انقلابيو اليمن يَسوقون عشرات «المهمَّشين» إلى جبهات القتال

دورات تعبئة عسكرية لعمال النظافة في ذمار وإب

مهمَّشون يمنيون في مدينة إب أجبرهم الانقلابيون الحوثيون على التضامن معهم (إعلام حوثي)
مهمَّشون يمنيون في مدينة إب أجبرهم الانقلابيون الحوثيون على التضامن معهم (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يَسوقون عشرات «المهمَّشين» إلى جبهات القتال

مهمَّشون يمنيون في مدينة إب أجبرهم الانقلابيون الحوثيون على التضامن معهم (إعلام حوثي)
مهمَّشون يمنيون في مدينة إب أجبرهم الانقلابيون الحوثيون على التضامن معهم (إعلام حوثي)

ساقت الجماعة الحوثية في الأسبوعين الأخيرين العشرات من المهمَّشين من ذوي البشرة السوداء في محافظتي ذمار وإب (جنوب صنعاء) إلى جبهات القتال، وهم ممن يعملون في قطاع النظافة، وذلك في سياق عمليات التعبئة والتجنيد والتدريب العسكري التي تستهدف بها الجماعة شرائح المجتمع كافة.

وتحدثت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الجماعة ألحقت نحو 200 عامل نظافة في إب وذمار بجبهات القتال، وأنه سبق ذلك إخضاع نحو 1350 عاملاً جُلهم من ذوي الأصول الأفريقية، بالمعسكرات الصيفية التي تقيمها الجماعة للتعبئة العسكرية وتلقّي الأفكار ذات المنحى الطائفي.

جانب من تجمع مهمَّشين يعملون في صندوق النظافة بمحافظة إب اليمنية (فيسبوك)

وأوضحت المصادر أن الجماعة أخضعت منذ مطلع مايو (أيار) الماضي، نحو 1000 عامل نظافة للتعبئة في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، كما أجبرت نحو 350 عامل نظافة آخرين في ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) من شريحة المهمَّشين على المشاركة بدورات عسكرية استعداداً لدفعهم إلى الجبهات.

وينتمي معظم المجندين من المهمَّشين الجدد الذين ألحقتهم الجماعة أخيراً للقتال في صفوفها إلى مديريات: القفر، ومذيخرة، ويريم، والمخادر في محافظة إب، ومديريات: المنار، وعنس، وجبل الشرق، ووصاب السافل، في ذمار. حسبما أفادت به المصادر.

وتزعم الجماعة الحوثية أن حملة التعبئة التي أطلقتها حديثاً في أوساط المهمَّشين تأتي ضمن تنظيمها المعسكرات الصيفية، وفي إطار حملات تجنيد واسعة تستهدف فئات المجتمع كافة لمناصرة الفلسطينيين في غزة.

جاءت حملات الانقلابيين لاستهداف عمال النظافة من ذوي البشرة السوداء بالتوازي مع تصاعد معاناة وأوجاع الآلاف منهم وأسرهم مع ما يرافقه من ارتكاب الجماعة أبشع الممارسات التعسفية ضدهم وحرمانهم من أبسط الحقوق.

عاملو النظافة في محافظة ذمار اليمنية يتعرضون للتعسف والحرمان (إكس)

ويعاني معظم الأحياء والشوارع في مدن عدة تتبع محافظات إب وذمار من تكدس أطنان المخلفات، بسبب توقف حملات النظافة وانشغال قادة الانقلاب بنهب الأموال المقدَّمة من المنظمات الدولية دعماً لحملات النظافة وتسخيرها للتعبئة والتحشيد بين أوساط العاملين بذلك القطاع.

انتهاك وإجحاف

وشكا عدد من عمال النظافة في إب لـ«الشرق الأوسط»، من عودة الجماعة الحوثية إلى استهدافهم ببرامج طائفية وعسكرية بغية تحويلهم إلى وقود للحرب ودروع بشرية، وهو ما يضاف إلى سلسلة انتهاكات وتعسفات طالتهم في السابق ولا تزال، ومنها استمرار عمليات استقطاع غير قانونية لمرتباتهم التي تصل في أقصى حدودها إلى 25 ألف ريال يمني. (الدولار يساوي 530 ريالاً في مناطق سيطرة الجماعة).

وناشد عمال النظافة المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، التدخل لوضع حد للاضطهاد الحوثي بحقهم، وحرمانهم من أقل الحقوق، في ظل ما يعانونه وأسرهم من أوضاع بائسة أنتجها الانقلاب والحرب المستمرة منذ عدة سنوات.

وسبق أن قدرت إحصاءات صادرة عن الأمم المتحدة والاتحاد الوطني للمهمَّشين في وقت سابق حجم فئة «المهمَّشين» في اليمن بنحو 3 ملايين شخص، كما تحدثت مصادر يمنية في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الجماعة الحوثية نجحت بتجنيد الآلاف منهم في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها عبر أساليب متعددة منها الترغيب والاستغلال وأحياناً التهديد.

ويتهم «ج.ن» وهو عامل نظافة في ذمار، قيادات في الجماعة تدير صندوق النظافة والتحسين، بالفساد والتلاعب وتسخير الأموال المنهوبة من مؤسسات الدولة المغتصبة ومن الجبايات غير القانونية لمصلحة الأتباع وفي التعبئة والتحشيد للجبهات.

