مركز أميركي: حرمان اليمنيين من رواتبهم جريمة ضد الإنسانية

حسرة وغضب بسبب أوراق نقدية تالفة وزعها الحوثيون بوصفها نصف راتب

الحوثيون يوزعون أوراقاً نقدية تالفة غير قابلة للتداول تحت مسمى نصف راتب (إكس)
الحوثيون يوزعون أوراقاً نقدية تالفة غير قابلة للتداول تحت مسمى نصف راتب (إكس)
TT

مركز أميركي: حرمان اليمنيين من رواتبهم جريمة ضد الإنسانية

الحوثيون يوزعون أوراقاً نقدية تالفة غير قابلة للتداول تحت مسمى نصف راتب (إكس)
الحوثيون يوزعون أوراقاً نقدية تالفة غير قابلة للتداول تحت مسمى نصف راتب (إكس)

تسبب استخدام الجماعة الحوثية أوراقاً نقدية تالفة غير قابلة للتداول في صرف نصف راتب للموظفين العموميين في مناطق سيطرتها، في العجز عن شراء مستلزمات عيد الأضحى، بالتزامن مع تصنيف مركز حقوقي أميركي حرمان اليمنيين من الرواتب بالجريمة ضد الإنسانية، وتسليطه الضوء على الأزمة المعيشية التي يعيشونها منذ 9 أعوام.

وتحدثت دراسة أجراها المركز الأميركي للعدالة (ACJ) عن تعرض أكثر من مليون و200 ألف موظف وموظفة في القطاع العام للحرمان من الرواتب من سبتمبر (أيلول) من عام 2016، إلى جانب توثيق إجراءات تعسفية أخرى مثل الفصل والإقصاء والاستبدال الوظيفي على معايير سياسية وطائفية، ما ساهم في انهيار قطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة.

ووصف المركز الحالة التي وصلت إليها مؤسسات الدولة بسبب انقطاع الرواتب بـ«هياكل بلا موارد بشرية أو تشغيلية».

وقالت الدراسة التي حملت عنوان «بلا رواتب... عقد من الحرمان» إن انقطاع الرواتب خلق أزمة إنسانية اقتصادية ممتدة، إذ تشكّل الرواتب المصدر الوحيد لدخل ملايين السكان، مؤكدة أن حرمان الموظفين من رواتبهم يمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقيات منظمة العمل الدولية، والدستور اليمني ذاته.

الأوراق النقدية التالفة تسبب المزيد من المعاناة للسكان وتراجع القدرة الشرائية والكساد (فيسبوك)

وعدّت هذا الإجراء جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة 7 (ك) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لكونه يستخدم الجوع وسيلةً للإخضاع السياسي والتعذيب النفسي الجماعي.

وحمّل المركز الجماعة الحوثية المسؤولية الكاملة في ما وصل إليه السكان من أوضاعٍ معيشية صعبة لعدم توريدها الجبايات والرسوم التي تفرضها وتجمعها في مناطق سيطرتها إلى البنك المركزي، ولم يعفِ الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من تلك المسؤولية كونها مسؤولة عن توفير الحياة الكريمة لمواطنيها.

تحايل على الحقوق

حذر المركز الحقوقي الأميركي في دراسته من أن استمرار تجاهل هذا الملف يمثّل مشاركة غير مباشرة في جريمة ممنهجة تهدف إلى تدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة اليمنية وتحويل مئات الآلاف من المواطنين إلى رهائن للجوع والإذلال والابتزاز السياسي.

بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

ودعا المركز الذي ينشط من ولاية ميشيغان إلى تحييد ملف الرواتب تماماً عن الصراع السياسي والعسكري، والعمل العاجل على إعادة صرفها فوراً وبأثر رجعي، دون شروط أو تمييز، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الجماعة الحوثية والحكومة اليمنية لإنهاء هذه الأزمة وعدم جعل ملف الرواتب خاضعة للتجاذب السياسي.

