«حميدتي» يلتقي غيلة ويطرح رؤيته لوقف الحرب في السودان

 قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي) (أرشيفية - رويترز)
 قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي) (أرشيفية - رويترز)
TT

«حميدتي» يلتقي غيلة ويطرح رؤيته لوقف الحرب في السودان

 قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي) (أرشيفية - رويترز)
 قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي) (أرشيفية - رويترز)

أعلن قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أنه طرح رؤيته على رئيس جيبوتي إسماعيل عمر غيلة لوقف الحرب في السودان، والوصول إلى حل شامل.

وكتب دقلو على منصة «إكس» اليوم (الأحد): «طرحت لفخامة الرئيس غيلة رؤيتنا لوقف الحرب والوصول إلى حل شامل ينهي معاناة شعبنا العظيم. وأكدت التزامنا التام بمخرجات مؤتمر رؤساء (الإيغاد) واستعدادنا غير المشروط للتفاوض لتحقيق السلام العادل والشامل». وأضاف: «أكدت التزامنا التام بمخرجات مؤتمر رؤساء (الإيغاد) واستعدادنا غير المشروط للتفاوض لتحقيق السلام العادل والشامل».

ويزور حميدتي جيبوتي، الرئيس الحالي لهيئة «الإيغاد». وأعلنت جيبوتي بدء الترتيبات العملية لاستضافة حوار سوداني حاسم خلال أسبوع. وكان وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، قال أمس (السبت)، إن جيبوتي بوصفها الرئيس الحالي للهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد) ستُعد لحوار سوداني، وستستضيف «اجتماعاً مهماً» الأسبوع المقبل.

وتجري الاستعدادات في أكثر من عاصمة إقليمية لعقد اجتماع مفصلي بين قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، و«تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» بقيادة رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، لبحث تطور الأوضاع في السودان وترتيبات وقف الحرب والقتال في البلاد.

وكانت مصادر قريبة من «الدعم السريع» قالت لـ«الشرق الأوسط»، السبت، إن هناك اجتماعاً مرتقباً سيعقد خلال أيام بين قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، ولجنة الاتصال التابعة لـ«تنسيقية القوى الديمقراطية» (تقدم)، التي يترأسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.

وكان حمدوك قد ذكر الأسبوع الماضي، أنه بعث بخطابين لكل من قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، يطلب الاجتماع معهما لبحث سبل وقف الحرب في السودان، واستعادة السودانيين حياتهم الطبيعية.


مقالات ذات صلة

الطيران الحربي السوداني يشن غارات مكثفة على مدن في دارفور

شمال افريقيا من الأضرار التي أصابت مستشفى الضعين (الشرق الأوسط)

الطيران الحربي السوداني يشن غارات مكثفة على مدن في دارفور

قال مواطنون لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت الفضائي، إن المناطق التي استهدفها الطيران «لا توجد بها قوات تابعة لـ(قوات الدعم السريع)».

أحمد يونس (كامبالا)
شمال افريقيا 
محمد حمدان دقلو «حميدتي» (رويترز)

حميدتي يلوّح بتصعيد جديد في السودان

توعد قائد «قوات الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) بتصعيد جديد يمنع بموجبه «الجيش السوداني من التحكم بمصير السودان»، وبتبني خيارات جديدة - لم يحددها.

أحمد يونس (كمبالا) محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريللو (إ.ب.أ)

المبعوث الأميركي إلى القاهرة الثلاثاء للقاء وفد الحكومة السودانية

فريق الإدارة الأميركية توصل إلى «تفاهمات ذات قيمة كبيرة مع (قوات الدعم السريع) لفتح طرق وممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ولاية سنار».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان مستقبِلاً الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة في مصر (واس)

مشاورات سعودية - مصرية في الرياض حول أوضاع المنطقة

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الاثنين، بالرياض، مع نظيره بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، أوضاع المنطقة بشكل عام وقطاع غزة على وجه الخصوص

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

«حميدتي» يتوعد بتبني خيارات جديدة تمنع «جنرالات الجيش من التحكم بمصير السودان»

دعا «حميدتي» المجتمَعين المحلي والدولي لاتخاذ «موقف حاسم بمواجهة الاستهتار الذي يبديه قادة المؤسسة العسكرية بمعاناة ملايين السودانيين وبقضية السلام والاستقرار».

