الأمم المتحدة: 4.9 مليون معاق يمني يعانون أوضاعاً صعبة

أكدت تسجيل تراجع تدريجي في معدلات الإصابة بـ«الكوليرا»

لا يشعر ذوو الإعاقة بالراحة في الوصول إلى خدمات المياه في مخيمات النازحين (الأمم المتحدة)
لا يشعر ذوو الإعاقة بالراحة في الوصول إلى خدمات المياه في مخيمات النازحين (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة: 4.9 مليون معاق يمني يعانون أوضاعاً صعبة

لا يشعر ذوو الإعاقة بالراحة في الوصول إلى خدمات المياه في مخيمات النازحين (الأمم المتحدة)
لا يشعر ذوو الإعاقة بالراحة في الوصول إلى خدمات المياه في مخيمات النازحين (الأمم المتحدة)

أكد تقرير حديث لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن تسجيل تراجع تدريجي خلال الشهر الماضي في معدلات الإصابة بالكوليرا بعد ثلاثة أشهر من ارتفاع هذا المعدل إلى أكثر من ألف حالة، كما قدر وجود 4.9 ملايين شخص من ذوي الإعاقة يواجهون أوضاعاً معيشية غاية في الصعوبة.

ووفق التقرير، فإنه وخلال الربع الأخير من عام 2023، شهد اليمن ارتفاعاً في حالات الإصابات المشتبه بها بالكوليرا في عدة محافظات، حيث أبلغ الشركاء عن نسبة أعلى من الحالات المشتبه فيها في محافظة شبوة منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وبعد ذلك، تم تأكيد زيادة المعدل في محافظات حضر موت وعدن وأبين ولحج والمهرة والضالع وتعز والحديدة.

يشكل الأطفال دون سن الخامسة في اليمن ما يقرب من ثلث الحالات الإصابة بالكوليرا (الأمم المتحدة)

التقرير الأممي بين أنه وحتى 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تم الإبلاغ عن إجمالي 1018 حالة مرتبطة بتفشي المرض، التي تغطي 23 منطقة في 9 محافظات، من بينها 6 وفيات، ويشكل الأطفال دون سن الخامسة ما يقرب من ثلث الحالات، ورجح التقرير أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير بسبب نقص الإبلاغ في مناطق مختلفة، بخاصة في الجزء الشمالي من البلاد الخاضع لسيطرة الحوثيين.

ونقل المكتب الأممي عن الشركاء الذين يتولون مهمة مراقبة الوضع عن كثب في المحافظات الأخرى، بما في ذلك مأرب والبيضاء والجوف، بعض المؤشرات على تحسن تدريجي في الوضع، حيث تشير آخر البيانات إلى انخفاض في الحالات.

وقال المكتب الأممي إن ذلك الانخفاض قد يعزى إلى الطقس البارد، وينظر إليه على أنه حالة مؤقتة وفرصة لتعزيز تدابير التأهب تحسباً لموسم الأمطار المقبل، الذي يمكن أن يسهل انتشار الكوليرا بسهولة أكبر.

معاناة ذوي الإعاقة

خلفت الأزمة طويلة الأمد في اليمن، حسب تقرير الأمم المتحدة، عدداً لا يحصى من النازحين والجرحى والمصابين بصدمات نفسية، ومن بين السكان المتضررين أشخاص من ذوي الإعاقة، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية أو عقلية، والذين يواجهون مجموعة فريدة من التحديات.

وأكد التقرير أن العوائق التي تحول دون إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة كبيرة، وتتفاقم بسبب انهيار الدعم المجتمعي، والصراع، والصعوبات الاقتصادية، ونقص الخدمات، وانتشار الوصمة والعزلة الاجتماعية.

تتأهب المنظمات الإغاثية في اليمن لموسم الأمطار الذي يمكن أن يسهل انتشار الكوليرا (الأمم المتحدة)

وذكر أن مسحاً أجري خلال العام الماضي كشف عن أن 89 في المائة من الأشخاص ذوي الإعاقة يشعرون بعدم الاحترام من قبل مجتمعاتهم، وأن الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم غير كافٍ، مما يشكل تحديات خطيرة أمام رفاههم.

وحسب التقرير، فإن الافتقار إلى بيانات شاملة عن الإعاقة، لا سيما في شمال اليمن، يعيق فهم احتياجاتهم والتحديات التي يواجهونها، خصوصاً بالنسبة للنساء والفتيات ذوات الإعاقة. وهذا يجعل وضعهم صعباً للغاية، حيث غالباً ما يتم تجاهل احتياجاتهم، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود ما يقرب من 4.9 ملايين شخص من ذوي الإعاقة في اليمن.

وبموجب هذه البيانات، فإن الخدمات المتخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة نادرة، خصوصاً في المناطق التي يصعب الوصول إليها، حيث أشارت دراسة أجرتها منظمة العفو الدولية في عام 2022 إلى انخفاض كبير في المنظمات المحلية التي تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب النزاع.

وتواجه العديد من هذه المنظمات أيضاً تحديات في تقديم المساعدة والحماية للأشخاص ذوي الإعاقة، وجمع البيانات وإجراء تقييمات الاحتياجات، حيث أدى الصراع والكوارث الطبيعية إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة، مما أدى في كثير من الأحيان إلى استبعادهم من المشاركة الكاملة في مجتمعاتهم.

أدى الصراع في اليمن إلى مفاقمة معاناة الملايين من ذوي الإعاقة (إكس)

ونبه التقرير الأممي إلى أن كل هذه الأمور تزيد من مخاطر الحماية، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، بخاصة بالنسبة للنساء والفتيات. وذكر أن الأشخاص ذوي الإعاقة الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بأنهم لا يشعرون بالراحة في الوصول إلى خدمات المياه في مخيمات النازحين بسبب عدم إمكانية الوصول إليها.

وأكد أن الأشخاص ذوي الإعاقة النازحون، على وجه الخصوص، يواجهون نقاط ضعف إضافية في المخيمات، مثل انعدام الأمن والعنف ونقص المرافق الآمنة التي يسهل الوصول إليها. ويؤثر هذا الوضع أيضاً على قدرتهم على المشاركة في الجهود الإنسانية وجهود الإنعاش، مما يزيد من خطر تعرضهم للإيذاء والإهمال، طبقاً لما أفاد به التقرير الأممي.


مقالات ذات صلة

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.