واشنطن تبنت ضربات استباقية وأخرى اعتراضية ضد الحوثيين

هيئتان بريطانيتان تبلغان عن تعرض سفينة لهجوم في خليج عدن

دعا زعيم الحوثيين أتباعه للاحتشاد كل جمعة لاستعراض قوته وتأييد الهجمات البحرية (رويترز)
دعا زعيم الحوثيين أتباعه للاحتشاد كل جمعة لاستعراض قوته وتأييد الهجمات البحرية (رويترز)
TT

واشنطن تبنت ضربات استباقية وأخرى اعتراضية ضد الحوثيين

دعا زعيم الحوثيين أتباعه للاحتشاد كل جمعة لاستعراض قوته وتأييد الهجمات البحرية (رويترز)
دعا زعيم الحوثيين أتباعه للاحتشاد كل جمعة لاستعراض قوته وتأييد الهجمات البحرية (رويترز)

أفادت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، الجمعة، بشن ضربات استباقية ضد الحوثيين واعتراض هجمات بالطائرات المسيرة.

وأبلغت هيئتان بريطانيتان عن تعرض سفينة لهجوم في خليج عدن بصاروخين، الجمعة، من دون وقوع أضرار، وسط تصاعد تهديد الجماعة الحوثية الموالية لإيران للملاحة في البحرين الأحمر والعربي، والتي تزعم أنها تناصر الفلسطينيين في غزة.

البيان الأميركي أوضح أنه بين الساعة 3:35 مساءً و4:55 مساءً (بتوقيت صنعاء)، نفذت القيادة المركزية للولايات المتحدة ضربات دفاع عن النفس ضد أربعة صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن تابعة للحوثيين وطائرة دون طيار في مواقع تسيطر عليها الجماعة.

وخلال هذا الإطار الزمني، قال البيان الأميركي إن القوات أسقطت ثلاث طائرات من دون طيار انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون باتجاه خليج عدن، مشيراً إلى أنه يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكانت الجماعة قصفت سفينة الشحن «ترو كونفيدنس» في خليج عدن، الأربعاء، ما تسبب في سقوط 3 قتلى وأربعة جرحى من بحارتها، وإجلاء بقية الطاقم حيث باتت هائمة في المياه في انتظار الإنقاذ، وهو أول هجوم قاتل يشنه الحوثيون منذ بدء هجماتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بأن الهجوم وقع على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً جنوب شرقي عدن اليمنية، وأن القبطان أبلغ عن حدوث انفجارين بالقرب من السفينة دون أضرار فيها أو في طاقمها، في حين قالت شركة «أمبري» للأمن البحري إنها على علم بوقوع حادث على بعد نحو 52 ميلاً بحرياً من جنوب عدن وأنها تحقق فيه.

البحرية الهندية قامت بإنقاذ طاقم سفينة شحن بعد تعرضها لهجوم حوثي في خليج عدن، الأربعاء (أ.ف.ب)

وفي أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، هدد بالمزيد من الهجمات وزعم استخدام أسلحة جديدة في قصف السفن التي يزعم أنها مرتبطة بإسرائيل أو تابعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

تصعيد مستمر

وسط هذا التصعيد البحري الذي يؤثر على نحو 15 في المائة من التجارة العالمية التي تمر عبر باب المندب، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إنه أصدر أوامره بشن ضربات ضد الحوثيين في اليمن لإضعاف قدراتهم والدفاع عن القوات الأميركية بالمنطقة.

ونقل البيت الأبيض عن بايدن قوله في خطاب حالة الاتحاد: «لهذا السبب أنشأت تحالفاً يتكون من أكثر من 12 دولة للدفاع عن الشحن الدولي وحرية الملاحة في البحر الأحمر»، مضيفاً أن «تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط يعني أيضاً احتواء التهديد الذي تمثله إيران».

ومضى بايدن قائلاً: «بوصفي القائد الأعلى للجيش لن أتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا وأفراد جيشنا»، وفق ما نقلته «رويترز».

وفي وقت سابق من يوم الخميس، تبنى زعيم الجماعة الحوثية مهاجمة 61 سفينة في البحر الأحمر وخليج عدن منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر، وهدد بأن «القادم أعظم»، وفق ما جاء في خطبة له بثتها قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة.

وحض الحوثي أتباعه على المزيد من التعبئة، وزعم أن قدرات جماعته لم تتأثر بالضربات الأميركية والبريطانية، مشيراً إلى تلقيها منذ بدء الضربات 344 غارة جوية وبحرية، كما تبنى إطلاق 403 صواريخ وطائرة مسيرة في 96 هجوماً ضد سفن الشحن والأخرى العسكرية.

أدى الهجوم الحوثي على سفينة شحن ترفع علم باربادوس إلى سقوط قتلى وجرحى لأول مرة منذ بدء الهجمات (أ.ف.ب)

أدى الهجوم الحوثي على سفينة شحن ترفع علم باربادوس إلى سقوط قتلى وجرحى لأول مرة منذ بدء الهجمات (أ.ف.ب)

وإثر هجوم الحوثيين على السفينة «ترو كونفيدنس» التي ترفع علم بربادوس وتديرها اليونان، الأربعاء، وسقوط الضحايا لأول مرة، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: «سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته»، وفق ما نقلته «رويترز».

