«أفكار جديدة» تنعش جهود استئناف مفاوضات «هدنة غزة»

مصدر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» تقدم 5 بنود للحل خلال محادثات القاهرة

فلسطينيون ينتظرون يوم الثلاثاء أمام نقطة توزيع طعام مجانية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون ينتظرون يوم الثلاثاء أمام نقطة توزيع طعام مجانية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)
TT

«أفكار جديدة» تنعش جهود استئناف مفاوضات «هدنة غزة»

فلسطينيون ينتظرون يوم الثلاثاء أمام نقطة توزيع طعام مجانية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون ينتظرون يوم الثلاثاء أمام نقطة توزيع طعام مجانية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)

يسعى الوسطاء لكسر جمود المفاوضات المتعثرة بشأن عودة التهدئة في قطاع غزة، تزامناً مع زيارة لوفد من حركة «حماس» للقاهرة؛ لبحث «أفكار جديدة للتهدئة» واجتماع للمجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي لبحث مستجدات ملف الرهائن.

ويتزامن الحراك المتصاعد منذ انهيار اتفاق الهدنة في 18 مارس (آذار) الماضي وتعثر 4 مقترحات لاستئنافه، مع ترقب زيارة للرئيس الأميركي، دونالد ترمب للمنطقة الشهر المقبل، وقد «تنعش» تلك الأفكار الجديدة جهود استئناف مفاوضات التهدئة، حسب مصادر متطابقة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» مرجحة أن تسفر جهود إحياء المفاوضات عن هدنة مؤقتة تمتد لأخرى أوسع.

مقترح من «حماس»

وكشف مصدر مطلع في حركة «حماس»، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، عن طرح ستقدمه الحركة في اجتماع بالقاهرة، يتضمن 5 بنود، من ضمنها صفقة شاملة وإتمام هدنة طويلة تصل إلى خمس سنوات مع اشتراط ضمانات إقليمية ودولية.

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية موقعه، إن الإطار الذي ستعرضه الحركة يتضمن أولاً الاتفاق على صفقة تبادل شاملة للأسرى بين الطرفين، رزمة واحدة وفق آليات وتوقيتات يتفق عليها (جميع أسرى الاحتلال الإسرائيلي، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين)، مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار.

كما يتضمن الطرح ثانياً: استعداد «حماس» لوقف إطلاق نار طويل لمدة خمس سنوات بضمانات إقليمية ودولية، وفق المصدر ذاته.

فلسطيني يحاول إطفاء حريق بحفارات استهدفتها غارات إسرائيلية في جباليا شمال غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

ويشمل الإطار في البند الثالث التأكيد على أنه «فور الاتفاق على هذا الإطار تتم عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 2 مارس 2025، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية، وانسحاب قوات الاحتلال إلى ما كانت عليه وفق الاتفاق 17/1/2025، ودخول المساعدات الإغاثية، وفق البروتوكول الإنساني».

وجاء رابعاً ضمن الطرح: «تشكيل لجنة محلية من مستقلين تكنوقراط لإدارة غزة بكامل الصلاحيات والمهام، وفق المقترح المصري للجنة الإسناد المجتمعي».

ويشمل البند الخامس والأخير من طرح «حماس» خلال اجتماع القاهرة «الاستعداد للتوافق الوطني الفلسطيني في إطار الاتفاقيات التي جرت بين الفصائل الفلسطينية، وآخرها اتفاق بكين 2024».

وغادر وفد من «حماس» الدوحة متوجهاً للقاهرة، الثلاثاء، لبحث «أفكار جديدة لوقف إطلاق النار في غزة»، وفق ما ذكره قيادي بالحركة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

جهود جدية

فيما نقلت شبكة «بي بي سي» البريطانية عن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، لم تذكر هويته، أن وسطاء قطريين ومصريين اقترحوا صيغة جديدة لإنهاء الحرب في غزة تتضمن هدنة تستمر ما بين خمس وسبع سنوات، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، مع إنهاء رسمي للحرب، وانسحاب إسرائيل بالكامل من غزة، واصفاً جهود الوساطة الحالية بالجدية.

وانهار آخر اتفاق لوقف إطلاق النار في 18 مارس عندما استأنفت إسرائيل قصف غزة، ورفضت دخول المرحلة الثانية الممهدة لإنهاء الحرب، ولم تنجح مقترحات مصرية إسرائيلية أميركية في مارس الماضي، وأوائل أبريل (نيسان) الحالي في حلحلة الأزمة.

