بكين تكتوي بهجمات الحوثيين... وواشنطن تشتبك مع 6 مسيرات

الجماعة أطلقت 5 صواريخ باليستية و6 مسيّرات

تتهم الولايات المتحدة والحكومة اليمنية إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والخبرات العسكرية (إعلام حوثي)
تتهم الولايات المتحدة والحكومة اليمنية إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والخبرات العسكرية (إعلام حوثي)
TT

بكين تكتوي بهجمات الحوثيين... وواشنطن تشتبك مع 6 مسيرات

تتهم الولايات المتحدة والحكومة اليمنية إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والخبرات العسكرية (إعلام حوثي)
تتهم الولايات المتحدة والحكومة اليمنية إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والخبرات العسكرية (إعلام حوثي)

اكتوت السفن الصينية لأول مرة بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر، حيث أصاب صاروخ ناقلة تحمل نفطاً روسياً، وذلك بعد يومين فقط من تقارير أفادت بتقديم الجماعة الموالية لإيران تطمينات لبكين وموسكو بعدم استهداف سفنهما، وهي الرواية التي أكد الكرملين عدم سماعه بها.

وتشن الجماعة الحوثية، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهددت بتوسيع الهجمات إلى المحيط الهندي في سياق مزاعمها بأنها تساند الفلسطينيين في غزة من خلال منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

وأفاد الجيش الأميركي في بيان، الأحد، بأن الجماعة أطلقت 5 صواريخ باتجاه السفن في البحر الأحمر أصاب أحدها الناقلة الصينية، كما أفاد بالاشتباك مع 6 طائرات مسيرة، سقطت 5 منها في البحر.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أنه من الساعة 2:50 إلى 4:30 صباحاً (بتوقيت صنعاء) في 23 مارس (آذار)، أطلق الحوثيون المدعومون من إيران 4 صواريخ باليستية مضادة للسفن في البحر الأحمر بالقرب من ناقلة النفط «إم في هوانغ بو»، وهي ناقلة نفط ترفع علم بنما، وتمتلكها وتديرها الصين.

وأضاف البيان أنه في الساعة 4:25 مساءً (بتوقيت صنعاء) في اليوم نفسه تم اكتشاف صاروخ باليستي خامس أُطلق باتجاه السفينة «هوانغ بو» حيث أصدرت الأخيرة نداء استغاثة لكنها لم تطلب المساعدة.

وطبقاً للجيش الأميركي، تعرضت السفينة الصينية لأضرار طفيفة، وتم إخماد حريق على متنها في غضون 30 دقيقة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات، واستأنفت السفينة مسارها، رغم إعلان الحوثيين سابقاً أنهم لن يهاجموا السفن الصينية.

يزعم الحوثيون أنهم يطورون قدراتهم الصاروخية لضمان دقة وفاعلية هجماتهم البحرية (رويترز)

وبين الساعة 6:50 و9:50 صباحاً (بتوقيت صنعاء) في اليوم نفسه، ذكر البيان أن القوات الأميركية، بما في ذلك السفينة «يو إس إس كارني»، اشتبكت مع 6 طائرات دون طيار تابعة للحوثيين فوق جنوب البحر الأحمر. وتحطمت 5 منها في البحر، وحلقت واحدة إلى المناطق اليمنية التي تسيطر عليها الجماعة.

وتقرر أن هذه الطائرات دون طيار (وفق البيان) تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة والتحالف والسفن التجارية في المنطقة، حيث يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

في غضون ذلك، سارعت السفارة البريطانية في اليمن، عبر تغريدة على منصة «إكس» للتعليق على إصابة السفينة الصينية، رغم الاتفاق مع موسكو وبكين، وأكدت أن «الطريقة الوحيدة لضمان المرور الآمن أن يتوقف الحوثيون عن هجماتهم المتهورة».

وقالت السفارة البريطانية: «بحسب ما ورد، فقد توصل الحوثيون إلى اتفاق مع روسيا والصين بعدم مهاجمة سفنهم. ومع ذلك، فقد قام الحوثيون للتو بضرب سفينة مملوكة للصين تحمل نفطاً روسياً، مما أدى إلى خطر تسرب نفطي ضخم».

ولم يتبنَّ الحوثيون على الفور مهاجمة السفينة الصينية وإطلاق الصواريخ والمسيرات، إلا أن هجماتهم المستمرة للشهر الخامس تشير إلى مسؤوليتهم عن الهجوم.

وأُصيبت 16 سفينة على الأقل، خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها حتى الآن، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.

كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في السادس من مارس (آذار) الحالي في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، وهي سفينة شحن ليبيرية ترفع عَلم باربادوس، وهو أول هجوم قاتل تنفذه الجماعة.

