الأمم المتحدة تعلّق أعمالها في مناطق سيطرة الحوثيين بعد اعتقالات جديدة

المنظمة الدولية أرجعت قرارها إلى الحفاظ على سلامة موظفيها

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تعلّق أعمالها في مناطق سيطرة الحوثيين بعد اعتقالات جديدة

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

في حين كانت الأمم المتحدة تكثف جهودها أملاً في إقناع الجماعة الحوثية بإطلاق العشرات من موظفيها وموظفي المنظمات الدولية والمحلية والبعثات الدبلوماسية، ردت الجماعة بموجة اعتقالات جديدة دفعت المنظمة الدولية، الجمعة، إلى تعليق تحركاتها الرسمية في مناطق سيطرة الجماعة.

وكانت الجماعة المدعومة من إيران شنت حملة اعتقالات واسعة في يونيو (حزيران) الماضي شملت عشرات الموظفين في الوكالات الأممية والمنظمات الدولية والمحلية وموظفي البعثات الدبلوماسية ليضافوا إلى آخرين مضى على اعتقال بعضهم أكثر من 3 سنوات.

وعلى وقع الاعتقالات الجديدة، أصدرت المنظمة الدولية بياناً، الجمعة، أكدت فيه أن الجماعة الحوثية اعتقلت، الخميس، موظفين إضافيين تابعين للأمم المتحدة يعملون في مناطق خاضعة لسيطرتها.

ورداً على الإجراء الحوثي، قال البيان إن الأمم المتحدة، لضمان أمن وسلامة جميع موظفيها؛ علَّقت جميع التحركات الرسمية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أو داخلها، وأكدت أن هذا الإجراء «سيظل سارياً حتى إشعار آخر».

وأضاف البيان أن مسؤولي الأمم المتحدة في اليمن يتواصلون بشكل نشط مع كبار ممثلي الحوثيين، مطالبين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والشركاء المعتقلين.

وجاءت الاعتقالات الحوثية غداة قيام الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية»، وهو أكثر تصنيف أميركي متشدد، حيث يعتقد أنه ستكون له تداعياته على صعيد التضييق على الجماعة وخنق مواردها المالية وصلاتها مع المنظمات الدولية.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ زار صنعاء ومن قبلها مسقط قبل أن يذهب إلى إيران؛ أملاً في ضغوط تدفع الجماعة الحوثية لإطلاق المعتقلين.

وقال غروندبرغ بعد زيارته طهران «إنه في جميع اجتماعاته مع المسؤولين في طهران قدَّم إحاطة حول جهود الأمم المتحدة للإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية والمجتمع المدني المعتقلين تعسفياً من قِبل الحوثيين».

طائرة المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في أحدث زيارة له إلى صنعاء (أ.ف.ب)

وطلب غروندبرغ «دعم إيران لهذه الجهود»، وأشار إلى أن الاعتقالات الحوثية تتعارض مع القانون الدولي، وتؤثر بشدة في قدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها في اليمن.

وعادة ما توجه الجماعة الحوثية إلى المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى وموظفي البعثات الدبلوماسية تهماً بالتخابر والتجسس لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل، كما تقوم بانتزاع اعترافات تدينهم بالتهم الموجهة إليهم، وهي التهم التي تقود إلى الإعدام.


مقالات ذات صلة

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي قيود الحوثيين حالت دون وصول المنظمات الإنسانية إلى المستحقين (إكس)

سعي حوثي للاستيلاء على المساعدات الخيرية

منعت الجماعة الحوثية المبادرات التطوعية في صنعاء من تقديم المساعدات للأسر الأشد فقراً، وشددت على حصر التوزيع عبر عناصرها وكياناتها وهددت المخالفين بالعقوبة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي العشرات من موظفي الإغاثة يواجهون الخطر في معتقلات الحوثيين (إعلام محلي)

الحوثيون يهاجمون الأمم المتحدة لوقفها أنشطتها في صعدة

هاجمت الجماعة الحوثية الأمم المتحدة بسبب تعليق الأخيرة أنشطتها كافة في صعدة؛ المعقل الرئيس للجماعة، وزعم قادة الجماعة أن القرار الأممي يخدم واشنطن وتل أبيب.

