مؤتمر حقوقي دولي بالقاهرة يدعم الرفض العربي لتهجير الفلسطينيين

مشاركون يعدّون نقل سكان غزة «انتهاكاً صارخاً» للقانون

مؤتمر حقوقي دولي بالقاهرة يناقش دعوات تهجير الفلسطينيين (المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر)
مؤتمر حقوقي دولي بالقاهرة يناقش دعوات تهجير الفلسطينيين (المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر)
TT
20

مؤتمر حقوقي دولي بالقاهرة يدعم الرفض العربي لتهجير الفلسطينيين

مؤتمر حقوقي دولي بالقاهرة يناقش دعوات تهجير الفلسطينيين (المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر)
مؤتمر حقوقي دولي بالقاهرة يناقش دعوات تهجير الفلسطينيين (المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر)

أدان حقوقيون دوليون، خلال مؤتمر بالعاصمة المصرية القاهرة، الخميس، دعوات «التهجير القسري» للفلسطينيين، مؤكدين أن محاولات نقل سكان قطاع غزة تشكل «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي»، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وبمبادرة من «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر، استضافت القاهرة مؤتمراً حقوقياً، بمشاركة منظمات حقوقية عربية ودولية، بينها «الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية»، و«الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بفلسطين»، و«مركز الميزان» الفلسطيني، ومنظمة «التضامن الأفريقي الآسيوي»، إلى جانب مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز.

المؤتمر شارك فيه منظمات حقوقية عربية ودولية (المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر)
المؤتمر شارك فيه منظمات حقوقية عربية ودولية (المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر)

المؤتمر أكد «دعم المواقف العربية، الرافضة لخطط التهجير القسري، خاصة مواقف مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات»، وشدد حسب البيان الختامي، على ضرورة «التصدي لمحاولات تهجير الفلسطينيين، بدعم حقوقهم، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم»، إلى جانب «دعم حقهم في الاستقلال».

وأعلنت دول عربية رفضها دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومسؤولين إسرائيليين، إلى «تهجير» الفلسطينيين من قطاع غزة.

واستهدف المؤتمر، مناقشة تحديات ومخاطر خطط «التهجير» للفلسطينيين إلى دول عربية مجاورة، إلى جانب «حشد جهود دولية وإقليمية، لمناهضة جرائم التهجير القسري، والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني»، حسب المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري.

ووفق البيان الختامي، أدان الحقوقيون الدوليون «السياسات الإسرائيلية، الهادفة لمواصلة العدوان والاستيطان والتهجير القسري»، وشددوا على «ضرورة مساءلة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية للمدنيين»، كما «حمّلوا إسرائيل مسؤولية التعويضات اللازمة للفلسطينيين».

جانب من جلسات المؤتمر (المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر)
جانب من جلسات المؤتمر (المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر)

توصيات المؤتمر أكدت دعم خطط إعادة الإعمار في غزة، والجهود المصرية والعربية لاستعادة الحياة في القطاع، كما أكدت «ضرورة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)».

وتعتزم مصر «طرح تصور متكامل، لإعادة إعمار غزة، بصورة تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم»، كما دعت إلى قمة عربية طارئة لبحث التطورات «المستجدة والخطيرة» للقضية الفلسطينية.

وتعهد المشاركون برفع مخرجات المؤتمر للمنظمات الدولية والإقليمية، خصوصاً الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ضمن مساعي حشد الجهود الدولية لمجابهة خطط التهجير.

وعدّ الأمين العام للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، سلطان بن حسن الجمّالي، أن مجابهة دعوات التهجير «تأتي بدعم صمود الشعب الفلسطيني، وتمكينه من أرضه، ودعم حق استقلاله»، وأشار في كلمته بالمؤتمر، إلى «أهمية حشد الجهود الحقوقية، لمناهضة محاولات وأد حقوق وحريات الفلسطينيين».

فيما أشار، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، علاء شلبي، إلى «توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، من واقع شهادات المصابين الغزيين، خلال علاجهم بالمستشفيات المصرية»، مضيفاً أن «المؤتمر يستهدف توحيد جهود الحقوقيين، في دعم حقوق الشعب الفلسطيني».

وطالب الأمين العام لـ«المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر، فهمي فايد، بضرورة «تحمل الاحتلال الإسرائيلي، تعويض الشعب الفلسطيني، عن الجرائم التي ارتكبت في حقه، وتدمير المستشفيات والمدارس والبنية التحتية في غزة».