أحمد يونس (كمبالا)

منظمة دولية: هجوم إسرائيل على الحديدة قد يشكل «جريمة حرب»

الغارات الإسرائيلية على الحديدة دمرت 29 خزاناً للوقود من أصل 41 خزاناً (أ.ف.ب)
الغارات الإسرائيلية على الحديدة دمرت 29 خزاناً للوقود من أصل 41 خزاناً (أ.ف.ب)
TT

منظمة دولية: هجوم إسرائيل على الحديدة قد يشكل «جريمة حرب»

الغارات الإسرائيلية على الحديدة دمرت 29 خزاناً للوقود من أصل 41 خزاناً (أ.ف.ب)
الغارات الإسرائيلية على الحديدة دمرت 29 خزاناً للوقود من أصل 41 خزاناً (أ.ف.ب)

بعد مرور شهر على قصف إسرائيل ميناء الحديدة اليمني الخاضع لسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن الغارات على الميناء «قد تشكل جريمة حرب»، وإنها كانت على ما يبدو هجوماً عشوائياً أو غير متناسب على المدنيين، وقد يكون له تأثير طويل الأمد على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على الميناء للحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية.

وأوضحت المنظمة، في بيان صدر أخيراً، أن الضربات الإسرائيلية أتت بعد يوم من غارة بطائرة حوثية من دون طيار «قد ترقى إلى جريمة حرب» أيضاً، على حي سكني في تل أبيب، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة 4 آخرين.

صورة مسيّرة وزعها الحوثيون زاعمين أنها استهدفت تل أبيب (أ.ف.ب)

وأشارت إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت 6 مدنيين على الأقل في الحديدة، وأصابت ما لا يقل عن 80 آخرين، أصابت أكثر من 20 خزاناً لتخزين النفط ورافعتين للشحن في الميناء، بالإضافة إلى محطة كهرباء في مديرية الصليف، «ويبدو أن الهجمات تسببت في أضرار غير متناسبة للمدنيين والأعيان المدنية».

وقالت نيكو جعفرنيا، الباحثة في شؤون اليمن والبحرين في «هيومن رايتس ووتش»: «إن الهجمات الإسرائيلية على الحديدة رداً على ضربة الحوثيين على تل أبيب يمكن أن يكون لها تأثير دائم على ملايين اليمنيين في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون؛ حيث يعاني اليمنيون بالفعل من الجوع على نطاق واسع بعد صراع دام عقداً من الزمان، وإن هذه الهجمات لن تؤدي إلا إلى تفاقم معاناتهم».

وبيَّنت المنظمة أنها أجرت مقابلات مع 11 شخصاً حول هجوم الحديدة، بمن في ذلك مسؤول حوثي في ​​صناعة النفط و4 موظفين في وكالات الأمم المتحدة على دراية بالميناء. كما قامت بتحليل صور الأقمار الاصطناعية للمواقع المستهدفة وصور بقايا الأسلحة المحتملة، وأرسلت نتائجها الأولية إلى السلطات الإسرائيلية في 31 يوليو (تموز) وإلى الحوثيين في 7 أغسطس (آب)، لكن لم يرد أي منهما على ذلك.

آثار الضربات

ومع إشارة المنظمة الدولية إلى أن الحوثيين أطلقوا عشوائياً كثيراً من الصواريخ على مدينتي إيلات وحيفا الإسرائيليتين، قالت إن القوات الإسرائيلية أتلفت أو دمرت ما لا يقل عن 29 من أصل 41 خزاناً لتخزين النفط في ميناء الحديدة، بالإضافة إلى الرافعتين الوحيدتين المستخدمتين لتحميل وتفريغ الإمدادات من السفن. كما دمرت الغارات الجوية خزانات النفط المتصلة بمحطة كهرباء الحديدة؛ ما تسبب في توقف محطة الطاقة عن العمل لمدة 12 ساعة.

