اتهامات للحوثيين بالسعي لتصفية رئيس نادي المعلمين في زنزانته

نقل إلى العناية الفائقة بعد تدهور حالته الصحية

تحولت صنعاء في عهد الحوثيين إلى عاصمة للجوع والجبايات وأعمال التطييف (الأمم المتحدة)
تحولت صنعاء في عهد الحوثيين إلى عاصمة للجوع والجبايات وأعمال التطييف (الأمم المتحدة)
TT

اتهامات للحوثيين بالسعي لتصفية رئيس نادي المعلمين في زنزانته

تحولت صنعاء في عهد الحوثيين إلى عاصمة للجوع والجبايات وأعمال التطييف (الأمم المتحدة)
تحولت صنعاء في عهد الحوثيين إلى عاصمة للجوع والجبايات وأعمال التطييف (الأمم المتحدة)

اتهمت مصادر عاملة في قطاع التعليم في اليمن الحوثيين بالسعي إلى تصفية رئيس نادي المعلمين والمعلمات «أبو زيد الكميم» المعتقل منذ ما يزيد على ستة أسابيع بعد رفضه التراجع عن قيادة التحركات المطالبة بصرف رواتب المعلمين المقطوعة منذ أكثر من سبعة أعوام، وأكدت أنه نقل إلى العناية الفائقة في أحد مستشفيات صنعاء بعد تدهور حالته الصحية.

وبحسب المصادر فإن الحالة الصحية لرئيس النادي تدهورت خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير وتم نقله من الزنزانة إلى مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء. ‏ونقلت عن عاملين في المستشفى القول إن الرجل يعاني من ارتفاع السكر وأصيب بغيبوبة وأصبح غير قادر على الوقوف.

العشرات تجمعوا أمام النيابة الحوثية للمطالبة بالإفراج عن رئيس نادي المعلمين (نادي المعلمين اليمنيين)

وربطت المصادر بين حالة الكميم ونوعية الأدوية التي تقدم له في سجن الحوثيين بعد أن رفض مقايضة حريته بالتوقف عن قيادة النادي والاحتجاجات المطالبة بصرف رواتب المعلمين.

وبحسب ناشطين يمنيين، تعرض الكميم منذ اليوم الأول لاعتقاله لتعذيب ممنهج في سجن الحوثيين أدى إلى تردي حالته الصحية ودخوله في غيبوبة وتم إسعافه قبل أيام وإدخاله العناية المركزة في حالة حرجة.

و‏يؤكد الناشطون أن قدميه عجزتا عن الحركة قبل نقله للمستشفى، ورجحوا قيام سلطات السجن الحوثي بإعطائه أدوية غير أدوية السكر التي يحتاجها، وأن التهمة التي وجهت إليه أنه «صهيوني»، مع أن كل مطالبه تتمثل في صرف مرتبات المعلمين.

حبس تعسفي

وكان نادي المعلمين اليمنيين أكد أن المحامين حصلوا على أمر من النائب العام المعين من الحوثيين بالإفراج عن الكميم إلا أن مخابرات الحوثيين رفضت تلك التوجيهات، وذهبت نحو التهديد بمحاكمته بتهمة مقاومة سلطاتهم عندما رفض تسليم نفسه دون وجود أمر من النيابة قبل أن تقتحم عناصرهم منزلة بالقوة وتطلق الرصاص على سكانه. وحمل النادي الجماعة المسؤولية عن حياة وسلامة الكميم الذي اعتقل في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومعه ثلاثة من قادة النادي.

احتجاجات المعلمين امتدت إلى جميع المناطق الخاضعة للحوثيين (نادي المعلمين اليمنيين)

من جهتها أكدت حياة منصر نائبة رئيس النادي أن الكميم لم يستسلم ولم يفرط بحقوق المعلمين، وأنه رفض التعهد بالانسحاب من قيادة النادي ولهذا رفض الحوثيون أوامر نائبهم العام بالإفراج عنه، مشيرة إلى أنه لا توجد تهمة يعاقبه عليها القانون.

ودعت منصر جميع العاملين في قطاع التعليم إلى التكاتف مع قيادة النادي حتى إطلاق سراح رئيسه ورئيس فرع النادي في محافظة ريمة إبراهيم جديب ورئيس فرع النادي في محافظة المحويت ناصر قعيش والمسؤول التنفيذي محسن الدار.

وأكدت أن قيادة النادي لن يهدأ لها بال إلا بخروجهم من السجن وقالت إنهم سيعملون بجد للحفاظ على هذا البناء القوي الممتد، وسيكون النادي سببا في صرف رواتب جميع الموظفين وسينتصر المعلمون.

