المصريون بالخارج ينهون تصويتهم في الانتخابات الرئاسية

«الهجرة»: المغتربون بالكويت والسعودية والإمارات الأعلى مشاركة

ناخب مصري يصوّت في لجنة اقتراع بقبرص (وزارة الهجرة)
ناخب مصري يصوّت في لجنة اقتراع بقبرص (وزارة الهجرة)
TT

المصريون بالخارج ينهون تصويتهم في الانتخابات الرئاسية

ناخب مصري يصوّت في لجنة اقتراع بقبرص (وزارة الهجرة)
ناخب مصري يصوّت في لجنة اقتراع بقبرص (وزارة الهجرة)

تختتم، الأحد، الانتخابات الرئاسية المصرية خارج البلاد، حيث يصوّت المصريون المقيمون في أنحاء العالم المختلفة، في اليوم الثالث والأخير للانتخابات، التي يتنافس فيها 3 مرشحين إلى جانب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي يُتوقع فوزه بولاية ثالثة، مدتها 6 سنوات.

وتُجرى انتخابات الخارج في 137 سفارة وقنصلية مصرية، في 121 بلداً، بينما تقام داخل مصر الأسبوع المقبل. ووفق وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي، فإن «المصريين بالكويت والسعودية والإمارات، تصدّروا المشهد، في أعلى نسب المشاركة»، منذ الجمعة الماضي.

مصريون في الأردن يرفعون صور السيسي في اليوم الأخير من الانتخابات (أ.ش.أ)

وقالت الوزيرة المصرية، في لقاء عبر «الفيديو كونفرنس» مع ممثلي الجاليات المصرية في السعودية والإمارات والكويت ولبنان والمغرب وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا والنمسا وهولندا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا، «إن المصريين بالخارج حرصوا على الإقبال لاختيار مَن يمثلهم لقيادة الدولة المصرية خلال الفترة المقبلة»، مثمنة «جهود الجاليات في حشد المواطنين، وتوفير وسائل الانتقال من وإلى مقار اللجان الانتخابية».

ولفتت إلى أن المصريين بالكويت يتصدرون المشهد، مثمنة «إتاحة مساحة ضخمة مثل منطقة (أرض المعارض) بالكويت للتصويت، علاوة على الإقبال الضخم والحاشد في السعودية والإمارات». وقالت الوزيرة إن «نزول المصريين في الخارج للتصويت يعد مؤشراً قوياً لمشاركة الناخبين المصريين في الداخل وعاملاً مؤثراً فيه».

مسنة تتوسط عدداً من المُصوّتين في هولندا (وزارة الهجرة)

ويبلغ تعداد المصريين خارج البلاد نحو 14 مليوناً في مختلف دول العالم، بحسب وزارة الهجرة، التي لم تعلن رسمياً عدد مَن يحقّ لهم التصويت.

وتعد اللجنة الفرعية في ويلنغتون بنيوزيلندا أول لجنة تنتهي من عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية، بحكم موقعها الجغرافي وفرق التوقيت عن القاهرة، ومع انتهاء الموعد المحدد، قام مسؤولو اللجنة الفرعية بنيوزيلندا بإغلاق صناديق الاقتراع لتبدأ بعدها عملية الفرز والحصر العددي للأصوات.

في حين توالت بعد ذلك عملية التصويت وإغلاق الصناديق في باقي المقار الانتخابية، حسب توقيت كل دولة، لتكون اللجنة الانتخابية في ولاية لوس أنجليس، هي آخر اللجان التي ستغلق أبوابها.

سيدات يحملن علم مصر عقب التصويت في فرنسا (وزارة الهجرة)

وبحسب تقرير نشره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري عام 2021، فإن غالبية المصريين المقيمين في الخارج يتركزون في الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، ثم تأتي دول الأميركيتين في المرتبة الثانية.

وينافس السيسي في الانتخابات، رئيس «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي» (مُعارض) فريد زهران، ورئيس حزب «الوفد» (ليبرالي) عبد السند يمامة، ورئيس «حزب الشعب الجمهوري» (ليبرالي) حازم عمر.

ووفق «الهيئة الوطنية للانتخابات»، يحق لكل مصري مقيد بقاعدة بيانات الناخبين ويكون موجوداً خارج البلاد خلال الأيام الثلاثة المحددة للانتخابات بالخارج سواء أكان مقيماً أم زائراً لفترة وجيزة أن يدلي بصوته في العملية الانتخابية، بواسطة الرقم القومي أو جواز السفر الساري المتضمن الرقم القومي.

ومن المقرّر أن تُجرى عملية الاقتراع داخل البلاد في انتخابات الرئاسة المصرية بين 10 و12 ديسمبر (كانون الأول)، على أن تعلن النتيجة في 18 من الشهر نفسه.