أطفال فلسطينيون ينتظرون توزيع الطعام يوم الثلاثاء في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)

وقبل أسبوع أعلنت مصادر مصرية لقناة «القاهرة الإخبارية»، أن «مصر تسلمت مقترحاً إسرائيلياً بوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، وبدء مفاوضات تقود لوقف دائم لإطلاق النار، سلمته إلى (حماس)»، ودون أن تعلن رفضاً صريحاً خرجت الحركة في خطاب متلفز مطالبة بصفقة شاملة، متهمة نتنياهو باستخدام الصفقات الجزئية في أجندته السياسية وعدم الالتزام بإنهاء الحرب، وسط تعثر بالمفاوضات.

وتأتي زيارة «حماس» للقاهرة عقب لقاء وفد الحركة برئاسة القيادي محمد درويش، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، وأكد مصدران من حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، الاثنين، أن الحركة تريد دعماً من تركيا، لنقل رؤيتها إلى إدارة ترمب بشأن «الصفقة الشاملة»، في ظل «العلاقات الجيدة بينهما».

وقف الحالة المتردية

ووفد «حماس» الذي يصل إلى القاهرة بعد زيارة أنقرة يأتي وفق تقديرات أستاذ العلوم السياسية المتخصص في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي، في إطار «ترتيبات لوقف إطلاق النار في غزة ستناقش وستشهد طرح أفكار جديدة».

ولفت فهمي إلى أن «طرح الهدنة الطويلة ليس جديداً، لكن القضية الجوهرية المطروحة حالياً لدى الوسطاء هي وقف إطلاق النار بشكل مؤقت، والإفراج عن أكبر عدد من الرهائن والأسرى الفلسطينيين، وعرض أفكار لإنهاء الحرب على الحركة لإنجاز ذلك المسار ولو بضغوط لوقف الحالة المتردية بالقطاع، خاصة أن (حماس) ليست لديها خيارات كثيرة وتقوم بمناورات يقابلها تصعيد إسرائيلي أدى لاحتلال 40 في المائة من مساحة القطاع».

ولم تصدر إسرائيل أي تعليق على هذه الخطة المحتملة التي اقترحها الوسطاء، غير أنها تأتي بالتزامن مع عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني، اجتماعاً الثلاثاء، لبحث قضايا مرتبطة بالرهائن، وفق ما ذكرته القناة الإخبارية «12» الإسرائيلية، الاثنين.

نتنياهو يرأس اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينت» 18 يناير (د.ب.أ)

وتحدثت «تايمز أوف إسرائيل»، الثلاثاء، عن وصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة مساء الأحد، وأنه أجرى في اليوم التالي محادثات مع وسطاء في محاولة لتحقيق اختراق في المفاوضات مع «حماس» بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن من غزة.

ولم تعلن القاهرة تفاصيل بشأن تحركاتها الجديدة، لكن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي استعرض مع نظيره اللبناني يوسف رجي، الثلاثاء، بالقاهرة «الجهود التي تبذلها مصر لاستئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بما يساهم في تحقيق التهدئة واستعادة نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة»، وفق بيان للخارجية المصرية، دون أن يوضح تفاصيل بشأن طبيعة تلك الجهود.

ويؤكد فهمي، أن التحركات الجديدة تشير إلى أن هناك إصراراً من مصر وقطر على إنجاح المفاوضات، مرجحاً التوصل لاتفاق قبل أن يزور ترمب المنطقة.


مقالات ذات صلة

مصدر فلسطيني: دمشق أغلقت كل مكاتب «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»

خاص طلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة (سانا)

مصدر فلسطيني: دمشق أغلقت كل مكاتب «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»

كشف مصدر فلسطيني عن أن السلطات السورية أغلقت كل مكاتب «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، بينما غادر أمينها العام، طلال ناجي، البلاد.

بندر الشريدة (دمشق)
المشرق العربي حزن ووجوم عند مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة حيث نُقل قتلى وجرحى فلسطينيون سقطوا بنيران إسرائيلية بينما كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية (رويترز)

نقاط توزيع المساعدات... هل أضحت «مصيدة» للغزيين؟

في مشهد متكرر، يسقط عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين بنيران إسرائيلية قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ما أثار اتهامات بأنه «استهداف متعمد».

