اليمن يتصدر الدول الأكثر احتياجاً للمساعدات الغذائية

فقدان المحاصيل وتضرر الأراضي الزراعية فاقما الأزمة

الأمن الغذائي في اليمن شهد خلال العام الماضي تحسناً طفيفاً (الأمم المتحدة)
الأمن الغذائي في اليمن شهد خلال العام الماضي تحسناً طفيفاً (الأمم المتحدة)
TT

اليمن يتصدر الدول الأكثر احتياجاً للمساعدات الغذائية

الأمن الغذائي في اليمن شهد خلال العام الماضي تحسناً طفيفاً (الأمم المتحدة)
الأمن الغذائي في اليمن شهد خلال العام الماضي تحسناً طفيفاً (الأمم المتحدة)

مع تأكيد منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالغة بالقطاع الزراعي في اليمن وفاقمت من الأمن الغذائي، رسمت شبكة دولية معنية بمراقبة المجاعة صورة قاتمة لمستقبل الأمن الغذائي في هذا البلد، وقالت إنه سيظل في المراكز الأولى لقائمة أكثر الدول احتياجاً للمساعدات الإنسانية حتى الربع الأول من العام المقبل.

ووفق شبكة الإنذار المبكر المعنية بالمجاعة، فإن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن سوف تستمر دون أي تحسن. وقالت الشبكة إنه من المتوقع أن يحتل اليمن المركز الثاني في قائمة 31 بلداً تغطيها الشبكة، في معدل عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية وإنسانية عاجلة بحلول شهر أبريل (نيسان) 2025، بعد السودان، وتليهما الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وإثيوبيا.

الفيضانات ألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمعات الزراعية (الأمم المتحدة)

وسيظل عدد اليمنيين الذين بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية إنسانية في مارس (آذار) المقبل، عند حدود 19 مليون شخص، وهو ما يعني أن أكثر من 55 في المائة من السكان بحاجة إلى هذه المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، بحسب التقرير.

ونبهت الشبكة إلى أن استمرار الظروف الاقتصادية السيئة وفرص كسب الدخل المحدودة على مستوى البلاد، سيؤديان إلى انتشار واسع النطاق لانعدام الأمن الغذائي على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي)، أو نتائج أسوأ في معظم المحافظات.

وأكدت أن أسرة واحدة على الأقل من بين كل 5 أسر تواجه فجوات كبيرة في استهلاك الغذاء، مصحوبة بسوء تغذية حاد مرتفع أو أعلى من المعتاد.

فجوات شديدة

وطبقاً لما أكدته شبكة الإنذار المبكر من المجاعة، فإنه في حال استمر برنامج الأغذية العالمي في توقيف توزيع المساعدات الغذائية بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في شمال اليمن، فإن «السيناريو الأكثر ترجيحاً» أن تظل هذه المناطق تعاني من تفاقم حاد لأزمة انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ (المرحلة الرابعة) حتى أبريل (نيسان) المقبل.

المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تواجه فجوات شديدة في استهلاك الغذاء (إعلام محلي)

وأظهرت البيانات أن أسرة واحدة من كل 5 أسر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ستواجه فجوات شديدة في استهلاك الغذاء تؤدي إلى سوء تغذية حاد شديد أو زيادة في الوفيات، طوال فترة التوقع.

وأكدت أن العدد الإجمالي للمحتاجين للمساعدات الغذائية في البلدان التي تخضع لمراقبة شبكة الإنذار المبكر للمجاعة، يتراوح بين 130 و140 مليون شخص، وأن 10 في المائة من هذا العدد يتركز بشكل أساسي في السودان واليمن والكونغو الديمقراطية.

وتوقعت الشبكة أن تسهم نيجيريا وإثيوبيا وأفغانستان وجنوب السودان بنسبة تتراوح بين 5 و9 في المائة من إجمالي احتياجات المساعدات الغذائية.

عواقب وخيمة

أكدت منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية أن الفيضانات التي نتجت عن الأمطار الغزيرة في أغسطس (آب) الماضي، خلال ذروة موسم الخريف في اليمن، ألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمعات الزراعية في المرتفعات الغربية والمناطق المنخفضة. وأوضحت أن اليمن يواجه عواقب وخيمة على الأمن الغذائي والاقتصاد بشكل عام بسبب الأضرار الناجمة عن الفيضانات.

وبحسب التقرير، فإن المنطقة المتضررة من الفيضانات تبلغ 341.296 هكتاراً، بينما كان تأثير الفيضانات في المناطق الحضرية والريفية (مناطق الاستيطان) بمساحة 217 هكتاراً.

أكثر من نصف سكان اليمن بحاجة إلى المساعدات الغذائية (الأمم المتحدة)

وبلغ عدد السكان المتضررين بشكل مباشر 210.084 فرداً. وتم تحديد الأراضي الزراعية المتضررة بمساحة 98.726 هكتاراً، بما في ذلك المحاصيل العشبية، والمحاصيل الشجرية، والبساتين، وأشجار النخيل.

وبشأن تأثير الثروة الحيوانية، تضرر 279.400 من الأغنام والماعز، كما طالت الأضرار الجسيمة البنية التحتية مثل قنوات الري ومرافق تخزين المياه، مما أعاق جهود التعافي.

