تقرير أممي: 200 ألف يمني استفادوا من محطات أكسجين سعودية

عززت بشكل كبير الرعاية الصحية في 5 محافظات

شملت التدخلات الإنسانية السعودية في اليمن المجالات كافة (واس)
شملت التدخلات الإنسانية السعودية في اليمن المجالات كافة (واس)
TT

تقرير أممي: 200 ألف يمني استفادوا من محطات أكسجين سعودية

شملت التدخلات الإنسانية السعودية في اليمن المجالات كافة (واس)
شملت التدخلات الإنسانية السعودية في اليمن المجالات كافة (واس)

ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها، وبدعم سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، نفّذت مشروعاً تحويلياً، قامت من خلاله بتركيب 5 محطات أكسجين في 5 من المحافظات اليمنية، استفاد منها أكثر من 200 ألف يمني. وقالت إن المشروع عزّز بشكل كبير مشهد الرعاية الصحية والرفاهية في المحافظات الخمس.

وتلبي هذه المحطات، التي تم إنشاء كل منها في المستشفيات الكبرى، في محافظات أبين وحضرموت والمهرة ومأرب وشبوة، الحاجة الماسة لمصدر الأكسجين الطبي المستدام في المرافق الصحية النائية.

تلبي محطات الأكسجين السعودية باليمن الحاجة الماسة في المستشفيات الكبرى (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن هذه الخطوة الاستراتيجية لا تؤدي إلى خفض التكاليف فحسب، بل تعمل أيضاً على تحصين المرافق الصحية، وتحقيق استقرار القدرات التشغيلية، وضمان مصدر موثوق للأكسجين الطبي.

ووفق «الصحة العالمية»، فقد امتد تأثير هذه الخطوة إلى ما هو أبعد من الرعاية الأساسية لتستفيد أيضاً منها وحدات العناية المركزة، ووحدات الحضانة، ووحدات الطوارئ، وغرف العمليات، ووحدات العلاج الأخرى.

وذكرت المنظمة، أن المشروع تجاوز التوقعات، حيث أثر في حياة 235943 مستفيداً، بمَن في ذلك 85454 شخصاً تلقوا العلاج بالأكسجين الذي غيّر حياتهم، حيث تجاوزت هذه المبادرة أهدافها، وعزّزت بشكل كبير مشهد الرعاية الصحية والصحة والرفاهية في المحافظات الخمس.

الحياة تتنفس بسهولة

يتحدث الطبيب محيي الدين الزبيدي عن الرحلة المؤثرة لمحطة الأكسجين التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة في مديرية تريم في وادي حضرموت، ويقول إن حالة الطوارئ الناجمة عن فيروس «كورونا (كوفيد - 19)» شكّلت تحدياً غير مسبوق للمستشفى بالمديرية وموظفيه، إذ أدى غياب التدخلات اللازمة، خاصة العلاجات المتعلقة بالأكسجين، إلى نقل المرضى القسري؛ مما تسبب في ضائقة شديدة للعائلات ومقدمي الرعاية.

ترك الصراع عديداً من المرافق الصحية في اليمن تقاسي من الاحتياجات العاجلة (الأمم المتحدة)

ويؤكد الزبيدي، وهو طبيب عام متخصص في غرفة الطوارئ، ويقدم التدخلات الطبية الحاسمة للمحتاجين، أن لهذا المستشفى تأثيراً ملحوظاً في المجتمع، فقد شهدت مديرية تريم تحسناً كبيراً في إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية بفضل تركيب محطة أكسجين متطورة في المستشفى، وأصبح بإمكان الناس الآن الوصول بسهولة إلى إمدادات الأكسجين التي يحتاجون إليها.

ويهتم فريق الزبيدي بمجموعة متنوعة من الأشخاص، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، حيث يدعم المستشفى الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة للرعاية الطبية؛ مثل كبار السن، وحديثي الولادة، والرُّضع الذين يعانون من اضطرابات القلب والرئة أو مشكلات القلب الخلقية.

