انقلابيو اليمن يتبنون هجوماً جديداً في البحر الأحمر

في أول استهداف منذ مقتل 10 من مسلحيهم في ضربة أميركية

استغل الحوثيون حرب إسرائيل على غزة لحشد المزيد من المجندين وجمع الأموال (أ.ف.ب)
استغل الحوثيون حرب إسرائيل على غزة لحشد المزيد من المجندين وجمع الأموال (أ.ف.ب)
TT

انقلابيو اليمن يتبنون هجوماً جديداً في البحر الأحمر

استغل الحوثيون حرب إسرائيل على غزة لحشد المزيد من المجندين وجمع الأموال (أ.ف.ب)
استغل الحوثيون حرب إسرائيل على غزة لحشد المزيد من المجندين وجمع الأموال (أ.ف.ب)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الأربعاء، هجوما جديدا ضد سفن الشحن في البحر الأحمر، دون تسجيل أي أضرار، وهو الهجوم الأول منذ مقتل 10من عناصرها، الأحد الماضي، جراء ضربة أميركية استهدفت ثلاثة زوارق.

الهجوم الحوثي الجديد الذي أكدته مصادر غربية، جاء في وقت يسعى فيه مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة لمناقشة التهديدات التي تتعرض لها الملاحة في البحر الأحمر، وبالتوازي مع ارتفاع نبرة السياسيين الغربيين الملوحة باتخاذ تدابير حازمة لوقف هذه التهديدات.

مروحية حوثية تحلِّق فوق سفينة شحن قبيل احتجازها في البحر الأحمر 21 نوفمبر 2023 (د.ب.أ)

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، في بيان، إن جماعته نفذت عمليةَ استهدافٍ لسفينةِ «سي إم إيه سي جي إم تَيج» (CMA CGM TAGE)، زاعما أنها كانتْ متجهةً إلى موانئَ فلسطينَ المحتلة. وهو ما نفته الشركة المشغلة للسفينة.

وزعم المتحدث الحوثي أن عمليةَ الاستهدافِ جاءتْ بعدَ رفضِ طاقمِ السفينةِ الاستجابةَ لنداءاتِ مسلحي الجماعة بما في ذلك الرسائلُ التحذيرية النارية.

وحذرت الجماعة الموالية لإيران، على لسان متحدثها العسكري، واشنطن من أي اعتداء ضدها، وقالت إن «أيَّ اعتداءٍ أميركي لن يمرَّ دون ردٍ أو عقاب»، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار الهجمات التي تقول إنها تستهدف السفن المتجهة إلى إسرائيل ومنها.

وبحسب إحصائية البحرية الأميركية، يعد هذا الهجوم الحوثي الخامس والعشرين ضد سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر، وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع، بخاصة مع إرسال إيران سفينتين حربيتين إلى البحر الأحمر.

هجوم دون أضرار

وأكدت المصادر الغربية الهجوم الحوثي الجديد. وأفادت القيادة المركزية الأميركية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء بأن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن في جنوب البحر الأحمر، لكن لم يتم تسجيل أي أضرار.

وأضافت القيادة المركزية الأميركية أن العديد من السفن التجارية في المنطقة أبلغت عن تأثير الصاروخين على المياه المحيطة.

من جهتها، أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقارير عن وقوع ما يصل إلى ثلاثة انفجارات على بعد ميل إلى خمسة أميال بحرية من سفينة تجارية بمضيق باب المندب على مسافة 33 ميلا بحريا شرق مدينة عصب الإريترية، دون ورود تقارير عن أضرار.

وقالت الهيئة إن «ربان السفينة لم يبلغ عن أضرار وطاقمها بخير»، مضيفة أن السلطات لا تزال تحقق في الواقعة.

إلى ذلك، قالت شركة الشحن الفرنسية «سي.إم.إيه سي.جي.إم» الأربعاء، إن سفينة الحاويات التابعة لها «لم تتعرض لأي ضرر» خلال عبورها قابلة السواحل اليمنية، نافية أنباء «استهداف» السفينة من جانب الحوثيين.

