جولة مرتقبة و«مقترح نهائي»... هل حان وقت «هدنة غزة»؟

الوسطاء دعوا لاجتماع عاجل وإسرائيل تتحدث عن «لمسات أخيرة»

نقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
نقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

جولة مرتقبة و«مقترح نهائي»... هل حان وقت «هدنة غزة»؟

نقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
نقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

جولة جديدة بشأن «الهدنة» في قطاع غزة، طرحها قادة دول الوساطة مصر وأميركا وقطر، للانعقاد، الأسبوع المقبل؛ لاستئناف المفاوضات التي تراوح مكانها منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية بطهران، نهاية يوليو (تموز) الماضي، وسط توترات تتصاعد في المنطقة بين إيران وأذرعها من ناحية، وإسرائيل على الجانب الآخر.

استئناف المناقشات عدّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «حلحلة للتعثر الحالي»، وسط توقعات بأن «تحمل الجولة حلولاً نهائية للذهاب لاتفاق» على الأقل نحو المرحلة الأولى منذ المراحل الثلاث لمقترح الرئيس الأميركي جو بايدن.

بينما تسود تخوفات من عراقيل قد يضعها الجانب الإسرائيلي، خصوصاً أن الدعوة جاءت بعد ساعات من حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة مع مجلة «تايم» الأميركية عن أن الحرب في غزة «لن تنتهي قريباً».

وفي بيان مشترك، مساء الخميس، حمل توقيع الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، دعا قادة الدول الثلاث التي تقود الوساطة، إلى إبرام اتفاق هدنة.

وكشف القادة أنهم «سعوا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حالياً على الطاولة بناءً على مقترح الرئيس بايدن في نهاية مايو (أيار)»، لافتين إلى أنهم «لا يتبقى فقط سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ».

وأعربوا عن استعدادهم كوسطاء «إذا اقتضت الضرورة لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ وعلى النحو الذي يلبي توقعات كل الأطراف»، داعين إلى «عدم إضاعة مزيد من الوقت أو وضع ذرائع من قبل أي طرف (حماس وإسرائيل) لتأجيل آخر».

ودعا القادة «حماس» وإسرائيل إلى «استئناف المناقشات العاجلة، يوم الأربعاء أو الخميس، المقبلين في الدوحة أو القاهرة لسد كل الثغرات المتبقية، وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة».

مكتب نتنياهو الذي كان على علم مسبق بالبيان المشترك وفق موقع «أكسيوس» الأميركية سريعاً، أفاد في بيان، بأنه سيجري «إرسال الوفد المفاوض 15 أغسطس (آب) إلى أي مكان يجري تحديده لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل وتنفيذ الاتفاق الإطاري»، وبالتزامن، نقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي، تحذيره من أن أي تصعيد إيراني من شأنه أن يقوض آمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وعقب إصدار البيان المشترك، أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوست، نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال اتصال هاتفي، «أهمية إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة»، وفق البنتاغون، وتجاوب مع غالانت مؤكداً «أهمية التوصل سريعاً إلى اتفاق».

وباعتقاد الأكاديمي في الشؤون الدولية والمتخصص في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي، فإن البيان المشترك للقادة «يعد دافعاً قوياً وحلحلة للتعثر الحالي، يمكن أن يمثل نقلة نوعية للوصول للمرحلة الأولى من المراحل الثلاث التي طرحها مقترح بايدن بشأن الهدنة».

وفي ضوء ذلك التطور الجديد، يمكن القول بحسب فهمي: «إننا نقترب من هدنة في غزة، وإزاء صفقة ومبادلة تريدها واشنطن» تقود إلى إتمام هدنة، ووقف جبهات المواجهات بين إيران و«حزب الله» وإسرائيل، موضحاً أن ذلك يفسر سبب تأخر الرد الإيراني و«حزب الله» تجاه إسرائيل.

