وزير الدفاع اليمني لـ«الشرق الأوسط»: سنتعامل بحزم مع أي مغامرة حوثية

أكد أن الجماعة تتحمل مسؤولية التصعيد الأخير وعسكرة المياه الإقليمية

وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري (الشرق الأوسط)
وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري (الشرق الأوسط)
TT
20

وزير الدفاع اليمني لـ«الشرق الأوسط»: سنتعامل بحزم مع أي مغامرة حوثية

وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري (الشرق الأوسط)
وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري (الشرق الأوسط)

قال الفريق ركن محسن الداعري، وزير الدفاع اليمني، إن القوات المسلحة اليمنية وجميع التشكيلات العسكرية في جهوزية عالية للتعامل بصلابة وحَزم مع أي اعتداءات أو مغامرات قد تُقدم عليها الميليشيات الحوثية.

وأكد الفريق الداعري، في أول تعليق لمسؤول عسكري يمني رفيع، عقب الضربات الأميركية، أن الحوثيين يتحملون المسؤولية الكاملة عن التصعيد الأخير، وجلب العقوبات الدولية وعسكرة المياه الإقليمية، ومفاقمة الأوضاع الإنسانية والمعيشية لليمنيين.

وحذَّر وزير الدفاع اليمني، في تصريحات خاصة، لـ«الشرق الأوسط»، جماعة الحوثيين من أن كل التشكيلات العسكرية المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي على تنسيق عالٍ وتعمل كجبهة واحدة لمواجهة أي تصعيد قد تُقدم عليه الجماعة.

كانت الولايات المتحدة قد أطلقت، في 15مارس (آذار) الحالي، حملة عسكرية واسعة النطاق لاستهداف مواقع الجماعة الحوثية وقياداتها، جرّاء استمرار هجماتها على السفن التجارية والملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وأضاف الداعري: «قواتنا المسلّحة الباسلة وجميع التشكيلات العسكرية المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي في جهوزية عالية للتعامل بصلابة وحَزم مع أي اعتداءات أو مغامرات قد تُقدم عليها الميليشيات الحوثية، وهناك جهود مشتركة وتنسيق عال بين جميع هذه التشكيلات، من خلال هيئة العمليات المشتركة التي تضم ممثلين من كل هذه التشكيلات للعمل كجبهة واحدة في مواجهة أي تصعيد قد تُقدم عليه الميليشيا الحوثية الإرهابية».

الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال اجتماعه قبل أيام مع القيادات العسكرية اليمنية بحضور وزير الدفاع (سبأ)
الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال اجتماعه قبل أيام مع القيادات العسكرية اليمنية بحضور وزير الدفاع (سبأ)

كان متحدث عسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية قد قال، اليوم الأربعاء، إن الجماعة هاجمت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وعدداً من القِطع الحربية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنَّحة والطائرات المُسيّرة.

وأضاف، في بيان، أن الهجوم جاء بعد رصد «تحركات عسكرية مُعادية في البحر الأحمر، استعداداً لشنّ هجوم جوي واسع»، مشيراً إلى أن استهداف حاملة الطائرات الأميركية هو الرابع، خلال 72 ساعة.

حملة مختلفة

ألقى وزير الدفاع اليمني المسؤولية الكاملة على التصعيد الأخير، على جماعة الحوثيين، وقال: «في ظل هذه التطورات نُحمّل ميليشيا الحوثي الإرهابية المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد وجلب العقوبات الدولية وعسكرة المياه الإقليمية ومفاقمة الأوضاع الإنسانية والمعيشية ومعاناة اليمنيين».

ووفقاً لوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، فإن حملة إدارة الرئيس دونالد ترمب على جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران باليمن، تختلف عن تلك التي نفذتها الإدارة السابقة بقيادة جو بايدن، مشيرة إلى أنها تشمل مجموعة أكبر من الأهداف.

