حشدت الجماعة الحوثية حملة عسكرية للتنكيل بسكان إحدى القرى اليمنية التابعة لمحافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء)؛ حيث استخدم عناصرها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمسيّرات في مهاجمة القرية، وهو ما أدّى إلى مقتل وإصابة 13 شخصاً، بينهم نساء، (الخميس)، وفق ما أفادت به مصادر حقوقية حكومية.
وفي حين ندّدت الحكومة اليمنية بالحملة الحوثية؛ طالبت بتدخل أممي ودولي لوقف التنكيل بسكان قرية الحنكة، التابعة لقبيلة آل مسعود في مديرية القريشية؛ حيث منطقة قبائل «قيفة» القريبة من مدينة رداع.
وخلال سنوات الانقلاب اعتمدت الجماعة الحوثية على أساليب البطش والتنكيل بحق معارضيها في المناطق القبلية، خصوصاً في محافظة البيضاء، المختلفة مذهبياً مع الجماعة، وصولاً إلى تفخيخ المنازل وتفجيرها، كما حدث قبل أشهر في حي الحفرة بمدينة رداع.
● هجوم وحشي جديد من مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، على قرية "حنكة آل مسعود" في "قيفة" بمديرية القريشية محافظة البيضاء، يظهر بوضوح بشاعة الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين الأبرياء، ويؤكد مجددا تعمدها إراقة الدماء، ونشر الخراب والدمار في مناطق سيطرتها، دون أي اعتبار... pic.twitter.com/Yf9hIKPJsB
— معمر الإرياني (@ERYANIM) January 9, 2025
وذكرت المصادر المحلية أن المسلحين الحوثيين المزودين بمدرعات وعربات عسكرية ودبابات قاموا بقصف منازل القرية بذريعة البحث عن مطلوبين للجماعة، مستخدمين الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة المفخخة، ما أدّى إلى سقوط قتيل على الأقل و12 مصاباً، بينهم 3 نساء.
وفي حين فرضت الجماعة حصاراً خانقاً على سكان القرية، ومنعت إسعاف المصابين، إلى جانب منع الإمدادات الإنسانية باتجاه القرية المحاصرة، توعّد قادتها باستمرار الحملة، رافضين كل المساعي القبلية للتهدئة.
حصار وتدمير
ووسط المخاوف من أن تؤدي الحملة العسكرية الحوثية إلى مزيد من الضحايا بين سكان القرية، أدانت وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية بأشد العبارات، ما وصفته بـ«الجريمة النكراء» التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين الأبرياء والأعيان المدنية في قرية الحنكة التابعة لقبيلة آل مسعود.
وأوضحت الوزارة اليمنية في بيان أن الميليشيات الحوثية «أقدمت (الخميس) في عمل جبان ومتعمّد على استهداف المدنيين الأبرياء باستخدام الطائرات المسيّرة المتفجرة من دون طيار والدبابات، ما أسفر عن سقوط 13 شخصاً بين قتيل وجريح، بينهم 3 نساء، إلى جانب منعها إسعاف المصابين وتدمير عدد من المنازل ودور العبادة وتشريد مئات العائلات».
ما الفرق بين ممارسات وجرائم مليشيا الحوثي الارهابية في قيفة رداع ضد أبناء قرى ال مسعود وبين جرائم الإحتلال الصـ..هيوني بحق الفلسطينيين؟#قيفه_ليست_اسرائيل_ياحوثي#البيضاء #اليمن #Yemen pic.twitter.com/GIyxx4jFnm
— أخبار اليمن (@yemnews_) January 9, 2025
ووفق البيان، جاء الهجوم الحوثي بعد أيام من فرض حصار خانق على أهالي القرية قبل أن تدفع الجماعة بتعزيزات ضخمة تتقدمها دبابات وعدد كبير من العربات العسكرية التي تقل عشرات العناصر المدججين بالأسلحة، و«نتج عن الحصار والحملة في أيامها الأولى اعتقال عدد من أبناء المنطقة، وسط اتهامات ملفقة».
وقال البيان، إن هذه الجرائم البشعة، التي تشمل القتل العمد والحصار والتهجير القسري وقصف وتفجير المنازل ودور العبادة، تعد انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأكدت وزارة حقوق الإنسان أن مهاجمة القرية ترقى إلى جريمة حرب، وتعكس الطبيعة الإجرامية لميليشيات الحوثي التي لا تتورع عن استهداف المدنيين الأبرياء دون تمييز، وتنفذ أجندة طائفية عنيفة بهدف بث الرعب والخوف بين السكان المدنيين وتعزيز نهجها الدموي.
وحمل البيان الحكومي الحوثيين المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم البشعة، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم وفوري لوقف هذه الانتهاكات التي تُمثل «تحدياً مباشراً لإرادة المجتمع الدولي».
كما دعت الوزارة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى التحرك الفوري والعاجل لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذه الجماعة الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمةً إرهابيةً عالميةً، وإدراج قياداتها المتورطة في هذه الجرائم البشعة ضمن قائمة العقوبات الدولية وتجميد أصولها.
إلى ذلك، ناشد البيان الحكومي كل المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية لتكثيف جهودها في فضح هذه الانتهاكات الحوثية الجسيمة لحقوق الإنسان.