وعكس المؤتمر، اصطفافاً حقوقياً، لمناهضة دعوات تهجير الفلسطينيين، وفق المحامي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر، عبد الجواد أحمد، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن من مكاسب المؤتمر «صدور موقف حقوقي موحد، داعم للموقف السياسي العربي، الرافض لقضية نقل سكان غزة»، قبل انعقاد القمة العربية الطارئة في 4 مارس (آذار) المقبل.

ويشدد أحمد على أهمية دعم مسار إعادة الإعمار في غزة، بوصفه سبيلاً لمواجهة دعوات التهجير، وقال: «نجاح خطط الإعمار، مرهون بوقف مستدام لإطلاق النار في القطاع، وهو ما يجب حشد الجهود الدولية لتحقيقه».


مقالات ذات صلة

«حماس»: قرار إدارة ترمب برفع الحصانة عن «الأونروا» انحياز لإسرائيل

المشرق العربي فلسطينيون يمرون أمام مبنى مدمر تابع لـ«الأونروا» في مدينة غزة (د.ب.أ) play-circle 00:50

«حماس»: قرار إدارة ترمب برفع الحصانة عن «الأونروا» انحياز لإسرائيل

أدانت حركة «حماس»، السبت، قرار وزارة العدل الأميركية رفع الحصانة القانونية عن وكالة «الأونروا»، ووصفته بأنه يجسد انحياز إدارة الرئيس دونالد ترمب لإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص دخان يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على مبنى في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)

خاص مصادر «حماس» تكشف لـ«الشرق الأوسط» عرضاً جديداً من الوسطاء لهدنة غزة

كشفت مصادر من حركة «حماس» عن تفاصيل ما عرضه الوسطاء على الحركة، خلال اجتماعات عُقدت في القاهرة، اليوم (السبت)، وبدأت منذ يومين في الدوحة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فتاة تضع قدراً على رأسها بينما ينتظر فلسطينيون الحصول على طعام من مطبخ خيري في شمال قطاع غزة (رويترز) play-circle

«الأونروا»: إسرائيل تصنع «مجاعة ذات دوافع سياسية» في غزة

أدانت وكالة «الأونروا»، الجمعة، استمرار إسرائيل في منع وصول المساعدات إلى غزة منذ أكثر من 7 أسابيع، ووصفته بأنه «مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دبابات إسرائيلية بقطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو استهداف «خلية من حماس» في غزة

نشر الجيش الإسرائيلي، الجمعة، لقطات فيديو تُظهر غارة جوية على ما وصفها بأنها خلية تابعة لحركة «حماس» الفلسطينية، أطلقت قذيفة على قواته في مدينة غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه الوزير جان نويل بارو في الرياض الجمعة («الخارجية» السعودية)

السعودية وفرنسا تناقشان تحضيرات «مؤتمر حل الدولتين»

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، الجهود المبذولة لـ«مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر: تجاهل رسمي ورفض شعبي لطلب ترمب «عبوراً مجانياً» بقناة السويس

تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
TT
20

مصر: تجاهل رسمي ورفض شعبي لطلب ترمب «عبوراً مجانياً» بقناة السويس

تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

فجّر حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب بجعل عبور السفن الأميركية في قناتيْ بنما والسويس مجانياً، حالة غضب واسعة في مصر. وبينما لم تعلّق القاهرة رسمياً على حديث ترمب، عَدَّت مصادر مصرية مطّلعة أن «التجاهل قد يكون رداً، في بعض الأحيان».

وكتب ترمب، على منصته الاجتماعية «تروث سوشال»: «يجب السماح للسفن الأميركية، العسكرية والتجارية على السواء، بالمرور بحُرّية عبر قناتيْ بنما والسويس، هاتان القناتان ما كانتا لتوجَدا لولا الولايات المتحدة». وأضاف: «طلبتُ من وزير الخارجية ماركو روبيو تولي هذه القضية».

وشارك مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، منشور ترمب، وكتب، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن «الولايات المتحدة ينبغي ألا تدفع لعبور قناةٍ تدافع عنها».

ولم تعلِّق مصر رسمياً على حديث ترمب، لكن مصادر مصرية مطّلعة قللت من «تأثيره»، مشيرة، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الأمر ما زال منشوراً عابراً من الرئيس الأميركي لم يتطور إلى مطلب رسمي».

وقالت المصادر إن «القاهرة ليست مضطرة للدخول في نقاشات غير ضرورية على مواقع التواصل، من الأفضل تجاهلها، ولا سيما أن التجاهل قد يكون رداً في بعض الأحيان»، مشيرة إلى أن «الإدارة المصرية بالتأكيد ستنقل رؤيتها وموقفها إلى واشنطن عبر القنوات الدبلوماسية، إذا ما أثير الأمر رسمياً». وأضافت: «القناة ممر ملاحي دولي تحكمه اتفاقية القسطنطينية ولا يسمح لدولة بالمرور عبره مجاناً».