تصعيد داخلي

بعد أيام من تحذير المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من خطر تجدد القتال بين الجماعة الحوثية والقوات الحكومية، اتهمت الأخيرة الجماعة بشن هجوم في الجبهة الجنوبية من مأرب، فيما تحدثت تقارير محلية عن سقوط صاروخ باليستي بالقرب من الأطراف الغربية للمدينة.

وقال الإعلام العسكري اليمني إن القوات الحكومية «كسرت عملية هجومية لميليشيات الحوثي الإرهابية، على أحد المواقع العسكرية في الجبهة الجنوبية من مأرب».

الجيش اليمني يصد هجوماً حوثياً في جنوب مأرب (سبأ)

ونقل «المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية»، عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش «أجبرت الميليشيات المهاجمة على التراجع والفرار بعد مصرع 8 من عناصرها وتكبيدها خسائر في العتاد».

وكانت الجماعة الحوثية وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة لتجنيد الآلاف من عناصرها الجدد بالتزامن مع الهجمات البحرية ضد السفن، وسط مخاوف من أن يقود سلوكها التصعيدي إلى نسف مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وفي أحدث تصريحات زعيمها عبد الملك الحوثي قال إن جماعته تلقت 407 غارات وقصفاً بحرياً منذ بداية دخول واشنطن على خط المواجهة، في 12 يناير (كانون الثاني).

وتبنّت الجماعة حتى الآن، قصف نحو 75 سفينة، وهدد زعيمها بتوسيع الهجمات؛ من البحر الأحمر وخليج عدن إلى المحيط الهندي، لمنع الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح، حتى وقف الحصار على غزة، وإنهاء الحرب الإسرائيلية، زاعماً أن الضربات الغربية لن تحد من قدرات جماعته.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض.

كما أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة «أسبيدس»، في منتصف فبراير (شباط) الماضي، وتشارك حتى الآن في المهمة البحرية فرنسا وألمانيا وهولندا وإيطاليا واليونان، دون شن ضربات ضد الحوثيين، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف حوثي (أ.ف.ب)

ومنذ تدخلها عسكرياً، شنّت الولايات المتحدة مئات الغارات على الأرض؛ أملاً في تحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

كما نفذت القوات الأميركية، إلى جانب سفن أوروبية، العشرات من عمليات الاعتراض والتصدي للهجمات الحوثية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، والزوارق والغواصات الصغيرة غير المأهولة.

وفي حين تؤكد الحكومة اليمنية أن الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيرانية لا علاقة لها بمناصرة الفلسطينيين في غزة، ترى أن الضربات الغربية غير مجدية، وتشدد على أن «تأمين مدن الموانئ والمياه الإقليمية يجب أن يمر عبر دعم الحكومة وتعزيز قدراتها في استعادة نفوذها على كامل التراب الوطني».


مقالات ذات صلة

اعترافات تكشف عن تشكيل الحوثيين خلايا في القرن الأفريقي

العالم العربي الحوثيون يستغلون وضع اللاجئين الأفارقة ويسعون إلى تجنيدهم (إعلام محلي)

اعترافات تكشف عن تشكيل الحوثيين خلايا في القرن الأفريقي

كشفت اعترافات مواطن إريتري اعتقلته القوات الحكومة اليمنية عن تمكُّن الحوثيين من إنشاء خلايا في القرن الأفريقي وتقديم وعود إيرانية بدعم استقلال إقليم العفر.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي (سبأ)

حراك يمني في ميونيخ استجلاباً للدعم الدولي في مواجهة الحوثيين

يقود رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي ووزير خارجيته شائع الزنداني حراكا دبلوماسيا على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي لجهة استجلاب الدعم ضد الحوثيين

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)

لجان حوثية في صنعاء تجمع بيانات شاملة عن طلبة المدارس

شكّل الحوثيون لجاناً ميدانية في مدارس صنعاء بغية جمع معلومات تفصيلية عن الطلبة وإنشاء قاعدة بيانات ضمن مساعي الجماعة لتكثيف عمليات التجنيد في أوساطهم

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
خاص واحد من عدة ملاعب رياضية جديدة في عدن نفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن (البرنامج السعودي)

خاص باذيب: كل اتصالات الحكومة الحساسة بعيدة عن الحوثيين

يؤكد وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني أن بلاده نجحت في استعادة ثقة المجتمع الدولي لاستئناف تمويل المشاريع التنموية، وتحرير قطاع الاتصالات الحيوي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

تصعيد الحوثيين في الجبهات يتصدّر مخاوف المبعوث الأممي

تصدّرت المخاوف من عودة القتال باليمن في ظل تصعيد الحوثيين بالجبهات واستمرارهم في التعبئة العسكرية والاعتقالات وتهريب الأسلحة، الإحاطة الأحدث للمبعوث غروندبرغ.