وأطلقت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض ضد الحوثيين ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وأقرت الجماعة بمقتل 22 مسلحاً في الضربات الغربية، إلى جانب 10 قُتلوا في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في البحر الأحمر، بعد تدمير البحرية الأميركية زوارقهم، رداً على محاولتهم قرصنة إحدى السفن، فضلاً عن مدني زعموا أنه قُتل في غارة شمال غربي تعز.

وإلى جانب تنفيذ واشنطن العشرات من عمليات التصدي للصواريخ والمُسيَّرات الحوثية والقوارب المفخخة، شاركتها بريطانيا في أربع موجات واسعة من الضربات على الأرض.

وفي ظل هذا التوتر البحري كان الاتحاد الأوروبي قرر الانضمام إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، ضمن عملية «أسبيدس»، دون المشاركة في شن هجمات مباشرة على الأرض.

صورة التقطت بطائرة مسيرة وزعها الجيش الأميركي تظهر آثار الهجوم على سفينة قال إنها ليبيرية (أ.ف.ب)

وبسبب التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية تجمدت مساعي السلام اليمني التي تقودها الأمم المتحدة، وسط مخاوف من عودة القتال خاصة بعد أن أقر الحوثي، الخميس، بحشد وتدريب 282 ألف مسلح منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.

ومنذ 19 نوفمبر، أصابت الهجمات الحوثية 14 سفينة على الأقل، غرقت إحداها، كما لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها للشهر الرابع.

وترى الحكومة اليمنية في التصعيد البحري الحوثي هروباً من استحقاقات السلام اليمني، ومحاولة لتلميع صورة الجماعة داخلياً وخارجياً، من بوابة الحرب في غزة. وتقول إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وأن الحل الأنجع هو مساندة قواتها على الأرض لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة وموانئها، وبقية المناطق الخاضعة بالقوة للجماعة الموالية لإيران.

وعلى الرغم من عمليات التصدي الغربية التي تقودها واشنطن والضربات الاستباقية، فإن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران لا تزال - كما يبدو - تملك المزيد من القدرات على شن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة في الشهر الرابع من التصعيد


مقالات ذات صلة

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

العالم العربي غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت 4 محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات التي قال إنها طالت 15 هدفاً.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

كثف الحوثيون من استهداف قطاع التعليم الأهلي في صنعاء من خلال إجبار الطلبة والمعلمين في عدد من المدارس على المشاركة في دورات قتالية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي ضربات غربية استهدفت معسكر الصيانة الخاضع للحوثيين في صنعاء (رويترز)

اتهامات حوثية لواشنطن ولندن بضربات جوية طالت 4 محافظات يمنية

استهدفت ضربات جوية غربية مواقع للجماعة الحوثية شملت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وثلاث محافظات أخرى ضمن مساعي واشنطن لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)

النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

كشف مرصد مختص بالبيئة عن استخدام الأقمار الاصطناعية في الكشف عن تأثير مواقع النفايات غير الرسمية في اليمن على البيئة والصحة وزيادة معدل الاحتباس الحراري.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي عنصر حوثي على متن عربة عسكرية في صنعاء (إ.ب.أ)

اتهامات لنجل مؤسس «الحوثية» باعتقال آلاف اليمنيين

قدرت مصادر يمنية أن جهاز الاستخبارات المستحدث الذي يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، اعتقل نحو 5 آلاف شخص على خلفية احتفالهم بذكرى «ثورة 26 سبتمبر».

محمد ناصر (تعز)

رئيس البعثة التايوانية لدى السعودية: 260 ألف جهاز «بيجر» جرى تصديرها خلال عامين

سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
TT

رئيس البعثة التايوانية لدى السعودية: 260 ألف جهاز «بيجر» جرى تصديرها خلال عامين

سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)

تحقق السلطات القضائية التايوانية، لتحديد المسؤول الأول عن تعديل مصنعاتها من أجهزة «البيجر» بالشكل الذي حوّلها إلى متفجرات تأذى بها لبنانيون وبعض منتسبي «حزب الله».

ويقول سامي جانج، رئيس البعثة التايوانية لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن ما تم تصديره من الأجهزة بين عامي 2022 و2024 بلغ 260 ألف جهاز، منها ما يقارب 16 في المائة تم تصديره إلى أميركا وأوروبا.

ويأسف المبعوث لما تم تداوله عن الأشخاص الذين أصيبوا في لبنان وغيرها، «وأود أن أنوه بأنه تم التحقق من أن أجهزة (البيجرز)، التي تسببت بالأضرار ليست مستوردة من تايوان إلى لبنان مباشرة».

وأضاف جانج: «تتصنع هذه الأجهزة من اللوحة الرئيسية، وشاشة، وبطارية صغيرة، ومعالج بيانات صغير الحجم، وجهاز فك التشفير وجهاز استقبال الترددات، وجميع هذه المواد الداخلة في عملية التصنيع لا يوجد بها مواد تسبب انفجاراً ممكناً بحيث يؤدي إلى الوفاة أو الإصابة».

