الحوثيون يضاعفون القيود على فروع الأحزاب اليمنية

تبخر وعود الإفراج عن معتقلين طالبوا بصرف الرواتب

يعتمد الحوثيون سياسة إرهاب خصومهم بالاعتقال ومصادرة الأموال وتفجير المنازل (أ.ف.ب)
يعتمد الحوثيون سياسة إرهاب خصومهم بالاعتقال ومصادرة الأموال وتفجير المنازل (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يضاعفون القيود على فروع الأحزاب اليمنية

يعتمد الحوثيون سياسة إرهاب خصومهم بالاعتقال ومصادرة الأموال وتفجير المنازل (أ.ف.ب)
يعتمد الحوثيون سياسة إرهاب خصومهم بالاعتقال ومصادرة الأموال وتفجير المنازل (أ.ف.ب)

ذكرت مصادر سياسية يمنية أن الحوثيين ضاعفوا القيود على أنشطة فروع الأحزاب في مناطق سيطرتهم، ومنعوا جناح حزب «المؤتمر الشعبي» من إقامة فعالية رمضانية؛ خشية بروز أصوات منددة بممارساتهم على غرار ما حدث العام الماضي.

يأتي ذلك في وقت أفادت فيه مصادر حقوقية بتبخر الوعود التي أطلقتها الجماعة المدعومة من إيران بالإفراج عن المعتقلين على ذمة المطالبة بصرف رواتب الموظفين المقطوعة منذ 8 أعوام.

تفرض الجماعة الحوثية أفكارها بالقوة وتقمع الأصوات السياسية المخالفة (إ.ب.أ)

وذكرت المصادر السياسية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين منعوا جناح «المؤتمر الشعبي» وشريكهم في مجلس الحكم من إقامة فعالية رمضانية؛ ‏خشية تحولها إلى مناسبة لانتقاد ممارسات الجماعة وتأييد مطالب الموظفين بصرف رواتبهم المقطوعة منذ 8 أعوام، كما حدث في فعالية وحيدة للحزب، العام الماضي كانت تحوّلت إلى محاكمة شعبية للفساد والإقصاء واستهداف النظام الجمهوري.

ووفق هذه المصادر فإن الحوثيين يفرضون رقابة مسبقة على أنشطة فروع الأحزاب الموجودة في مناطق سيطرتهم حيث ألزموها بالحصول على إذن مسبق لأي فعالية ستنظم حتى وإن كانت داخلية وفي مقرات تلك الأحزاب.

لكن جناح حزب «المؤتمر الشعبي» وفق هذه المصادر يخضع لرقابة مضاعفة تمتد إلى منعه من الصرف من موازنته إلا بموافقة مسبقة من الحوثيين. وذكرت أن وسائل إعلام الحزب، بما فيها قناته التلفزيونية، تلتزم بشكل دوري بتقديم خرائطها البرامجية مقدماً للموافقة عليها من قبل الهيئة الإعلامية للحوثيين ومن ثم السماح بصرف موازنتها من أموال الحزب في البنوك.

يُخضِع الحوثيون أنشطة جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لرقابة مضاعفة (إعلام محلي)

المصادر أوضحت أن رئيس جناح «المؤتمر الشعبي» صادق أبو راس، الذي يشغل شكلياً موقع نائب رئيس المجلس الذي يحكم في مناطق سيطرة الحوثيين، لا يمتلك أي صلاحية، وأن حزبه كان قرر عقد فعالية رمضانية، إلا أن الحوثيين رفضوا الموافقة على ذلك ومنعوها.

ارتياب في كوادر الحزب

أعادت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء أسباب هذه الإجراءات إلى إدراك الحوثيين أن الحزب وقيادته في تلك المناطق اضطروا إلى المهادنة بعد مقتل الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح من أجل الحفاظ على قيادات وكوادر الحزب وممتلكاته، حيث كان الحوثيون يهددون بحله واعتقال قياداته ومصادرة ممتلكاته.

وطبقاً لما ذكرته المصادر، فإن الحوثيين يدركون أن جناح الحزب لا يؤيد توجهاتهم بشأن استنساخ التجربة الإيرانية في الحكم، وهم يخشون فعلاً من استئنافه لنشاطه وهو أكبر الأحزاب اليمنية، لأن لقيادته وقواعده موقفاً واضحاً معارضاً لعودة نظام حكم الإمامة.