ويوضح أن المرضى من قبل كانوا يضطرون إلى السفر لمسافات طويلة إلى مناطق مختلفة بحثاً عن الأكسجين، مما يعرّضهم لخطر الوفاة ومواجهة مضاعفات صحية إضافية؛ بسبب بُعد المسافة ونقص الخدمات المتاحة، ويؤكد أن إنشاء محطة الأكسجين، أصبح حجر الزاوية للمنطقة.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الأزمة في اليمن، تركت عديداً من المرافق الصحية تتصارع مع الاحتياجات العاجلة التي يجب توفيرها لتكون قادرة على تقديم الخدمات الصحية الأساسية. وتشمل هذه الاحتياجات الكهرباء والوقود، إذ إن النقص الذي يؤثر في القطاعين العام والخاص، وتعطيل إنتاج الأكسجين يجعلان الوضع الحرج بالفعل أسوأ.

توجد فرق مركز الملك سلمان للإغاثة في كل مناطق اليمن (إعلام محلي)

وبيّنت أن الأكسجين الطبي هو علاج منقذ للحياة لمختلف الحالات الطبية، وتشمل الأمراض الحادة والمزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية و«كوفيد - 19»، والالتهاب الرئوي، إلى جانب المضاعفات الخطرة في الفئات العمرية جميعها.

وطبقاً لبيان المنظمة، فإنه، وفي عديد من البلدان، بما في ذلك اليمن، لا يزال توصيل الكمية التي تشتد الحاجة إليها من الأكسجين للنظام الصحي يمثل تحدياً كبيراً، لأنه لا غنى عنه في العيادات والمستشفيات، بعد أن أدت الأوبئة إلى استنزاف إمدادات الأكسجين الطبي، كما ترك الصراع المستمر المستشفيات والعيادات دون سهولة الوصول إلى إمدادات الأكسجين الجديدة، مما أدى إلى تفاقم التحديات التي تواجهها.


مقالات ذات صلة

تقرير دولي يتهم مخابرات الحوثيين بالسيطرة على المساعدات الإنسانية

العالم العربي جهاز مخابرات الحوثيين اعتقل عشرات الموظفين الأمميين وعمال المنظمات الدولية والمحلية (إعلام حوثي)

تقرير دولي يتهم مخابرات الحوثيين بالسيطرة على المساعدات الإنسانية

اتهم تقرير دولي حديث مخابرات الحوثيين بالسيطرة طوال السنوات الماضية على المساعدات الإنسانية وتوجيهها لخدمة الجماعة الانقلابية وتعطيل المشاريع الإغاثية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز) play-circle 00:37

صواريخ الحوثيين تزداد خطراً على إسرائيل بعد إصابة 23 شخصاً

باتت صواريخ الحوثيين المدعومين من إيران أكثر خطورة على إسرائيل، بعد إصابة نحو 23 شخصاً في تل أبيب، السبت، جراء انفجار صاروخ تبنت إطلاقه الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من تجمع مسلَّحات حوثيات أثناء حملة تبرع للجبهات أطلقتها الجماعة في صنعاء (إكس)

«زينبيات» الحوثيين يُرغِمن يمنيات على فعاليات تعبوية وأنشطة لصالح «المجهود الحربي»

أرغمت الجماعة الحوثية أخيراً مئات النساء والفتيات اليمنيات في 4 محافظات، على حضور فعاليات تعبوية ذات صبغة طائفية، والتبرع بالأموال لدعم الجبهات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي موجة الصقيع تسببت العام الماضي في وفاة عدد من سكان المخيمات في اليمن (إعلام حكومي)

البرد يهدد حياة 67 ألف أسرة يمنية في مخيمات النزوح

أطلقت الوحدة الحكومية المعنية بمخيمات النازحين في اليمن نداءً عاجلاً لإنقاذ حياة آلاف الأسر التي تعيش في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب جراء البرد القارس.