أثار استخدام الجماعة الحوثية، أخيراً، أوراقاً نقدية تالفة في صرف نصف راتب لقطاع من الموظفين العموميين، غضباً وحسرةً واسعين في أوساط السكان، بعد أن عجزت عن تداولها للتخفيف من المعاناة الشاملة والركود التجاري اللذين تشهدهما مناطق سيطرتها، بينما حرم قطاع آخر من الموظفين من الحصول على أي مبلغ بسبب نفاد السيولة النقدية.

وكانت الجماعة الحوثية بدأت منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي انتهاج آلية مستحدثة لصرف الرواتب عبر ما أسمته «قانون الآلية الاستثنائية المؤقتة لدعم فاتورة موظفي الدولة» ووصفته الأوساط الحقوقية بـ«التحايل على التزامات الدولة ومؤسساتها تجاه موظفيها، وتحويلها إلى ما يشبه المعونات والمساعدات».

ركود كبير تشهده الأسواق في مناطق سيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)

ولجأت الجماعة بموجب هذه الآلية لفرز الموظفين العموميين إلى ثلاث فئات، تتقاضى الفئة الأولى التي تشمل أعضاء ما يُسمى مجلسي «النواب» و«الشورى» وأجهزة السلطة القضائية الموالية للجماعة، في حين تحصل الفئة الثانية على نصف راتب شهري بصفته حداً أدنى، أما الفئة الثالثة فتحصل على نصف راتب كل ثلاثة أشهر.

شبه معونات تالفة

وذكرت مصادر محلية في العاصمة صنعاء أن الأوراق النقدية التالفة أدت إلى خيبة أمل الموظفين العموميين الذين كانوا ينتظرون تقاضي نصف الراتب للوفاء ببعض الالتزامات تجاه عائلاتهم قبيل عيد الأضحى، ومثلهم التجار والباعة الذين استبشروا بحدوث حركة تجارية يتخلصون بها من حالة الركود والكساد التي يعانون منها بسبب تراجع القدرة الشرائية للسكان.

وأضافت المصادر أن الكثير من الموظفين تكبدوا خسائر مالية مباشرة نتيجة عدم قبول هذه الفئات النقدية، فيما لم يتمكن آخرون من صرف نصف الراتب من الأساس بسبب نفاد السيولة أو رفض بعض الجهات المصرفية صرف العملة التالفة.

الموظفون العموميون يتهمون الحوثيين بتمييز أنصارهم برواتب منتظمة وأوراق نقدية سليمة (رويترز)

ويتهم قطاع واسع من الموظفين العموميين الجماعة الحوثية باستهدافهم وحرمانهم من الرواتب والمستحقات المالية بسبب انتمائهم إلى الهيكل الإداري للدولة التي انقلبت عليها الجماعة، في مقابل صرف رواتب شهرية منتظمة ومكافآت مالية لعناصرها، وبأوراق مالية قابلة للتداول، وعبر قنوات خاصة وبسرية تامة.

كما رجّحت مصادر عدة أن يكون توجه الحوثيين إلى إنشاء الآلية المذكورة لصرف معونات محدودة تحت مسمى دعم فاتورة رواتب موظفي الدولة، مرتبطاً بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وما مثله من أملٍ لليمنيين بإمكانية تحررهم من سطوة الجماعة التي عاشت بعض المخاوف من ملاقاة المصير نفسه.

ويرفض الحوثيون التعامل بالأوراق النقدية الجديدة التي أصدرتها الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ويصرون على استخدام الأوراق النقدية القديمة، ويفرضون سعراً مختلفاً لكليهما، رغم عجزهم عن طباعة أوراق نقدية بديلة للتالفة بسبب عدم الاعتراف بسياساتهم النقدية.


مقالات ذات صلة

تبعات الصراع ترهق قطاع الإنشاءات اليمني بمناطق سيطرة الحوثيين

العالم العربي التراجع الكبير في أعمال البناء والإنشاءات تسبب في توسيع دائرة البطالة باليمن (رويترز)

تبعات الصراع ترهق قطاع الإنشاءات اليمني بمناطق سيطرة الحوثيين

تسبب التصعيد العسكري في البحر الأحمر، والمواجهة بين الجماعة الحوثية والغرب وإسرائيل في ضرب قطاع البناء، وتوسيع رقعة البطالة في أوساط عمال البناء والإنشاءات.