وفي حالة وجود جولة إعادة، سيتم إجراء الانتخابات للمصريين بالخارج أيام 5 و6 و7 يناير (كانون الثاني) من العام المقبل 2024، على أن تُجرى الانتخابات للمصريين بالداخل أيام 8 و9 و10 يناير المقبل، بينما سيتم إعلان النتائج في 16 يناير.

وفي آخر انتخابات رئاسية عُقدت عام 2018، شارك 24.3 مليون ناخب من إجمالي 59.1 مليون مواطن لهم حق التصويت، بنسبة مشاركة بلغت 41.05 في المائة، وتصدّرت المشاركة محافظة الوادي الجديد بنسبة 58.76 في المائة.


مقالات ذات صلة

البعثة «نجت من الموت»... طائرة «بيراميدز» المصري تتعرض لطارئ جوي خطير

رياضة عربية بعثة نادي بيراميدز المصري في مطار لواندا (إكس)

البعثة «نجت من الموت»... طائرة «بيراميدز» المصري تتعرض لطارئ جوي خطير

تعرضت طائرة نادي بيراميدز المصري لحالة طوارئ جوية خطيرة خلال رحلة العودة من أنغولا إلى القاهرة، السبت، مما أدى إلى إجلاء الطوارئ في مطار لواندا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة وبجواره السيد البدوي خلال اجتماع سابق (الحزب)

أزمة «الوفد» المصري تتصاعد بعد انسحاب البدوي

تصاعدت أزمة حزب الوفد المصري على خلفية إعلان رئيسه الأسبق، السيد البدوي، انسحابه الكامل من المشهد «الوفدي».

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا ملف المياه تصدر محادثات وزير الخارجية المصري ووزير التجارة والصناعة بجنوب السودان (الخارجية المصرية)

مصر تشدد على أهمية أمنها المائي في ظل تواصل نزاع السد الإثيوبي

شددت مصر على «أهمية أمنها المائي»، ودعت مجدداً إلى «ضرورة احترام قواعد القانون الدولي، والالتزام بمبدأ التوافق بين دول حوض النيل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)

مصر تستوحي الطراز الفرنسي القديم في «جاردن سيتي الجديد»

على الرغم من إنشاء تجمّعات سكنية فاخرة في ضواحي العاصمة المصرية، فإنّ الحيّ الراقي العتيق لم يفقد بريقه، وظلَّ يُعدُّ إحدى الوجهات المفضّلة للإقامة لدى كثيرين.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي خلال تفقده الأكاديمية العسكرية المصرية (الرئاسة المصرية)

السيسي يطمئن المصريين بشأن القدرة على تجاوز «الظروف الصعبة»

للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، يعمد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى طمأنة المصريين بشأن قدرة بلاده على تجاوز «الظروف الصعبة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مخاوف يمنية في تعز من تصاعد أزمة إيجار المنازل

رجل على كرسي متحرك أمام مبنى تضرر من الحرب في تعز (رويترز)
رجل على كرسي متحرك أمام مبنى تضرر من الحرب في تعز (رويترز)
TT

مخاوف يمنية في تعز من تصاعد أزمة إيجار المنازل

رجل على كرسي متحرك أمام مبنى تضرر من الحرب في تعز (رويترز)
رجل على كرسي متحرك أمام مبنى تضرر من الحرب في تعز (رويترز)

أدّت واقعة إحراق عائلة في مدينة تعز اليمنية بسبب خلافاتها مع مالك المنزل الذي تسكنه على مبلغ الإيجار، إلى إثارة مزيد من المخاوف لدى غالبية سكان المدينة الذين يقطن غالبيتهم في منازل مستأجرة، وفي ظروف معيشية معقدة، فإلى جانب مخاوفهم من الطرد، أصبحوا يخشون على سلامتهم وحياتهم.

وفي هذا السياق، فوجئ جندي في الجيش وعائلته التي تسكن في حي المطار القديم غرب مدينة تعز (جنوب غربي) بحريق يحاصرهم داخل شقتهم الصغيرة، ويلتهم الأثاث والمحتويات، قبل أن يهرع جيرانهم لإنقاذهم ونقلهم إلى المستشفى للعلاج من الحروق التي أصيبوا بها، واتضح أن منفذ الحريق هو مالك الشقة الذي سبق أن اختلف معهم حول مبلغ الإيجار.

وألقت أجهزة الأمن في المدينة القبض على الجاني، الذي طالب عائلة الجندي بزيادة الإيجار والدفع بعملة أجنبية بسبب تقلبات سعر العملة المحلية (الريال اليمني). وهذه الممارسة باتت شائعة بين غالبية ملاك العقارات في عدد من المدن اليمنية، ما تسبب في معاناة كبيرة للمستأجرين الذين تتراجع قدرتهم الشرائية بشكل مستمر.

