مصر تشدد على أهمية أمنها المائي في ظل تواصل نزاع السد الإثيوبي

دعت مجدداً إلى ضرورة الالتزام بمبدأ التوافق بين دول حوض النيل

ملف المياه تصدر محادثات وزير الخارجية المصري ووزير التجارة والصناعة بجنوب السودان (الخارجية المصرية)
ملف المياه تصدر محادثات وزير الخارجية المصري ووزير التجارة والصناعة بجنوب السودان (الخارجية المصرية)
TT
20

مصر تشدد على أهمية أمنها المائي في ظل تواصل نزاع السد الإثيوبي

ملف المياه تصدر محادثات وزير الخارجية المصري ووزير التجارة والصناعة بجنوب السودان (الخارجية المصرية)
ملف المياه تصدر محادثات وزير الخارجية المصري ووزير التجارة والصناعة بجنوب السودان (الخارجية المصرية)

شددتْ مصر على «أهمية أمنها المائي»، ودعت مجدداً إلى «ضرورة احترام قواعد القانون الدولي، والالتزام بمبدأ التوافق بين دول حوض النيل».

جاءت التأكيدات المصرية في ظل استمرار نزاع «سد النهضة»، الذي أقامته إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، والذي يثير أزمة مع دولتي المصب، مصر والسودان.

وتصدر ملف المياه جانباً من محادثات وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع وزير التجارة والصناعة بجنوب السودان، جوزيف موم مجاك، في القاهرة، السبت. ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، فقد أكد عبد العاطي «رفض بلاده للتصرفات الأحادية فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة».

وجددت مصر، الشهر الماضي، رفضها «أي مساس بحقوقها المائية من نهر النيل»، وأكدت على «مخاطر إنشاء سد النهضة، من دون أي تشاور مع دولتي المصب»، مبرزة أن تحركات أديس أبابا لفرض سياسة الأمر الواقع «تمثل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي».

وشرعت إثيوبيا في بناء «السد» منذ عام 2011 بداعي إنتاج الكهرباء. فيما تطالب مصر والسودان بإبرام «اتفاق قانوني ملزم»، ينظم قواعد تشغيل «السد»، بما يؤمِّن حصتيهما من مياه النيل، لكن المفاوضات بين الأطراف الثلاثة لم تنجح في الوصول إلى ذلك الاتفاق على مدار السنوات الماضية.

«سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)
«سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)

ونهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، «اكتمال بناء وملء سد النهضة»، وقال في كلمة ألقاها أمام برلمان بلاده إن اكتمال بناء السد «لن يسبب أي ضرر لدولتي المصب مصر والسودان». لكن القاهرة ترى في المقابل أن السد الإثيوبي «يمثل خطراً وجودياً عليها»، وقالت «الخارجية المصرية»، في خطاب قدمته لمجلس الأمن، في أغسطس (آب) الماضي، إن «السياسات الإثيوبية غير القانونية ستكون لها آثارها السلبية الخطيرة على دولتي المصب».

وتنظر القاهرة لأمنها المائي بوصفه «قضية وجودية»، إذ تعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55 في المائة، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات «الري المصرية».

والشهر الماضي، شدد وزير الري المصري، هاني سويلم، على أهمية «وجود تعاون مائي فعّال على أحواض الأنهار الدولية»، عاداً ذلك «مسألة وجودية لا غنى عنها بالنسبة لبلاده»، ومشيراً إلى «مخاطر إنشاء سد النهضة، دون أي تشاور أو دراسات كافية تتعلق بالسلامة، أو بالتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على الدول المجاورة»، وأوضح أن ذلك «يمثل انتهاكاً للقانون الدولي».

نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بمصر، أيمن عبد الوهاب، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «استمرار سياسات إثيوبيا الأحادية يزيد من مخاطر توتر العلاقات بين دول حوض النيل، ويحول قضية المياه إلى أداة للنزاع بين الدول، خصوصاً مع ازدياد جهود التنمية في عديد من دول حوض النيل».

مصر تؤكد رفضها للتصرفات الأحادية فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة (الخارجية المصرية)
مصر تؤكد رفضها للتصرفات الأحادية فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة (الخارجية المصرية)

وأعرب بدر عبد العاطي، خلال لقاء وزير التجارة والصناعة بجنوب السودان، السبت، عن التقدير للعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، مبرزاً أن مصر «كانت الدولة الثانية التي تعترف بجمهورية جنوب السودان فور استقلالها عام 2011». كما أكد وزير الخارجية المصري أن «بلاده طالما قدمت الدعم الكامل لجنوب السودان لتحقيق السلام والاستقرار، وتنفيذ مشروعات تنموية في عدة مجالات، من أهمها الري والموارد المائية، والكهرباء، في إطار تحقيق المصالح المشتركة».

وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي، افتتح وزير الري المصري عدداً من المشروعات المائية في جنوب السودان، منها «مركز التنبؤ بالأمطار والتغيرات المناخية، ومشروع تطهير بحر الغزال من الحشائش المائية، وعدد من آبار المياه الجوفية»، كما سلّم حكومة الجنوب أربع طائرات مساعدات إنسانية مقدمة من مصر.


