اعتقالات في صنعاء بتهمة التخابر مع «حارس الازدهار»

شملت موظفين في المطارات وهيئة الطيران والأرصاد

مطار صنعاء الدولي الواقع تحت سيطرة الجماعة الحوثية (رويترز)
مطار صنعاء الدولي الواقع تحت سيطرة الجماعة الحوثية (رويترز)
TT

اعتقالات في صنعاء بتهمة التخابر مع «حارس الازدهار»

مطار صنعاء الدولي الواقع تحت سيطرة الجماعة الحوثية (رويترز)
مطار صنعاء الدولي الواقع تحت سيطرة الجماعة الحوثية (رويترز)

بينما تواصل الجماعة الحوثية في صنعاء اختطاف عدد من أتباع الطائفة البهائية منذ عام، أفادت مصادر يمنية مطلعة بأن الجماعة شنت حملة ملاحقات لموظفين عموميين في مناطق سيطرتها، بتهمة التخابر مع تحالف «حارس الازدهار» الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية السفن من هجمات الجماعة.

وذكرت المصادر أن ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية، اختطف خلال الأسابيع الماضية عدداً من الموظفين العموميين العاملين في مطارات صنعاء والحديدة، والهيئة العامة للطيران والأرصاد الجوية، للتحقيق معهم حول جمعهم معلومات عن مخابئ ومواقع لتجميع وتجهيز الأسلحة المستخدمة في هجمات البحر الأحمر، من صواريخ وطائرات مُسيَّرة، وإرسالها إلى القوات الأميركية.

بمحاذاة مطار صنعاء الدولي قاعدة عسكرية جوية تستخدمها الجماعة الحوثية (رويترز)

وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن شكوك الجماعة الحوثية بوجود عملاء ومخبرين من الموظفين العموميين في تلك الهيئات، جاءت بعد الغارات التي استهدفت مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية المحاذية له خلال الأسابيع الماضية؛ إذ نجم عن تلك الغارات إصابات دقيقة لمخابئ الأسلحة وتدميرها.

وأوضحت المصادر أن أحد مديري الأقسام في الهيئة العليا للطيران الخاضعة للجماعة في صنعاء، جرى اعتقاله من مقر عمله بينما كان يطالب بالإفراج عن أحد زملائه الذي اختُطف من الشارع، ولم يعلم أحد من عائلته أو أصدقائه أو زملائه بأن جهاز الأمن والمخابرات الحوثي اختطفه، إلا بعد أكثر من أسبوع من البحث الذي أوصلهم إلى مقر احتجازه.

وتم اعتقال الآخر بحجة وجود تواطؤ أو تعاون مع زميله الأول في تسريب الإحداثيات، الأمر الذي تسبب في شعور عدد من الموظفين بالخوف، والتغيب عن العمل خشية أن تلاحقهم تلك الشكوك.

وبينما رجحت المصادر أن تكون هذه الإجراءات والاتهامات مجرد وسيلة لإقصاء عدد من الموظفين من مواقعهم، وتعيين بدلاء لهم من أتباع الجماعة الحوثية، أفادت عائلة أحد المختطفين بأن قريبها يواجه تهماً بالتواصل مع قيادات في الحكومة الشرعية؛ خصوصاً أنه غادر مناطق سيطرة الجماعة مرات عدة خلال الأشهر الماضية، لزيارة أقاربه والسفر للعلاج خارج البلاد.

وبيَّنت العائلة أنه يجري التحقيق مع قريبها حول تحركاته وأنشطته خلال فترات سفره خارج مناطق سيطرة الجماعة، والشخصيات التي التقى بها، وأسباب امتلاكه أكثر من خط هاتفي، إلى جانب سؤاله عن الأشخاص الذين يظهر معهم في عدد من الصور في هاتفه.

اضطهاد طائفي

قالت منظمة حقوقية يمنية، إنّ نحو عام مرَّ منذ مداهمة قوة مسلحة تابعة للجماعة الحوثية اجتماعاً سلمياً للبهائيين في العاصمة صنعاء، واعتقال كثير من البهائيين والبهائيات، وانتهاك حقوقهم المدنية، وتعريضهم لضغوط شديدة لإجبارهم على التراجع عن دينهم، والمشاركة في الدورات الثقافية الحوثية.

وقفة احتجاج قبلية في صنعاء رفضاً لممارسات الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

واتهمت المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين الجماعة الحوثية، بالضغط النفسي والفكري على البهائيين، وازدراء معتقدهم، ورفض كافة الدعوات المحلية والإقليمية والدولية لإطلاق سراح 5 من البهائيين الذين ما زالوا في غياهب المعتقلات في ظروف مقلقة، دون أي مراعاة لحقوق الإنسان وكفالة الدستور اليمني لحرية المعتقد.

