تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

حصار وقصف بالأسلحة الثقيلة وقطع الاتصالات

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
TT

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)

على وقع الحصار والهجوم العنيف الذي تشنه الجماعة الحوثية على قرية «حنكة آل مسعود» في محافظة البيضاء اليمنية، أدانت السفارة الأميركية لدى اليمن هذه الجرائم، بالتزامن مع إدانات حقوقية وحكومية واسعة.

وحسب مصادر محلية، عزز الحوثيون من قواتهم لاقتحام القرية المحاصرة منذ نحو أسبوع، مستخدمين مختلف الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة في مهاجمة منازل القرية، وسط مخاوف من «ارتكاب إبادة» في أوساط السكان، بخاصة مع قيام الجماعة، بقطع الاتصالات عن القرية.

وكان هجوم قوات الجماعة على القرية، الخميس الماضي، أدى إلى مقتل وإصابة 13 مدنياً، في حين زعم إعلام الجماعة، السبت، أن عملية الهجوم متواصلة، وأن أربعة من سكان القرية قتلوا عندما فجروا أحزمة ناسفة.

وفي بيان للسفارة الأميركية، السبت، أدانت «بشدة» الهجمات الحوثية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في محافظة البيضاء، وقالت: «إن عمليات القتل والإصابات والاعتقالات غير المشروعة التي يرتكبها الإرهابيون الحوثيون بحق اليمنيين الأبرياء تحرم الشعب اليمني من السلام ومن المستقبل المشرق».

وعادة ما يشن الحوثيون عمليات تنكيل وقمع في محافظة البيضاء منذ احتلالها في 2014، في مسعى لإخضاع أبناء القبائل المختلفين مذهبياً، والسيطرة عليهم خوفاً من أي انتفاضة تنشأ في تلك المناطق، بخاصة في مناطق قبائل «قيفة».

115 منظمة

مع استمرار الهجمة الحوثية على القرية الواقعة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع، أدانت 115 من منظمات المجتمع المدني هذه «الجريمة» بحق المدنيين والأعيان المدنية في قرية الحنكة، حيث قبيلة آل مسعود.

وقال بيان مشترك للمنظمات إن الميليشيات الحوثية قامت بمنع إسعاف المصابين، إلى جانب تدمير وإحراق عدد من الأعيان المدنية ودور العبادة وتشريد مئات الأسر بعد أيام من فرض الحصار الغاشم على أهالي القرية.

واتهم بيان المنظمات الجماعة الحوثية بقطع المياه والغذاء والأدوية عن سكان القرية، بالتزامن مع استمرار القصف بالطائرات المسيرة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن.

وقال البيان: «إن هذه الجرائم التي تشمل القتل العمد والحصار والتهجير القسري، واستهداف الأعيان المدنية ودور العبادة تأتي في سياق تصعيد عسكري من قِبل الحوثيين على مختلف الجبهات بالتزامن مع تدهور الأوضاع الإنسانية».

وطالبت منظمات المجتمع المدني في اليمن، الحوثيين، بفك الحصار الفوري، ووقف الاعتداءات العسكرية التي تستهدف المدنيين في المنطقة، كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

هجوم وحشي

أدان معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، الهجوم الحوثي على القرية، ووصفه بـ«الوحشي»، وقال إنه «يظهر بوضوح بشاعة الجرائم التي ترتكبها الميليشيا ضد المدنيين الأبرياء، ويؤكد تعمدها إراقة الدماء، ونشر الخراب (...) دون أي اعتبار للقوانين الدولية وحقوق الإنسان».

وأوضح الوزير اليمني، في تصريح رسمي، أن الجماعة الحوثية أرسلت حملة ضخمة من عناصرها المدججين بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، وقامت بشن هجوم على منازل وممتلكات المدنيين في القرية، إذ استخدمت قذائف الدبابات والمدفعية، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أضرار كبيرة للمنازل والممتلكات الخاصة، وتدمير مسجد القرية.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وحسب الوزير اليمني، يأتي الهجوم الحوثي في وقت تعيش فيه المنطقة تحت حصار خانق منذ أكثر من أسبوع، في محاولة لحرمان الأهالي من احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويضاعف الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشونها، في حلقة جديدة من مسلسل التنكيل المتواصل.

وأضاف بالقول: «هذا الهجوم المروع الذي استهدف منازل المواطنين والمساجد، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير الممتلكات، ليس إلا انعكاساً لحقد ميليشيا الحوثي الدفين على أبناء البيضاء بشكل عام وقيفة رداع بشكل خاص، وكل من يقف ضد مشروعها الإمامي الكهنوتي العنصري المتخلف».

وأكد وزير الإعلام اليمني أن ما تعرضت له قرية «حنكة آل مسعود» يُظهر مرة أخرى كيف أن الميليشيا الحوثية لا تكترث بالقوانين الدولية، مشدداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، مسؤوليته في اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الهجمات الوحشية فوراً.


مقالات ذات صلة

موظف أممي يقضي تحت التعذيب في معتقل حوثي

العالم العربي طائرة المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في أحدث زيارة له إلى صنعاء (أ.ف.ب)

موظف أممي يقضي تحت التعذيب في معتقل حوثي

أفادت الأمم المتحدة بوفاة موظف يمني يعمل مع برنامج الغذاء العالمي في معتقل حوثي، وسط تكهنات بتعرضه للتعذيب مع زملائه الذين اعتقلوا في أحدث موجة قمع حوثية.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي المهاجرون الأفارقة إلى اليمن ضحايا عصابات التهريب والاتجار بالبشر (إعلام حكومي)

الشرطة اليمنية تحرر عشرات الأفارقة من قبضة متاجرين بالبشر

أعلنت الداخلية اليمنية تحرير عشرات من المهاجرين غير الشرعيين من حمَلة الجنسية الإثيوبية، في محافظة شبوة، من قبضة عصابة من جنسيتهم نفسها تتاجر بالبشر.

