اتهمت مصادر عاملة في قطاع التعليم في اليمن الحوثيين بالسعي إلى تصفية رئيس نادي المعلمين والمعلمات «أبو زيد الكميم» المعتقل منذ ما يزيد على ستة أسابيع بعد رفضه التراجع عن قيادة التحركات المطالبة بصرف رواتب المعلمين المقطوعة منذ أكثر من سبعة أعوام، وأكدت أنه نقل إلى العناية الفائقة في أحد مستشفيات صنعاء بعد تدهور حالته الصحية.
وبحسب المصادر فإن الحالة الصحية لرئيس النادي تدهورت خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير وتم نقله من الزنزانة إلى مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء. ونقلت عن عاملين في المستشفى القول إن الرجل يعاني من ارتفاع السكر وأصيب بغيبوبة وأصبح غير قادر على الوقوف.
وربطت المصادر بين حالة الكميم ونوعية الأدوية التي تقدم له في سجن الحوثيين بعد أن رفض مقايضة حريته بالتوقف عن قيادة النادي والاحتجاجات المطالبة بصرف رواتب المعلمين.
وبحسب ناشطين يمنيين، تعرض الكميم منذ اليوم الأول لاعتقاله لتعذيب ممنهج في سجن الحوثيين أدى إلى تردي حالته الصحية ودخوله في غيبوبة وتم إسعافه قبل أيام وإدخاله العناية المركزة في حالة حرجة.
الثلاثاء الواحد والعشرون من نوفمبر 2023ميلاديةنطالب وبشدة سلطة الأمر الواقع في صنعاء بالإفراج الفوري عن التربوي القدير أبو زيد الكميم حيث وهو في غرفة العناية المركزة بسبب تردي وضعه الصحي نتيجة لغياب الرعاية الصحية في السجون اليمنيةماذا تنتظرون أن يضيف التاريخ إلى سيرتكم... pic.twitter.com/4bONdg5foB
— أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition) November 21, 2023
ويؤكد الناشطون أن قدميه عجزتا عن الحركة قبل نقله للمستشفى، ورجحوا قيام سلطات السجن الحوثي بإعطائه أدوية غير أدوية السكر التي يحتاجها، وأن التهمة التي وجهت إليه أنه «صهيوني»، مع أن كل مطالبه تتمثل في صرف مرتبات المعلمين.
حبس تعسفي
وكان نادي المعلمين اليمنيين أكد أن المحامين حصلوا على أمر من النائب العام المعين من الحوثيين بالإفراج عن الكميم إلا أن مخابرات الحوثيين رفضت تلك التوجيهات، وذهبت نحو التهديد بمحاكمته بتهمة مقاومة سلطاتهم عندما رفض تسليم نفسه دون وجود أمر من النيابة قبل أن تقتحم عناصرهم منزلة بالقوة وتطلق الرصاص على سكانه. وحمل النادي الجماعة المسؤولية عن حياة وسلامة الكميم الذي اعتقل في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومعه ثلاثة من قادة النادي.
من جهتها أكدت حياة منصر نائبة رئيس النادي أن الكميم لم يستسلم ولم يفرط بحقوق المعلمين، وأنه رفض التعهد بالانسحاب من قيادة النادي ولهذا رفض الحوثيون أوامر نائبهم العام بالإفراج عنه، مشيرة إلى أنه لا توجد تهمة يعاقبه عليها القانون.
ودعت منصر جميع العاملين في قطاع التعليم إلى التكاتف مع قيادة النادي حتى إطلاق سراح رئيسه ورئيس فرع النادي في محافظة ريمة إبراهيم جديب ورئيس فرع النادي في محافظة المحويت ناصر قعيش والمسؤول التنفيذي محسن الدار.
وأكدت أن قيادة النادي لن يهدأ لها بال إلا بخروجهم من السجن وقالت إنهم سيعملون بجد للحفاظ على هذا البناء القوي الممتد، وسيكون النادي سببا في صرف رواتب جميع الموظفين وسينتصر المعلمون.
القيادية في نادي المعلمين والمعلمات تعهدت بعدم السكوت أو التنازل عن كل المطالب وانتهاج الطرق والوسائل المشروعة والقانونية لتحقيقها، مؤكدة أن المعلمين والمعلمات ذاقوا الأمرين طوال السنوات الماضية بسبب قطع الحوثيين رواتبهم، وتمسكت بمطالب المعلمين بصرف رواتبهم بانتظام مع التسويات والعلاوات وبأثر رجعي عن السنوات الماضية.
تهديد بالقتل
في سياق آخر، أعلن أدباء وناشطون ومثقفون يمنيون تضامنهم مع الأديب عبد الوهاب الحراسي عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين تجاه التهديد بالقتل الذي تلقاه على خلفية دفاعه عن حق المعلمين في الحصول على رواتبهم.
وفي بيان وقعه العشرات، ذكروا أن الحراسي تلقى تهديدا عبر اتصال هاتفي كما نقل التهديد له أيضا أحد زملائه في مكتب التربية والتعليم على ذمة منشور له يطالب بالإفراج عن قيادة نادي المعلمين المعتقلين على ذمة مطالبتهم بصرف رواتبهم المقطوعة من قبل الحوثيين منذ ما يزيد على سبعة أعوام.
وحمل المتضامنون سلطة الحوثيين مسؤولية حماية الحراسي من أي مكروه قد يتعرض له هو وأفراد أسرته على خلفية ممارسته لحقه الدستوري والقانوني في التعبير عن الرأي وبما يخدم رسالته الحقوقية والوطنية المكفولة بالدستور والمواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان التي وقعت عليها البلاد. وشدد البيان على ضرورة أن تتعامل سلطة الحوثيين بجدية مع التهديدات، والتحقيق مع مصدرها والتصرف بحزم في وجه هذا السلوك غير الدستوري.