وتداول إعلاميون وبرلمانيون وغيرهم من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حديث ترمب، واستخدموا هاشتاغ #قناة_السويس_خط_أحمر.

وانتقد عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري، حديث ترمب عن قناة السويس، وعدَّه «محاولة ابتزاز». وأكد، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، أن قناة السويس «مصرية خالصة».

وأشار بكري إلى أن حديث ترمب عن قناة السويس «يأتي رداً على رفض مصر مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية»، محذراً من «مساعٍ أميركية لعسكرة البحر الأحمر والسيطرة عليه»، من خلال الهجمات التي تشنها واشنطن على «الحوثي».

وأكد بكري، في منشور آخر، أن «مصر لن تقبل بالابتزاز»، مشيراً إلى أن «هناك قراراً رئاسياً منذ عام 1957 بتحديد رسوم عبور قناة السويس».

وأكد عضو مجلس النواب المصري محمود بدر، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، أن «قناة السويس بناها المصريون بدمهم ويحميها جيش المصريين».

بدوره، عدَّ الإعلامي المصري أحمد موسى حديث ترمب عن قناة السويس «في منتهى الخطورة». وقال، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «أميركا لم تساهم ولم تساعد بأي دور في قناة السويس»، مشيراً إلى أن «دفع رسوم عبور السفن منصوص عليه في القوانين المصرية والدولية والاتفاقيات المنظِّمة للعبور».

وبينما عَدَّ موسى تصريحات ترمب تنطوي على قدر من «التجاوز»، أكد أن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن استراتيجية، ولا يمكن لأي رئيس أميركي التضحية بها».

أما الإعلامية المصرية لميس الحديدي فدعت، في منشور عبر حسابها على «إكس»، إلى تذكير ترمب بأن قناة السويس افتُتحت في عام 1869، وقتها كانت أميركا قد خرجت لتوّها من الحرب الأهلية.

وأشارت الحديدي، في منشور آخر، إلى «احتمال تراجع ترمب عن تصريحه بشأن القناة». وقالت: «رسوم عبور القناة تُفرض بقانون دولي، والضربات الأميركية ضد (الحوثي) تستهدف تحقيق مصالح أميركية، ولم يأمر بها ترمب من أجل الملاحة في القناة حتى تدفع مصر ثمنها»، لافتة إلى أن حديث ترمب «بداية تفاوضية للحصول على معاملة تفضيلية للسفن الأميركية».

وبدأت الولايات المتحدة، في 15 مارس (آذار) الماضي، هجمات عسكرية على «الحوثي»، بعد أيام قليلة من إعلان الحوثيين عزمهم استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، مُنهين فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع وقف إطلاق النار في غزة.

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، بسبب هجمات جماعة «الحوثي» اليمنية، على السفن المارة بالممر الملاحي.

وتُعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر. ووفق وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي، الشهر الماضي، فإن «قناة السويس خسرت نحو 65 في المائة من إيراداتها، ما يفوق 8 مليارات دولار».

ورداً على سؤال بشأن سُبل مواجهة التوترات في البحر الأحمر، قال عبد العاطي: «العسكرة والتصعيد لا تخدم أي طرف في المنطقة، من المهم المحافظة على حرية الملاحة والابتعاد عن العسكرة، والتعامل مع جذور المشكلة، من خلال وقف إطلاق النار في قطاع غزة».

مقاتِلة أميركية تقلع من فوق متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ب)
مقاتِلة أميركية تقلع من فوق متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ب)

وعَدَّ الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي، عضو الجمعيتين الأميركية والأوروبية للقانون الدولي، في تصريحات صحافية، حديث ترمب «انتهاكاً صارخاً للسيادة المصرية وقواعد القانون الدولي»، مؤكداً أن «قناة السويس تخضع لمعاهدة القسطنطينية لعام 1888، التي أقرّت حرية الملاحة في القناة لجميع الدول في زمن السلم والحرب، مع احترام سيادة مصر الكاملة على القناة وحقّها في فرض رسوم مقابل خدمات العبور التي تقدمها».

وأشار إلى أن «رسوم العبور التي تفرضها مصر على السفن العابرة للقناة ليست ضريبة أو جباية استثنائية، بل هي مقابل خدمات فعلية تقدمها (الهيئة المصرية لقناة السويس)».