من بين سلسلة بيانات مصرية معلنة ترفض مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخاص بـ«تهجير الفلسطينيين»، حظي بيان لوزارة الخارجية المصرية، صدر مساء الاثنين، بتفاعل كبير بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بما يحمله من تعريف مغاير لعاصمة الدولة الفلسطينية، واستخدامه مسمى «القدس الشريف» بدلاً من «القدس الشرقية».
خلال البيان، جددت مصر موقفها المتمسك برفض «تهجير الفلسطينيين»، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وأكدت «الخارجية» اعتزام مصر «الاستمرار في التعاون مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على أرضها وفقاً للقانون الدولي على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف».
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) February 10, 2025
ولفت استخدام «القدس الشريف» أنظار الكثيرين، والتقطتها سريعاً منصات التواصل الاجتماعي، لتحدث حالة من التفاعل عليها من جانب روادها.
مصر أبلغت البيت الأبيض إنها لن تكون شريكاً في مقترح ترامب حول غزةثم صدر بيان عن وزارة الخارجية يؤكد على ضرورة قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف مش القدس الشرقيةفي نفس اليوم، وزير الخارجية المصري في واشنطن بيأكد على ثوابت الموقف المصري ورفض التهجير بشكل حاسم #تحيا_مصر
— mahmoud bayomi bayomi (@BayomiMahm74149) February 11, 2025
وانتشر البيان المصري على نطاق واسع بين مستخدمي منصة «إكس»، إلى جانب آلاف التعليقات عليه عبر صفحة وزارة الخارجية المصرية على موقع «فيسبوك».
وجاء التفاعل عبر منصة «إكس» بتداول «هاشتاغات»: «#القدس_الشريف»، الذي اعتلى قائمة «الترند» خلال الساعات الماضية، وكذلك «#بيان_الخارجية_المصرية»، و«#تحيا_مصر».
واتفقت الكثير من التعليقات على أن عبارة «عاصمتها القدس الشريف» لم تصغ بهذه الكيفية في البيانات المعهودة، وأن ذكر القدس الشريف، وليست القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، أمر نادر في البيانات الرسمية.
اول مره بلد عربي يقول في بيان رسمي ان دولة فلسطين عاصمتها (القدس الشريف) وليست الشرقيه!!شكلها كده فيها خناقة وبهدلة الفترة الجايه , يلا على الله https://t.co/MlzYwPmydL
— A (@ZeroAshra) February 11, 2025
وثمن آخرون ما وصفوة بـ«الدقة» و«الذكاء» في اختيار لفظ «القدس الشريف»، وأنها صياغة جاءت مقصودة، معتبرين أنها رسالة تحمل تهديداً خفياً.
وعاصمتها "القدس الشريف " ..حتي الدول المعادية لاسرائيل وغيرهم ممن لا علاقة لهم بها لم يذكرو في بيان رسمي أبدا ان القدس الشريف عاصمة فلسطين بل يذكرون القدس الشرقية..البيان ذكي جدا جدا وفي رسالة تهديد خفية وقوية كمان . https://t.co/dvOLQQlU66
— .. هشام .. (@heszami) February 11, 2025
وحسب البيان، أكدت مصر تمسكها بموقفها الرافض للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني، بما فيها حق تقرير المصير والبقاء على الأرض والاستقلال، وتمسكها بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أُجبروا على ترك وطنهم. كما شددت على أن تجاهل الشرعية الدولية في التعاطي مع أزمات المنطقة إنما يهدد بنسف أسس السلام التي بذلت الجهود والتضحيات للحفاظ عليها وتكريسها على مدار عشرات السنين.
ووصف الإعلامي المصري، أحمد موسى، بيان «الخارجية المصرية» بأنه «ناري»، مضيفاً: «تسلم أيادي من كتبه ومن وافق عليه ومن قام بصياغته».
مصر تتمسك بحق الشعب الفلسطيني في العودة لوطنه وفي تقرير مصيره.. بيان ناري من الخارجية المصرية.. أحمد موسى: تسلم إيد اللي كتبه #صدى_البلد #على_مسئوليتي pic.twitter.com/f1KxWVKj4V
— صدى البلد (@baladtv) February 10, 2025
وشارك عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، محمود بدر، البيان، عبر منشور بحسابه على «إكس»، عاداً إياه واحداً من أقوى بيانات وزارة الخارجية المصرية.
واحد من اقوي بيانات الخارجية المصريةمصر بتتكلم عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين وحق تقرير المصيرمصر بتواجه التصريح بتصريح اقوي والليانببيان اقوي ومبتتراجعش خطوة واحدة pic.twitter.com/CNqs6R2JMa
— محمود بدر (@ma7mod_badr) February 10, 2025
كما توقف آخرون أمام تكرار استخدام البيانات المصرية لكلمتي «الاحتلال» و«العدوان»، في وصف الأفعال الإسرائيلية، لافتين إلى أن ذلك الاستخدام يحمل دلالةً أن الموقف المصري برفض التهجير يدعو للفخر.
من الاخرده بيان يصدر عن دولة تملك قرارهادولة تمتلك درع وسيف لاتخشى أحدبداخل الصورة سهمينالاول كلمة الاحتلال الإسرائيلي والعدوان الإسرائيلي التى يخش البعض منا للاسف قولهاوالثاني عاصمتها القدس الشريف وليست القدس الشرقية كما يزعم البعضبيان وزراة الخارجية المصرية pic.twitter.com/6ikiBKlZ2A
— جَمال مُحمد (@Mohamed23921265) February 11, 2025
بالتزامن، احتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بصورة نشرتها «الخارجية المصرية» تجمع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الذي يزور واشنطن، ونظيره الأميركي، ماركو روبيو، بمقر وزارة الخارجية الأميركية، التي يتواجهان فيها وجهاً لوجه، واعتبرها المستخدمون تحمل «رمزية تحدي الدعوة الأميركية لتهجير الفلسطينيين».
التقي وزير الخارجية د. بدر عبد العاطي اليوم بالسيد ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي في واشنطن لبحث تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ودعم الاستقرار الاقليمى بما يحقق المصالح المشتركة. pic.twitter.com/b1L9B3FtFv
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) February 10, 2025
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان (الاثنين)، إن عبد العاطي شدد «على ثوابت الموقف المصري والعربي والإسلامي بشأن القضية الفلسطينية».
وتفاعل رواد آخرون بالصورة عبر تدشين «هاشتاغ»: «#مصر_قد_التحدي»، ووصفوا الصورة بـ«الأيقونية»، كونها توحي بالموقف المصري الحاسم والقوي أمام السياسة الأميركية.