على خلفية تهجم قيادي حوثي على وكيلة مدرسة حكومية بمدينة إب اليمنية وطردها من مقر عملها وتهديدها بالفصل من الوظيفة العامة، أضربت عشرات المعلمات والتربويات غربي المدينة عن العمل مع تنفيذ وقفات احتجاجية رفضا لتعسف الجماعة.
وكان القيادي الحوثي المدعو محمد الغزالي المعين مديراً للتعليم في إب أقدم برفقة مسلحين على اقتحام مدرسة أروى وسط مدينة إب وباشر بالتهجم على وكيلة المدرسة نادية القاضي، والإساءة إليها ثم طردها من المدرسة.
وأثار تصرف القيادي الحوثي غضب واستهجان الناشطين والتربويين الذين أكدوا أن ذلك السلوك هو انتقام من الوكيلة على خلفية تأييدها احتجاجات تربوية اندلعت في المحافظة للمطالبة بدفع الرواتب.
وأعلنت المعلمات المحتجات في إب إضرابهن عن التدريس مع تنفيذ وقفات احتجاجية، وهددن بالتصعيد في حال تجاهل قادة الانقلاب بالمحافظة لمطالبهن ورد الاعتبار للمسؤولة التربوية.
وعبّر المعلمات عن إدانتهن قيام القيادي الحوثي بدهم باحة مدرستهن بطريقة فجة ومفزعة وتوجيه الشتائم والتهديد ضد وكيلة المدرسة ثم طردها من عملها.
وطالب المحتجات بسرعة إقالة القيادي الحوثي من منصبه وإجراء تحقيق بالحادثة ومحاسبته ومرافقيه بعد أن أفرط منذ توليه المنصب في ارتكاب سلسلة من الانتهاكات بحق العملية التعليمية ومنتسبيها في المحافظة.
وسبق للقيادي الحوثي الغزالي، أن طرد قبل أسبوع بشكل تعسفي مدير مدرسة الشهيد الصباحي، أثناء لقاء جمعه بمديري مدارس في وسط مدينة إب، وقبلها بأيام طرد مدير مدرسة «الثورة» بمديرية جبلة، بعد اتهامهما بالمشاركة مع معلمين آخرين بتنفيذ إضرابات تطالب بالرواتب.
جرائم ضد التربويين
من جهة أحرى، كشف المركز الأميركي للعدالة وهو منظمة حقوقية يمنية تعمل من الأراضي الأميركية عن إحصائية جديدة توثق ما تعرض له المعلمون اليمنيون من جرائم بمناطق سيطرة الحوثيين طوال السنوات المنصرمة.
وطبقاً لمدير المركز المحامي عبد الرحمن برمان قتلت الجماعة الحوثية 1579 معلماً بينهم 81 مدير مدرسة، وأصابت نحو 2642 آخرين بعضهم لا تزال إعاقتهم مستديمة، كما أصدرت الجماعة أحكاماً بإعدام 11 معلماً يمنياً منهم سعد النزيلي نقيب المعلمين اليمنيين في صنعاء، وخالد النهاري، وفهد السلامي، وهم مديرو مدارس، إضافة إلى ثمانية آخرين، بعد أن خطفتهم وزجت بهم في معتقلاتها.
وأكد المحامي برمان تعرض 621 معلماً يمنياً للاختطاف والإخفاء القسري إلى جانب مقتل 14 معلماً تحت التعذيب الوحشي بمعتقلات وسجون الحوثيين.
وأدت الأعمال الحوثية العدائية إلى تهجير نحو 20 ألف معلم بعد تعرضهم للتهديدات والملاحقات، ما اضطرهم لترك أعمالهم ومنازلهم والنزوح إلى محافظات أخرى لضمان أمنهم وسلامتهم. كما حرمت الميليشيات أكثر من 171 ألف معلم يمني بمناطق سيطرتها من الحصول على مرتباتهم، وفقاً للمحامي برمان.
وكان البنك الدولي قد سلط حديثاً الضوء على المزيد من تدهور جودة التعليم في اليمن جراء استمرار الصراع الدائر، وقال في تقريره بعنوان «أصوات من اليمن»، إنّ الصراع أدى إلى تدهور جودة التعليم في اليمن وقاد إلى تسرب الطلاب.
وبحسب التقرير، يمكن أن يؤدي الغياب المطول للتعليم الجيد إلى تغذية الصراع من خلال خفض تنمية رأس المال البشري في اليمن.
وأفاد بوجود أسباب رئيسية للتدهور الملحوظ في الجودة والتسرب من التعليم؛ تتمثل في النقص بتوافر المعلمين، ونقص الكتب المدرسية المطبوعة، وأوجه القصور في البنية التحتية، واكتظاظ الفصول الدراسية، وتدهور دخل الأسر، والمسافة إلى المدارس، وعدم توفر خيارات النقل.