تفشي شلل الأطفال بغزة... ووزارة الصحة بالقطاع تحمل إسرائيل المسؤولية

انتشار وباء شلل الأطفال في قطاع غزة (رويترز)
انتشار وباء شلل الأطفال في قطاع غزة (رويترز)
TT

تفشي شلل الأطفال بغزة... ووزارة الصحة بالقطاع تحمل إسرائيل المسؤولية

انتشار وباء شلل الأطفال في قطاع غزة (رويترز)
انتشار وباء شلل الأطفال في قطاع غزة (رويترز)

أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الاثنين انتشار وباء شلل الأطفال في قطاع غزة بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة.

وبحسب «رويترز»، قالت الوزارة في بيان إن تفشي ذلك المرض جاء «نتيجة الحالة المزرية التي وصل إليها سكان قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي تسبب في حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي وتكدس آلاف أطنان القمامة وانعدام الأمن الغذائي وتكدس السكان في أماكن النزوح القهري».


مقالات ذات صلة

«حماس» وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بعرقلة اتفاق الهدنة في غزة

المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

«حماس» وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بعرقلة اتفاق الهدنة في غزة

تبادلت حركة «حماس» وإسرائيل الاتهامات اليوم (الاثنين) فيما يتعلق بعدم إحراز تقدم في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
المشرق العربي الدخان يتصاعد بالقرب من الحدود اللبنانية مع إسرايل عقب قصف إسرائيلي (د.ب.أ)

واشنطن: هضبة الجولان جزء من إسرائيل ولها الحق في الرد على هجوم «حزب الله»

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي اليوم الاثنين إن إسرائيل لها كل الحق في الرد على جماعة حزب الله اللبنانية بعد هجوم صاروخي على هضبة الجولان

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
المشرق العربي تظاهر أهالي مجدل شمس ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال زيارته لقرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان الاثنين (أ.ف.ب)

مجدل شمس ترفض المتاجرة بمأساتها

هذه المشاهد التي يعرفها أهل غزة جيداً من خلال أكثر من 4 آلاف مذبحة منذ بداية الحرب، كانت جديدة على أهل مجدل شمس الجيل الجديد من أبناء وبنات الجولان.

نظير مجلي (تل أبيب )
المشرق العربي مسافرون ينتظرون مع حقائبهم في مطار رفيق الحريري الدولي (رويترز)

اللبنانيون يستعدون لـ«الحرب»: المطار يزدحم بالمغادرين والمستشفيات تجري مناورات

يعيش اللبنانيون حالةً من الإرباك التي تكبّل حياتهم منذ مساء السبت على وقع التهويل والتهديد بالحرب بانتظار ما ستؤول إليه الجهود المبذولة لعدم التصعيد الكبير.

كارولين عاكوم (بيروت)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

تهديد إردوغان بالتدخل في حرب غزة أشعل التوتر مع تل أبيب

تصاعدت حدة التوتر بين أنقرة وتل أبيب على خلفية تصريحات للرئيس رجب طيب إردوغان عن احتمالات تدخل تركيا لوقف إسرائيل في حربها على غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إدانة لبنانية لاستهداف المدنيين... وواشنطن تسعى للجم التهديد الإسرائيلي

مجدل شمس تشيّع أطفالها الذين قضوا في قصف على ملعب كرة قدم في البلدة (متداولة)
مجدل شمس تشيّع أطفالها الذين قضوا في قصف على ملعب كرة قدم في البلدة (متداولة)
TT

إدانة لبنانية لاستهداف المدنيين... وواشنطن تسعى للجم التهديد الإسرائيلي

مجدل شمس تشيّع أطفالها الذين قضوا في قصف على ملعب كرة قدم في البلدة (متداولة)
مجدل شمس تشيّع أطفالها الذين قضوا في قصف على ملعب كرة قدم في البلدة (متداولة)

