بن مبارك: لا يمكن السكوت على الحرب الاقتصادية الحوثية

دعا إلى موقف أممي ودولي رادع لانتهاكات الجماعة

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في عدن (إكس)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في عدن (إكس)
TT

بن مبارك: لا يمكن السكوت على الحرب الاقتصادية الحوثية

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في عدن (إكس)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في عدن (إكس)

أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، أنه لا يمكن السكوت على الحرب الاقتصادية التي يشنها الحوثيون، داعياً خلال لقائه في عدن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى موقف دولي رادع لانتهاكات الجماعة ضد اليمنيين.

تصريحات رئيس الوزراء اليمني جاءت في وقت تكابد في حكومته من أجل توفير الخدمات الضرورية للسكان في المناطق المحررة، ودفع الرواتب في ظل شح الموارد بعد توقف تصدير النفط جراء هجمات الحوثيين منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك خلال استقباله في عدن المبعوث غروندبرغ (سبأ)

وذكر الإعلام الرسمي أن بن مبارك استقبل المبعوث غروندبرغ في عدن، حيث أطلعه الأخير على نتائج الجولات واللقاءات التي أجراها خلال الفترة الماضية ضمن مساعيه الجديدة من أجل استئناف مسار العملية السياسية.

وكانت جهود المبعوث الأممي قد أصابها الجمود منذ نحو ستة أشهر جراء الهجمات الحوثية ضد السفن بعد أن كان قريباً من إبرام خريطة طريق للسلام في اليمن توسطت من أجلها السعودية وعمان.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، استعرض اللقاء المسارات التي يعمل من خلالها المبعوث الأممي للتعامل مع الوضع الراهن، بخاصة مع استمرار تصعيد ميليشيا الحوثي الإرهابية، وحربها الاقتصادية ضد الشعب اليمني، واستهداف السفن التجارية، والملاحة الدولية، ورفضها لكل الحلول والمبادرات في تحدٍ صريح للجهود الأممية والإقليمية والدولية والإرادة الشعبية.

وجدد رئيس الوزراء اليمني – بحسب الوكالة- دعم الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي للمبعوث الأممي وما يبذله من جهود للوصول إلى حل سياسي، وفق المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً، والمؤيدة إقليمياً ودولياً.

وقال «إن الحرب الاقتصادية التي تنفذها ميليشيا الحوثي ضد الشعب اليمني من استهداف منشآت تصدير النفط، أو في الجوانب المصرفية، واستنزاف قدرات القطاع الخاص، والجبايات على المواطنين لا يمكن القبول بها، أو السكوت عليها».

وأوضح أن التدهور المعيشي والخدمي الذي يعيشه مواطنوه وتفاقم الوضع الإنساني الكارثي هو نتائج مباشرة للحرب الحوثية على الاقتصاد، ما يتطلب موقفاً دولياً رادعاً وحازماً، وفق تعبيره.

وأفاد الإعلام الحكومي بأن المبعوث الأممي قدم خلال لقائه بن مبارك استعراضاً لنتائج زياراته وجولاته الأخيرة، معرباً عن القلق القائم من استمرار التصعيد الذي يدفع إلى مسارات أخرى لا تساعد على تحقيق السلام الذي ينشده اليمنيون.

تفهم أممي

نسب الإعلام الرسمي اليمني إلى غروندبرغ أنه «أعرب عن تفهمه الكامل لنتائج الحرب الاقتصادية وتأثيراتها على الشعب اليمني، والحرص على الحفاظ على فرص السلام، ومواصلة العمل من أجل إعادة الحوثيين نحو مسار السلام، والتخلي عن خيار الحرب الذي لن يجلب سوى المزيد من الأزمات». كما أعرب «عن تقديره للدعم الذي تبديه الحكومة اليمنية لجهوده، والمرونة والتنازلات التي تقدمها بهدف التخفيف من معاناة اليمنيين».

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في عدن المبعوث الأممي (سبأ)

وكان المبعوث الأممي وصل إلى عدن في سياق مساعيه الرامية إلى تحريك رواكد عملية السلام في اليمن، وسط مخاوفه من عودة القتال، وانهيار جهوده جراء تصعيد الحوثيين ضد الملاحة، وضد الاقتصاد اليمني.

وأورد الإعلام اليمني أن وزير الخارجية شائع الزنداني، بحث من جهته، مع المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، مستجدات الأوضاع، ومسار عملية السلام، وأكد الترحيب بالجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار.

ودعا الوزير اليمني إلى «ممارسة المزيد من الضغوط على ميليشيا الحوثي الإرهابية للإيفاء بالتزاماتها، والعمل بجدية لحل الأزمة عبر مسار سياسي يفضي لسلام عادل وشامل، وينهي المعاناة الإنسانية لليمنيين، وفق المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً، والمؤيدة إقليمياً ودولياً».

وفي حين يدلي المبعوث الأممي، الاثنين، بإحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي، يستبعد مراقبون أن تحقق تحركاته أي اختراق في جدار الأزمة اليمنية بعد التصعيد الحوثي البحري، وتصنيف الجماعة بشكل خاص ضمن لائحة الإرهاب الأميركية.

تشديد على الإصلاحات

في الوقت الذي يأمل فيه اليمنيون في المناطق المحررة أن تفضي جهود الحكومة إلى التخفيف من معاناتهم على صعيد خدمات الكهرباء، والماء، والصحة، ودفع الرواتب، شدد مجلس القيادة الرئاسي على المضي في الإصلاحات الحكومية.

وأفاد الإعلام الحكومي بأن مجلس الحكم الذي يقوده رشاد العليمي عقد اجتماعاً، واستمع من رئيس الحكومة بن مبارك إلى إحاطة حول مؤشرات المالية العامة، والاقتصاد الوطني، والأداء الحكومي خلال الفترة الماضية.

مجلس القيادة الرئاسي اليمني شدد على المضي في الإصلاحات الحكومية (سبأ)

وأوضحت المؤشرات -بحسب وكالة «سبأ»- الموقف الاقتصادي الراهن، وفرص تعزيز الاستقرار النقدي والمالي، وتحسين وصول الدولة إلى مواردها العامة، ورفع كفاءة الأجهزة الإيرادية على المستويين المركزي والمحلي.

وعرض رئيس الوزراء بن مبارك إطاراً عاماً لبرنامج عمل الحكومة، وأولوياتها في كافة المجالات، والدعم الرئاسي المطلوب على مختلف المسارات، حيث تطرق الإطار إلى الخطط على صعيد مكافحة الفساد، وترشيد الإنفاق، والتوظيف الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية، وتنمية الموارد، والعمل على إعادة تنظيم العلاقة مع السلطات المحلية، ومجتمع المانحين.

وشدد مجلس الحكم اليمني على المضي قدماً في الإصلاحات الشاملة المدعومة من المجتمعين الإقليمي والدولي، وأشاد بالدعم السعودي والإماراتي الذي ساعد في مواجهة الضغوط التمويلية الكبيرة التي فرضتها الاعتداءات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية.


مقالات ذات صلة

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.