك إطار قانوني بشأن قوة الاستقرار الدولية» المنتظر نشرها في غزة بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.

وقال عبد العاطي إن التأكد من التزام الطرفين باتفاق غزة لن يتحقق إلا بوجود القوة الدولية، مضيفاً أن القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن بشأن القطاع «سيكون شديد الأهمية ولا بد من صياغته بعناية».

وتابع قائلاً إنه لا بد من تحديد دقيق لولايات الكيانات التي سيتم إنشاؤها ضمن قرار مجلس الأمن المقترح، وعبَّر عن أمله في أن يتم التوافق حول القرار وصدوره في أقرب وقت ممكن.

وذكر الوزير التركي أنه بحث مع نظيره المصري أيضاً الوضع في سوريا، ووصف زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن ولقائه مع ترمب في البيت الأبيض هذا الأسبوع بأنها «تشكل تطوراً مهماً».

كما عبَّر الوزيران عن القلق البالغ إزاء الوضع في الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، وأكدا دعم البلدين لوحدة وسلامة أراضي السودان ورفض أي مخططات لتقسيمه.


«الداخلية السورية» تعلن القبض على قائد «لواء القدس»

عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
TT

«الداخلية السورية» تعلن القبض على قائد «لواء القدس»

عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)
عنصران من وحدات الأمن الداخلي السورية (أرشيفية - الداخلية السورية)

أعلنت وزارة الداخلية السورية اليوم الأربعاء أن وحدات خاصة تابعة لقيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية الساحلية ألقت القبض على شادي عدنان آغا قائد «لواء القدس» الموالي لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، قائلة إنه متورط في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين.

وأضافت «الداخلية السورية» أن التحقيقات الأولية أظهرت أن عدنان آغا قاد عمليات عسكرية في مناطق متفرقة من سوريا، وخاصة في محافظة حلب، مشيرة إلى أن العمليات التي أشرف على تنفيذها أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين.

ويتكون «لواء القدس» من لاجئين فلسطينيين يعيشون في سوريا، وشارك في معارك في حلب خلال الحرب الأهلية السورية بجانب قوات الحكومة.