الأمم المتحدة تعتزم شراء غواصة إلكترونية لتقييم «روبيمار»

فريق يمني فحَص التلوث في منطقة الغرق

يهدد غرق السفينة البريطانية بكارثة بيئية في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
يهدد غرق السفينة البريطانية بكارثة بيئية في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تعتزم شراء غواصة إلكترونية لتقييم «روبيمار»

يهدد غرق السفينة البريطانية بكارثة بيئية في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
يهدد غرق السفينة البريطانية بكارثة بيئية في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

ذكرت الأمم المتحدة أنها تعتزم شراء غواصة إلكترونية، لتحليل وضع السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة قبالة السواحل اليمنية، بعد أن استهدفها الحوثيون قبل ما يزيد على شهر، وعلى متنها نحو 21 ألف طن من الأسمدة الخطيرة، و200 طن من الوقود.

وأكد ماتيا لوجيا، كبير خبراء الأمم المتحدة الذين يعملون مع الجانب الحكومي اليمني، خلال لقائه محافظ الحديدة الحسن طاهر، ومسؤولين في قوات خفر السواحل والسلطة المحلية في مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر، أن عملية تخليص السفينة الغارقة تواجه تحديات كبيرة.

خبراء يمنيون يفحصون محيط السفينة الغارقة في البحر الأحمر (إعلام حكومي)

وشدد الخبير الأممي على ضرورة النزول تحت الماء لتحليل الوضع وفهم الكارثة بشكل أعمق، وذكر أنه لذلك تعتزم الأمم المتحدة شراء غواصة إلكترونية لتنفيذ عملية النزول الضرورية تحت الماء.

وأوضح الخبير المكلف بإدارة أزمة السفينة «روبيمار» أن هناك آلية متكاملة للتعامل مع كارثة السفينة «روبيمار» الغارقة مع حمولتها التي تشمل آلاف الأطنان من الأسمدة والوقود قبالة ميناء المخا. واطَّلع المسؤولون اليمنيون على التحليل الفني والتوصيات التي اقترحها فريق خبراء الأمم المتحدة للتعامل مع السفينة وحمولتها.

ونقلت المصادر الرسمية عن لوجيا القول إن الخطة التي اقترحتها الأمم المتحدة بمشاركة 16 خبيراً أممياً في مجالات الهندسة البحرية والتسريبات النفطية والشؤون القانونية، تتضمن آلية متكاملة للتعامل مع السفينة الغارقة، وتلافي المخاطر والآثار المترتبة عليها، ووضع التحليل والتوصيات الخاصة بخطة الاستجابة الأولية لمواجهة الأزمة.

المسؤولون اليمنيون من جهتهم أكدوا أهمية الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في هذا الشأن، وضرورة توسيع الجهود على نحو تترتب عليه نتائج إيجابية وسريعة، ونبهوا إلى أن أي قصور أو تأخير في معالجة هذه المشكلة، من شأنه أن يخلق كارثة إنسانية وبيئية تصعب معالجتها على مدى عقود.

تزداد مخاوف الصيادين اليمنيين من تبعات غرق السفينة البريطانية «روبيمار» (إعلام محلي)

وحسب المصادر الحكومية اليمنية، فإن زيارة الخبير الأممي إلى مدينة المخا، أتت في إطار تقديم الدعم الفني والاستشاري لخطة الحكومة المعترف بها، والخاصة بالتعامل مع تداعيات الكارثة المحتملة الناتجة عن غرق السفينة في الممر الملاحي الدولي.

قياس نسبة التلوث

بالتزامن مع المساعي الأممية، زار فريق مشترك من الهيئة العامة للشؤون البحرية، والهيئة العامة للبيئة في الحديدة، موقع غرق السفينة، وأخذ عينات من مسافات متعددة في محيط منطقة الغرق، لفحصها ومعرفة مستوى التلوث أو تسرب حمولتها من الأسمدة والوقود، بعد أن تسبب هيجان البحر في تأجيل هذه العملية التي كان مقرراً أن تتم خلال الأسبوع الماضي.

