«هدنة غزة»: «نزع سلاح حماس»... عقبة جديدة أمام الوسطاء بالمرحلة الثانية

نتنياهو طرح ذلك قبل بدء المفاوضات والحركة الفلسطينية ترفض

مقاتلو «حماس» الفلسطينية يقومون بتأمين منطقة قبل تسليم رهائن إسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقاتلو «حماس» الفلسطينية يقومون بتأمين منطقة قبل تسليم رهائن إسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: «نزع سلاح حماس»... عقبة جديدة أمام الوسطاء بالمرحلة الثانية

مقاتلو «حماس» الفلسطينية يقومون بتأمين منطقة قبل تسليم رهائن إسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقاتلو «حماس» الفلسطينية يقومون بتأمين منطقة قبل تسليم رهائن إسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

جاءت موافقة إسرائيل للانضمام لمفاوضات المرحلة الثانية من هدنة قطاع غزة متأخرة ومصحوبة بشروط ستوضع على طاولة المحادثات، ولم تكن ضمن الاتفاق الذي بدأ قبل نحو شهر، وبينها «نزع سلاح (حماس)».

الحركة الفلسطينية، رفضت بشدة الاقتراح الذي جاء بعد موافقتها على عدم حكم غزة، وعدّته «سخيفاً»، فيما أكد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» على صعوبة تنفيذ ذلك الطرح، عادّين أنه يأتي ضمن تحركات إسرائيلية وخطة سينتهجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضمان دخول المفاوضات المرحلة الثانية المتأخرة.

مقاتلون من «حركة الجهاد الإسلامي» يرافقون رهينة قبل تسليمه إلى فريق الصليب الأحمر بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

وبموجب وساطة تقودها القاهرة والدوحة وواشنطن أبرم اتفاق هدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي يتكون من 3 مراحل، مدة كل منها 42 يوماً، وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» بشأن المرحلة الثانية في 3 فبراير (شباط) الحالي، غير أن إسرائيل لم ترسل وفوداً لبدء المحادثات بعد.

وأكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز بمدريد، على «موقف مصر الثابت الداعي لضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن»، وهو الموقف الذي أكدته الدوحة، خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، جمع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع رئيس إيران مسعود بزشكيان بطهران.

انطلاق المرحلة الثانية

وجاءت تأكيدات الوسيطين المصري والقطري، بعد ساعات من كشف هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو قرر البدء رسمياً في مفاوضات المرحلة الثانية الأسبوع المقبل، على قاعدة «نزع سلاح (حماس)»، لافتة إلى أن المفاوضات ستبدأ مع وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، دون تحديد موعد.

وكشفت أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي يهدد نتنياهو بإسقاط حكومته، طلب وضع بند في الاتفاق ينص على أن «أي مناقشات حول المرحلة الثانية من الصفقة، تتطلب مصادقة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بوصفها شرطاً أساسياً لاستمرار الحزب في الحكومة».

أشخاص يخرجون من تجهيز فني على شكل نفق لإحياء ذكرى رهائن 7 أكتوبر في باحة متحف تل أبيب للفنون (أ.ف.ب)

وبالتزامن، أكدت القناة 12 الإسرائيلية، المعلومات ذاتها، مشيرة إلى أن «هناك استعدادات لاستئناف القتال، نظراً لصعوبة تقييم فرص نجاح المرحلة الثانية»، ونقلت قناة الحرة الأميركية عن مصادر إسرائيلية رفيعة، قولها إن فرص التقدم نحو تنفيذ المرحلة الثانية في المستقبل القريب «تبدو ضعيفة»، لاعتبارات أن هناك «قناعة بأن (حماس) لن تتخلى عن سلاحها والمشهد السياسي في إسرائيل لا يسمح بالمضي قدماً نحو المرحلة الثانية دون تفكيك الائتلاف الحكومي الحالي».

ويرى المحلل السياسي في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، أن ما يطرح من جانب إسرائيل بمثابة عقبة جديدة أمام الوسطاء، ويتوقع أن تكون هناك آليات إسرائيلية مشابهة لمطالب نزع سلاح «حماس»، وإخراجها من القطاع لعرقلة الاتفاق، موضحاً أن نتنياهو لا يريد الاستمرار في أي تهديد لحكومته، وبالتالي سيدخل المفاوضات المتأخرة لإرضاء أميركا، ويواصل المحادثات على نهج المفاوضات من أجل المفاوضات.

«التفاوض من أجل التفاوض»

ويرى أن هذا التكتيك اليميني المعروف لدى إسرائيل «التفاوض من أجل التفاوض» لن يقبل به الوسطاء به لأن الطروحات الجديدة مخالفة لبنود الاتفاق، مشيراً إلى أنه «في إطار موازين القوى لن تقبل (حماس) أيضاً المساس بسلاحها، خاصة وهي تتحرك آيديولوجياً ومرتبطة بمحور إيران».

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون أن «طرح نزع سلاح (حماس) غير واقعي وغير منطقي»، مشيراً إلى أن «محاولة نتنياهو أيضاً استعادة الأسرى بالقوة ستفشل، وتهدد حياتهم. وفي الوقت نفسه الحركة لا تريد عودة الحرب، لكنها لن تقدم استسلاماً تحت هذا التهديد، ولهذا على الوسطاء التفكير بواقعية، بعيداً عن الطروحات غير القابلة للتطبيق».

