أهالي قرية يمنية في البيضاء مهددون بتنكيل الحوثيين

تحذير حكومي من مجزرة وإدانة حقوقية واسعة

جانب من قرية حمة صرار المحاصرة في البيضاء من قبل الحوثيين (إكس)
جانب من قرية حمة صرار المحاصرة في البيضاء من قبل الحوثيين (إكس)
TT

أهالي قرية يمنية في البيضاء مهددون بتنكيل الحوثيين

جانب من قرية حمة صرار المحاصرة في البيضاء من قبل الحوثيين (إكس)
جانب من قرية حمة صرار المحاصرة في البيضاء من قبل الحوثيين (إكس)

تسود مخاوف يمنية من قيام الجماعة الحوثية بالتنكيل بإحدى القرى في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء) بعد أن فرضت عليها حصاراً منذ الأربعاء الماضي، وسط تحذير حكومي وإدانات حقوقية لانتهاكات الجماعة، وأسف لصمت المجتمع الدولي.

وبدأت الأحداث، الأربعاء الماضي، عندما قتل مسلحو الجماعة الحوثية اثنين من سكان قرية «حمة صرار» التابعة لمديرية «ولد ربيع» في محافظة البيضاء، قبل أن يرد الأهالي بقتل 4 من عناصر الجماعة.

الحوثيون استقدموا أسلحة ثقيلة لحصار سكان قرية في محافظة البيضاء اليمنية (إكس)

ووفق مصادر يمنية حكومية وحقوقية، حشدت الجماعة الحوثية قواتها على مداخل القرية استعداداً لاقتحامها، بينما يبذل وسطاء قبليون جهوداً لاحتواء الموقف؛ إذ تطالب الجماعة بتسليم عدد من أهالي القرية، وهو ما يرفضه الأهالي المنتشرون بأسلحتهم الشخصية استعداداً للمواجهة.

تنديد حقوقي

على وقع المخاوف من تنكيل الحوثيين بسكان القرية، وقعت 113 منظمة حقوقية يمنية على بيان أدان بأشد العبارات ما تقوم به الجماعة الانقلابية، من «اعتداء سافر وحصار غاشم على قرية «حمة صرار» القريبة من مدينة رداع في محافظة البيضاء.

وأوضح بيان منظمات المجتمع المدني في اليمن أن الجماعة تقوم منذ يوم الأربعاء الماضي بمحاصرة قرية «حمة صرار» بالدبابات والمدرعات، وحشد قواتها حول مداخل ومخارج القرية، ووصل بها الأمر إلى تحليق الطائرات المسيّرة فوق القرية وتفجير مآذن مسجدها.

وأضاف البيان أن عناصر الجماعة قاموا بقتل شخص يدعى سيف مرداس مقبل أحمد الصراري البالغ من العمر (28 عاماً) إلى جانب شخص آخر من سكان القرية في حاجز تفتيش على مدخل القرية؛ ما دعا الأهالي للمطالبة بالاقتصاص لأبنائهم، وهو ما قابلته الجماعة بالترهيب.

الحوثيون يحاصرون قرية يمنية في البيضاء وسط مخاوف من التنكيل بسكانها (إكس)

واتهمت المنظمات الحقوقية الجماعة الحوثية بأنها صعدت على مئات القرى والعزل في مختلف المناطق والمحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها، جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين من قتل وتهجير وتفجير للمنازل، ومارست بحقهم الفظائع، ضمن محاولاتها كسر إرادة اليمنيين، وإخضاعهم لمشروعها وأفكارها المتطرفة، وفق ما ورد في البيان.

ووصفت المنظمات الحقوقية اليمنية إطلاق الحوثيين الرصاص والقذائف على رؤوس المدنيين واستهداف النساء والأطفال والمناطق المأهولة بالسكان بأنه «جريمة حرب، وانتهاك صارخ للقوانين والأعراف الوطنية والدولية، وتجاهل واضح لكل المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى إرساء السلام في اليمن».

وأعربت المنظمات عن أسفها نتيجة ما وصفته بـ«صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية» إزاء هذه الانتهاكات التي تهدد وتقوض كل الجهود الرامية لإحلال السلام وإيقاف الحرب، وطالبت مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتحمل مسؤوليتهم تجاه ما تتعرض له منطقتا قيفة ورداع من اعتداءات ممنهجة ومستمرة وإرهاب للنساء والأطفال يؤكد طبيعة الحوثي الإرهابية وسلوكه الفاجر في التنكيل وقتل اليمنيين، وفق البيان.

ودعت منظمات المجتمع المدني في اليمن المجتمع الدولي إلى تحمُّل مسؤولياته إزاء جرائم الحوثيين والتعامل بحزم وجدية رادعة، كما دعت كل الهيئات والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى إدانة حصار القرية، والضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على المدنيين، ومحاسبة القتلة والمتورطين من قادة الجماعة.

تحذير حكومي

مع تأهُّب الحوثيين للتنكيل بسكان قرية «حمة صرار» حذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية من إقدام الجماعة على ارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين والأطفال والنساء، امتداداً لجرائم القتل الممنهج ومسلسل الإرهاب المتجذر بحق اليمنيين منذ الانقلاب.

