تصعيد المعلمين يبدأ بتظاهرة أمام مبنى النيابة في صنعاء

الحوثيون رفضوا الإفراج عن قيادتهم وصرف الرواتب

إضراب المعلمين أدى إلى توقف العملية التعليمية في مناطق سيطرة الحوثيين (نادي المعلمين اليمنيين)
إضراب المعلمين أدى إلى توقف العملية التعليمية في مناطق سيطرة الحوثيين (نادي المعلمين اليمنيين)
TT

تصعيد المعلمين يبدأ بتظاهرة أمام مبنى النيابة في صنعاء

إضراب المعلمين أدى إلى توقف العملية التعليمية في مناطق سيطرة الحوثيين (نادي المعلمين اليمنيين)
إضراب المعلمين أدى إلى توقف العملية التعليمية في مناطق سيطرة الحوثيين (نادي المعلمين اليمنيين)

ردّاً على رفض الحوثيين الإفراج عن قيادة «نادي المعلمين اليمنيين»، وصرف رواتب العاملين في قطاع التعليم المقطوعة منذ ما يزيد عن سبعة أعوام، أعلن النادي تنظيم أولى فعالياته الاحتجاجية، من خلال تظاهرة أمام مكتب «النيابة العامة» في صنعاء.

ودعا النادي جميع العاملين في قطاع التعليم والنقابات المهنية إلى المشاركة في هذه المظاهرة، وتمسّك بمطلب صرف رواتب المعلمين، قبل العودة إلى العمل.

ملايين الأطفال اليمنيين خارج التعليم بسبب انقلاب الحوثيين (إكس)

النادي، وفي بيان جديد، وبعد تجاهل الحوثيين مطالبه بالإفراج عن قيادته وتأكيداً لالتزامه بالدفاع عن قيادته والتصعيد في مواجهة الإجراءات التي اتخذها الحوثيون، دعا المعلمين والمعلمات ومديري الإدارات والمناطق التعليمية والموجهين والمفتشين وجميع العاملين بقطاع التعليم، إلى التجمع أمام مكتب النائب العام المعيَّن من الحوثيين، في العاشرة صباحاً، الاثنين.

وأكد البيان أن الوقفات الاحتجاجية رفعة للمعلمين والمعلمات ونصرة لحقوقهم، وقال إنهم عانوا الأمرَّين بسبب قطع الرواتب، وهو ما ألحق بهم أضرار جسيمة، اضطروا خلالها إلى بيع كل مدّخراتهم كي ينفقوا على أنفسهم.

وندَّد النادي باستمرار تجاهل الحوثيين مطالب المعلمين المشروعة، واحتجاز كل الأصوات المطالِبة بهذه الحقوق، كما وجّه رسالة إلى كل المعلمين باستمرار المطالبة بحقوقهم، مذكّراً إياهم بما يُقاسونه بسبب انقطاع الرواتب.

النادي ناشد كل منتسبي النقابات المهنية للتضامن مع المعلمين، داعياً إلى التدخل للضغط على الحوثيين للإفراج عن جميع المعتقلين على ذمة المطالبات بالحقوق الوظيفية.

يدفع الطلاب ثمن استمرار إضراب المعلمين ورفض الحوثيين صرف رواتبهم (إعلام حكومي)

وذكر البيان أن كثيرين من المعلمين والمعلمات طُردوا من منازلهم، لعدم قدرتهم على دفع الإيجار، وأن الحوثيين يتجاهلون مطالب المعلمين المشروعة، وقاموا باحتجاز كل الأصوات المطالبة بهذه الحقوق.

فعل انتقامي

بيّنت اللجنة التحضيرية لـ«نادي المعلمين اليمنيين» أنه عند البدء بتأسيسه جرى حجز حرية رئيسه «أبو زيد» الكميم، والأمين العام للنادي محسن الدار، وإبراهيم جديب رئيس فرع ريمة، وناصر قعيش رئيس فرع نادي المحويت.

وقالت اللجنة إن الحوثيين رأوا في تأسيس النادي والمطالبة بالرواتب جريمة، مع أن ذلك حق مشروع وقانوني، ومن حق كل معلم المطالبة بحقوقه مقابل عمله، وأن وجود النادي هو لنصرة المعلمين.

إطلاق مشاريع تعليمية بتمويل سعودي في تعز اليمنية (إكس)

وكان النادي قد قاد الإضراب الشامل في المدارس العامة بمناطق سيطرة الحوثيين، منذ بداية العام الدراسي، مطالباً بصرف رواتب جميع العاملين في قطاع التعليم، إلا أن الحوثيين ردّوا على ذلك وقاموا بتخفيض اليوم الدراسي بنسبة 75 في المائة.