في غضون ذلك، شدّد نبيل شمسان، محافظ تعز، على أهمية ضبط أسعار الإيجارات بعد الزيادات الكبيرة المبالغ بها من قبل المؤجرين، ما أدّى إلى تحوّلها إلى مشكلة تؤرق الجميع، وبسبب تلك الزيادات وقعت حوادث وجرائم كثيرة، خصوصاً أن العلاقة بين طرفي الإيجار تفتقر إلى وجود عقود موقّعة تحت رعاية الجهات المعنية، وتهرب المؤجرين من دفع الضرائب.

محافظ تعز أقر في لقائه مسؤولي المدينة وقيادات سياسية ضبط أسعار الإيجارات (سبأ)

ووجّه شمسان خلال لقاء جمعه بممثلي السلطة القضائية ورؤساء الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات ومديري المديريات، بتبنّي حملة يشارك فيها القضاء والأحزاب ومكونات المجتمع المدني والأجهزة الأمنية والخطباء وقادة الرأي، لحشد التأييد الشعبي للعمل بقرار تحديد الإيجارات، الذي تضمن استمرار عقود الإيجارات السكنية والعقارية وتمديدها بالقيمة الإيجارية نفسها وبالعملة المحلية دون زيادة خلال هذه الظروف الاستثنائية للحرب والحصار.

ويقول عدد من السكان في مدينة تعز، إن حوادث اعتداء المؤجرين على المستأجرين وطردهم من منازلهم تصاعدت في الآونة الأخيرة، إلا أن الإقدام على محاولة قتل عائلة بسبب خلاف حول مبلغ الإيجار تعدُّ الأولى من نوعها، والأولى في كيفيتها.

ويرجح مصدر قضائي في مدينة تعز أن طول إجراءات التقاضي حول دعاوى الإخلاء ربما تكون هي السبب في تغيُّر سلوك المؤجرين، وسعيهم إلى طرد المستأجرين بمختلف الوسائل، بما فيها العنف، وهو مؤشر خطير، حسب وصفه، قد يؤدي إلى التصاعد بشكل مقلق، خصوصاً أن المدينة ما زالت تعاني من عدم قدرة أجهزة الأمن على تطبيع الأوضاع منذ تحريرها من الجماعة الحوثية.

مظاهرة للموظفين العموميين في تعز للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية (إعلام محلي)

ونوه المصدر -الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، نظراً لحساسية منصبه- بأن غالبية القضاة، سواء في النيابات أو المحاكم، يبدون تعاطفاً مع المستأجرين؛ نظراً لأن معظمهم، أي القضاة، يسكنون في منازل بالإيجار، وتراجعت قدرة رواتبهم على الوفاء بالتزاماتهم المعيشية خلال السنوات الماضية، بسبب تردي العملة المحلية.

وبسبب هذا التعاطف، يشعر المؤجرون بالغبن، ويعتقدون أن هناك تآمراً ضدهم، وفقاً للمصدر القضائي، الذي أوضح أن القاضي، رغم تعاطفه، لا يمكنه اتخاذ إجراءات أو إصدار قرارات تخالف القانون. إلا أن المؤجرين يفسرون محاولات حل القضايا بالصلح ودون الإضرار بالمستأجرين على أنها تواطؤ ضدهم.

الدمار الذي لحق بالمدينة جراء الحرب وحصار الحوثيين تسبب في تراجع أعداد الوحدات السكنية (إعلام محلي)

وارتفعت الإيجارات في المدينة إلى أكثر من 80 في المائة خلال الأعوام الأخيرة، خصوصاً بعد تحرير معظم أجزائها من سيطرة الجماعة الحوثية، وتراجع حدة القصف المدفعي وأعمال القنص الحوثية التي تستهدف المدنيين، وتمكن أجهزة الأمن من بسط سيطرتها على معظم الأحياء.

واستغل المؤجرون هذه التطورات والتحسن الملحوظ في جودة الحياة عمّا كانت عليه قبل تحرير المدينة من النفوذ الحوثي، كما يؤكد المحامي والناشط المجتمعي صلاح غالب، فعمدوا إلى زيادة الإيجارات تدريجياً وبسرعة.

وكان عدد من الناشطين والمنظمات قد نفذوا، خلال السنوات الماضية، أنشطة ميدانية وحملات مجتمعية للضغط على الجهات الحكومية لإقرار القانون الذي يفرض دفع الإيجارات بالعملة المحلية، ومراعاة الأوضاع المعيشية للسكان.