محمد ناصر (تعز (اليمن))
العالم العربي مرضى يتجمعون في مكان ضيق داخل مستشفى بمدينة الحديدة (رويترز)

تفشي الأوبئة في مناطق سيطرة الحوثيين

أفادت مصادر عاملة في القطاع الصحي الخاضع لجماعة الحوثيين في اليمن، بتفشي موجة جديدة من الأوبئة؛ في مقدمها «البلهارسيا» و«العمى النهري».

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي متحدثاً خلال حلقة نقاشية في ميونيخ (سبأ)

العليمي يدعو إلى تطوير شراكة دولية مع بلاده لإنهاء التهديد الحوثي

دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إلى تطوير شراكة يمنية - دولية لهزيمة الحوثيين المدعومين من إيران هزيمة استراتيجية تكفل القضاء على قوتهم.

علي ربيع (عدن)

«هدنة غزة»: «نزع سلاح حماس»... عقبة جديدة أمام الوسطاء بالمرحلة الثانية

مقاتلو «حماس» الفلسطينية يقومون بتأمين منطقة قبل تسليم رهائن إسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقاتلو «حماس» الفلسطينية يقومون بتأمين منطقة قبل تسليم رهائن إسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: «نزع سلاح حماس»... عقبة جديدة أمام الوسطاء بالمرحلة الثانية

مقاتلو «حماس» الفلسطينية يقومون بتأمين منطقة قبل تسليم رهائن إسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
مقاتلو «حماس» الفلسطينية يقومون بتأمين منطقة قبل تسليم رهائن إسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

جاءت موافقة إسرائيل للانضمام لمفاوضات المرحلة الثانية من هدنة قطاع غزة متأخرة ومصحوبة بشروط ستوضع على طاولة المحادثات، ولم تكن ضمن الاتفاق الذي بدأ قبل نحو شهر، وبينها «نزع سلاح (حماس)».

الحركة الفلسطينية، رفضت بشدة الاقتراح الذي جاء بعد موافقتها على عدم حكم غزة، وعدّته «سخيفاً»، فيما أكد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» على صعوبة تنفيذ ذلك الطرح، عادّين أنه يأتي ضمن تحركات إسرائيلية وخطة سينتهجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضمان دخول المفاوضات المرحلة الثانية المتأخرة.

مقاتلون من «حركة الجهاد الإسلامي» يرافقون رهينة قبل تسليمه إلى فريق الصليب الأحمر بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

وبموجب وساطة تقودها القاهرة والدوحة وواشنطن أبرم اتفاق هدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي يتكون من 3 مراحل، مدة كل منها 42 يوماً، وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» بشأن المرحلة الثانية في 3 فبراير (شباط) الحالي، غير أن إسرائيل لم ترسل وفوداً لبدء المحادثات بعد.

وأكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز بمدريد، على «موقف مصر الثابت الداعي لضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن»، وهو الموقف الذي أكدته الدوحة، خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، جمع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع رئيس إيران مسعود بزشكيان بطهران.

انطلاق المرحلة الثانية

وجاءت تأكيدات الوسيطين المصري والقطري، بعد ساعات من كشف هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو قرر البدء رسمياً في مفاوضات المرحلة الثانية الأسبوع المقبل، على قاعدة «نزع سلاح (حماس)»، لافتة إلى أن المفاوضات ستبدأ مع وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، دون تحديد موعد.

وكشفت أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي يهدد نتنياهو بإسقاط حكومته، طلب وضع بند في الاتفاق ينص على أن «أي مناقشات حول المرحلة الثانية من الصفقة، تتطلب مصادقة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بوصفها شرطاً أساسياً لاستمرار الحزب في الحكومة».

