منازل متنقلة ومعدات ثقيلة لدخول غزة... والهدنة للاستمرار

فلسطينيون في سوق أقيمت في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية (رويترز)
فلسطينيون في سوق أقيمت في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية (رويترز)
TT
20

منازل متنقلة ومعدات ثقيلة لدخول غزة... والهدنة للاستمرار

فلسطينيون في سوق أقيمت في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية (رويترز)
فلسطينيون في سوق أقيمت في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية (رويترز)

نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، عن مصادر فلسطينية القول إن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق بشأن الخطوة المقبلة في صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين، التي سيتم فيها إطلاق سراح 3 رهائن يوم السبت المقبل.

وأشارت المصادر، التي لم تسمها الصحيفة، إلى أن إسرائيل ستسمح بدخول مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، التي تتكون في الأساس من الخيام والوقود والمعدات الطبية، وهو ما أكدته القناة 12 الإسرائيلية أيضاً، بينما نفى متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دخول المعدات والمساكن حتى لآن، وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن دخولها مسألة وقت بعد خضوعها للتفتيش.

وفي سياق متصل، اصطفت، اليوم، عشرات المعدات الثقيلة أمام الجانب المصري من معبر رفح تمهيداً لدخولها قطاع غزة، وفق قناة «القاهرة الإخبارية». وأشارت القناة إلى «اصطفاف شاحنات تحمل منازل متنقلة أمام الجانب المصري من معبر رفح استعداداً لدخول قطاع غزة».

ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن  مصدر مسؤول تأكيده "نجاح الجهود المصرية القطرية في تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة".

شاحنات تحمل مساعدات تتحرك وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في رفح جنوب قطاع غزة اليوم (رويترز)
شاحنات تحمل مساعدات تتحرك وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في رفح جنوب قطاع غزة اليوم (رويترز)

وكانت «حماس» قد أعلنت، يوم الاثنين، إرجاء الإفراج عن بقية الرهائن حتى إشعار آخر بدعوى انتهاك إسرائيل الاتفاق، خصوصاً في الجوانب الإنسانية المتعلقة بدخول المساعدات.

وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أن «أبواب الجحيم ستُفتح» ما لم يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بحلول ظهر يوم السبت، في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه إذا لم تطلق «حماس» سراح الرهائن يوم السبت، فإن وقف إطلاق النار سينتهي. ووصل وفد من حركة حماس برئاسة زعيمها في غزة خليل الحية إلى القاهرة، أمس (الأربعاء)، للقاء مسؤولين مصريين.

 

وقالت قناة «القاهرة الإخبارية»، نقلاً عن مصدر مصري مطلع، إن القاهرة والدوحة تكثفان جهودهما الدبلوماسية في محاولة لإنقاذ الاتفاق، وتسعيان «لإيجاد مخرج يضمن تنفيذ الاتفاق بشكل متوازن ويحافظ على التهدئة لتجنب تصعيد جديد قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر». وأضاف المصدر المصري أن الاتصالات «مستمرة على أعلى مستوى مع الأطراف وسط ضغوط أميركية وإسرائيلية متزايدة لاستئناف العمليات العسكرية إذا لم يتم تسليم الرهائن بحلول السبت».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يتراجع عن روايته الأولى تجاه مقتل مسعفين في غزة

المشرق العربي جنازات أُقيمت في مستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة لثمانية من العاملين الصحيين من الهلال الأحمر الفلسطيني الذين قُتلوا بهجوم إسرائيلي في رفح (د.ب.أ) play-circle

الجيش الإسرائيلي يتراجع عن روايته الأولى تجاه مقتل مسعفين في غزة

تراجع الجيش الإسرائيلي عن روايته الأولى عن ملابسات مقتل 15 من المسعفين وموظفي الإغاثة قرب رفح جنوب قطاع غزة الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي محتجزان إسرائيليان أحدهما مصاب ظهرا في فيديو نشرته «كتائب القسام» (لقطة من فيديو)

«القسام» تنشر تسجيلاً مصوراً لمحتجزَين إسرائيليَين... وتحذر: «الوقت ينفد»

نشرت حركة «حماس»، اليوم السبت، تسجيلاً مصوراً لرهينتين إسرائيليين ظهر أحدهما وهو يقول إنه أصيب في قصف على المكان الذي يوجدون فيه ونجا من الموت بأعجوبة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص نازحون فلسطينيون يعبرون ممر «نتساريم» وهم في طريقهم إلى الأجزاء الشمالية من قطاع غزة (أ.ف.ب)

خاص قطاع غزة... جولة على أبرز محاور التوغل الإسرائيلي

كيف تبدو خريطة قطاع غزة في ظل توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته داخل القطاع؟ هذه جولة على محاور التقدّم الإسرائيلية وخطط تقسيم القطاع إلى أجزاء منفصلة عن بعضها.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون أمام أنقاض مبنى استهدفته غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل 17 شخصاً على الأقل في خان يونس (ا.ب)

الجيش الإسرائيلي ينسف بنايات سكنية غرب مدينة رفح

قالت الإذاعة الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، إن الجيش الإسرائيلي نسف عدة بنايات سكنية في غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أبو عبيدة الناطق العسكري باسم «كتائب القسام» play-circle

«القسام»: نصف المحتجزين الأحياء في مناطق طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها

قال أبو عبيدة المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام» إن نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء يوجدون في مناطق بقطاع غزة طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها مؤخراً.