وضاح الجليل (عدن)
خاص اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا» play-circle

خاص اليمن يطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل لسيطرة الحوثيين على السفينة «نوتيكا»

تعتزم الحكومة اليمنية التقدّم بطلب رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة لفتح تحقيق عاجل بشأن استيلاء جماعة الحوثي الإرهابية على ناقلة النفط البديلة «نوتيكا»

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين في البحر الأحمرفي صورة تم نشرها 20 نوفمبر 2023 (رويترز)

كيف حوّل الحوثيون «غالاكسي ليدر» من مزار سياحي إلى نقطة مراقبة للملاحة الدولية؟

حوَّل الحوثيون السفينة المتخطفة «غالاكسي ليدر» إلى مزار سياحي لكسب الأموال قبل أن ينصبوا عليها نظام رادار لمراقبة الملاحة الدولية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس الوزراء اليمني سالم بن بريك خلال استقباله المبعوث الأممي لليمن (سبأ)

انتقادات يمنية حادة لأداء المبعوث الأممي

يواجه المبعوث الأممي إلى اليمن انتقادات حادة من مسؤولين يمنيين وشخصيات سياسية، تُشكك في جدية ومصداقية أداء البعثة الأممية في التعامل مع مسار الأزمة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
تحليل إخباري الحوثيون اكتفوا بمناصرة إيران بالمظاهرات وبهجمات رمزية (إ.ب.أ)

تحليل إخباري ما مصير الحوثيين بعد توقف المواجهة الإسرائيلية الإيرانية؟

مع عودة الهجمات الحوثية تجاه إسرائيل يتوقع باحثون عرب ويمنيون أن تل أبيب قد تتفرغ لتحجيم الجماعة وقدراتها العسكرية مثلما حدث مع إيران وأذرعها العسكرية الأخرى.

وضاح الجليل (عدن)

خطورة الهجمات الحوثية البحرية تتصاعد... والجماعة تتوعد

هجمات الحوثيين أدت إلى إغراق سفينتي شحن في البحر الأحمر خلال 5 أيام (إ.ب.أ)
هجمات الحوثيين أدت إلى إغراق سفينتي شحن في البحر الأحمر خلال 5 أيام (إ.ب.أ)
TT

خطورة الهجمات الحوثية البحرية تتصاعد... والجماعة تتوعد

هجمات الحوثيين أدت إلى إغراق سفينتي شحن في البحر الأحمر خلال 5 أيام (إ.ب.أ)
هجمات الحوثيين أدت إلى إغراق سفينتي شحن في البحر الأحمر خلال 5 أيام (إ.ب.أ)

مع تأكد مقتل 3 وفقدان 12 بحاراً، وغرق سفينتي شحن يونانيتين خلال خمسة أيام، دخل تهديد الجماعة الحوثية للملاحة في البحر الأحمر طوراً أكثر خطورة وسط مخاوف من توسّع المواجهة في المنطقة، بخاصة مع تصاعد هجمات الجماعة تجاه إسرائيل.

الجماعة الحوثية المدعومة من إيران أصدرت بيانين تبنت فيهما هجمات أغرقت السفينتين التي تعود ملكيتهما لجهات يونانية تحت ذريعة صلتهما بالمواني الإسرائيلية، حيث تدعي مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتربط توقف الهجمات بتوقف الحرب وإدخال المساعدات إلى سكان القطاع.

وظهر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، في خطبته الأسبوعية، متباهياً بإغراق السفينتين ووصف ذلك بأنه «درس واضح» لكل شركات النقل البحري التي تتحرك للنقل لصالح إسرائيل.

وتوعد الحوثي بالقول: «لا يمكن السماح لأي شركة تقوم بالنقل لبضائع العدو الإسرائيلي عبر مسرح العمليات المعلن عنه».