وتوقعت المنظمة الأممية أن يؤدي فقدان المحاصيل وانخفاض الدخل الزراعي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحالي في اليمن، وهو أمر بالغ الأهمية بالفعل بسبب الصراع المستمر وعدم الاستقرار الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون والرد الإسرائيلي المرتقب... حذر وترتيبات وتمسك بالتصعيد

العالم العربي حرب غزة منحت الحوثيين مبرراً لهجماتها ضد السفن التجارية وإسرائيل (رويترز)

الحوثيون والرد الإسرائيلي المرتقب... حذر وترتيبات وتمسك بالتصعيد

على الرغم من الهجمات الحوثية ضد إسرائيل وضربات الأخيرة الانتقامية من الجماعة في الحديدة فإن المواجهة بين الطرفين لا تزال محكومة بالحذر وترتيب الأولويات

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري (الشرق الأوسط)

وزير الدفاع اليمني: الحوثيون لن يتوقفوا حتى لو انتهت الحرب

استبعد وزير الدفاع اليمني، الفريق ركن محسن الداعري، أن تتوقف العمليات الحوثية ضد سفن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي بمجرد توقف حرب غزة، متهماً الجماعة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري (الشرق الأوسط) play-circle 00:41

خاص وزير الدفاع اليمني: الهجمات الحوثية لن تتوقف حتى لو انتهت حرب غزة

حذَّر وزير الدفاع اليمني الفريق ركن محسن الداعري من خطورة الأوضاع في المنطقة واحتمال نشوب حرب إقليمية غير مسبوقة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي ناقلة بريطانية تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

تضرر ناقلة كيماويات إثر هجوم في جنوب البحر الأحمر

أصيبت ناقلة مواد كيميائية بأضرار طفيفة جراء هجوم في جنوب البحر الأحمر قبالة الحديدة اليمنية، الخميس، مع اقتراب انتهاء الشهر الثاني عشر من تصعيد الجماعة الحوثية.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من اجتماع حكومي يمني في عدن لبحث ملف النازحين (سبأ)

توجيه حكومي بخطة موحدة للتعامل مع ملف النازحين في اليمن

وجّه رئيس الحكومة، أحمد عوض بن مبارك، بإعداد خطة وطنية موحدة تتكامل فيها الجهود الرسمية مع المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بخصوص ملف النازحين.

«الشرق الأوسط» (عدن)

تضرر ناقلة كيماويات إثر هجوم في جنوب البحر الأحمر

ناقلة بريطانية تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
ناقلة بريطانية تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
TT

تضرر ناقلة كيماويات إثر هجوم في جنوب البحر الأحمر

ناقلة بريطانية تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
ناقلة بريطانية تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

أصيبت ناقلة مواد كيميائية بأضرار طفيفة جراء هجوم في جنوب البحر الأحمر قبالة الحديدة اليمنية، الخميس، مع اقتراب انتهاء الشهر الثاني عشر من تصعيد الجماعة الحوثية المدعومة من إيران ضد السفن، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

وإذ لم ينتج عن الهجوم الذي لم تتبنّه الجماعة على الفور أي خسائر بشرية، أفادت هيئتا أمن بحري بريطانيتان بأن الناقلة التي ترفع علم ليبيريا تواصل رحلتها نحو ميناء التوقف التالي.

وأوضحت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقريراً عن واقعة قبالة الحديدة اليمنية في جنوب البحر الأحمر، وأن ربان الناقلة أبلغ عن إصابتها بأربعة مقذوفات، وأنها تعرضت لأضرار لكن لم يتم رصد أي حريق أو خسائر بشرية.

وبحسب الهيئة البريطانية، فإن أفراد الطاقم بخير، وإن السفينة تواصل الإبحار إلى ميناء الرسو التالي.

وقالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري إن ناقلة المواد الكيميائية التي ترفع علم ليبيريا أصيبت على جانبها الأيمن بأضرار طفيفة جراء مقذوف مجهول في البحر الأحمر على بعد 73 ميلاً بحرياً جنوب غربي ميناء الحديدة اليمني، حين كانت في طريقها من جدة بالسعودية إلى مسقط بسلطنة عمان.

وأضافت أنه بعد نحو أربع ساعات، انفجر مقذوفان إضافيان على بعد 0.27 ميل بحري من جانب السفينة الأيسر، بحسب ما نقلته «رويترز».

عام من الهجمات

تبنى زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي في أحدث خطبة له، الأحد الماضي، مهاجمة 193 سفينة مرتبطة بإسرائيل وأميركا وبريطانيا خلال عام، وقال إن جماعته أطلقت أكثر من ألف صاروخ وطائرة مسيرة، كما استخدمت الزوارق المفخخة.

وأدى هجوم حوثي في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

مقاتلة من طراز «إف 18» على متن حاملة الطائرات الأميركية «ثيودور روزفلت» (الجيش الأميركي)

وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وتبنى زعيم الجماعة إسقاط 11 طائرة مسيرة أميركية من نوع «إم كيو 9» خلال عام، وتوعد بأن «الجبهة العسكرية لجماعته مستمرة مع تطوير القدرات»، وقال إنها تسعى «لما هو أكبر».

وأقر زعيم الحوثيين بتلقي «774 ضربة جوية وبحرية خلال العمليات الدفاعية التي تقودها واشنطن لحماية السفن، معترفاً بسقوط 82 قتيلاً و340 مصاباً».

وتشن الولايات المتحدة ضربات على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضد الجماعة الحوثية، وشاركتها بريطانيا في 4 مرات على الأقل؛ رداً على الهجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

هروب من السلام

وجدت الجماعة الحوثية في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الحوثيين غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

دخان يتصاعد في صنعاء من موقع للحوثيين إثر ضربات أميركية (أ.ب)

وتبنّت الجماعة إطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها في شقة بتل أبيب في 19 يونيو الماضي.

واستدعت هذه الهجمات إسرائيل للرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، على مستودعات الوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.