وقال اللفتنانت جنرال أليكس جرينكويش، مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة، إن الموجة الأولى من الضربات في اليمن استهدفت أكثر من 30 موقعاً، بما في ذلك مواقع تدريب وكبار خبراء الطائرات المُسيّرة الحوثيين.

رفض السلام

أكد الفريق محسن الداعري أن جماعة الحوثي رفضت كل مبادرات السلام، واختارت التصعيد المدمِّر الذي ألحق الأذى بحياة اليمنيين، وأقلق الأمن والسِّلم الدوليين عبر استهداف خطوط الملاحة الدولية.

وتابع: «رغم التنازلات التي قدمها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إدراكاً لمسؤوليتهم على كل أبناء الشعب اليمني وتخفيف معاناتهم، واستجابةً لمبادرات الأشقاء في تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية، لإحلال السلام وإنهاء الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية في بلدنا، فإن تلك المبادرات قُوبلت برفض وتعنُّت ميليشيا الحوثي الإرهابية وتصعيدها المدمر الذي استهدف سُبل عيش شعبنا ومنشآته النفطية، وامتد إرهابها لإقلاق الأمن والسلم الدوليين من خلال استهداف خطوط الملاحة الدولية والإضرار بالاقتصاد العالمي».

نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح يتفقد جاهزية قطاع أمن الساحل الغربي (سبأ)
نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح يتفقد جاهزية قطاع أمن الساحل الغربي (سبأ)

الوزير الداعري أكد أن «ضمان حرية الملاحة وتحقيق الأمن الإقليمي والدولي لن يتأتيا إلا بدعم قدرات قواتنا المسلّحة لاستعادة مؤسسات الدولة وتحرير ما تبقّى من ترابنا الوطني، في إطار استراتيجية شاملة للشراكة مع المجتمع الإقليمي والدولي».

وكان الفريق محسن الداعري قد أكد، في حوار مع «الشرق الأوسط»، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن العمليات الحوثية ضد سفن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي لن تتوقف بمجرد توقف حرب غزة، وحذَّر حينها من أن استمرار الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر يشكل خطراً على اليمن والمنطقة.


مقالات ذات صلة

اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات

العالم العربي حوثيون على متن دورية أثناء خطفهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)

اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات

استأنفت الجماعة الحوثية حملات دهم الشركات والأسواق والمتاجر في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء؛ بغية إرغام مُلاكها على دفع مزيد من الأموال تحت عدة أسماء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد فوق المباني جراء قصف أميركي على صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)

ضربات أميركية على الحديدة... والحوثيون يتبنون استهداف إسرائيل مرتين

أعلن الجيش الأميركي أن الحملة ضد الحوثيين مستمرة على مدار الساعة. وأعلنت الجماعة استهداف قطع أميركية وتنفيذ هجومين ضد إسرائيل التي قالت إنها أحبطتهما.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي من فعالية تشييع قتيل حوثي في حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

تصفية 7 مشرفين حوثيين في حوادث انتقامية خلال شهر واحد

بعيداً عن خسائر الحوثيين جراء التصعيد والضربات سجلت مناطقهم 7 حوادث تصفية لمشرفين بدوافع انتقامية وخلافات بينية خلال شهر واحد، في صنعاء وإب والبيضاء وصعدة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مخزن للأسلحة في وسط صنعاء استهدفته المقاتلات الأميركية (إعلام محلي)

​مركز دولي: الضربات الأميركية على الحوثيين تحول استراتيجي

وسط تحذيرات من أزمة إنسانية عميقة في اليمن رأى مركز دولي مهتم بتتبع الصراعات العالمية أن الموجة الجديدة للضربات الأميركية على الحوثيين تحول استراتيجي.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي صورة ملتقطة من مقطع فيديو تم نشره في 18 مارس 2025 تظهر طائرة أميركية مقاتلة تقلع في مهمة ضد الحوثيين في اليمن في مكان غير محدد (رويترز) play-circle

تزامناً مع ضربات جديدة... ترمب يتوعّد بـ«القضاء على الحوثيين تماماً»