يأتي الإجماع اللبناني على إدانة استهداف المدنيين، ومعظمهم من الأطفال، في بلدة مجدل شمس الواقعة في هضبة الجولان السورية المحتلة، جراء سقوط صاروخ في ملعب لكرة القدم، لقطع الطريق على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي هدّد من واشنطن قبل عودته إلى تل أبيب بتوسعة الحرب ضد «حزب الله»، محملاً إياه مسؤولية استهداف البلدة بصاروخ من صنع إيراني، في حين نفى الحزب أن يكون وراء إطلاقه، وهذا ما أبلغه إلى قيادة القوات الدولية (يونيفيل) العاملة في جنوب لبنان، بقوله إن ما حصل كان نتيجة سقوط صاروخ إسرائيلي مضاد للصواريخ، والموقف نفسه تبلّغه الوسيط الأميركي أموس هوكستين من قيادة الحزب عبر قنوات التواصل المعمول بها بين الطرفين منذ أن توصّل إلى ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

اتصالات هوكستين

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر لبنانية مواكِبة للاتصالات التي انطلقت فور سقوط الصاروخ لاستيعاب التداعيات المترتبة على المجزرة التي أصابت البلدة، أن هوكستين بادر إلى تشغيل محركاته نحو رئيسَي المجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الموجود في باريس، وكذلك نحو الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وبطريقة غير مباشرة بقيادة «حزب الله»، وعلى جدول أعماله بند وحيد يتعلق بمنع توسعة الحرب مع تصعيد وتيرة التهديدات الإسرائيلية بتوسعتها باتهام الحزب بوقوفه وراء الصاروخ الذي استهدف البلدة السورية المحتلة.

وكشفت المصادر اللبنانية أن الاتصالات التي تولاها هوكستين تزامنت مع الاتصالات التي قامت بها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، وقيادة الطوارئ في الناقورة، وقالت إن جميع هؤلاء أعربوا عن قلقهم حيال توسعة الحرب، ودعوا إلى ضبط النفس.

ولفتت إلى أن «حزب الله» جدّد تأييده لمنع توسعة الحرب، وأنه ليس في وارد استدراجه من قبل إسرائيل لتوسعتها، وأكدت أن جميع الذين شملتهم الاتصالات أجمعوا على إدانة استهداف المدنيين أياً كانوا، ونقلت عن الحزب قوله إنه منذ أن قرر مساندة حركة «حماس» في غزة بتصديها للعدوان الإسرائيلي، أخذ على عاتقه عدم التعرض للمدنيين في المستوطنات الإسرائيلية الواقعة على تخوم الحدود اللبنانية، وبالتالي من غير الجائز استهداف بلدة مجدل شمس المحتلة التي يتمسك أهلها بهويتهم السورية وبانتمائهم العربي ولم يضعفوا أمام الإغراءات التي قدّمها لهم المحتل الإسرائيلي.

موقف جنبلاط

وأكدت المصادر نفسها أن الإجماع اللبناني بعدم التعرض للمدنيين قوبل بارتياح من قبل هوكستين، وتوقفت أمام الموقف الذي أعلنه جنبلاط، وقالت إن تحذيره من لجوء العدو الإسرائيلي منذ زمن بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوناتها، جاء في محله، ويأتي في الوقت المناسب لمنع إقحام لبنان في فتنة شيعية-درزية على خلفية ما أصاب الدروز في بلدة مجدل شمس.

وتابعت أن جميع مَن اتصل بهم هوكستين أجمعوا على ضرورة كبح جماح نتنياهو وعدم توفير الذرائع له لتوسعة الحرب، ورأوا ضرورة العمل لتطبيق القرار 1701 والتقيُّد بقواعد الاشتباك وعدم تخطي الخطوط الحُمر. وقالت إن استهداف مجدل شمس جاء بمثابة «شحمة على فطيرة» لفريق الحرب في إسرائيل للتفلُّت من الضغوط الأميركية التي تمارَس على نتنياهو للتوصل إلى وقف النار في غزة الذي من شأنه أن يؤدي لتهدئة الوضع في جنوب لبنان، في ضوء اعتراف الوسيط الأميركي بوجود صعوبة في عدم الربط بينهما.