وأوضح الإرياني في تصريح رسمي أن تقارير ميدانية تفيد بقيام الحوثيين بتسيير حملة بمشاركة الأسلحة الثقيلة من الدبابات والمدفعية والطائرات المسيَّرة إيرانية الصنع لاقتحام قرية «حمة صرار»، بعد أيام من مقتل اثنين من أبناء القرية على يد عناصر الميليشيا في أثناء مرورهم في نقطة تفتيش.

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (سبأ)

وأشار الوزير إلى أن الجماعة اعتدت منذ انقلابها على مئات القرى والعزل في مختلف المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، وصعدت جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين من قتل وتهجير وتفجير للمنازل، ومارست بحقهم الفظائع، ضمن محاولاتها كسر إرادة اليمنيين وإخضاعهم لمشروعها الانقلابي وأفكارها المتطرفة المستوردة من إيران، وفق تعبيره.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظمات حقوق الإنسان، بإدانة صريحة لجرائم الحوثيين «النكراء»، والشروع الفوري في تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية عالمية»، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وتكريس الجهود لدعم الحكومة في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية لفرض سيطرتها، وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية.


مقالات ذات صلة

إيران تشدّ أزر الحوثيين عقب الضربات الإسرائيلية والأميركية

العالم العربي دخان يتصاعد من محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات إسرائيلية (رويترز)

إيران تشدّ أزر الحوثيين عقب الضربات الإسرائيلية والأميركية

سارعت إيران إلى الاطمئنان على الحوثيين وشَدّ أزرهم إثر الضربات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة، فيما أكدت الجماعة مضيها في التصعيد، وعدم تأثر قدرتها العسكرية.

علي ربيع (عدن)
الاقتصاد «مجلس الأعمال السعودي - اليمني» يعقد اجتماعه في مكة المكرمة بحضور 300 رجل أعمال (الشرق الأوسط)

«مجلس الأعمال السعودي - اليمني» يتطلع للمساهمة في إعادة الإعمار والتنمية المشتركة

ضمن السعي لتحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة، يقود «مجلس الأعمال السعودي - اليمني» برئاسة الدكتور عبد الله بن محفوظ مبادرة «رؤية سعودية وتنمية يمنية».

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي مسلحون حوثيون يردّدون «الصرخة الخمينية» خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

حملة يمنية تدعو إلى ملاحقة قادة الانقلاب بصفتهم «مجرمي حرب»

أطلق الناشطون اليمنيون حملة واسعة تسلط الضوء على جرائم الجماعة الحوثية المدعومة من إيران مع دعوة المجتمع الدولي إلى ملاحقة قادة الميليشيا بصفتهم «مجرمي حرب»

علي ربيع (عدن)
العالم العربي القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 

الحوثيون يستنفرون لمواجهة الاحتقان الشعبي في محافظة إب

بدعوى مواجهة هجوم إسرائيلي متوقع استنفر الحوثيون قوتهم في ثلاث محافظات يمنية ودفعوا بها نحو محافظة إب التي تشهد احتقاناً شعبياً غير مسبوق نتيجة انتهاكاتهم.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

أعلن الجيش الأميركي تدمير منشأة للصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة في صنعاء قبل أن يؤكد تحطم أولى مقاتلاته بالخطأ منذ بدء ضرباته الجوية لإضعاف قدرات الحوثيين

علي ربيع (عدن)

وزير الخارجية التركي يلتقي الشرع في دمشق

أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)
أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية التركي يلتقي الشرع في دمشق

أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)
أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية التركية، اليوم (الأحد)، إن وزير الخارجية هاكان فيدان، التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في دمشق.

ولم تذكر الوزارة مزيداً من التفاصيل، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهرت صور ولقطات نشرتها الوزارة فيدان، والشرع القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا وزعيم جماعة «هيئة تحرير الشام»، التي قادت عملية الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل أسبوعين، وهما يتعانقان ويتصافحان.

أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية التركي في دمشق (أ.ف.ب)

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم الجمعة، إن فيدان سيتوجه إلى دمشق؛ لإجراء مناقشات مع الإدارة الجديدة في سوريا.

يأتي هذا في الوقت الذي أبدت فيه تركيا تمسكاً بتصفية «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعدّ أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، في وقت تواجه فيه احتمالات التعرُّض لعقوبات أميركية؛ نتيجة هجماتها على مواقع الأكراد في شمال سوريا.

 

وعن سبب عدم إزالة تركيا «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب، قال فيدان، في مقابلة مع قناة «فرنس 24» الفرنسية، نقلتها وسائل الإعلام التركية، السبت: «إدراجنا (تحرير الشام) على قوائم الإرهاب مرتبط بقرارات الأمم المتحدة، نحن بالطبع نلتزم بقرارات مجلس الأمن، ولكن الوضع الآن مختلف، ويتعارض فيه البُعد القانوني مع البُعد الواقعي للأمر».

وأعادت تركيا، الأسبوع الماضي، بعد وقت قصير من دخول المعارضة التي تدعمها إلى دمشق، فتح سفارتها في سوريا التي كانت مغلقة منذ عام 2012.

وتم رفع العلم التركي فوق السفارة الواقعة في منطقة الروضة التي تضم كثيراً من البعثات الدبلوماسية، بحضور رئيس البعثة الجديد برهان كور أوغلو. وحضر الافتتاح ممثلون للحكومة الانتقالية التي تقودها «هيئة تحرير الشام».

ورحَّبت تركيا بسقوط النظام في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، وزار رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين العاصمة السورية، بحسب صور بثتها وسائل إعلام تركية.