وهو ما تتفق معه الأكاديمية في الشؤون الدولية، الدكتورة، نورهان الشيخ، بالتأكيد على أن توقيت ذلك البيان المشترك هام، ويحمل دلالة خاصة كونه قد صدر من قادة الدول الثلاث التي تلعب دور الوساطة.

ويحمل البيان المشترك «رسالة مهمة»، وفق الشيخ، وهي أن المسار السياسي لم يصل لحد الانسداد، وأن هناك أفقاً للتسوية عبر المفاوضات، بالإضافة إلى أنه ربما يكون رسالة أكثر لإيران على أساس أنها تحضر لعمل عسكري ضد إسرائيل مفادها أن «مسار المفاوضات هو الأفضل للمنطقة» إلا أنها ترى أنه «لا مؤشرات كبيرة للوصول إلى هدنة حالياً، ولا متغيرات على الأرض تجبر نتنياهو على القبول بها».

وتحمل الجولة المرتقبة الجديدة «4 أو 5 نقاط خلافية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة يجب حلها»، وفق ما ذكره مسؤول أميركي، تحدث لصحيفة «بوليتيكو» الأميركية، دون أن يحددها بينما سبق أن طرح نتنياهو شروطاً جديدة أبرزها، وضع آلية لتفتيش النازحين من الجنوب للشمال وعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، ولاقت رفضاً من «حماس» ومصر.

وسيشارك في الجولة ويليام بيرنز، مدير الاستخبارات الأميركية، وفق ما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية، الخميس، بينما دعا الرئيس المصري، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى «تضافر الجهود الدولية للدفع قدماً باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كون استمرار الحرب في القطاع هي أساس التصعيد الحالي في الإقليم».

ووفق تقديرات الدكتور طارق فهمي، سيكون هناك تجاوب إسرائيلي تجاه المفاوضات، لكن تفاصيل الجولة المقبلة، هي من ستوضح مآلات المحادثات، مؤكداً أن احتمال طرح مقترح نهائي من الوسطاء لتذليل أي عقبات، يؤكد الحرص على إنهاء الصفقة في ظل التداعيات الإقليمية التي تشهدها المنطقة.

غير أن نتنياهو كعادته كل مرة يرسل وفداً ليقول إنه «متجاوب»، ولكن دون خطوات ملموسة في النهاية، وفق نورهان الشيخ، التي توقعت أن يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي في «المماطلة»، لما بعد الانتخابات الأميركية الرئاسية أملاً في وصول حليفه دونالد ترمب، والحصول على دعم أكبر.

وبشأن تأثير واشنطن، على نتنياهو، تستبعد نورهان الشيخ أن يكون هناك تأثير حقيقي في ظل إدارة أميركية ضعيفة حالياً مع قرب الانتخابات وانسحاب بايدن.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعلنون مهاجمة ميناء إيلات وهدف عسكري في إسرائيل

شؤون إقليمية مقاتلون حوثيون يستقلون شاحنة صغيرة أثناء قيامهم بدورية وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل... صنعاء 11 يوليو 2025 (إ.ب.أ)

الحوثيون يعلنون مهاجمة ميناء إيلات وهدف عسكري في إسرائيل

قال متحدث عسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية، مساء الثلاثاء، إن الجماعة نفّذت هجوماً مزدوجاً ومتزامناً بـ3 طائرات مسيّرة على هدفين في جنوب إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري أطفال فلسطينيون يصطفون للحصول على حصة من الطعام الساخن الذي يوزعه مطبخ خيري في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: لماذا تأخر الاتفاق رغم «التفاؤل» الأميركي؟

تواصل مفاوضات الهدنة في قطاع غزة مسارها في الدوحة للأسبوع الثاني، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة تقودها مصر وقطر بهدف تذليل العقبات التي تعترض طريق الاتفاق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يبقي خياراته مطروحة حيال إسرائيل

قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، إبقاء الخيارات مطروحة لمعاقبة إسرائيل على انتهاك حقوق الإنسان في قطاع غزة من دون اتخاذ أي قرار.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية عسكريون إسرائيليون يبكون ضابطاً قُتل في جنوب قطاع غزة خلال جنازته في 11 يوليو 2025 (أ.ف.ب)

ماذا يقول الجنود الإسرائيليون في ظلمات حرب غزة؟

تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية أحاديث بين جنود عاملين في غزة، تنطوي على كثير من التذمر والإحباط، حتى إن بعضهم تحدث عن «كارثة إسرائيلية» تقع هناك.