وحسم المتحدث باسم «حركة حماس» حازم قاسم، في بيان صحافي، برفض هذا الطرح الإسرائيلي، ووصفه بأنه «حرب نفسية سخيفة»، مؤكداً أن «أي ترتيبات لمستقبل قطاع غزة ستكون بتوافق وطني».

وكان «مصدر مصري مطلع» على مفاوضات الهدنة، قال لقناة «القاهرة الإخبارية»، السبت، إن «حماس» أكدت عدم مشاركتها في إدارة غزة خلال المرحلة المقبلة.

ويعتقد المدهون: «استمرار (حماس) في عدم القبول بذلك الطرح»، مؤكداً أنها «تبدي مرونة في موضوع الحكم، لكنها لا تسمح بطرح مسألة نزع السلاح للنقاش أو التوافق أو القبول، لكن ذلك لن يدفع (حماس) إلى الاستسلام أو إلقاء السلاح. لكن يمكن تنظيم استخدام السلاح وفق اتفاقيات تهدئة، ولكنها مستعدة للاستماع إلى مقترحات متعددة، دون الحديث عن نزع السلاح»، غير مستبعد «مخاوف عودة الحرب».

ويتوقع عكاشة أن إسرائيل ستحاول دفع «حماس» لإعلان أي تعثر للاتفاق بطرح مطالب استفزازية لتتخذ ذلك ذريعة للعودة لشن حرب جديدة أكثر شراسة تضمن لنتنياهو البقاء السياسي دون إنفاذ المرحلة الثانية.


مقالات ذات صلة

غزة... احتجاجات ضد «حماس» تدعو لوقف الحرب

المشرق العربي سكان بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة  يتظاهرون أمس مطالبين بإنهاء الحرب (أ.ف.ب)

غزة... احتجاجات ضد «حماس» تدعو لوقف الحرب

عرض «حماس» المُلّح بعد 7 أكتوبر هدنة 10 سنوات... وترك حكم غزة في تطورٍ لافتٍ، شارك المئات من سكان بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، أمس، في مسيرات احتجاجية هاجمت.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دخان يتصاعد من موقع لدى شمال غزة عقب قصف إسرائيلي (رويترز)

8 قتلى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في شمال قطاع غزة

أفادت وسائل إعلام فلسطينية في ساعة مبكرة من يوم الأربعاء بمقتل ثمانية أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون فارّون من القصف يقودون سيارات تحمل أمتعتهم على محور رئيسي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة 25 مارس 2025 (أ.ف.ب)

المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية يحذّر من تدهور الأوضاع في قطاع غزة

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الإمدادات الأساسية في قطاع غزة لن تكفي إلا لبضعة أيام ما لم يُستأنف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي نائب رئيس الدولة ونائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ منصور بن زايد آل نهيان يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مطار أبوظبي (رويترز)

الملك الأردني يبحث مع الرئيس الإماراتي جهود وقف حرب غزة

أعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني بحث مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي، اليوم (الثلاثاء)، جهود وقف الحرب على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لحاكم ولاية آركنسو السابق مايك هاكابي خلال فعالية في بنسلفانيا (أ.ب)

هل يفتح تعيين مايك هاكابي سفيراً لإسرائيل فصلاً جديداً في الدبلوماسية الأميركية؟

شهدت جلسة تثبيت تعيين مايك هاكابي، مرشح الرئيس الأميركي لمنصب سفير لدى إسرائيل، الثلاثاء، كثيراً من الجدل والأسئلة حول الدور الذي سيؤديه حال تعيينه.

هبة القدسي (واشنطن)

إعلام حوثي: 7 غارات أميركية تستهدف محافظة صعدة شمال غرب اليمن

يمني يتفقد آثار الغارات على أحد المباني غير المنجزة لدى محافظة صعدة (أ.ف.ب)
يمني يتفقد آثار الغارات على أحد المباني غير المنجزة لدى محافظة صعدة (أ.ف.ب)
TT

إعلام حوثي: 7 غارات أميركية تستهدف محافظة صعدة شمال غرب اليمن

يمني يتفقد آثار الغارات على أحد المباني غير المنجزة لدى محافظة صعدة (أ.ف.ب)
يمني يتفقد آثار الغارات على أحد المباني غير المنجزة لدى محافظة صعدة (أ.ف.ب)

قالت قناة المسيرة التلفزيونية التي تديرها جماعة الحوثي في اليمن إن الولايات المتحدة شنت مساء يوم الثلاثاء سبع غارات على مديرية سحار في محافظة صعدة في شمال غرب البلاد. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى جراء الغارات الأميركية.

وتشن جماعة الحوثي، التي تسيطر على معظم أنحاء اليمن، هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 دعما للفلسطينيين في غزة. وتسببت هجمات الحوثيين في تعطيل التجارة العالمية ودفعت الولايات المتحدة إلى مهاجمة أهداف مرتبطة بالجماعة اليمنية.

وأوقف الحوثيون الهجمات عندما اتفقت إسرائيل وحركة حماس على وقف إطلاق النار في غزة في يناير (كانون الثاني)، لكنها أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي أنها ستستأنف مهاجمة السفن الإسرائيلية حتى توافق إسرائيل على إدخال المساعدات إلى غزة.

وبدأت الولايات المتحدة عملية عسكرية موسعة الأسبوع الماضي ضد الحوثيين، وقالت وسائل إعلام تابعة للجماعة اليمنية إنها أسفرت عن مقتل العشرات.