ولنفترض في أسوأ الاحتمالات، كما تقول المصادر المواكبة، إن الصاروخ سقط عن طريق الخطأ، فإن القيادات اللبنانية المعنية مباشرة بالجهود الرامية لتطويق إسرائيل ومنعها من توسعة الحرب لن تسمح بأن يتفلت الوضع في لبنان على نحو يؤدي إلى إحداث فتنة مذهبية بين الشيعة والدروز، وتتعامل مع موقف جنبلاط، بتضامنه مع ذوي الضحايا الذين سقطوا جراء الصاروخ الذي استهدفهم، على أنه يبقى صمام الأمان لمنع إقحام البلد في فتنة لن تخدم سوى المشروع الإسرائيلي الهادف إلى تفتيت المنطقة.

بين إسرائيل وإيران

استكمالاً للحملة التي شنّها نتنياهو من منبر الكونغرس الأميركي ضد إيران وتحميلها المسؤولية حيال ضرب الاستقرار في المنطقة بتوفيرها كل أشكال الدعم لأذرعها، بدءاً بـ«حزب الله»، ومروراً بـ«الحشد الشعبي» في العراق، وانتهاءً بجماعة الحوثي في اليمن، ومع أن تل أبيب سارعت إلى اتهامها بالوقوف وراء الصاروخ الذي استهدف مجدل شمس، فإنها بادرت للتواصل فوراً بالاتحاد الأوروبي، محملة إيران مسؤولية مباشرة باتهامها بالوقوف وراء الجريمة التي أصابت مجدل شمس.

لذلك، فإن تبادل الحملات بين تل أبيب و«حزب الله» وتحميله مسؤولية استهداف مجدل شمس لن يتوقف ما لم يتقرر تشكيل لجنة تحقيق دولية تحت إشراف الأمم المتحدة وبمشاركة قوات الفصل الدولية المعروفة بـ«إندوف» المرابطة بين إسرائيل وسوريا، باعتبار البلدة خاضعة لسيطرتها طبقاً للقرارَين الدوليَّين 242 و338، ويمكنها بما لديها من إمكانات، تحديد المكان الذي أُطلق منه الصاروخ ونوعيته، وما إذا كان ما تبقى من شظاياه يمكن أن يحدد البلد الذي صُنع فيه، وهذا من شأنه أن يضع حداً للتأويلات والتحليلات، لأنه بذلك يمكن أن يُبنى على الشيء مقتضاه تحت إشراف لجنة تحقيق دولية حيادية لديها الجرأة لقول الحقيقة دون مواربة.

فهل تستبق إسرائيل تشكيل لجنة تحقيق دولية حيادية وتلجأ للإطاحة من جانب واحد بقواعد الاشتباك في جنوب لبنان وصولاً لتوسعتها الحرب؟ وماذا سيكون رد فعل طهران بتحذيرها من توسعتها؟ وأين ستقف واشنطن؟ وهل سيكون لها الرد المطلوب لمنع إشعال المنطقة بحرب إقليمية، بينما لا يملك لبنان الرسمي سوى توسيع مروحة اتصالاته لاستيعاب تداعيات ما لحق بمجدل شمس ومنع إسرائيل من استغلالها، وهذا يتطلب من «حزب الله» الوقوف وراء الدولة سعياً لترجيح كفة الحل الدبلوماسي على الخيار العسكري الذي تهدد به إسرائيل وبدأت تتصرف على أنه حاصل لا محالة، رغم أن الحزب ومعه إيران ليسا في وارد توسعة الحرب، وإن كانت الأخيرة سارعت للرد على التهديدات الإسرائيلية في أعقاب انفجار الصاروخ بموقف أقل ما يقال فيه إنها لن تتركه وحيداً؟

لذلك بات جنوب لبنان محكوماً بتوازن الرعب بين إسرائيل و«حزب الله» ومعه إيران، وهو يقف حالياً في مسافة هي أقرب إلى توسعة الحرب، في حال أن إسرائيل ترجمت تهديداتها على الأرض، إلا إذا كانت تستخدمها للضغط نفسياً على لبنان للتجاوب مع شروطها لإعادة الهدوء إلى الجنوب.