عمال نظافة من الفئة المهمَّشة ينظفون أحد الشوارع في مدينة ذمار اليمنية (فيسبوك)

وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن فئة المهمَّشين في محافظة ذمار التابعين لصندوق النظافة والتحسين في المحافظة يأتون في مقدمة الفئات التي تستغلهم الجماعة الحوثية وتستهدفهم مراراً بالتعبئة والتحشيد للحصول على مقاتلين جدد.

وتعد فئة المهمَّشين، وفق مختصين اجتماعيين، من أكثر الفئات اليمنية استغلالاً وامتهاناً لدى الجماعة الانقلابية، حيث مكّن الجهل والفقر المدقع في أوساط هذه الفئة الحوثيين من التحكم بها واستغلالها لمصلحة أعمالهم الطائفية في عموم مناطق سيطرتهم.

وتشير تقارير محلية إلى أن عدد المهمَّشين العاملين في صندوق النظافة والتحسين بمحافظة إب اليمنية يصل إلى أكثر من 1700 عامل وعاملة نظافة، كما يعمل أكثر من 430 عاملاً وعاملة من تلك الفئة الأشد فقراً في صندوق النظافة والتحسين بمحافظة ذمار.


مقالات ذات صلة

خفوت هجمات الحوثيين خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية

العالم العربي صورة وزّعها الحوثيون للطائرة المسيّرة التي استهدفت تل أبيب (أ.ف.ب)

خفوت هجمات الحوثيين خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية

خفتت هجمات الجماعة الحوثية ضد السفن، خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة، فيما واصل الجيش الأميركي عملياته الاستباقية الدفاعية ضد الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي منشأة نفطية يمنية حيث يعد إنتاج وتصدير النفط أحد أهم موارد الاقتصاد الهش (أرشيفية - غيتي)

اليمن بين إمكانية التعافي واستمرار اقتصاد الحرب

يرجح غالبية المراقبين أن استمرار الصراع في اليمن سيظل عائقاً أمام إمكانية السماح بالتعافي واستعادة نمو الأنشطة الاقتصادية واستقرار الأسعار وثبات سعر صرف العملة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

تطلّع يمني لإنهاء الانقسام المصرفي ومخاوف من تعنت الحوثيين

يأمل اليمنيون أن تفضي المشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين إلى إنهاء الانقسام المصرفي ودفع الرواتب واستئناف تصدير النفط، وسط مخاوف من تعنت الجماعة الانقلابية

محمد ناصر (تعز) علي ربيع (عدن)
العالم العربي للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال، من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة، الذي يديره بشكل مباشر «الحرس الثوري» الإيراني، بتنسيق مع ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وتضمن تقرير المنصة، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، معلومات عن خريطة التوسّع الخارجي للجماعة الحوثية بتكليف من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الجماعة، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ويتناول التقرير نشاط جماعة الحوثيين خارجياً في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.

ووفق التقرير، أكدت محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.

وأشار التقرير إلى الدور الذي يلعبه نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، حسين العزّي، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.

تجهيز وتدريب

وكشفت المنصة اليمنية في تقريرها عن سعي الحوثيين لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها في أسرع وقت ممكن؛ بهدف تفعيلها بشكل مناسب، وفي وقت مناسب، لما يحقّق أهداف ما تُسمّى «المسيرة القرآنية والمصالح المشتركة مع دول المقاومة، خصوصاً إيران، وغزة، ولبنان».

عشرات الآلاف من الأفارقة المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن (الأمم المتحدة)

وأظهرت الوثائق التي أشار إليها التقرير إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لـ«إنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية».

واحتوى التقرير على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو أبو مهدي، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم «الشباب المجاهدين» الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.

ويؤكد تقرير منصّة تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خصوصاً عقب اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ جرى إخضاعهم لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.

تعنت الحوثيين أدى إلى تعطيل مسار السلام في اليمن (أ.ب)

كما استقطبت الجماعة - وفق المنصة - كثيراً من الشخصيات والرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) والاعتماد عليهم في الحشد والاستقطاب من اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.

أبو راس والكحلاني

وذكرت المنصة اليمنية في تقريرها أن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي «أبو حسين»، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، إذ تولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في «الحرس الثوري» الإيراني.

ومن أبرز الملفات التي يعمل عليها أبو راس، وفق التقرير، التنسيق مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» من وإلى اليمن.

وتوارى أبو راس - وفق التقرير - عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني.

الحوثيون يطمحون إلى التحول إلى لاعب دولي ضمن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة (أ.ب)

وإلى جانب أبو راس يأتي القيادي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته «أبو شهيد»، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.

ويشير التقرير إلى أن الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.

ويعمل حسن الكحلاني حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.

قيادات في ملف التوسع

يشير تقرير المنصة اليمنية إلى القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) ويذكر أنه المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، إذ كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع حاشد دعا له زعيمهم (أ.ف.ب)

كما يعمل العفاري على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.

وإلى ذلك يعد العفاري، المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.

أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.

الجماعة الحوثية متهمة بتجنيد اللاجئين الأفارقة بالترغيب والترهيب (الأمم المتحدة)

إلى ذلك أورد التقرير أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، تاجو شريف، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.

ويرى التقرير في توصياته أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، من خلال خطة رادعة متكاملة توقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، وبما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.