ولفت جانج إلى أن شركة «أبولو جولد» التايوانية صدّرت، من أول عام 2022 إلى أغسطس (آب) 2024، أجهزة «بيجر» بلغ عددها 260 ألف جهاز، منها 40929 جهازاً، خلال هذا العام منذ بدايته وحتى شهر أغسطس (آب)، إلى أميركا والدول الأوروبية، ولم يسبق منها أي أضرار أو انفجارات.

وأضاف جانج: «إن ما حصل في لبنان يطرح عدة استفسارات من شاكلة: هل تم تعديل أو تغيير في أجهزة (البيجرز) بعد الاستيراد من شركة (أبولو جولد)، أو تدخل صناعي من الشركات الأجنبية التي صرّحت لها (أبولو جولد) بصناعة (البيجرز)؟».

الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)

وتابع جانج: «الإجابات عن هذه الاستفسارات قيد التحقيق في تايوان حالياً من قبل الجهات المسؤولة، لكن من المؤكد أن (البيجرز)، التي تم تصديرها من تايوان بشكلها الذي تم تصديرها به، ليست متسببة بأي أضرار، ولن تتهاون حكومة تايوان في ذلك الشأن؛ إذ تم عرض الشأن على السلطة القضائية التايوانية للتحقيق فيه».

الأثر الاقتصادي على تايوان

وحول أثر أحداث تفجير «البيجرز» على الصناعات التايوانية وعلى الاقتصاد التايواني، قال جانج: «إن سمعة صناعة تايوان معروفة منذ القدم، ومن الصعب جداً أن تتأثر بأي عوامل لما لديها من قدرة على كسب ثقة التجار، الذين سبق لهم التعامل مع المصانع والشركات التايوانية، لما تتمتع به من قدرات وكفاءة وتقنية عالية».

وأضاف: «لا يمكن أن يقاس حجم استثمارات تايوان بعدد قليل من الأجهزة المذكورة؛ إذ هي فقط نقطة في بحر التعاملات التجارية بين تايوان والعديد من دول العالم».

التعاون السعودي - التايواني

كشف جانج أن بلاده تدرس حالياً التعاون مع السعودية في مجال الرقائق الإلكترونية ومعالجة الاتصالات اللاسلكية وبرامج الكمبيوتر، متفائلاً بمستقبل عريض للتعاون الثنائي في الصناعات التكنولوجية الفائقة.

وقال جانج: «ليس هناك حدود للتعاون بين تايوان والمملكة، فإن تايوان تعمل دائماً على استمرارية للعلاقة بين البلدين، والبحث في فرص الاستثمارات المشتركة، وتايوان من أوائل الدول التي سعت للعمل في جميع مجالات التعاون مع المملكة لتحقيق رؤية 2030 التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان».

ولفت جانج إلى أن شركة «فوكسكون» التايوانية أعلنت الشراكة مع المملكة في صناعة أجزاء السيارات الكهربائية والإلكترونيات، بالإضافة إلى التعاون بين تايوان والبنك الأهلي السعودي بشراء سندات بقيمة 500 مليون دولار، فضلاً عن العديد من الأمثلة على الشراكات الناجحة والمستمرة.

وأضاف جانج: «طبعاً يوجد عدد من المشاريع المقترحة، نظراً إلى أن تايوان تمثل سوقاً عالية الجودة؛ إذ تخضع لمعايير وسياسات رقابية مشددة للحفاظ على سلامة المستخدم والحماية من الغش، وأرى أن مستقبل التعاون مع المملكة واسع جداً، خصوصاً أن تايوان تشتهر بخبرتها وقدرتها على صناعات التكنولوجيات الفائقة، لا سيما في مجال أشباه الموصلات وكذلك الذكاء الاصطناعي».

وتابع: «هناك مجال واسع للتعاون مع السعودية، في مجال الطبي مثلاً، ابتداءً من تشخيص المريض عن بعد حتى العمليات الجراحية عن طريق روبوت يعتمد على الذكاء الاصطناعي. وفي الزراعة، تستخدم الذكاء الاصطناعي في تربية الأنعام والأسماك، وكذلك في التعليم».

ووفق جانج: «إن تايوان أطلقت أخيراً أول كتاب مدرسي مدعوم بالذكاء الاصطناعي؛ حيث يمكّن الطلاب من الوصول إلى المواد الدراسية، ويمكّن المعلمين من الوصول إلى أجوبة الطلاب ومراقبة تقدم الطلاب بدقة عالية».

ولذلك، والحديث للموفد التايواني بالرياض، قررت شركة «AMD» الأميركية المتخصصة في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية، وشركة «NVIDIA» لصناعة معالجات الاتصال اللاسلكية وبرامج الكمبيوتر، مطلع هذا العام، أن تؤسسا مركزاً لدراسات صناعة الذكاء الاصطناعي؛ ما يؤكد الجودة العالية لتقنية الصناعة التايوانية.