أميركا تمدّ ضرباتها على الحوثيين من صعدة إلى جزيرة كمران

آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في صعدة شمال اليمن (أ.ف.ب)
آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في صعدة شمال اليمن (أ.ف.ب)
TT
20

أميركا تمدّ ضرباتها على الحوثيين من صعدة إلى جزيرة كمران

آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في صعدة شمال اليمن (أ.ف.ب)
آثار قصف أميركي استهدف موقعاً خاضعاً للحوثيين في صعدة شمال اليمن (أ.ف.ب)

في سياق الحملة الأميركية المستمرة للأسبوع الرابع ضد الجماعة الحوثية في اليمن، ضربت الغارات الجوية ليل السبت-الأحد مواقع في معقل الجماعة بمحافظة صعدة شمالاً، وأهدافاً أخرى في جزيرة كمران قبالة مدينة الحديدة على البحر الأحمر ليل السبت وألحقتها بضربات أخرى مساء الأحد، وسط مزاعم حوثية عن هجمات جديدة استهدفت حاملة الطائرات «هاري ترومان» والقطع البحرية المرافقة لها.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمر بشن حملة ضد الحوثيين بدأت في 15 مارس (آذار) الماضي، متوعداً إياهم بـ«القوة المميتة» و«القضاء عليهم تماماً»، حيث تلقت الجماعة خلال ثلاثة أسابيع نحو 320 غارة جوية وضربة بحرية، ركزت بدرجة أساسية على المخابئ المحصنة، خصوصاً في صعدة وصنعاء وعمران والحديدة.

وطالت الضربات -بدرجة أقل- مواقع وتحصينات ومستودعات وقدرات عسكرية متنوعة في محافظات الجوف، وحجة، ومأرب، والبيضاء، وذمار، وإب، وسط تكتم من الجماعة المدعومة من إيران على حجم خسائرها، مكتفية بذكر أرقام لضحايا تزعم أنهم من المدنيين.

وذكر إعلام الجماعة أن أربع غارات جوية ليلية استهدفت مواقع غرب مدينة صعدة، زاعماً أنها طالت منزلاً ومحلاً لبيع منظومات الطاقة الشمسية، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين.

إحدى الغارات الأميركية ضربت منزلاً في صعدة خاضع للحوثيين (أ.ف.ب)
إحدى الغارات الأميركية ضربت منزلاً في صعدة خاضع للحوثيين (أ.ف.ب)

وفي جزيرة كمران قبالة الحديدة، أفاد إعلام الحوثيين بأن خمس غارات استهدفت مواقع في الجزيرة، دون الإشارة إلى أي خسائر مدنية أو عسكرية.

ويُرجح مراقبون أن الضربات استهدفت قدرات بحرية عسكرية، نظراً لاتخاذ الجماعة الجزيرة قاعدة متقدمة لشن الهجمات البحرية. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها استهداف الجزيرة خلال حملة ترمب.

عمليات مستمرة

لم يصدر تعليق من الجيش الأميركي بشأن تفاصيل الضربات الأخيرة، واكتفت القيادة المركزية بتغريدة على منصة «إكس» مرفقة بمقاطع فيديو، أكدت فيها أن «أفراد مجموعة حاملة الطائرات (هاري إس ترومان) موجودون في مواقعهم، ويقومون بعمليات مستمرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ضد الحوثيين المدعومين من إيران».

وأقر القطاع الصحي الخاضع لسيطرة الحوثيين بأن الضربات التي أمر بها ترمب حتى الآن أدت إلى مقتل 65 شخصاً وإصابة نحو 145 آخرين، بينهم أطفال ونساء، ليُضافوا إلى 250 قتيلاً و714 مصاباً خلال الضربات التي تلقّتها الجماعة في عهد الرئيس جو بايدن، وهي أرقام لم تُؤكّد من مصادر مستقلة.

وتُضاف ضربات ترمب إلى نحو ألف غارة وضربة بحرية كانت الجماعة قد تلقتها خلال عام كامل من إدارة بايدن، ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، وحتى توقيع هدنة غزة بين «حماس» وإسرائيل في 19 يناير الماضي.

وكانت إدارة بايدن قد توقفت عن ضرب الحوثيين بعد بدء سريان الهدنة في غزة، كما توقفت الجماعة عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تعود مجدداً للتهديد بشن هجمات جديدة بعد تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة.

مزاعم عن هجمات

في ظل هذه الضربات الأميركية، تحاول الجماعة الحوثية رفع معنويات أتباعها بتبني هجمات متواصلة ضد حاملة الطائرات «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها، إضافة إلى تبنّي نحو 12 هجوماً صاروخياً وبطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل منذ 17 مارس الماضي.

وزعم المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان متلفز الأحد، أن جماعته هاجمت حاملة الطائرات «هاري ترومان» والقطع البحرية المصاحبة لها باستخدام صواريخ مجنحة ومسيرات، كما استهدفت بصاروخ باليستي سفينة إمداد تابعة للحاملة.

حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» تتولى الحملة ضد الحوثيين من شمال البحر الأحمر (أ.ب)
حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» تتولى الحملة ضد الحوثيين من شمال البحر الأحمر (أ.ب)

وفي حين لم يعلّق الجيش الأميركي على هذه المزاعم، يرى مراقبون يمنيون أن الحملة الجوية وحدها غير كافية لإنهاء التهديد الحوثي، مشيرين إلى ضرورة تحرك ميداني تقوده القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على الحديدة وصنعاء وبقية المناطق الخاضعة للجماعة.

وكان الحوثيون قد دخلوا خط التصعيد الإقليمي بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث أطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، دون تأثير عسكري كبير، باستثناء مقتل شخص واحد في تل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي.

كما تبنت الجماعة، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى بدء هدنة غزة، مهاجمة 211 سفينة، ما أدى إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل أربعة بحارة.

وردّت إسرائيل بخمس موجات من الضربات الانتقامية ضد الحوثيين، كان آخرها في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي، واستهدفت مواني الحديدة، ومستودعات الوقود، ومحطات الكهرباء في الحديدة وصنعاء، إضافة إلى مطار صنعاء.