مقالات ذات صلة

الأهلي يتقدم بمذكرتين قانونيتين لرابطة الأندية واللجنة الأولمبية المصرية

رياضة عربية أرسل النادي مذكرة أخرى إلى اللجنة الأولمبية المصرية للرد على جميع البنود التي تضمنها بيانها الأخير (النادي الأهلي)

الأهلي يتقدم بمذكرتين قانونيتين لرابطة الأندية واللجنة الأولمبية المصرية

أعلن الأهلي، حامل لقب الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، اليوم (الأحد)، أنه تقدم بمذكرة قانونية إلى رابطة الأندية المحترفة وأخرى إلى اللجنة الأولمبية المحلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي رئيس حركة «حماس» الفلسطينية في غزة خليل الحية خلال كلمة بالفيديو (لقطة من فيديو) play-circle

«حماس» تعلن موافقتها على مقترح جديد لهدنة في غزة

أكد رئيس حركة «حماس» الفلسطينية في غزة خليل الحية أن حركته ترفض بشكل قاطع التهجير والترحيل لسكان قطاع غزة، مشدداً على أن «سلاح المقاومة خط أحمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الصحة خلال حديثه مع المرضى في المستشفى (وزارة الصحة)

حديث لمسؤول مصري مع مرضى يُثير انتقادات

وزارة الصحة المصرية قالت إن وزير الصحة استجاب لشكاوى المرضى التي تمحورت حول طول مدة الانتظار خلال جلسة الغسل الكلوي.

أحمد عدلي (القاهرة)
العالم العربي كعك العيد في أحد المخابز بمحافظة الجيزة قبل عيد الفطر (الشرق الأوسط)

عيد الفطر يوم الاثنين رسمياً في هذه الدول

أعلنت مصر وسوريا أن غداً (الأحد) سيكون المتمم لشهر رمضان، والاثنين أول أيام عيد الفطر. 

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من مصابي حادث «غواصة الغردقة» (محافظة البحر الأحمر)

مصر: ترجيحات عن «خلل تقني» تسبب في غرق «غواصة الغردقة»

لا تزال النيابة العامة بمحافظة البحر الأحمر جنوب مصر، تواصل تحقيقاتها الموسعة لكشف ملابسات وأسباب حادث غرق غواصة بالبحر الأحمر قرب شواطئ مدينة الغردقة.

هشام المياني (القاهرة )

حميدتي يقر بـ«مغادرة» قواته الخرطوم ويقول إن الحرب مع الجيش السوداني لم تنته بعد

مبانٍ مُدمّرة في حيّ «جنوبي» بالخرطوم (أ.ف.ب)
مبانٍ مُدمّرة في حيّ «جنوبي» بالخرطوم (أ.ف.ب)
TT
20

حميدتي يقر بـ«مغادرة» قواته الخرطوم ويقول إن الحرب مع الجيش السوداني لم تنته بعد

مبانٍ مُدمّرة في حيّ «جنوبي» بالخرطوم (أ.ف.ب)
مبانٍ مُدمّرة في حيّ «جنوبي» بالخرطوم (أ.ف.ب)

قال قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اليوم الأحد، إن الحرب مع الجيش السوداني لم تنته بعد، وإن قواته ستعود إلى العاصمة الخرطوم رغم طردها من معظم أنحائها.

جاء ذلك في أول تصريح له منذ طرد «قوات الدعم السريع» من معظم أنحاء الخرطوم على يد الجيش السوداني، في أحدث تطور بالحرب المدمرة المستمرة منذ نحو عامين. وأقر دقلو، المعروف أيضاً باسم «حميدتي»، في رسالة صوتية عبر «تلغرام» بأن قواته غادرت الخرطوم الأسبوع الماضي، مع تعزيز الجيش مكاسبه في العاصمة. وقال دقلو: «صحيح في الأيام السابقة حصل انسحاب لتموضع القوات في أم درمان، وده (هذا) تقدير القيادة أو إدارة العمليات. وده (هذا) قرار جماعي». وأضاف: «نؤكد لكم أننا صحيح طلعنا (خرجنا) من الخرطوم، ولكن بإذن الله نعود للخرطوم ونحن أشد منعة وأشد قوة وأشد انتصاراً». وتابع: «نحن نقول إن الحرب ما انتهت. الحرب لسة (ما زالت) في بدايتها».

جاءت تعليقات «حميدتي» في الوقت الذي يواصل فيه الجيش تعزيز مواقعه؛ إذ سيطر أمس السبت على سوق رئيسية في أم درمان كانت تستخدمها «قوات الدعم السريع» لشن هجمات.

ويسيطر الجيش بالفعل على معظم أم درمان التي تضم قاعدتين عسكريتين كبيرتين، ويبدو أنه عازم على تأمين كامل منطقة العاصمة، التي تتألف من مدن: الخرطوم وأم درمان وبحري. ولا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على بعض الأراضي في أم درمان. واستبعد، أمس، قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أي مصالحة مع «قوات الدعم السريع» وتعهد بسحقها.

واندلعت الحرب نتيجة صراع على السلطة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» قبل انتقال كان مقرراً إلى الحكم المدني.

وأعلن المتحدث باسم الجيش السوداني، نبيل علي، (السبت)، أن القوات المسلحة نجحت في بسط سيطرتها على منطقة سوق ليبيا في أم درمان، وطردت «قوات الدعم السريع» منها.

ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، بعد خلافات بشأن خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة.

وأدت الأعمال القتالية إلى تدمير أنحاء شاسعة من الخرطوم، ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني، وجعلت نحو نصف سكان البلاد، البالغ عددهم 50 مليون نسمة، يعانون الجوع الحاد. ومن الصعب تقدير العدد الإجمالي للقتلى، لكن دراسة نشرت العام الماضي قالت إن عدد القتلى ربما وصل إلى 61 ألفاً في ولاية الخرطوم وحدها خلال أول 14 شهراً من الصراع.