القيادية في نادي المعلمين والمعلمات تعهدت بعدم السكوت أو التنازل عن كل المطالب وانتهاج الطرق والوسائل المشروعة والقانونية لتحقيقها، مؤكدة أن المعلمين والمعلمات ذاقوا الأمرين طوال السنوات الماضية بسبب قطع الحوثيين رواتبهم، وتمسكت بمطالب المعلمين بصرف رواتبهم بانتظام مع التسويات والعلاوات وبأثر رجعي عن السنوات الماضية.

تهديد بالقتل

في سياق آخر، أعلن أدباء وناشطون ومثقفون يمنيون تضامنهم مع الأديب عبد الوهاب الحراسي عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين تجاه التهديد بالقتل الذي تلقاه على خلفية دفاعه عن حق المعلمين في الحصول على رواتبهم.

ترد الجماعة الحوثية على معارضيها بالقمع والاعتقال والسجن (إ.ب.أ)

وفي بيان وقعه العشرات، ذكروا أن الحراسي تلقى تهديدا عبر اتصال هاتفي كما نقل التهديد له أيضا أحد زملائه في مكتب التربية والتعليم على ذمة منشور له يطالب بالإفراج عن قيادة نادي المعلمين المعتقلين على ذمة مطالبتهم بصرف رواتبهم المقطوعة من قبل الحوثيين منذ ما يزيد على سبعة أعوام.

وحمل المتضامنون سلطة الحوثيين مسؤولية حماية الحراسي من أي مكروه قد يتعرض له هو وأفراد أسرته على خلفية ممارسته لحقه الدستوري والقانوني في التعبير عن الرأي وبما يخدم رسالته الحقوقية والوطنية المكفولة بالدستور والمواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان التي وقعت عليها البلاد. وشدد البيان على ضرورة أن تتعامل سلطة الحوثيين بجدية مع التهديدات، والتحقيق مع مصدرها والتصرف بحزم في وجه هذا السلوك غير الدستوري.


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

طفلة يمنية في محافظة إب تحسنت صحتها بعد تلقي العلاج ضد سوء التغذية ضمن برنامج تنفذه اليونيسيف (الأمم المتحدة)
طفلة يمنية في محافظة إب تحسنت صحتها بعد تلقي العلاج ضد سوء التغذية ضمن برنامج تنفذه اليونيسيف (الأمم المتحدة)
TT

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

طفلة يمنية في محافظة إب تحسنت صحتها بعد تلقي العلاج ضد سوء التغذية ضمن برنامج تنفذه اليونيسيف (الأمم المتحدة)
طفلة يمنية في محافظة إب تحسنت صحتها بعد تلقي العلاج ضد سوء التغذية ضمن برنامج تنفذه اليونيسيف (الأمم المتحدة)

يتزايد عدد الأطفال اليمنيين المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد. وفي حين يستعد النازحون لمواجهة شتاء قاسٍ بنقص شديد في الموارد المعيشية، مع تقليص المساعدات الإغاثية الدولية، كشفت تقارير أممية عن نهب الدعم المخصص لمواجهة انعدام الأمن الغذائي.

وارتفع عدد الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنسبة 34 في المائة عن العام السابق ليصل إلى 600 ألف طفل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل الأخير لسوء التغذية الحاد الذي تبنته منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة «يونيسيف».

وبينت «يونيسيف» عبر موقعها على الإنترنت أن مديريات المخا في تعز، والخوخة وحيس في الحديدة على الساحل الغربي شهدت مستويات «حرجة للغاية» من سوء التغذية الحاد، وهي المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل، لأول مرة، مقدرة أن أكثر من 36 في المائة من الأطفال اليمنيين يعانون من سوء التغذية الحاد.

ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

وأرجعت المنظمة الأممية زيادة سوء التغذية الحاد في اليمن إلى تفشي الأمراض وانعدام الأمن الغذائي الشديد ونقص الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، محذرة من أن سوء التغذية قد يكون قاتلاً إذا لم يتم علاجه، خاصة في مناطق الساحل الغربي.

كما ساهمت الفيضانات وانتشار الأمراض في الأشهر الأخيرة من تعقيد الوضع، بالإضافة إلى نقص الوعي الصحي حول تنظيم الأسرة وأهمية التطعيم، في حين دمرت الأمطار الغزيرة المنازل وشردت الأسر، وضاعف انتشار الكوليرا والملاريا وحمى الضنك من حدة سوء التغذية، إلى جانب نقص الوعي بالعناصر الغذائية الصحيحة.

زيادات متوقعة

في مارس (آذار) الماضي أعلن برنامج الغذاء العالمي عن تعليق برنامج الوقاية من سوء التغذية الحاد، بسبب نقص التمويل، تاركاً ما يقارب 3 ملايين طفل وامرأة معرضين لخطر سوء التغذية.

وذكرت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» في مدينة تعز (جنوبي غرب) أن عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الذين تستقبلهم المستشفيات والمراكز المتخصصة، يزيدون على 30 ألف طفل، ويجد القائمون على هذه المراكز صعوبة في استيعاب أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الذين يزورونها يومياً لتلقي العلاج.