نظير مجلي (تل أبيب)
خاص جثث ضحايا فلسطينيين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة قتلتهم غارات إسرائيلية ليل الثلاثاء (إ.ب.أ) play-circle

خاص «بينهم وزير سابق وعناصر استخبارات»... إسرائيل تُنشِّط اغتيالاتها في غزة

كثَّفت إسرائيل مؤخراً من عمليات اغتيال طالت نشطاء ميدانيين، بينهم وزير سابق وعناصر استخبارية ودعوية في «حماس» وفصائل أخرى، مثل «الجهاد الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (غزة)

المبعوث الأميركي توم براك قلق من الاشتباكات في سوريا... ويدعو للتهدئة

المبعوث الأميركي توم براك قلق من الاشتباكات في سوريا... ويدعو للتهدئة
TT

المبعوث الأميركي توم براك قلق من الاشتباكات في سوريا... ويدعو للتهدئة

المبعوث الأميركي توم براك قلق من الاشتباكات في سوريا... ويدعو للتهدئة

اعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك، الثلاثاء، أن الاشتباكات الأخيرة في جنوب سوريا «مقلقة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن العمل جار من أجل «التهدئة».وقال براك في منشور على منصة «إكس»: «نحن منخرطون بشكل فعّال مع جميع المكوّنات في سوريا بهدف التوجّه نحو التهدئة»، مضيفاً «الاشتباكات الأخيرة في السويداء مقلقة لجميع الأطراف، ونحن نحاول الوصول إلى نتيجة سلمية وشاملة للدروز، والقبائل البدوية، والحكومة السورية، والقوات الإسرائيلية».

في سياق متصل، أعربت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، الثلاثاء، عن قلقها البالغ بشأن تصاعد العنف في السويداء بجنوب سوريا، ودعت إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين.

وقالت اللجنة في بيان: «الحكومة السورية المؤقتة هي من تقع على عاتقها مسؤولية ضمان احترام حقوق الإنسان المكفولة لكل الأفراد، وحمايتها وإعمالها، بطريقة خالية من أي شكل من أشكال التمييز».

وأضافت: «كما ندعو كل الأطراف إلى وقف العنف فوراً وخفض التصعيد من خلال الحوار. وينبغي حماية المدنيين الفارين، مع تأمين ممر آمن وفرص للوصول إلى الدعم الإنساني».

من ناحية أخرى، عبرت اللجنة عن القلق أيضاً إزاء التقارير عن ضربات جوية إسرائيلية في المنطقة، حيث إن «أي تدخل لطرف ثالث قد يؤدي إلى اتساع رقعة النزاع».

شهدت محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية اشتباكات دامية بين مسلحين دروز وعشائر بدوية (رويترز)

وذكرت اللجنة الأممية أنها تُجري حالياً تحقيقاً بشأن انتهاكات واعتداءات مزعومة متصلة بقانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي في سياق هذه الأحداث، وأشارت إلى أنها سترفع التقرير إلى الجهات ذات الصلة في الوقت المناسب.

وشهدت محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب سوريا اشتباكات دامية خلال اليومين الماضيين، بين مسلحين دروز وعشائر بدوية بعد سلسلة من عمليات الخطف، تسببت بحسب تقارير في مقتل 90 شخصاً على الأقل وإصابة المئات.

وأمر وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، قواته في السويداء، الثلاثاء، بوقف إطلاق النار بعد الاتفاق مع أعيان المدينة.