قمة إسلامية في الرياض الأحد لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة

مصادر في «التعاون الإسلامي» تتوقع حضوراً كبيراً من القادة

فلسطينيون ينزحون في اتجاه الجزء الجنوبي من قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيون ينزحون في اتجاه الجزء الجنوبي من قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

قمة إسلامية في الرياض الأحد لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة

فلسطينيون ينزحون في اتجاه الجزء الجنوبي من قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيون ينزحون في اتجاه الجزء الجنوبي من قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)

أعلنت منظمة التعاون الإسلامي عقد قمة إسلامية استثنائية، الأحد المقبل، في الرياض، بناءً على دعوة المملكة العربية السعودية، بصفتها رئيس القمة الإسلامية الحالية، وذلك لمناقشة وبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» مصادر رفيعة في المنظمة، إن الدعوات أُرسلت رسمياً لجميع الدول الإسلامية الأعضاء (56 دولة)، متوقعة حضور معظم القادة لهذه القمة الاستثنائية، لا سيما وأنها تبحث الوضع المأساوي في فلسطين.

وأضافت المصادر (التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها) أنه «جرت العادة على إرسال الدعوات، ويؤكد بعض القادة حضورهم قبل القمة، فيما يفضل آخرون المجيء بشكل مباشر يوم القمة».

بلينكن يلتقي وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والإمارات والأردن (الخارجية المصرية)

قمة عربية طارئة

وتستضيف الرياض، السبت المقبل، قمة عربية أفريقية، وقمة عربية طارئة دعت لها السعودية لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

إلى ذلك، أوضح الدكتور صالح الخثلان مستشار أول في «مركز الخليج للأبحاث»، أن القمة الإسلامية ستكون فرصة تُظهر من خلالها جميع الدول الإسلامية موقفاً موحداً من العدوان يدعو إسرائيل لوقف فوري لهجماتها على غزة ورفع الحصار وتمكين وصول المساعدات للمحتاجين واحترام القانون الدولي الإنساني، والتأكيد على أن لا بديل عن تسوية سلمية تستند إلى القرارات الدولية.

وأشار الخثلان في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الدعوة السعودية تأتي ضمن خطوات اتخذتها المملكة منذ بدء هذه الأزمة من أجل حماية الفلسطينيين في غزة، ووقف هذه الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل على المدنيين وإنهاء الحصار.

فلسطينيون ينزحون في اتجاه الجزء الجنوبي من قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)

تحذير قبل انفجار الأوضاع

وأضاف: «السعودية أولى الدول التي بادرت لإصدار بيان ذكرت فيه أنها حذرت أكثر من مرة من انفجار الأوضاع بسبب الاحتلال والاستفزازات، وتحركاتها المتواصلة في هذه اللحظة الحرجة دليل على موقعها المهم في المنطقة ومحوريتها في القضايا العربية والإسلامية، وهو موقع ومكانة ينعكسان على خطابها الدبلوماسي تجاه الأحداث المؤلمة، حيث يجمع بين القوة والمباشرة والعقلانية».

وتابع: «بعد شن إسرائيل هجماتها على غزة أصدرت أكثر من بيان دعت فيه لوقف الهجمات ورفع الحصار، كان آخرها أمس حين أدانت بأشد العبارات حديث وزير إسرائيل متطرف عن إلقاء قنبلة نووية على غزة، ودعت لإقالته فوراً، كما دعت قبل أسبوعين لاجتماع طارئ للجنة التنفيذية في منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة العدوان الإسرائيلي».

وأكد الدكتور صالح أن «جميع هذه التحركات تعبّر عن موقف سعودي ثابت في دعمه للشعب الفلسطيني حتى يحصل على كل حقوقه، بما فيها دولة مستقلة ضمن حدود 1967، وهو موقف مهم ويعبر عن مشاعر مئات الملايين من المسلمين».

ويعتقد الخثلان بأنه لا تزال لدى الدول الإسلامية أدوات «يمكن توظيفها للضغط على إسرائيل، منها سحب السفراء من الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية معها، ووقف أي تعاملات اقتصادية أو تجارية أو عسكرية».

وأضاف: «للأسف إسرائيل تحتكر قرار إنهاء الحرب، وقد أعلنت أن هدفها القضاء على (حماس)، ولن توقف عملياتها العسكرية حتى بلوغ هذا الهدف دون أي اعتبار للخسائر بين المدنيين مهما بلغ حجمها، وهي في تشددها هذا تراهن على استمرار الموقف الداعم واللا محدود لها من الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية»، متابعاً: «كما أن المجتمع الدولي بما فيه القوى الكبرى الأخرى مثل روسيا والصين لا يمتلك أي أدوات قادرة على التأثير على إسرائيل».


مقالات ذات صلة

الإمارات تعلن هوية الجناة في حادثة مقتل مقيم بجنسية مولدوفية

الخليج عَلم الإمارات (رويترز)

الإمارات تعلن هوية الجناة في حادثة مقتل مقيم بجنسية مولدوفية

أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية أن السلطات الأمنية المختصة بدأت إجراء التحقيقات الأولية مع ثلاثة جناة أُلقي القبض عليهم لاتهامهم بارتكاب جريمة قتل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

تشهد مدينة جدة، غرب السعودية، حراكاً كبيراً في القطاعات الاقتصادية والسياحية كافة، فيما يدفع قطاع اللوجيستيات المدينة للوصول لمستويات عالية في تقديم هذه الخدمة.

سعيد الأبيض (جدة)
الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
يوميات الشرق التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)

ابيضاض الشعب المرجانية يضرب العالم... والبحر الأحمر الأقل تضرراً

تعدّ الشُّعَب المرجانية رافداً بيئياً واقتصادياً لكثير من الدول؛ فقد نمت فيها عوائدها لمليارات الدولارات؛ بسبب تدفّق السياح للاستمتاع بسواحلها وبتنوع شعبها.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد هيئة المنافسة السعودية توافق على 116 طلباً للاستحواذ

هيئة المنافسة السعودية توافق على 116 طلباً للاستحواذ

أصدرت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية، قرارات بتحريك الدعوى الجزائية بحق 24 منشأة، منذ بداية العام، في حين بلغ عدد الشكاوى الواردة للهيئة 299 شكوى.

سعيد الأبيض (جدة)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).