محمد ناصر (تعز)
شؤون إقليمية رجال الطوارئ الإسرائيليون يتفقدون حفرة في الموقع الذي سقط فيه مقذوف أطلق من اليمن في تل أبيب في وقت مبكر من اليوم السبت (أ.ف.ب)

إصابة 16 شخصاً في سقوط صاروخ وسط تل أبيب... و«الحوثي» يتبنى الهجوم

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، أن صاروخاً أطلِق من اليمن أصاب الأراضي الإسرائيلية قرب تل أبيب بعد فشل محاولات اعتراضه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

تسببت مخاوف الجماعة الحوثية من ملاقاة مصير «حزب الله» اللبناني أو نظام بشار الأسد في سوريا، في تصاعد حدة الخلافات والتنافس داخلها، وبروز انقسامات جديدة حول مستقبلها، في ظل تقليص النفوذ الإيراني، وبروز رغبة غربية في إخراج طهران من المنطقة.

وتسببت تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة، مع ممارسات الجماعة داخلياً، وتنافس أجنحتها على النفوذ والثروات، إلى جانب تصعيدها في البحر الأحمر وهجماتها على إسرائيل، والردود العسكرية الأميركية البريطانية والإسرائيلية؛ في إثارة مخاوفها من احتمالية نشوء توجه دولي يتوافق مع رغبة محلية وإقليمية لإنهاء انقلابها في اليمن.

وذكرت مصادر محلية مطلعة في العاصمة المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن انقسامات كبيرة ظهرت في أوساط الجماعة الحوثية خلال الأشهر الماضية، مع صعود مطالب بإحداث تغييرات فعلية في هيكلها القيادي، والاستجابة لدعوات وجهود السلام، والتصالح مع مختلف الأطراف داخلياً وخارجياً، لتجنيبها مصير «حزب الله» اللبناني، أو نظام بشار الأسد في سوريا.

منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

وبيَّنت المصادر أن ما زاد الانقسام في أوساط الجماعة لجوء قادتها إلى التوقف عن استخدام أجهزة الاتصالات والأجهزة الإلكترونية، بسبب مخاوفهم من أن تُستخدم في التجسس عليهم أو اغتيالهم، كما جرى لآلاف من عناصر «حزب الله» اللبناني في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى جانب نزوح غالبيتهم من منازلهم إلى منازل مستأجرة، واتباع وسائل تخفٍّ متعددة.

وبالإضافة إلى ذلك، توقفت غالبية القيادات الحوثية عن حضور الاجتماعات واللقاءات الاعتيادية، ولجأت إلى وسائل معقدة للتواصل فيما بينها.

وتسببت هذه الإجراءات الاحترازية في انقطاع التواصل بين مختلف القيادات، وعدم معرفة غالبيتها بما يجري التخطيط له للتعاطي مع مختلف التطورات الداخلية والخارجية، واتخاذ قرارات وتنفيذ إجراءات دون تنسيق.

جداريات في صنعاء للقيادي الحوثي مهدي المشاط وحسن نصر الله وقاسم سليماني (إ.ب.أ)

وحسب المصادر، فإن الانقسامات الأخيرة التي تشهدها الجماعة، مردُّها إلى خلافات كبيرة بشأن التعاطي مع التطورات الأخيرة في المنطقة؛ حيث ترى بعض القيادات ضرورة تقديم تنازلات للأطراف المحلية والإقليمية والدولية، لتجنب مصير «حزب الله» ونظام بشار الأسد، بينما فريق آخر يصر على استمرار التصعيد، وعدم الرضوخ لأي ضغوط عسكرية كانت أو سياسية.

مخاوف وإصرار

وضعت الشخصيات التي تطالب بتقديم التنازلات كثيراً من المعطيات الميدانية والسياسية التي تعدُّها مؤشرات إلى احتمالية خسارة المواجهات التي تخوضها الجماعة، ومن ذلك الخسائر الكبيرة في العتاد والمعدات التقنية الحديثة والنوعية، مثل مواقع الصواريخ والطائرات المُسيَّرة والرادارات، نتيجة الضربات الأميركية البريطانية، وفق توضيح المصادر.

وإضافة إلى ذلك، فإن الضربات الإسرائيلية تسببت في خسائر اقتصادية كبيرة؛ خصوصاً في قطاع الطاقة الذي استهدفه الطيران الإسرائيلي، خلال هجماته الثلاث على المنشآت التي تسيطر عليها الجماعة.