وقامت الجماعة، عقب ذلك، بصرف مكافآت رمزية لا تتجاوز خمسين دولاراً في الشهر للمعلمين الذين لم يشاركوا في الإضراب، قبل أن تُقدم على اعتقال قيادات بارزة في «نادي المعلمين»، وآخِرهم رئيس النادي، حيث حاصرت منزله بقوات أمنية كبيرة، واقتحمت المنزل وعبثت به، ووضعت الرجل في السجن منذ ما يزيد عن شهر.


مقالات ذات صلة

إيران تشدّ أزر الحوثيين عقب الضربات الإسرائيلية والأميركية

العالم العربي دخان يتصاعد من محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات إسرائيلية (رويترز)

إيران تشدّ أزر الحوثيين عقب الضربات الإسرائيلية والأميركية

سارعت إيران إلى الاطمئنان على الحوثيين وشَدّ أزرهم إثر الضربات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة، فيما أكدت الجماعة مضيها في التصعيد، وعدم تأثر قدرتها العسكرية.

علي ربيع (عدن)
الاقتصاد «مجلس الأعمال السعودي - اليمني» يعقد اجتماعه في مكة المكرمة بحضور 300 رجل أعمال (الشرق الأوسط)

«مجلس الأعمال السعودي - اليمني» يتطلع للمساهمة في إعادة الإعمار والتنمية المشتركة

ضمن السعي لتحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة، يقود «مجلس الأعمال السعودي - اليمني» برئاسة الدكتور عبد الله بن محفوظ مبادرة «رؤية سعودية وتنمية يمنية».

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي مسلحون حوثيون يردّدون «الصرخة الخمينية» خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

حملة يمنية تدعو إلى ملاحقة قادة الانقلاب بصفتهم «مجرمي حرب»

أطلق الناشطون اليمنيون حملة واسعة تسلط الضوء على جرائم الجماعة الحوثية المدعومة من إيران مع دعوة المجتمع الدولي إلى ملاحقة قادة الميليشيا بصفتهم «مجرمي حرب»

علي ربيع (عدن)
العالم العربي القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 

الحوثيون يستنفرون لمواجهة الاحتقان الشعبي في محافظة إب

بدعوى مواجهة هجوم إسرائيلي متوقع استنفر الحوثيون قوتهم في ثلاث محافظات يمنية ودفعوا بها نحو محافظة إب التي تشهد احتقاناً شعبياً غير مسبوق نتيجة انتهاكاتهم.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

أعلن الجيش الأميركي تدمير منشأة للصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة في صنعاء قبل أن يؤكد تحطم أولى مقاتلاته بالخطأ منذ بدء ضرباته الجوية لإضعاف قدرات الحوثيين

علي ربيع (عدن)

مصر ترفض وجود أي طرف «غير مشاطئ» بالبحر الأحمر

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر ترفض وجود أي طرف «غير مشاطئ» بالبحر الأحمر

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)

تزامناً مع تأكيد دعمها وحدة الصومال وسيادته، أعلنت القاهرة رفضها وجود أي طرف «غير مشاطئ» في البحر الأحمر. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي مشترك، الاثنين، مع نظيره الصومالي أحمد معلم فقي: «البحر الأحمر للدول المشاطئة له، ولا يمكن القبول بتواجد أي طرف غير مشاطئ له».

وأضاف عبد العاطي، في المؤتمر الذي عقد بالقاهرة عقب جلسة مباحثات ثنائية مع معلم فقي، إن «المباحثات تطرقت إلى القمة الثلاثية لتركيا والصومال وإثيوبيا في أنقرة»، مشيراً إلى «توافق الرؤى على عدم المساس بأرض الصومال وسيادته ووحدة أراضيه وسلامتها».

وأعلنت تركيا، أخيراً، نجاح جهود الوساطة التي أطلقتها في يوليو (تموز) الماضي، في عقد اتفاق بين الصومال وإثيوبيا، وصفه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنه «تاريخي»، ينهي، بشكل مبدئي، عاماً من التوتر بين مقديشو وأديس أبابا، بدأ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي عقب «مذكرة تفاهم» وقَّعتها إثيوبيا مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي يمنح إثيوبيا منفذاً بحرياً. وهو الاتفاق الذي رفضته الصومال والجامعة العربية.

جلسة مباحثات موسعة بين مصر والصومال برئاسة وزيرَي خارجية البلدين (الخارجية المصرية)

بدوره، قال وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، في المؤتمر الصحافي، إن «إعلان أنقرة لبَّى مطالب بلاده وأكد أن الحكومة الفيدرالية الصومالية الجهة الوحيدة التي تمتلك الحق في إبرام الاتفاقيات مع الجهات الخارجية».

