«اليونيسف» تدعو لمساعدة أطفال غزة والضفة «قبل فوات الأوان»

مديرها الإقليمي يحذر: الوضع مقلق للغاية

أطفال يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني لهم ولذويهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم 10 مارس (إ.ب.أ)
أطفال يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني لهم ولذويهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم 10 مارس (إ.ب.أ)
TT

«اليونيسف» تدعو لمساعدة أطفال غزة والضفة «قبل فوات الأوان»

أطفال يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني لهم ولذويهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم 10 مارس (إ.ب.أ)
أطفال يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني لهم ولذويهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم 10 مارس (إ.ب.أ)

وصف المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوارد بيغبيدر، وضع الأطفال في قطاع غزة والضفة الغربية بأنه «مقلق للغاية»، مؤكداً أن جميعهم متأثرون بشكل أو بآخر بعواقب الصراع.

وفي ختام مهمة استغرقت أربعة أيام زار خلالها الضفة وغزة، قال بيغبيدر في بيان نُشر الأحد على موقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن بعض الأطفال بالمنطقة يعيشون في «خوف وقلق شديدين»، بينما يعاني آخرون «عواقب حقيقية لحرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية، أو النزوح، أو الدمار، أو الموت».

وأضاف: «يتأثر جميع الأطفال تقريباً، البالغ عددهم 2.4 مليون طفل، والذين يعيشون في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، بشكل أو بآخر».

وتابع في بيانه: «من دون دخول المساعدات إلى قطاع غزة، يعيش نحو مليون طفل دون الأساسيات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة، مرة أخرى».

ومضى قائلاً: «للأسف، لا يستطيع نحو 4 آلاف مولود جديد الحصول على الرعاية الأساسية المنقذة للحياة حالياً بسبب التأثير الكبير على المرافق الطبية في قطاع غزة. كل يوم دون أجهزة التنفس الصناعي، تُفقد أرواح، وخصوصاً بين المواليد الجدد الخُدَّج المعرضين للخطر في شمال قطاع غزة».

وأشار مسؤول اليونيسف إلى وجود أكثر من 180 ألف جرعة من لقاحات الأطفال الأساسية على بُعد بضع عشرات من الكيلومترات خارج قطاع غزة، تكفي لتطعيم وحماية 60 ألف طفل دون سن الثانية بالكامل، بالإضافة إلى 20 جهاز تنفس اصطناعي لوحدات العناية المركزة لحديثي الولادة.

وطالب بالسماح بدخول هذه الإمدادات الصحية المنقذة لحياة الأطفال، قائلاً: «لا يوجد سبب يمنع ذلك».

«قبل فوات الأوان»

شدد المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بيانه على ضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي، مضيفاً: «وهذا يتطلب تسهيل دخول المساعدات المنقذة للحياة سواءً كان هناك وقف لإطلاق النار أم لا».

وبدأ سريان وقف إطلاق النار في غزة في التاسع عشر من يناير (كانون الثاني)، لكن تخلله بعض القصف. وتمنع إسرائيل دخول أي مساعدات للقطاع منذ الثاني من مارس (آذار) الحالي.

أطفال يتدافعون للحصول على وجبة إفطار رمضاني لهم ولذويهم في مخيم النصيرات وسط غزة يوم 14 مارس (أ.ف.ب)

وأكد بيغبيدر أن أي تأخير إضافي في دخول المساعدات يُهدد بإبطاء أو إغلاق الخدمات الأساسية، وقد يبدد سريعاً المكاسب التي تحققت للأطفال خلال وقف إطلاق النار.

وقال: «نحن بحاجة إلى إيصال هذه الإمدادات للأطفال، بمن فيهم المواليد الجدد، قبل فوات الأوان. يجب أن نحافظ على استمرار الخدمات الأساسية».

وعبَّر المسؤول عن أسفه لقطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه التي تدعمها اليونيسف في خان يونس بغزة، مشيراً إلى أنها كانت المنشأة الوحيدة التي حصلت على الكهرباء منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قبل فصلها الآن.

وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، أشار إلى مقتل أكثر من 200 طفل فلسطيني منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، «وهو أعلى رقم مسجل في مثل هذه الفترة الزمنية في العقدين الماضيين».