علي ربيع (عدن)

لجان حوثية في صنعاء تجمع بيانات شاملة عن طلبة المدارس

الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)
الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)
TT

لجان حوثية في صنعاء تجمع بيانات شاملة عن طلبة المدارس

الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)
الحوثيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)

لم تكتفِ الجماعة الحوثية في اليمن بإخضاع الطلبة والمعلمين في المدارس لتدريبات عسكرية ميدانية تحت اسم «دورات طوفان الأقصى»، بل وسعت من حجم ذلك الاستهداف عبر تشكيل لجان ميدانية في مدارس صنعاء بغية جمع معلومات تفصيلية عن الطلبة وإنشاء قاعدة بيانات ضمن مساعيها لتكثيف عمليات التجنيد في أوساطهم.

وأوضحت مصادر تربوية في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، أن قادة حوثيين يديرون قطاع التعليم أصدروا أخيراً تعميمات تُلزم مديري فروع مكاتب التربية في المديريات ومديري المدارس الحكومية بتشكيل لجان تحت اسم «حصر تربوي» من أجل القيام بجمع بيانات تفصيلية عن الطلبة.

وسلمت جماعة الحوثيين - وفق المصادر - لجانها الميدانية نماذج استمارات يتطلب تعبئتها بمعلومات تفصيلية ودقيقة عن الطلبة، تشمل أسماءهم الكاملة وأعمارهم وأرقام هواتفهم وأولياء أمورهم وعدد أفراد الأسرة ومكان الإقامة.

وشددت الجماعة في تعميمها على عدم قبولها أي استمارات منقوصة، إلا بعد استكمال جميع المعلومات المطلوبة، كما أوعزت لأتباعها باستخدام كل الطرق لإرغام الطلبة على القبول بإدلاء بياناتهم بطريقة شاملة.

الحوثيون يلزمون المدارس في صنعاء ببرامج طائفية والحشد للقتال (إكس)

وشرعت اللجان الحوثية عقب التعليمات بالنزول الميداني إلى عشرات المدارس في مديريات عدة بصنعاء بهدف بدء حصر معلومات الطلبة.

ويسعى الانقلابيون الحوثيون من وراء ذلك إلى جمع معلومات لمعرفة تفاصيل دقيقة عن الطلبة وأسرهم القاطنين في صنعاء في سياق عملية منسقة للاستقطاب والتجنيد والتعبئة الطائفية.

وتأتي الخطوة الحوثية في ظل استمرار عشرات الآلاف من المعلمين والتربويين في جميع المناطق تحت سيطرة الجماعة؛ جراء انقطاع رواتبهم منذ سنوات عدة، إضافة إلى تعسفات الجماعة التي أدت إلى تعطيل مؤسسات التعليم.

رفض مجتمعي

قوبل الإجراء الحوثي برفض واسع من قبل الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، مع اتهام الجماعة بانتهاج سياسة العبث والتدمير الممنهج بحق ما تبقى من المؤسسات التعليمية واستهداف منتسبيها بتحويلهم إلى وقود لمعارك الجماعة.

ويتخوف أولياء الأمور من المساعي التي ترمي الجماعة إلى تحقيقها من وراء قيامها بجمع معلومات تفصيلية عن أبنائهم ويترقبون أن يعقب تلك الخطوة القيام بتنفيذ أوسع عملية استقطاب وتجنيد في أوساط الطلبة.

انقلابيو اليمن يجبرون الطالبات على حضور الفعاليات ذات الصبغة الطائفية (إعلام حوثي)

ويتحدث وكيل مدرسة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن قدوم عنصرين حوثيين قبل يومين من المنطقة التعليمية الخاضعة للجماعة في مديرية معين إلى المدرسة وبحوزتهما استمارات فارغة بهدف اللقاء بالطلبة في الفصول الدراسية لتعبئة الاستمارات ببياناتهم الشخصية.

ويشير إلى أنه سبق وأن تلقى قبلها بأيام تعميماً حوثياً بذات الخصوص، ويتضمن تشديداً على منع تسريب تلك الاستمارات أو الاطلاع عليها بعد تعبئتها بمعلومات الطلبة.

وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت خلال الأشهر الماضية مديري المدارس ووكلاءها والطلبة والمعلمين في صنعاء ومدن أخرى على الالتحاق بدورات تعبوية وعسكرية تحت مزاعم الاستعداد لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.