أشخاص يخرجون من تجهيز فني على شكل نفق لإحياء ذكرى رهائن 7 أكتوبر في باحة متحف تل أبيب للفنون (أ.ف.ب)

وبالتزامن، أكدت القناة 12 الإسرائيلية، المعلومات ذاتها، مشيرة إلى أن «هناك استعدادات لاستئناف القتال، نظراً لصعوبة تقييم فرص نجاح المرحلة الثانية»، ونقلت قناة الحرة الأميركية عن مصادر إسرائيلية رفيعة، قولها إن فرص التقدم نحو تنفيذ المرحلة الثانية في المستقبل القريب «تبدو ضعيفة»، لاعتبارات أن هناك «قناعة بأن (حماس) لن تتخلى عن سلاحها والمشهد السياسي في إسرائيل لا يسمح بالمضي قدماً نحو المرحلة الثانية دون تفكيك الائتلاف الحكومي الحالي».

ويرى المحلل السياسي في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، أن ما يطرح من جانب إسرائيل بمثابة عقبة جديدة أمام الوسطاء، ويتوقع أن تكون هناك آليات إسرائيلية مشابهة لمطالب نزع سلاح «حماس»، وإخراجها من القطاع لعرقلة الاتفاق، موضحاً أن نتنياهو لا يريد الاستمرار في أي تهديد لحكومته، وبالتالي سيدخل المفاوضات المتأخرة لإرضاء أميركا، ويواصل المحادثات على نهج المفاوضات من أجل المفاوضات.

«التفاوض من أجل التفاوض»

ويرى أن هذا التكتيك اليميني المعروف لدى إسرائيل «التفاوض من أجل التفاوض» لن يقبل به الوسطاء به لأن الطروحات الجديدة مخالفة لبنود الاتفاق، مشيراً إلى أنه «في إطار موازين القوى لن تقبل (حماس) أيضاً المساس بسلاحها، خاصة وهي تتحرك آيديولوجياً ومرتبطة بمحور إيران».

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون أن «طرح نزع سلاح (حماس) غير واقعي وغير منطقي»، مشيراً إلى أن «محاولة نتنياهو أيضاً استعادة الأسرى بالقوة ستفشل، وتهدد حياتهم. وفي الوقت نفسه الحركة لا تريد عودة الحرب، لكنها لن تقدم استسلاماً تحت هذا التهديد، ولهذا على الوسطاء التفكير بواقعية، بعيداً عن الطروحات غير القابلة للتطبيق».

وحسم المتحدث باسم «حركة حماس» حازم قاسم، في بيان صحافي، برفض هذا الطرح الإسرائيلي، ووصفه بأنه «حرب نفسية سخيفة»، مؤكداً أن «أي ترتيبات لمستقبل قطاع غزة ستكون بتوافق وطني».

وكان «مصدر مصري مطلع» على مفاوضات الهدنة، قال لقناة «القاهرة الإخبارية»، السبت، إن «حماس» أكدت عدم مشاركتها في إدارة غزة خلال المرحلة المقبلة.

ويعتقد المدهون: «استمرار (حماس) في عدم القبول بذلك الطرح»، مؤكداً أنها «تبدي مرونة في موضوع الحكم، لكنها لا تسمح بطرح مسألة نزع السلاح للنقاش أو التوافق أو القبول، لكن ذلك لن يدفع (حماس) إلى الاستسلام أو إلقاء السلاح. لكن يمكن تنظيم استخدام السلاح وفق اتفاقيات تهدئة، ولكنها مستعدة للاستماع إلى مقترحات متعددة، دون الحديث عن نزع السلاح»، غير مستبعد «مخاوف عودة الحرب».

ويتوقع عكاشة أن إسرائيل ستحاول دفع «حماس» لإعلان أي تعثر للاتفاق بطرح مطالب استفزازية لتتخذ ذلك ذريعة للعودة لشن حرب جديدة أكثر شراسة تضمن لنتنياهو البقاء السياسي دون إنفاذ المرحلة الثانية.