واختتم بيانه قائلاً: «لقد قُتل وجُرح عشرات الآلاف من الأطفال. يجب ألا نعود إلى وضع يدفع هذه الأعداد إلى الارتفاع».


مقالات ذات صلة

نائب جمهوري أميركي يدعو لقصف غزة بالقنابل النووية

المشرق العربي النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي راندي فاين (أ.ب) play-circle

نائب جمهوري أميركي يدعو لقصف غزة بالقنابل النووية

دعا النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي، راندي فاين، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، إلى «قصف (قطاع) غزة بالأسلحة النووية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع في واشنطن (رويترز) play-circle

نتنياهو يبحث مع ترمب مقتل دبلوماسيين إسرائيليين في أميركا

أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي، الخميس، وناقشا مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي موظفون يعملون داخل مخبز في دير البلح وسط قطاع غزة 22 مايو 2025 (أ.ف.ب)

«الأغذية العالمي»: غزة ما زالت تواجه خطر المجاعة رغم استئناف بعض المخابز عملها

قال برنامج الأغذية العالمي إن عدداً قليلاً من مخابز جنوب غزة ووسطها التي يدعمها البرنامج، استأنف إنتاج الخبز، وإنه في سباق مع الزمن لمنع المجاعة في القطاع.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
خاص فلسطينيون يتدافعون للحصول على طعام من تكيَّة خيرية بمدينة غزة (الشرق الأوسط)

خاص «رحلة شقاء لا تستثني أحداً»... كيف يحصل أهل غزة على الطعام؟

لا يجد أهالي غزة ملاذاً من الجوع غير التكايا الخيرية التي قلصت عطاياها بسبب غلو الأسعار وشح المواد الغذائية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي «الهلال الأحمر الفلسطيني» يعدّ إرسال عدد قليل من شاحنات المساعدات «دعوةً إلى القتل» بسبب خطر التعرض للنهب (أ.ف.ب)

«الهلال الأحمر الفلسطيني»: أسطول الإسعاف في غزة يعمل بثلث طاقته

قال يونس الخطيب، رئيس «جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني»، اليوم (الخميس)، إن عمليات الإسعاف في القطاع قد تتوقف في غضون أيام.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

اتفاق لبناني ــ فلسطيني على «حصر السلاح بيد الدولة»

الرئيسان عباس وسلام على شرفة القصر الحكومة يلقيان نظرة على وسط بيروت (أ.ف.ب)
الرئيسان عباس وسلام على شرفة القصر الحكومة يلقيان نظرة على وسط بيروت (أ.ف.ب)
TT

اتفاق لبناني ــ فلسطيني على «حصر السلاح بيد الدولة»

الرئيسان عباس وسلام على شرفة القصر الحكومة يلقيان نظرة على وسط بيروت (أ.ف.ب)
الرئيسان عباس وسلام على شرفة القصر الحكومة يلقيان نظرة على وسط بيروت (أ.ف.ب)

حسَمت لقاءات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع المسؤولين اللبنانيين، مصير السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها؛ إذ «اتُّخذ قرار سياسي» بإغلاق الملف بالكامل لـ«تحقيق حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية»، حسبما أفادت رئاسة الحكومة اللبنانية، في مقابل رفض التوطين وتحسين الأوضاع الاجتماعية للمدنيين الفلسطينيين في لبنان.

وواصل عباس لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، أمس، في ثاني أيام زيارته إلى بيروت، بهدف البحث في ملفّ السلاح بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، في وقت تسعى السلطات اللبنانية إلى بسط سلطتها على كامل أراضيها.

والتقى عباس برئيس البرلمان اللبناني، نبيه برّي، حيث تناول الجانبان، على مدى ساعة، تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وانتقل بعدها الرئيس عباس للقاء رئيس الحكومة نواف سلام في القصر الحكومي، حيث عقدا لقاءً ثنائياً، ثم اجتماعاً أمنياً حضره مسؤولون أمنيون لبنانيون وفلسطينيون.

وأكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» تشكيل اللجنة اللبنانية - الفلسطينية المشتركة لمتابعة تنفيذ ملف السلاح، على أن تجتمع لاحقاً لوضع آلية تطبيقية لجمع السلاح الفلسطيني.