رافعة متضررة في ميناء الحديدة إثر القصف الإسرائيلي (رويترز)

ولفتت المنظمة إلى أن ميناء الحديدة بالغ الأهمية لتوصيل الغذاء وغيره من الضروريات إلى السكان اليمنيين الذين يعتمدون على الواردات، حيث يمر عبره نحو 70 في المائة من الواردات التجارية و80 في المائة من المساعدات الإنسانية.

ونقلت عن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أوكي لوتسما، القول إن الميناء حيوي للغاية للأنشطة التجارية والإنسانية. بينما وصفت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام لشؤون السياسة وبناء السلام في الأمم المتحدة، الميناء بأنه «شريان حياة لملايين الأشخاص»، ويجب أن يكون «مفتوحاً وعاملاً».

وقال مسؤول في وكالة تابعة للأمم المتحدة إن نحو 3400 شخص، جميعهم مدنيون، يعملون في الميناء. وذكر أنه حتى 30 يوليو (تموز) لم «ير سفينة جديدة واحدة تدخل الميناء منذ الهجوم»، وهو مؤشر «مثير للقلق» فيما يتعلق بتوفير المساعدات الإنسانية.

ونبهت المنظمة إلى أن الموانئ اليمنية الأخرى تفتقر إلى نفس القدرة على إدارة الواردات، وسيتطلب إصلاح الضرر والتدمير الذي لحق بخزانات النفط ورافعات التحميل والأضرار الأوسع نطاقاً بمرافق الميناء، تمويلاً كبيراً ووقتاً طويلاً.

تداعيات بيئية وإنسانية

وجد تحليل لصور الأقمار الصناعية أجرته المنظمة أن خزانات النفط احترقت لمدة 3 أيام على الأقل؛ ما أثار مخاوف بيئية. ونقلت عن مساعد عقلان، الخبير البيئي اليمني، القول إن «الأبخرة السامة الناتجة عن حرق آلاف الأطنان من الوقود تشكل دون شك خطراً خطيراً على الصحة العامة». وذكر الخبير أن تسرُّب النفط من الخزانات إلى المناطق المحيطة «يهدد بتلويث مصادر المياه القريبة والتربة والشواطئ والموائل البحرية».

وقال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي إن المنظمة فقدت 780 ألف لتر من الوقود في الهجوم الإسرائيلي، وإن هذه الكميات كانت المنظمة تستخدمها «لدعم مولدات المستشفيات» والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في جميع أنحاء اليمن.

حتى بداية شهر أغسطس لم تدخل سفينة تجارية واحدة ميناء الحديدة (رويترز)

وأعادت المنظمة التذكير بأن قوانين الحرب المعمول بها تحظر الهجمات المتعمدة أو العشوائية أو غير المتناسبة على المدنيين والأهداف المدنية. وقالت إن الهجوم غير الموجه إلى هدف عسكري محدد هو عشوائي. ويكون الهجوم غير متناسب إذا كانت الخسارة المدنية المتوقعة مفرطة مقارنة بالمكسب العسكري المتوقع للهجوم.

ووفق ما خلص إليه بيان المنظمة، لم يجرِ الإعلان عن أي معلومات تشير إلى تخزين الأسلحة أو الإمدادات العسكرية في الميناء أو تسليمها إليه، أو تحويل النفط والكهرباء، الخاضعين للمراقبة، إلى قوات الحوثي، وهو ما يجعل الهجوم الإسرائيلي عشوائياً بشكل غير قانوني.

وحتى لو كان الهجوم ضد أهداف عسكرية صالحة، قالت المنظمة إن الضرر الذي لحق بالسكان المدنيين من المرجح أن يجعل الهجوم غير متناسب. وبالإضافة إلى الخسائر المدنية المبلَّغ عنها، يبدو أن الضرر الذي لحق بمرافق الميناء يلحق ضرراً مفرطاً فورياً وطويل الأمد لشرائح كبيرة من السكان الذين يعتمدون على ميناء الحديدة من أجل البقاء.