قُتل ما لا يقل عن 8 أشخاص وأصيب 20 آخرون، بينهم نساء وأطفال، بعد أن استهدفت غارات جوية تركية سوقاً مكتظة في سوريا، وفقاً لما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم (الثلاثاء).
وذكر رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد، أن جميع القتلى كانوا من المدنيين عندما أصيب السوق في بلدة صرين الشمالية.
وأشار المرصد، الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، والذي يراقب العنف في سوريا منذ عام 2011، إلى أن الطائرات الحربية التركية نفذت أيضاً عدة غارات جوية حول سد تشرين وبالقرب من صرين.
ووصفت «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تقودها فصائل كردية وتدعمها الولايات المتحدة، الهجوم على صرين بأنه «مجزرة».
وقالت «قوات سوريا الديمقراطية»، في بيان لها: «هذه الهجمات موثقة بالصور... لا تدين تركيا فقط، بل تدين أيضاً صمت المجتمع الدولي في مواجهة هذه الجرائم والانتهاكات التركية المستمرة في شمال وشرق سوريا».
ومنذ سقوط النظام السوري بقيادة بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول)، تعرضت المنطقة لاشتباكات عنيفة بين الميليشيات الكردية الحاكمة والمقاتلين المدعومين من تركيا.
وقد دخل الجيش الوطني السوري، المدعوم من تركيا، في صراع مع «قوات سوريا الديمقراطية». وتعد الغارات الجوية التركية في المنطقة حدثاً متكرراً.
وبينما تعد «قوات سوريا الديمقراطية» حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «داعش»، فإن تركيا تعتبر الميليشيا امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور، الذي تصنفه منظمة إرهابية.
ومنذ تصاعد العنف في 12 ديسمبر، قُتل ما مجموعه 526 شخصاً، بينهم 61 مدنياً، و388 مقاتلاً من الفصائل المدعومة من تركيا، و77 مقاتلاً من «قوات سوريا الديمقراطية» وتشكيلاتها العسكرية التابعة، وفقاً للمرصد.
وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على مناطق واسعة من شمال شرقي سوريا، وجزء من محافظة دير الزور (شرق)، وخصوصاً الضفة الشرقية لنهر الفرات. وتخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في بداية النزاع في سوريا عام 2011 بعد انسحاب القوات الحكومية من جزء كبير منها.
وبالتوازي مع شنّ «هيئة تحرير الشام» وفصائل موالية لها هجوماً مباغتاً في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) من معقلها في شمال غربي سوريا، أتاح لها الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد، شنّت فصائل موالية لأنقرة هجوماً ضدّ القوات الكردية التي أرغمتها على الانسحاب من بعض مناطق سيطرتها.
وكانت تركيا تهدد بشن عملية عسكرية ضد «قوات سوريا الديمقراطية»، ما دفع الولايات المتحدة إلى بذل جهود دبلوماسية واسعة النطاق لتجنب مواجهة كبرى وسط القتال المستمر.