ونقلت «رويترز» عن المتحدث باسم عملاقة الشحن الفرنسية أن السفينة كانت متجهة إلى مصر، بعكس ما قاله المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع والذي ذكر أن السفينة كانت متجهة إلى إسرائيل.

إصرار حوثي وتوعد غربي

وأثارت هجمات الحوثيين غضبا يمنيا ودوليا، حيث توعدت دول غربية بالتصدي لهذا التصعيد، فيما شكلت الولايات المتحدة تحالفا أطلقت عليه «حارس الازدهار» لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، بأن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون دعم حرية الملاحة والأمن البحري في البحر الأحمر.

تسعى الجماعة الحوثية إلى تبييض انتهاكاتها ضد اليمنيين من بوابة مزاعم مناصرة غزة (إ.ب.أ)

وذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر على منصة «إكس» أن الوزيرين ناقشا أيضا تعزيز إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.

وقررت شركتا «ميرسك» الدنماركية للشحن ومنافستها الألمانية «هاباج لويد» استمرار تعليق جميع رحلات السفن التابعة لهما عبر البحر الأحمر مرورا بقناة السويس بعد هجوم مطلع الأسبوع الحالي على إحدى السفن التابعة لميرسك.

وأعادت عملاقتا الشحن توجيه بعض السفن التابعة لهما إلى طريق رأس الرجاء الصالح، لتفادي الهجمات التي يشنها المسلحون الحوثيون على سفن الشحن في البحر الأحمر. بحسب ما نقلته مصادر غربية.

ويمر عبر قناة السويس ما يقرب من ثلث سفن الحاويات العالمية، ومن المتوقع أن يتسبب تغيير مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول الطرف الجنوبي لأفريقيا في تكلفة إضافية للوقود تصل إلى مليون دولار لكل رحلة ذهابا وإيابا بين آسيا وشمال أوروبا.

وأدت المخاوف إزاء احتمال تأثير الهجوم الأخير في البحر الأحمر على إمدادات الشرق الأوسط إلى ارتفاع أسعار النفط في أول جلسة تداول خلال العام الجديد قبل أن تتراجع في وقت لاحق من الجلسة بفعل ظروف اقتصادية غير مواتية. وفق ما ذكرته «رويترز».

تهدد الهجمات في البحر الأحمر بإعاقة تدفق التجارة الدولية (أ.ف.ب)

ولم تفلح التحذيرات الغربية في ردع الجماعة الحوثية للتخلي عن تنفيذ الهجمات التي تقول الحكومة اليمنية إنها لا تهدف إلى نصرة الفلسطينيين وإنما لتنفيذ أجندة إيران.

وتوعد القيادي محمد علي الحوثي وهو ابن عم زعيم الجماعة، في أحدث تصريحاته بالمزيد من الهجمات، وقال: «عملياتنا ستتسع، عملياتنا ستزداد، عملياتنا ستتكرر ما دمتم تقفون إلى جانب الإبادة ولم توقفوا هذه الإبادة والجرائم والإرهاب الذي يواجَه به أبناء فلسطين». وأضاف: «لا يوجد لدينا خطوط لا حمراء ولا غبراء ولا صفراء، يوجد لدينا خطٌ أحمر واحد وهو أن يتوقف العدوان وأن يُفَك الحصار عن أبناء غزة». وفق زعمه.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقر البنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

«المركزي اليمني» يستهجن مزاعم تهريب أموال إلى الخارج

استهجن البنك المركزي اليمني أنباء راجت على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي قيام البنك بتهريب الأموال في أكياس عبر المنافذ الرسمية، وتحت توقيع المحافظ.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الزبيدي يثمن دور السعودية في دعم بلاده (سبأ)

الزبيدي يثمن جهود السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن

وسط تأكيد سعودي على استمرار تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لليمن، ثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عيدروس الزبيدي، سعي المملكة إلى حشد الجهود لإحلال السلام.

«الشرق الأوسط» (عدن)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.