تحذيرات دولية: اعتقالات موظفي الإغاثة تعمق أزمة الغذاء في اليمن

منظمات طالبت بإطلاق المحتجزين

اليمن في صدارة الدول الأشد احتياجاً للمساعدات الإنسانية حتى نهاية العام الحالي (الأمم المتحدة)
اليمن في صدارة الدول الأشد احتياجاً للمساعدات الإنسانية حتى نهاية العام الحالي (الأمم المتحدة)
TT

تحذيرات دولية: اعتقالات موظفي الإغاثة تعمق أزمة الغذاء في اليمن

اليمن في صدارة الدول الأشد احتياجاً للمساعدات الإنسانية حتى نهاية العام الحالي (الأمم المتحدة)
اليمن في صدارة الدول الأشد احتياجاً للمساعدات الإنسانية حتى نهاية العام الحالي (الأمم المتحدة)

بينما لا يزال «برنامج الأغذية العالمي» يحاول استئناف توزيع المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين، والتي أوقفها نهاية العام الماضي، حين رفض تدخلهم في تحديد قوائم المستفيدين، جاءت حملة الاعتقالات التي استهدفت عشرات من العاملين في منظمات أممية ودولية ومحلية لتعمق أزمة العمل الإنساني، وسط تحذيرات من تأثيرات مباشرة لهذه الحملة على وصول المساعدات إلى أكثر من 18 مليون محتاج.

وذكرت 3 مصادر عاملة في قطاع الإغاثة لـ«الشرق الأوسط»، أنه مع استمرار حملة الاعتقالات التي بدأها الحوثيون قبل أسبوع، تناقش المنظمات الإغاثية بجدية مسألة تعليق أنشطتها في مناطق سيطرة الحوثيين، إلى حين توفير ظروف ملائمة لعمل منتسبيها، وحتى يمكنها توصيل المساعدات إلى المحتاجين، من دون عراقيل أو تهديدات.

18 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات هذا العام (إ.ب.أ)

هذه التطورات ترافقت مع قيام 9 من كبرى المنظمات الأممية والدولية العاملة في قطاع الإغاثة، بمطالبة الحوثيين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين المحتجزين، ووصفت حملة الاعتقالات بأنها «غير مسبوقة؛ ليس فقط في اليمن ولكن على مستوى العالم».

وحذَّرت هذه المنظمات من أن الاعتقالات تعيق بشكل مباشر قدرتها على الوصول إلى الأشخاص الأشد ضعفاً في البلاد، ومن بينهم 18 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية.

المنظمات الموقِّعة على البيان هي: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة «أوكسفام»، و«اليونيسكو» و«اليونيسيف»، ومنظمة إنقاذ الطفولة، ومنظمة «كير»، ومنظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.

وعبَّرت المنظمات في بيانها عن القلق البالغ إزاء احتجاز 17 موظفاً في المنظمات الأممية والدولية، مع عدد من الأشخاص الآخرين المرتبطين بمنظمات المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، وغيرها من المنظمات التي تدعم أنشطة العمل الإنساني في اليمن. وطالبت الجماعة الحوثية بتأكيد وتحديد مكان وجود المحتجزين وظروف احتجازهم، بالإضافة إلى الوصول العاجل إليهم.

الحوثيون واصلوا ملاحقة العاملين في المنظمات الإغاثية والتشهير بهم ووصفهم بالجواسيس (إعلام محلي)

وأكدت المنظمات على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، وعلى «أن يتوقف استهداف العاملين في المجالات الإنسانية وحقوق الإنسان والتنمية»، ونبهت إلى أن القانون الدولي «يحظر سلب الحرية تعسفاً»، ويُلزم جميع أطراف النزاع المسلح باحترام وحماية العاملين في المجال الإنساني، من المضايقات، وسوء المعاملة، والاعتقال أو الاحتجاز غير القانوني.

وكانت أكثر من 40 دولة قد أدانت في بيان مشترك حملة الاعتقالات الحوثية التي استهدفت العاملين في المنظمات الإغاثية، وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني ولدى الأمم المتحدة.

وطالبت هذه الدول بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، وحثت الحوثيين على ضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني والأمم المتحدة. وقالت إنها تشعر بقلق بالغ إزاء التدهور السريع والكبير للوضع الإنساني في اليمن.

وعبَّر البيان الدولي عن القلق العميق إزاء المخاطر التي تهدد إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية، ودعا الحوثيين إلى احترام القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بالوصول الآمن والسريع، ودون عوائق، لجميع العاملين، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الفئات الأكثر ضعفاً في البلاد.

احتياج مستمر

بالتزامن مع حملة الاعتقالات الحوثية، أظهرت بيانات دولية حديثة أن اليمن سيظل في صدارة قائمة أكثر الدول احتياجاً للمساعدات الإنسانية حتى نهاية العام الحالي، مع استمرار أزمة انعدام الأمن الغذائي دون أي تحسن.

وذكرت شبكة نظام الإنذار المبكر الخاص بالمجاعة، أن اليمن لا يزال على رأس قائمة 31 بلداً في معدل عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الغذائية الإنسانية مع نهاية العام الحالي، وقالت إن عدد اليمنيين الذين سيكونون بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية إنسانية في نهاية العام سيبلغ 18 مليون شخص (أكثر من 55 في المائة من السكان) وسيكونون بحاجة إلى المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.

مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

وفي تأكيد على استمرار الظروف الاقتصادية السيئة في اليمن، نبه التحليل إلى أن ذلك سيحد بشكل كبير من فرص توليد الدخل، وسيؤدي إلى انتشار واسع النطاق لانعدام الأمن الغذائي في المرحلة الثالثة من التصنيف المتكامل لانعدام الأمن الغذائي، أو نتائج أسوأ من ذلك، في معظم المحافظات؛ حيث تواجه أسرة واحدة على الأقل من بين كل 5 أسر فجوات كبيرة في استهلاك الغذاء، مصحوبة بسوء تغذية حاد مرتفع أو أعلى من المعتاد.

ووفق ما أوردته الشبكة المعنية بالإنذار من المجاعة، فإن بعض المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، نتيجة لإيقاف برنامج الغذاء العالمي توزيع المساعدات الغذائية فيها مؤقتاً، ستظل، حتى نهاية هذا العام، تعاني من تفاقم حاد في انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي؛ حيث ستواجه أسرة واحدة من كل 5 أسر في هذه المناطق فجوات شديدة في استهلاك الغذاء تؤدي إلى سوء تغذية حاد شديد، أو زيادة في الوفيات، طوال فترة التوقع.


مقالات ذات صلة

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.