واستنكرت المبادرة تلك المداهمات والانتهاكات التي تمثل جزءاً مما وصفته بسلسلة مستمرة من الانتهاكات الصارخة لحقوق المواطنين اليمنيين البهائيين في صنعاء، وخطة منهجية للإبادة الثقافية والتطهير الديني لهذه الأقلية، داعية إلى مساندة المعتقلين لإطلاق سراحهم، والتوقف عن ملاحقة آلاف من أتباع الطائفة البهائية، وإيقاف المساعي الحوثية لإبادتهم كما جاء في بيانها.


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

كشف مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» عن جهود عربية - أميركية جديدة لدفع جهود التهدئة في السودان. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن دول «السعودية ومصر والإمارات تعمل مع الولايات المتحدة، على التنسيق على أمل حلحلة الأزمة السودانية».

وأفاد المصدر المصري بأن «اجتماعاً ضم مسؤولين من الدول الأربع، استضافته السعودية نهاية الأسبوع الماضي، ناقش دفع الجهود المشتركة؛ لتحقيق انفراجة بالأزمة».

وسبق أن شاركت الدول الأربع في اجتماعات «جنيف»، التي دعت لها واشنطن لإنهاء الحرب بالسودان، منتصف أغسطس (آب) الماضي، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، غير أنها لم تحقق تقدماً، في ظل مقاطعة الحكومة السودانية المحادثات.

غير أن المصدر المصري، قال إن «اجتماع السعودية، الذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين (ليس امتداداً لمبادرة جنيف)، وإن الآلية الرباعية الحالية هي للدول صاحبة التأثير في المشهد السوداني، وتستهدف دفع الحلول السلمية للأزمة». ورجح المصدر «انعقاد اجتماعات أخرى؛ لدفع جهود الدول الأربع، نحو وقف الحرب، وإيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين منها».

صورة جماعية بختام اجتماعات جنيف حول السودان في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «ما يفوق 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وعقب اندلاع الحرب، استضافت مدينة جدة العام الماضي، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع «إعلان جدة الإنساني»، الذي نصّ على حماية المدنيين، والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية. وتتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ مخرجات «اتفاق جدة»، قبل الانخراط في أي مفاوضات مباشرة مع «قوات الدعم السريع».

توحيد الجهود

وترى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفيرة منى عمر، أن «توحيد جهود الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السودانية، سيسهم في تحريك حلول وقف إطلاق النار»، موضحة: «أدى تضارب الرؤى والمسارات الدولية، بسبب كثرة المبادرات والتدخلات التي خرجت من دول أفريقية وإقليمية ودولية، إلى إضعاف أي تحركات لوقف الحرب السودانية».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنسيق الرباعي بين مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، سيسهم في دفع جهود إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب على الأقل بصورة أكثر فاعلية»، مشيرة إلى أن «هناك مناطق مثل الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة، تعاني من أوضاع إنسانية مأساوية».

ودعت إلى ضرورة تركيز تحرك الرباعي الدولي على «جهود وقف إطلاق النار، وأعمال الإغاثة، وصياغة خريطة طريق سياسية، تنهي الأزمة السودانية».

سودانيون يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم بمدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

ويواجه السودان «واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية حالياً»، حسب تقديرات الأمم المتحدة، وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى أن «أكثر من نصف سكان السودان، يواجه خطر المجاعة والكوارث الطبيعية، مما يؤدي لانتشار الأوبئة»، وخلال زيارته لمدينة بورتسودان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، شدّد على أن «الأزمة الإنسانية بالسودان، لا تجد اهتماماً كافياً دولياً».

دول مؤثرة

وباعتقاد الباحث السياسي السوداني المقيم في مصر، صلاح خليل، فإن «تشكيل رباعية من الدول صاحبة التأثير في الساحة السودانية، قد يحرك مسار الحلول السلمية، وتفعيل مسار جدة»، مشيراً إلى أن «توحيد جهود هذه الأطراف، سيسهم في تغيير مسار الأزمة السودانية»، منوهاً بأن «الدول الأربع تؤيد العودة لمسار جدة».

ورجح خليل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة الحكومة السودانية في مسار مفاوضات «الآلية الرباعية حال العودة إلى مسار جدة، ولن تقاطعه كما فعلت في مبادرة جنيف».

وأشار إلى أن «فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد يغير من معادلة التأثير الدولي في الحرب داخل السودان».

وكان السفير السوداني في القاهرة عماد الدين عدوي، شدّد على «تمسك بلاده بمسار جدة، بوصفه آلية للتفاوض لوقف الحرب»، وقال في ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصرية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده ترفض المشاركة في أي مبادرة أفريقية، إلا بعد عودة عضوية السودان للاتحاد الأفريقي».