الأوضاع الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية تزداد سوءاً بسبب تصعيدها العسكري خارج البلاد (إ.ب.أ)

وترى هذه الشخصيات أن المواجهة مع الغرب وإسرائيل لم يعد لها داعٍ، وأنها تأتي بالضرر أكثر مما تحقق من مكاسب؛ خصوصاً بعد اضطرار «حزب الله» إلى الدخول في اتفاقية تهدئة مع إسرائيل، وسقوط نظام الأسد في سوريا، ما يجعل الجماعة شبه وحيدة في المعركة، ويسهل هزيمتها مع تراجع الغطاء الإيراني.

وحذَّر هذا الجناح من أن الضربات الغربية والإسرائيلية، إلى جانب العقوبات الاقتصادية المفروضة على عدد من الشخصيات، تسببت خلال الأشهر الأخيرة في أزمات معيشية بدأت معالمها أخيراً بحدوث نقص في الوقود والسلع الغذائية، ولم يجرِ التركيز عليها إعلامياً؛ لأنها لم تشكِّل فرقاً كبيراً عن الوضع السائد قبلها.

وفي مقابل هذا الرأي، يصرُّ جناح آخر على استمرار المواجهة مع الغرب وإسرائيل، باعتبار ذلك أحد أسباب قوة الجماعة وحصولها على التأييد الشعبي محلياً وإقليمياً، وحتى على مستوى العالم، لكون هذه المواجهة تأتي رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

قادة حوثيون في محافظة الحديدة يتحدثون عن تأثير الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت (إعلام حوثي)

ويذهب هذا الجناح -الذي وصفته المصادر بالعقائدي- إلى أن الضربات الجوية لن تضرَّ الجماعة ما دامت تُحكم سيطرتها ونفوذها على الأرض، وأن الخسائر في العتاد والمنشآت لا تكفي لهزيمتها، وهي خسائر يمكن تعويضها من خلال الموارد المحلية والدعم الخارجي.

كما يتوقع هذا الجناح أن الضربات الغربية والإسرائيلية ستخفف الأعباء، في مواجهة المطالب الشعبية بتحسين الأوضاع المعيشية، وصرف رواتب الموظفين العموميين وتوفير الخدمات، وسيسهل استغلالها في مواجهة الحكومة الشرعية التي دأبت الجماعة على وصفها بالعميلة للغرب وإسرائيل.

العودة إلى العقائديين

وفي منظور الجناح العقائدي؛ فإن الحكومة الشرعية ليست مستعدة في الوقت الحالي للعودة إلى المواجهات العسكرية، ولن تحصل على ضوء أخضر للعودة إلى المعارك ما دام المجتمع الدولي يأمل في إمكانية نجاح جهود السلام، إلى جانب أن الغرب يخشى من حدوث فوضى تتسبب في مزيد من المخاطر على طرق الملاحة الدولية.

القيادي الحوثي قاسم الحمران في زيارة معرض قتلى الجماعة الحوثية في صنعاء (إعلام حوثي)

ووصلت الصراعات بين أجنحة الجماعة الحوثية إلى المطالبة بالإطاحة بالقيادي مهدي المشاط، رئيس ما يُعرف بـ«المجلس السياسي الأعلى» (مجلس الحكم الانقلابي) حسب مصادر صحافية يمنية، وتعيين القيادي المقرب من زعيم الجماعة قاسم الحمران بدلاً عنه.

وتشير المعلومات التي جرى الكشف عنها إلى أن قيادة الجماعة تسعى إلى إعادة تماسك هيئاتها القيادية، بما فيها «المجلس السياسي» الذي أدى صراع الأجنحة إلى إضعافه، بتولي شخصيات فضَّلت مصالحها الشخصية ومساعيها للإثراء على مصالح الجماعة، وتسببت في غضب شعبي عليها.

وكانت الجماعة الحوثية قد شكَّلت في أغسطس (آب) الماضي حكومة جديدة، غير معترف بها، أطلقت عليها اسم «حكومة التغيير والبناء»، وكشفت «الشرق الأوسط» حينها عن تعيين قيادات عقائدية لتسيير أعمال هذه الحكومة، من خلال مناصب ثانوية فيها، في حين يمارس رئيسها وغالبية أعضائها مهام شكلية.