وكان المجلس الوزاري للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، قد عقد اجتماعاً عبر تقنية الاتصال المرئي، كُرِّس لمناقشة حادثة غرق السفينة، والتأثيرات المحتملة على البيئة البحرية، في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات على المستوى الإقليمي والدولي، وانعكاسها على التحديات البيئية.

وحسب المصادر الحكومية، اتخذ المجلس الوزاري قراراً بدعم ومساندة اليمن في كافة الجهود الرامية إلى إزالة الخطر البيئي الناجم عن أي تسرب للأسمدة أو الوقود من السفينة، والعمل على تعزيز مركز الطوارئ البيئية في اليمن، وتقديم الدعم الفني اللازم لذلك.

واتفق المجتمعون على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة المشكلات البيئية التي تهدد دول الإقليم، للحيلولة دون وقوع حوادث تلوث بحري، والتي تمثل تهديداً مباشراً للبيئة في منطقة البحر الأحمر.

تزداد مخاوف الصيادين اليمنيين من تبعات غرق السفينة البريطانية «روبيمار» (إعلام محلي)

من جهته، استعرض وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، الإجراءات التي اتخذتها الحكومة واللقاءات المتعددة التي عُقدت مع كافة الأطراف المعنية بالحادثة، ومستجدات الأوضاع المترتبة على غرق السفينة، ودعا إلى مساندة الحكومة ودعمها بشتى الوسائل، من أجل مواجهة تبعات الآثار السلبية المحتملة.

كما ناقش الوزير الشرجبي مع مجلس أمناء مركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية والأوروبية (سيداري) وضع السفينة المنكوبة وتداعياتها على النظام البيئي والحيوي والكائنات الحية البحرية.

وطالب الشرجبي أعضاء المجلس بالبدء في عمل خطة واضحة لمواجهة التغيرات المناخية، لتعزيز القدرات على اعتماد الاقتصاد الأخضر، وتنفيذ بعض المشاريع، ووضع الخطط والأنشطة الخاصة بالحفاظ على المياه ومنع تلوثها أو استنزافها، باعتبارها قضية أساسية لا بد من أن تأخذ حيزاً من الاهتمام للفترة المقبلة.


مقالات ذات صلة

اليمن: اتهامات للانقلابيين بإخفاء 7 قاصرين في ذمار

تدهور التعليم وتسرب الأطفال منه يسهم في الزج بهم بمعارك الحوثيين بحثاً عن مصدر دخل (رويترز)

اليمن: اتهامات للانقلابيين بإخفاء 7 قاصرين في ذمار

شكا سكان في محافظة ذمار اليمنية من تصاعد حالات اختفاء القاصرين، في ظل اتهامات مباشرة لقادة حوثيين بالوقوف خلفها بدافع التجنيد والابتزاز والاستغلال

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي صورة مأخوذة من مقطع فيديو في 26 ديسمبر 2024 تظهر مباني محترقة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على محطة كهرباء رأس كثيب في الحديدة باليمن (أ.ف.ب)

غوتيريش: الغارات الإسرائيلية على اليمن «مثيرة للقلق»

ندّد أمين عام الأمم المتّحدة بـ«التصعيد» في الأعمال العدائية بين الحوثيين في اليمن وإسرائيل، معرباً عن «قلقه» إزاء الغارات التي شنّتها إسرائيل على مطار صنعاء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم العربي دخان يتصاعد إثر غارات إسرائيلية على مطار صنعاء الخاضع للحوثيين (إ.ب.أ)

موجة إسرائيلية رابعة تضرب مطار صنعاء ومنشآت طاقة خاضعة للحوثيين

نفذت إسرائيل رابع موجة من ضرباتها الجوية مستهدفة منشآت حيوية خاضعة للحوثيين المدعومين من إيران شملت مطار صنعاء ومنشآت أخرى حيوية في المدينة ذاتها وفي الحديدة.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي عمود من النيران في أعقاب ضربات على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون 20 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«حماس» تدين «العدوان» الإسرائيلي على الحوثيين في اليمن