تزامناً مع ضربات أميركية جديدة، توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحوثيين قائلاً إنه سيتم «القضاء عليهم تماما».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات

جانب من حملة حوثية استهدفت حديثاً متاجر بمديرية معين في صنعاء (الشرق الأوسط)
جانب من حملة حوثية استهدفت حديثاً متاجر بمديرية معين في صنعاء (الشرق الأوسط)
TT
20

اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات

جانب من حملة حوثية استهدفت حديثاً متاجر بمديرية معين في صنعاء (الشرق الأوسط)
جانب من حملة حوثية استهدفت حديثاً متاجر بمديرية معين في صنعاء (الشرق الأوسط)

استأنفت الجماعة الحوثية حملات دهم الشركات والأسواق والمتاجر في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء؛ بغية إرغام مُلاكها على دفع مزيد من الأموال تحت عدة أسماء، منها الزكاة ودعم المجهود الحربي، بحسب تأكيد مصادر تجارية لـ«الشرق الأوسط».

وأفادت المصادر بأن مندوبي «هيئة الزكاة» الحوثية مسنودين بمسلحين ينتمون إلى ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للجماعة، يواصلون منذ يومين تنفيذ حملات دهم للمتاجر والأسواق والشركات التجارية في صنعاء، ضمن حملة جباية الزكاة بالقوة.

وأغلق الانقلابيون ضمن حملتهم الابتزازية نحو 3 شركات تجارية و14 متجراً وسوقاً، كما استهدفوا عدداً من أصحاب المهن الصغيرة في مديريتَي السبعين ومعين بصنعاء.

وقاد التعسف الانقلابي المستمر كثيراً من أصحاب الشركات والمتاجر إلى الإغلاق والتهديد بوقف أنشطتهم التجارية، مع إطلاق آخرين منهم نداءات استغاثة لإنقاذهم من السلوك الذي تنتهجه الجماعة ضدهم بغية استنزاف ما تبقى من أموالهم.

حوثيون على متن دورية أثناء خطفهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)
حوثيون على متن دورية أثناء خطفهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)

واشتكى تجار وباعة طالهم أخيراً التعسف الحوثي بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، مما وصفوه بـ«تغول» مندوبي ومسلحي الجماعة الذين يهددون باعتقالهم وإغلاق متاجرهم إذا رفضوا دفع الأموال المفروضة عليهم بشكل غير قانوني.

وأوضح بعضهم أن الحملات التي استهدفت بالدهم والإغلاق التعسفي عدداً منهم، تأتي استكمالاً لحملات الجماعة السابقة التي تستهدف التجار ورجال المال بشكل عام، وكل الساعين لطلب الرزق المشروع.

واتهم رجل أعمال يمني استهدفته الجماعة في صنعاء، ما تسمى «هيئة الزكاة» بممارسة مختلف الضغوط الترهيبية ضده وضد من تبقى من المستثمرين بغية سرقة أموالهم.

وذكر علي جار الله، وهو مؤسس شركة «أصل العنب» بصنعاء، في منشور على «فيسبوك»، أن قوة مسلحة تتبع «هيئة الزكاة» بقيادة عبد الغني الحداد مدير فرع الهيئة بمديرية السبعين في صنعاء، داهمت مقر شركته، وأثارت حالة من الهلع والخوف في العاملين فيها.

وكان ناشطون في صنعاء قد تداولوا صوراً على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر لحظة اقتحام الجماعة مقر شركة «أصل العنب» وإرغام مالكها على دفع إتاوات.

وفي سياق أعمال النهب المفروضة بقوة السلاح والتهديد على اليمنيين في صنعاء، داهم مسلحون حوثيون سوقاً شعبية في منطقة السنينة التابعة لمديرية معين بصنعاء، وفرضوا إتاوات على التجار وأصحاب المهن الصغيرة، كما اختطفوا آخرين وأودعوهم السجون لرفضهم الدفع.