وأضاف أن «إعلان أنقرة أنقذ المنطقة كلها من انفجار خطير كاد أن يحرق مصالح الجميع»، مستطرداً: «لم يكن من مصلحة أحد انفجار صراع آخر في منطقة القرن الأفريقي، في وقت تعجّ المنطقة بصراعات وأزمات كبيرة».

ووجّه فقي الشكر لمصر، وقال: «نحن هنا لننسب الفضل لأهله، حيث كان لموقف مصر الشجاع أثره البالغ في صناعة الأرضية التي مهَّدت للإعلان، ودعم ثبات الموقف الصومالي». وأضاف: «لقد حققنا مطالبنا المشروعة بالتدافع الدبلوماسي، وسنحفظ لمصر فضلها في هذا النضال المثمر».

وأبدت مصر رفضاً حاسماً للاتفاق الإثيوبي مع «أرض الصومال». وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقب لقائه نظيره الصومالي يناير الماضي، أن الصومال دولة عربية، ولها حقوق طبقاً لميثاق الجامعة العربية، في الدفاع المشترك ضد أي تهديد له. وأضاف أن القاهرة لن تسمح لأحد بتهديد الصومال أو المساس بأمنه، قائلاً: «محدش (لا أحد) يجرّب مصر ويحاول (أن) يهدّد أشقاءها، خصوصاً لو أشقاؤها طلبوا منها الوقوف معهم».

وأشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، إلى أن «دعم مصر للصومال ساهم في تحسين موقفه في مواجهة الأزمة الناجمة عن مذكرة التفاهم، كما أرسل رسالة لإثيوبيا مفادها أن القاهرة لن تقبل بانتهاك سيادة الصومال».

وقال الحفني لـ«الشرق الأوسط»: «إن مصر حريصة على الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي وكان هذا الهدف من القمة الثلاثية التي عُقدت أخيراً في أسمرة بمشاركة رؤساء مصر والصومال وإريتريا».

واتفق معه نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية ومساعد وزير الخارجية الأسبق السفير صلاح حليمة، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر لديها علاقات تاريخيّة مع الصومال تطورت أخيراً في مجالات عدة، وكان لهذه العلاقات دور مهم في دعم موقف الصومال ودفع إثيوبيا للقبول بجهود الوساطة التركية التي أبطلت نتائجها (مذكرة التفاهم)».

وتوافقت القاهرة ومقديشو، بحسب بيان مشترك عقب الاجتماع، على «ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية»، مشيرين إلى أنه «سيتم عقد دورات مباحثات مُتعاقبة تُخصَّص لمحاور استراتيجية مُحددة تشمل المحور السياسي، والاقتصادي والتجاري، والأمني والعسكري، والثقافي والتعليمي، وبناء القدرات».

وبحسب البيان المشترك بين القاهرة والصومال، أكد الجانبان «أهمية الإسراع في تشكيل البعثة الأفريقية الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال (AUSSOM)»، ناشد الوزيران شركاء الاتحاد الأفريقي من أجل «توفير التمويل اللازم والمستدام للبعثة الجديدة أخذاً في الاعتبار تأثير الاضطرابات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر على حركة التجارة والملاحة الدوليتين، ولمساندة جهود الجيش الوطني الصومالي في مكافحة الإرهاب وصيانة مقدرات الدولة».

كما أعاد وزير الخارجية الصومالي التأكيد على «تطلع بلاده نحو تحقيق مشاركة مصرية نوعية وفعالة بالبعثة الجديدة بما يساعد على تحقيق أهدافها بالنظر إلى القدرات العسكرية المصرية المتطورة وخبراتها الممتدة في مكافحة الإرهاب، وكذلك خبراتها في دعم بناء مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى التعاون العسكري الثنائي بين البلدين وفقاً لبروتوكول التعاون العسكري الموقّع بين البلدين في أغسطس (آب) الماضي، بحسب البيان.

في هذا السياق، أكد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، خلال المؤتمر الصحافي، التزام بلاده بكل الاتفاقيات التي أبرتهما مع مصر، وأوضح أنه ونظيره المصري أكَّدا خلال المباحثات، «ضرورة وضع حد للأزمات في المنطقة، التي باتت تتزايد وتستفحل بشكل مرعب». ولفت إلى «تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الدفاع والأمن، خصوصاً مشاركة مصر بقوات حفظ السلام الأفريقية».

وأكد عبد العاطي، خلال المؤتمر الصحافي، أن «مصر ستشارك في البعثة الأمنية التابعة لمجلس السلم والأمن الأفريقي في الصومال بناءً على طلب الحكومة الصومالية، وترحيب من مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي».

من جانبه، أوضح الحفني أن «قوة حفظ السلام هدفها الحفاظ على الأمن والسلم في الصومال، ومشاركة مصر فيها تتماشى مع سياستها الرامية لحفظ الاستقرار في القرن الأفريقي تزامناً مع تأهيل الكوادر الصومالية».