في هذا السياق، أفادت مهمة الاتحاد الأوروبي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر (أسبيدس) بأنه تم إنقاذ 10 بحارة من طاقم السفينة «إتيرنتي سي»، مؤكدة مقتل 3 آخرين، وفقدان 12 لا يعرف مصيرهم.

وأوضحت المهمة الأوروبية في بيان على منصة «إكس» أنها أنقذت ليلة الأربعاء - الخميس ثلاثة أفراد إضافيين من طاقم السفينة «إتيرنيتي سي» يحملون الجنسية الفلبينية، وواحداً من فريق الأمن البحري يحمل الجنسية اليونانية، حيث انتشلتهم من البحر ليبلغ عدد من تم إنقاذهم 10 أشخاص.

وفي حين لا يزال 12 بحاراً من طاقم السفينة في عداد المفقودين، وزع الحوثيون فيديو دعائياً يُظهر مشاهد استهداف وإغراق «إتيرنيتي سي»، التي ترفع علم ليبيريا، وهي ثاني سفينة تجارية يستهدفها ويغرقها المتمردون اليمنيون بعد الهجوم على «ماجيك سيز» الأحد الماضي.

وكان مجموع من على متن السفينة 25 شخصاً بين أفراد الطاقم وأفراد الأمن، وأوضحت مهمة «أسبيدس» في وقت سابق أن القتلى الثلاثة هم كبير المهندسين، وأحد العاملين في غرفة المحركات، ومتدرب، وأشارت إلى وجود «إصابتين على الأقل بينهما لشخص كهربائي من الجنسية الروسية فقد ساقه».

أفراد طاقم سفينة «إترنيتي سي»، التي غرقت بعد تعرضها لهجوم حوثي شوهدوا في البحر أثناء عملية إنقاذ (رويترز)

من جهتهم، أعلن الحوثيون تبنيهم الهجوم على السفينة «إتيرنتي سي» وإغراقها، زاعمين أنها كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إن الهجوم تم بزورق مسيَّر وستة صواريخ مجنحة وباليستية، كما ادعى أن عناصر جماعته انتشلت عدداً من طاقم السفينة وقدمت الرعاية الطبية لهم، ونقلهم إلى مكان آمن، لكنه لم يذكر عددهم. وسط تقديرات جهات ملاحية بأنهم ستة أشخاص.

ثاني هجوم مميت

يعدّ هذا الهجوم المميت على السفينة «إتيرنتي سي» هو الثاني من نوعه منذ بدأت الجماعة الحوثية هجماتها البحرية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023؛ إذ سبق أن قتل 4 بحارة في هجوم على سفينة ليبيرية العام الماضي.

وبرر المتحدث الحوثي الهجوم على السفينة، وقال إنها قامت «بانتهاك واضح» لقرار حظر التعامل مع ميناء إيلات، ورفضت النداءات والتحذيرات من قبل قوات الجماعة.

وهدَّد سريع بالمزيد من الهجمات البحرية، وقال إن الجماعة مستمرة في منع حركة الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وأن الشركات كافة التي تتعامل مع مواني إسرائيل، ستتعرض سفنها وطواقمها للاستهداف بغض النظر عن وجهة تلك السفن.

الحوثيون استخدموا زوارق وصواريخ ومسيَّرات في هجماتهم ضد السفن (إ.ب.أ)

وكانت سلطنة عمان توسطت في اتفاق بدأ سريانه في 6 مايو (أيار) الماضي، تعهدت فيه الجماعة الحوثية بالتوقف عن مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر مقابل وقف الحملة العسكرية الواسعة التي أطلقها ترمب، لكن الاتفاق لم يشمل إسرائيل.

وشن الحوثيون أكثر من 150 هجوماً ضد السفن منذ نوفمبر 2023؛ ما تسبب في إرباك حركة الشحن الدولي عبر البحر الأحمر. وأدت الهجمات إلى غرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية، إلى جانب غرق السفينتين الأخيرتين هذا الأسبوع.

كما أدت الهجمات إلى تضرر كثير من السفن الأخرى، فضلاً عن قرصنة السفينة «جالاكسي ليدر» مع اعتقال طاقمها لأكثر من عام.