كما يرفض قادة الحزب الممارسات السلالية للحوثيين، واحتكار سلالتهم المناصب الحكومية والتنكيل بالمعارضين وتوجيه عائدات الدولة لصالح قادتهم ومقاتليهم، وحرمان أكثر من مليون موظف في القطاعين المدني والعسكري من رواتبهم.

هددت الجماعة الحوثية ببيع مقرات «المؤتمر الشعبي» رداً على تأييد الحزب المطالبين بصرف المرتبات (إعلام حوثي)

وتحدى قيادي في فرع حزب «المؤتمر الشعبي» الحوثيين بقياس شعبيتهم بعيداً عن إرغام الناس على حضور فعالياتهم، وتهديدهم بحرمانهم من الحصول على حصة من غاز الطهي أو الفصل من الوظائف.

وقال إن الحوثيين إذا أرادوا معرفة حجمهم الحقيقي في الشارع فإن عليهم السماح لغيرهم من القوى السياسية بالنشاط، ‏خصوصاً حزب «المؤتمر الشعبي»، لا أن يفرضوا أنفسهم بقوة السلاح والترهيب والقتل والسجن وتفجير المنازل وفرض الجبايات التعسفية والنهب.

خيبة أمل

مع قرب انتهاء شهر رمضان، ذكرت مصادر في عائلات المعتقلين لدى الحوثيين أن المؤشرات تبين أن أقاربهم سيظلون في السجون رغم التسريبات التي تعمدت الجماعة إشاعتها بداية رمضان بخصوص صدور توجيهات من زعيم الجماعة بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة المطالبة بصرف رواتب الموظفين، ومنهم مجموعة أخرى من المعتقلين السياسيين، ويبلغ العدد الإجمالي 300 معتقل.

وذكر نجل القاضي عبد الوهاب قطران، الذي اعتُقل قبل 3 أشهر، أنه زار والده في سجن الجماعة منذ يومين وعلم أن إدارة السجن عرضته على طبيب عيون، وأن الأخير أبلغ والده بعدم قدرته على فعل شيء لأن جميع السجناء يشكون من ضعف نظرهم، لأن الحبس، مع عدم الحركة، يشكّل السبب الرئيسي لضعف النظر. ‏

وذكر الشاب أن والده سأله عن رفيق دربه النائب المعارض أحمد ‏سيف حاشد، حيث أبلغه بأنه سيودع في السجن قريباً؛ لاستياء الحوثيين وغضبهم عليه، في إشارة إلى استمرار حاشد في نقد ممارسات وفساد سلطة الحوثيين والانتهاكات التي تمارس في سجونهم.

يعاقَب القاضي اليمني عبد الوهاب قطران في السجن بسبب نقده سياسة عبد الملك الحوثي (إعلام محلي)

هذه التصريحات أتت مخالفة لما قاله نجل قطران في بداية شهر رمضان، حيث اتهم الجماعة بتعمد تأخير إطلاق والده من السجن رغم علم الأسرة أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أصدر أمراً بالعفو عنه، بعد أن وجهت الأسرة شكوى بما تعرّض له من انتهاكات في أثناء مداهمة منزله ومحاولة تلفيق تهم كاذبة له، ومن ثم إخفائه نحو شهرين.

وحينها تولى القيادي الحوثي علي القحوم المكلف التواصل مع النشطاء وفروع الأحزاب التي تعمل في مناطق سيطرتهم، نقل تلك الشكوى إلى مكتب زعيم الجماعة.

وكان قطران اعتُقل بعد اقتحام منزله وتوقيف أبنائه؛ بسبب انتقاده فتح زعيم الحوثيين جبهة للقتال في جنوب البحر الأحمر، وطالبه بصرف رواتب الموظفين أولاً، إذ يقاسي الملايين نتيجة الفقر وتوقف صرف رواتب الموظفين منذ نهاية عام 2016.

الأمر كذلك فيما يخص رئيس نادي المعلمين والمعلمات عبد القوي الكميم الذي اعتُقل قبل 6 أشهر؛ بسبب قيادته النادي الذي طالب بصرف رواتب المعلمين، وأعلن إضراباً عاماً عن العمل إلى حين الاستجابة لتلك المطالب.

ويعاني الكميم من أمراض مزمنة ونُقل إلى المستشفى أكثر من مرة، ومع ذلك رفض الحوثيون إطلاق سراحه رغم الوساطات القبلية المتعددة، ولأن الرجل معتقل خلافاً للقانون اليمني الذي لا يجرم الموظفين بسبب مطالبتهم بصرف رواتبهم.


مقالات ذات صلة

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.