رغم تراجع التمويل لا تزال بعض الوكالات الأممية والمنظمات الدولية تقدم معونات في اليمن (الأمم المتحدة)

ونبهت المصادر إلى أن تقليص المنظمات الدولية لتدخلاتها ومساعداتها الغذائية في الأسابيع الأخيرة ينذر بتفاقم الوضع، وتحول آلاف الأطفال المصابين بسوء التغذية المتوسط إلى وخيم.

وفي محافظة لحج (جنوب غرب)، قدرت مصادر طبية أن نسبة الأطفال المصابين بسوء التغذية تزيد على 20 في المائة، حيث تستقبل المستشفيات والمراكز المتخصصة آلاف الأطفال شهرياً لتلقي العلاج، مع صعوبة بالغة تواجهها لاستيعاب هذه الحالات.

ويستغرب الباحث اليمني فارس النجار، في حديث لـ«الشرق الأوسط» من إصرار المنظمات الأممية والدولية على تقليص المساعدات الإغاثية المقدمة إلى اليمن، في ظل التراجع الاقتصادي الذي تشهده البلاد بسبب عدد من العوامل، ومن بينها الآليات التي تعمل بها الأمم المتحدة والوكالات الإغاثية، التي بسببها لا تمر أموال المساعدات عبر البنك المركزي اليمني، إلى جانب الفساد وسوء الإدارة الذي يطبع وسائل العمل الإغاثي الدولي في اليمن.

في غضون ذلك، دعا جمال بلفقيه، وهو رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية، إلى تنظيم إجراءات جدية وفاعلة لمنع استغلال العمل الإغاثي والمساعدات الدولية في اليمن لصالح الجماعة الحوثية، منوهاً إلى أن تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن قد كشف الكثير من الانتهاكات التي تتعرض لها أعمال الإغاثة على يد الجماعة، إلى جانب ما تمارسه من تعسفات بحق موظفي المنظمات الدولية والأممية.

التطرفات المناخية والفيضانات تسببتا في نزوح آلاف اليمنيين وفقدانهم المأوى دون تلقي مساعدات إغاثية كافية (أ.ف.ب)

وحث بلفقيه في حديث لـ«الشرق الأوسط» الحكومة اليمنية متمثلة بوزارة التخطيط على وقف كل الاتفاقيات، وعدم توقيع اتفاقيات جديدة مع المنظمات الدولية والأممية، إلا بعد نقل مقراتها وأنشطتها وحساباتها البنكية إلى المحافظات المحررة، مستغرباً من استمرار عمل هذه المنظمات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بعد كل ما جرى كشفه من انتهاكات بحقها وبحق العمل الإغاثي.

تأثير التطرفات المناخية

كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان عن نزوح نحو 18 ألف يمني، خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب الصراع والتطرفات المناخية.

وأوضح الصندوق أن آلية الاستجابة السريعة للأمم المتحدة بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، ساعدت 17458 فرداً بإغاثة عاجلة منقذة للحياة خلال الشهر الماضي، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصندوق المركزي للأمم المتحدة للاستجابة لحالات الطوارئ.

ورغم تراجع الأمطار الغزيرة بنسبة كبيرة منذ نهاية الصيف الماضي، فإن عدداً من المناطق لا تزال تشهد أمطاراً غزيرة تلحق أضراراً بالممتلكات والمساكن وتعطيل الأراضي الزراعية التي تضررت بنسبة 85 في المائة إلى جانب إتلاف المحاصيل، وتدمير سبل العيش، طبقاً للوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

ينتظر النازحون اليمنيون شتاء قاسياً في ظل نقص الموارد والمعونات وتراجع تمويلات المساعدات الدولية (غيتي)

ورجحت الوكالة في تقرير أخير لها أن أكثر من 650 ألفاً من النازحين، والعائدين من النزوح، وأفراد المجتمع المضيف في اليمن، بحاجة ماسة لمساعدات المأوى والإغاثة للتغلب على قسوة الشتاء القادم.

ويقدر التقرير أن نحو 655 ألف شخص سيحتاجون إلى إمدادات طارئة خلال الفترة الممتدة من الشهر الماضي حتى فبراير (شباط) المقبل.

وينتشر النازحون في 30 موقعاً داخل 11 محافظة يمنية، في مواجهة ظروف شديدة القسوة بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة والفيضانات التي شهدتها البلاد، ما يجعلهم عرضة لمخاطر إضافية في فصل الشتاء.

ويعمل شركاء كتلة المأوى على تقديم دعم عاجل لـ232 ألف شخص من الفئات الأكثر ضعفاً، بما يشمل استبدال الملاجئ التالفة، وتوزيع بطانيات حرارية وملابس شتوية.