محمد ناصر (عدن)
المشرق العربي وزير التخطيط اليمني واعد باذيب خلال توقيع مذكرات التفاهم مع القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن (سبأ)

اليمن والصين يؤسسان لشراكة استراتيجية عبر تعاون تنموي

التعاون التنموي اليمني- الصيني يفتح آفاقاً جديدة للشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي حافلة نقل عام في أحد شوارع صنعاء (فيسبوك)

نقاط تفتيش حوثية تبتز المسافرين وتنتهك خصوصياتهم

اشتكى يمنيون في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى من تعرضهم للابتزاز وانتهاك الخصوصية، على أيدي مسلحين تابعين للجماعة الحوثية في نقاط التفتيش بين المحافظات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
الولايات المتحدة​ دول عربية تواجه تداعيات إغلاق «الوكالة الأميركية للتنمية»

دول عربية تواجه تداعيات إغلاق «الوكالة الأميركية للتنمية»

أثار قرار إدارة الرئيس دونالد ترمب إعادة تقييم مشاريع المساعدات الأميركية، حالة من عدم اليقين بشأن التزام واشنطن على المدى الطويل فيما يتعلق بوكالات الإغاثة.

هبة القدسي (واشنطن)

ترميم مئذنة الموصل الشهيرة بعد تدميرها على يد تنظيم «داعش»

جامع النوري الكبير في الموصل المعروف بمئذنته المائلة (رويترز)
جامع النوري الكبير في الموصل المعروف بمئذنته المائلة (رويترز)
TT

ترميم مئذنة الموصل الشهيرة بعد تدميرها على يد تنظيم «داعش»

جامع النوري الكبير في الموصل المعروف بمئذنته المائلة (رويترز)
جامع النوري الكبير في الموصل المعروف بمئذنته المائلة (رويترز)

تم تجديد جامع النوري الكبير في الموصل المعروف بمئذنته المائلة التي يعود تاريخها إلى ثمانية قرون بعدما دمرها مسلحو تنظيم «داعش» في عام 2017، وفقاً لـ«رويترز».

ويعد تجديد هذا المسجد حدثاً كبيراً في جهود إعادة إعمار ثاني أكبر مدينة في العراق بعد حرب امتدت لسنوات طويلة.

أدت الحرب الشرسة في المنطقة إلى تدمير واسع النطاق للمعالم التاريخية في ثانية كبرى مدن العراق (رويترز)

وفي الرابع من يوليو (تموز) 2014، أعلن زعيم تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي من فوق منبر هذا المسجد الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، قيام دولة «الخلافة» على أنحاء من سوريا والعراق.

وبعد ثلاث سنوات، هدمت الجماعة المتشددة المسجد في آخر أسابيع حملة عراقية دعمتها الولايات المتحدة، وأدت إلى طرد المتشددين الإسلاميين من الموصل التي كانت معقلهم الرئيسي في العراق.

وأدت الحرب الشرسة والمطولة في هذه المنطقة الحضرية إلى تدمير واسع النطاق للمعالم التاريخية في ثانية كبرى مدن العراق.

وقال محمود ذنون (70 عاماً)، وهو خياط يسكن بالقرب من المسجد ويدير محل خياطة يطل على مئذنة المسجد، إن ابنيه قتلا قبل هدم منارته الحدباء.

وأضاف أنه شعر بحزن فاق حزنه على مقتل ولديه عندما رأى بعينيه انهيار المئذنة، مشيراً إلى أن ترميمها ورؤيتها شامخة من جديد جعلاه يشعر بالسعادة والفخر.

وقال ذنون، بينما يتحدث من داخل متجره وخلفه صور لابنيه، إن فقيديه، لو كانا على قيد الحياة، لكانا قد شعرا أيضاً بالفخر لرؤية المئذنة بعد ترميمها.

وانفجر في البكاء عندما تذكر مقتلهما في هجومين في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) 2017 خلال الحرب ضد التنظيم.

وتمت إعادة بناء وترميم المسجد والمئذنة بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) والاتحاد الأوروبي وهيئة الآثار والتراث العراقية.

تمت إعادة بناء وترميم المسجد والمئذنة بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (رويترز)

وقالت أودري أزولاي، المديرة العامة لـ«يونيسكو»، إنه تم جمع أكثر من 115 مليون دولار مما لا يقل عن 15 شريكاً، وإن الإمارات والاتحاد الأوروبي كانا أبرز شريكين.

وأضافت خلال كلمة ألقتها في الخامس من فبراير (شباط) الخالي، بالقرب من المسجد خلال احتفال باستكمال أعمال ترميمه: «وجودها (المئذنة) هنا خلفي يشبه عودة التاريخ؛ يشبه عودة هوية هذه المدينة».

أطلق العراقيون على المئذنة المائلة التي يبلغ ارتفاعها 45 متراً اسم «الحدباء».

يستقي المسجد اسمه من اسم نور الدين الزنكي الذي كان من الأعيان وخاض معارك في الحملات الصليبية الأولى من إقطاعية تغطي مساحات من الأرض، فيما أصبحت الآن تركيا وسوريا والعراق. وأقيم المسجد في عامي 1172 و1173 قبيل وفاته وكان يضم مدرسة إسلامية.

تعود غالبية المباني الحجرية في الموصل القديمة حيث يقع المسجد، إلى العصور الوسطى، ويوجد بها أكشاك للتسوق وعدد قليل من المساجد والكنائس والبيوت الصغيرة التي بنيت وأعيد بناؤها فوق بعضها على مر العصور.