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري فلسطيني أصيب بنيران إسرائيلية أثناء تجمعهم قرب مركز إغاثة غذائية، يتلقون الرعاية في مستشفى ناصر بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث نتنياهو بشأن التهدئة في غزة... مناورة أم تحرّك جاد؟

يواصل رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الحديثَ عن المفاوضات بشأن وقف الحرب في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، وسط حديث إعلام إسرائيلي عن «تقدم كبير».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري فلسطينيون يحملون جثث أقارب قُتلوا في ضربة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ب)

تحليل إخباري إلى أين وصلت المفاوضات بين إسرائيل و«حماس»؟

يزداد الحديث الإعلامي الإسرائيلي عن «تقدم كبير» في المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة، لكن مصادر من «حماس» أشارت إلى عدم حدوث «انفراجة» بعد.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون في أحد المواقع على الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

ماذا نعرف عن «حصن صهيون»... مقر القيادة العليا للجيش الإسرائيلي؟

«حصن صهيون» بُني لعمليات تعتمد بشكل كبير على الاستخبارات وتُنفذ من الجو أو من قِبل مجموعات صغيرة من القوات الخاصة، ويجمع المعلومات من وكالات مختلفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

«وزاري عربي» في إسطنبول يناقش فرص «الحلول السياسية» بالمنطقة

اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)
اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)
TT

«وزاري عربي» في إسطنبول يناقش فرص «الحلول السياسية» بالمنطقة

اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)
اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في بغداد (الجامعة العربية)

قالت مصادر دبلوماسية مصرية وعربية لـ«الشرق الأوسط»، الخميس، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي يعقد في مدينة إسطنبول التركية، على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، مطلع الأسبوع المقبل، سوف يناقش «تأثيرات الحرب الإسرائيلية - الإيرانية الحالية، وسبل العودة إلى المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد العسكري بالمنطقة».

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، دعا إلى «عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، في إسطنبول، وحسب إفادة للخارجية العراقية، يستهدف الاجتماع «تنسيق المواقف العربية، إزاء التطورات المتسارعة ومواجهة التحديات الراهنة».

والعراق هو الرئيس الحالي للجامعة العربية، حيث تسلمت بغداد رئاسة الجامعة من البحرين، في القمة العادية التي عقدت في 17 مايو (أيار) الماضي.

وجاءت دعوة العراق للاجتماع الوزاري العربي، عقب اتصال هاتفي، جمع حسين، بنظيره المصري، بدر عبد العاطي، الأربعاء، حسب الخارجية العراقية.

وكانت الخارجية المصرية، أعلنت الأربعاء أن عبد العاطي أجرى اتصالات بنظرائه في العراق والسعودية والبحرين، «لبحث التطورات المتلاحقة في المنطقة، على إثر التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران وتداعياته على السلم والأمن الإقليمي والدولي».

وقال مصدر دبلوماسي عربي إن اجتماع وزراء الخارجية العرب، في إسطنبول، يستهدف مناقشة تداعيات المواجهات العسكرية الإسرائيلية - الإيرانية على المنطقة، موضحاً أن «الاجتماع ضمن الجهود المكثفة لتنسيق المواقف الإقليمية وتهدئة الأوضاع».

وتستضيف إسطنبول الاجتماع الحادي والخمسين، لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، يومي السبت والأحد المقبلين. وقالت وكالة «الأناضول» التركية إن «نحو ألف مشارك، من الدول الأعضاء في المنظمة، البالغ عددها 57 دولة، يحضرون الاجتماعات»، إضافة إلى «المؤسسات التابعة والدول المراقبة ومنظمات دولية أخرى».

واستبعد المصدر «عقد اجتماع عربي طارئ على مستوى القمة قريباً لمناقشة التطورات الإقليمية».

في حين أشار مصدر دبلوماسي مصري آخر إلى أن «اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي سيشهد عدة لقاءات أخرى على المستوى الثنائي والجماعي، بهدف تنسيق المواقف الإقليمية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعات إسطنبول تستهدف العودة إلى المسار الدبلوماسي عبر المفاوضات».

وأوضح المصدر أن «مصر ودولاً عربية تكثف اتصالاتها الدبلوماسية، مع دول إقليمية وأطراف دولية، بهدف خفض التصعيد العسكري، ووقف إطلاق النار، وعدم اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط».

ويشكل موقف الدول العربية والإسلامية تكتلاً دولياً وإقليمياً مؤثراً، وفق أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة إكرام بدر الدين، الذي قال إن «تنسيق المواقف بين هذه الدول يمكن أن يكون له تأثير في مسار التصعيد القائم، ويدفع نحو مسار احتواء الصراع العسكري».

وحذّر بدر الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، من أن «عدم احتواء الصراع الإسرائيلي الإيراني سيؤدي إلى مخاطر عديدة بالمنطقة، قد تشمل انجراف أطراف دولية في الصراع، مثل الولايات المتحدة وروسيا وباكستان».