أدانت حركة «حماس» الفلسطينية التي تخوض حرباً مع إسرائيل في قطاع غزة، الخميس، الضربات الإسرائيلية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي تصاعد الدخان بعد غارات إسرائيلية بالقرب من مطار صنعاء باليمن 26 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 00:38

غارات إسرائيلية تستهدف مطار صنعاء... ونتنياهو يتوعد الحوثيين

شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو، الخميس، في أعقاب ضربات شنّها جيشه في اليمن، على أن بلاده ستواصل ضرب المتمرّدين الحوثيين «حتى إنجاز المهمة».rn

«الشرق الأوسط» (لندن)

غوتيريش: الغارات الإسرائيلية على اليمن «مثيرة للقلق»

صورة مأخوذة من مقطع فيديو في 26 ديسمبر 2024 تظهر مباني محترقة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على محطة كهرباء رأس كثيب في الحديدة باليمن (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من مقطع فيديو في 26 ديسمبر 2024 تظهر مباني محترقة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على محطة كهرباء رأس كثيب في الحديدة باليمن (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش: الغارات الإسرائيلية على اليمن «مثيرة للقلق»

صورة مأخوذة من مقطع فيديو في 26 ديسمبر 2024 تظهر مباني محترقة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على محطة كهرباء رأس كثيب في الحديدة باليمن (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من مقطع فيديو في 26 ديسمبر 2024 تظهر مباني محترقة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على محطة كهرباء رأس كثيب في الحديدة باليمن (أ.ف.ب)

ندّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش بـ«التصعيد» في الأعمال العدائية بين المتمردين الحوثيين في اليمن وإسرائيل، معرباً عن «قلقه» إزاء الغارات التي شنّتها الدولة العبرية على مطار صنعاء، الخميس.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم غوتيريش في بيان، إنّ «الأمين العام يدين التصعيد بين اليمن وإسرائيل. إنّ الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مطار صنعاء الدولي ومواني في البحر الأحمر ومحطات للطاقة الكهربائية في اليمن، مثيرة للقلق بشكل خاص»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

لقطة مأخوذة في 26 ديسمبر 2024 تظهر تصاعد الدخان بعد الضربات الإسرائيلية على محطة كهرباء رأس كثيب في الحديدة باليمن (أ.ف.ب)

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه بشكل خاص إزاء تداعيات قصف منشآت للنقل على عمليات المساعدات الإنسانية في بلد يعتمد 80 في المائة من سكّانه على المعونات.

وشدّد البيان على أنّ «الأمين العام ما زال يشعر بقلق عميق إزاء خطر حدوث مزيد من التصعيد في المنطقة، ويكرّر دعوته لكل الأطراف المعنية إلى وقف كل الأعمال العسكرية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس».

وشنّ سلاح الجو الإسرائيلي (الخميس) غارات على مطار صنعاء الدولي وأهداف أخرى في اليمن أسفرت، وفق وسائل إعلام تابعة للحوثيين، عن مقتل 6 أشخاص، وذلك غداة هجمات شنّها ضد الدولة العبرية المتمرّدون اليمنيون المدعومون من إيران.

صورة ملتقطة في 19 ديسمبر 2024 في نيويورك بالولايات المتحدة تظهر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي قبل اجتماع لمجلس الأمن (د.ب.أ)

كما حذّر غوتيريش، وفقاً للبيان، من أنّ «الغارات الجوية على موانٍ بالبحر الأحمر وعلى مطار صنعاء تشكّل مخاطر جسيمة على العمليات الإنسانية، في وقت يحتاج فيه ملايين الأشخاص إلى المساعدة المنقذة للحياة».

كما ندّد الأمين العام، في بيانه، بالهجمات التي يشنّها المتمرّدون الحوثيون على خطوط الملاحة البحرية منذ عام.

وقال غوتيريش، في بيانه، إنّه يدين الحوثيين بسبب «الأعمال التصعيدية المتواصلة منذ عام... في البحر الأحمر والمنطقة، والتي تهدّد المدنيين، والاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة البحرية».