وفي عهد الرئيس جو بايدن أنشأت الولايات المتحدة تحالفاً سمته «حارس الازدهار» لحماية الملاحة، وشنت مئات الضربات ضد الجماعة الحوثية قبل أن يستأنفها ترمب في مارس (آذار) الماضي لمدة نحو سبعة أسابيع.

ومع عدم قدرة هذه التدابير على وقف هجمات الحوثيين البحرية، كان الاتحاد الأوروبي أطلق مهمة «أسبيدس» في البحر الأحمر مطلع العام الماضي، لحماية السفن، دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الجماعة كما فعلت واشنطن وبريطانيا.

صاروخ إلى تل أبيب

بالتزامن مع هذه التطورات التصعيدية في البحر الأحمر، تبنت الجماعة الحوثية، الخميس، إطلاق صاروخ باليتسي أعلنت إسرائيل اعتراضه، وهو الهجوم الخامس من نوعه منذ توقف حرب الاثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران الشهر الماضي.

وفي بيان لمتحدث الحوثيين العسكري يحيى سريع، قال إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية، استهدفت مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي نوع «ذو الفقار». مدعياً أنه حقق هدفه وتسبب في دوي صفارات الإنذار في أكثر من 300 بلدة ومدينة وهروع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، ووقف حركة الملاحة في المطار.

صاروخ أطلقه الحوثيون لاستهداف سفينة شحن في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

وتوعد المتحدث الحوثي باستمرار الهجمات، وقال إن جماعته «تعمل على توسيع عملياتها العسكرية بالضربات الصاروخية على الأهداف العسكرية والحيوية الإسرائيلية إلى جانب الهجمات البحرية».

من جهته،أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن صباح الخميس، وقال إن ذلك تسبب «بتفعيل الإنذارات في بعض مناطق البلاد».

وعلى الرغم من عدم تأثير هجمات الحوثيين عسكرياً، فإنها تشكل مشاغلة للدفاعات الإسرائيلية، وسط مخاوف من أن تفشل المنظومة في اعتراض أحد الصواريخ؛ ما قد يؤدي إلى سقوط ضحايا.

وتبرز الجماعة باعتبارها التهديد المتبقي لتل أبيب بعد تدمير قدرات «حزب الله» وإسكات سلاح الفصائل العراقية وصولاً إلى توجيه ضربات موجعة لإيران شملت برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

مشهد لانفجارات على متن سفينة الشحن الغارقة «ماجيك سيز» والتي هاجمها الحوثيون (أ.ف.ب)

ومنذ 17 مارس (آذار) الماضي استأنف الحوثيون هجماتهم باتجاه إسرائيل عقب انهيار الهدنة في غزة؛ حيث أطلقوا قرابة 45 صاروخاً باليستياً والكثير من المسيّرات، وجميعها جرى اعتراضها أو لم تصل إلى أهدافها، باستثناء صاروخ انفجر قرب مطار بن غوريون في تل أبيب في الرابع من مايو الماضي.

كما أطلقت الجماعة نحو 200 صاروخ ومسيّرة منذ نوفمبر 2023، وحتى 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل استئناف الهجمات في مارس بالتزامن مع الحملة التي أطلقها ترمب ضد الجماعة لإرغامها على التوقف عن مهاجمة السفن.

ونفذت إسرائيل الاثنين الماضي الموجة الحادية عشرة من الضربات الانتقامية رداً على هجمات الحوثيين، حيث استهدفت مواني الحديدة الثلاثة على البحر الأحمر ومحطة كهرباء وسفينة تحتجزها الجماعة منذ أواخر 2023، بينما زعمت الجماعة إطلاق 11 صاروخاً ومسيَّرة باتجاه إسرائيل.

وأدت الموجات الإسرائيلية العشر السابقة إلى تدمير أغلب أرصفة مواني الحديدة الثلاثة ومستودعات الوقود والرافعات، كما دمّرت مطار صنعاء و4 طائرات مدنية، ومصنعي أسمنت ومحطات توليد كهرباء.