اليمن يعلن اكتمال تفريغ خزان «صافر» إلى الناقلة البديلة

بن مبارك: الحكومة تعاملت بمسؤولية وسط ضجيج الحوثيين

ناقلة صافر المتهالكة الراسية قبالة ميناء رأس عيسى غرب اليمن (الأمم المتحدة)
ناقلة صافر المتهالكة الراسية قبالة ميناء رأس عيسى غرب اليمن (الأمم المتحدة)
TT

اليمن يعلن اكتمال تفريغ خزان «صافر» إلى الناقلة البديلة

ناقلة صافر المتهالكة الراسية قبالة ميناء رأس عيسى غرب اليمن (الأمم المتحدة)
ناقلة صافر المتهالكة الراسية قبالة ميناء رأس عيسى غرب اليمن (الأمم المتحدة)

أعلن وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أن اليوم (الجمعة)، يشهد الانتهاء من عملية تفريغ النفط الخام من الناقلة المتهالكة «صافر» إلى الناقلة البديلة، ضمن خطة الإنقاذ التي ترعاها الأمم المتحدة، تفادياً لحدوث أكبر كارثة بيئية في العالم.

وبدأت عملية التفريغ إلى الناقلة البديلة التي أطلق عليه اسم «اليمن» (نوتيكا سابقاً)، أواخر الشهر الماضي، وقالت الأمم المتحدة إنها ستستغرق 19 يوماً، بتنفيذ شركة إنقاذ هولندية رائدة في مجال الإنقاذ البحري.

وأكد وزير الخارجية اليمني في تغريدة على منصة «إكس»، أنه سيتم اليوم (الجمعة) استكمال تفريغ خزان «صافر» من النفط بعد عملية أممية ودولية كبيرة تعاملت خلالها الحكومة بمسؤولية عالية.

وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك مع المنسق الأممي ديفيد غريسلي (سبأ)

وقال بن مبارك إن هدف الحكومة الأول كان إنجاح عملية إنقاذ مياه وسواحل وشواطئ اليمن ودول المنطقة من كارثة بيئة وشيكة، متهماً الميليشيات الحوثية بأنها «أكثرت من الضجيج والتلبيس على الناس بعد ثماني سنوات من عرقلتها لجهود معالجة مشكلة الخزان».

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، كان مركز القيادة الوطني لعمليات «صافر» التابع لوزارة النقل والهيئة العامة للشؤون البحرية بالعاصمة المؤقتة عدن، أكد أن إجمالي الكمية التي تم تفريغها من ناقلة النفط «صافر» بلغت 94 في المائة.

وفي حين تقدر الكمية المخزنة من النفط في «صافر» نحو 1.13 مليون برميل، قال المركز إن إجمالي الكمية التي تم تفريغها منذ بدء عملية التفريغ حتى الثلاثاء الماضي، بلغت خلال 282 ساعة عمل، نحو 1.083.285 برميل بنسبة تفريغ وصلت 94 في المائة.

ومع المخاوف من أن تتحول الناقلة البديلة إلى مشكلة أخرى، من خلال تحويلها من قبل الحوثيين إلى سلاح آخر في عرض البحر الأحمر، حيث ترسو قبالة ميناء رأس عيسى شمال الحديدة، ترى الأمم المتحدة أنها حققت معجزة لجهة تمكنها من نقل النفط من الناقلة المتهالكة بعد نحو عامين من العمل المستمر.

خطوة حاسمة

وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بدء عملية نقل النفط من سفينة صافر بأنه خطوة حاسمة في سبيل تجنب كارثة بيئية وإنسانية على نطاق هائل.

وقال في تصريح نقله موقع الأمم المتحدة: «تجري الآن جهود إنقاذ بحرية معقدة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن الذي مزقته الحرب. ونظراً لعدم وجود أي جهة أخرى لديها استعداد أو قدرة على أداء هذه المهمة، فقد سارعت الأمم المتحدة إلى تجسم مخاطر إجراء هذه العملية البالغة الدقة».

الناقلة «نوتيكا» البديلة لخزان صافر النفطي التي أطلق عليها اسم «اليمن» (الأمم المتحدة)

وأوضح غوتيريش أن هذه المهمة التعاونية تمثل تتويجاً لما يقرب من عامين من العمل السياسي التمهيدي وجهود جمع الأموال وتطوير المشروع. وقال: «كان من الممكن أن تنفجر السفينة أو تتفسخ، مما يؤدي إلى انسكاب ما يصل إلى 4 أضعاف النفط الذي تسرب في كارثة إكسون فالديز في ألاسكا قبل أكثر من 30 عاماً».

ورغم أهمية خطوة نقل النفط من سفينة إلى أخرى، فإن الأمين العام للأمم المتحدة يشدد على أن هذا لا يعني أن الرحلة قد انتهت، مشيراً إلى أن الخطوة الحاسمة التالية هي وضع الترتيبات لتسليم عوامة متخصصة تُربط بها السفينة البديلة بأمان وإحكام.

العجز 20 مليون دولار

تقول الأمم المتحدة إنها جمعت نحو 121 مليون دولار من 23 دولة والاتحاد الأوروبي والقطاع الخاص والجمهور من خلال التمويل الجماعي. كما قدم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة تمويلاً لهذه العملية، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى نحو 20 مليون دولار.

وبحسب تصريحات الأمين العام غوتيريش، فإن الغرض من الـ20 مليون دولار لإنهاء المشروع، يشمل تغطية تكاليف تنظيف الناقلة «صافر» وتخريدها وإزالة أي خطر بيئي متبقٍ يهدد البحر الأحمر.

كان خزان صافر النفطي يهدد بأكبر كارثة بيئية في العالم (الأمم المتحدة)

ولا تزال مسألة مصير النفط الخام محل غموض، فيما تواصل الأمم المتحدة التفاوض مع الحكومة اليمنية والحوثيين من أجل التوصل إلى حل لبيعه.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي: «لقد ربحنا الآن قدراً كبيراً من الوقت لحل القضايا القانونية، والقضايا بين الأطراف نفسها حول كيفية بيع النفط ولأي غرض. لذا، سنواصل العمل على ذلك ونشجع الأطراف على إيجاد حل لإزالة النفط في نهاية المطاف، بشكل مثالي لصالح الشعب اليمني، وهذا ما نريد جميعاً رؤيته».


مقالات ذات صلة

استراتيجية يمنية لتمويل المناخ وبرنامج أممي يحمي الأسماك

المشرق العربي التطرفات المناخية باليمن أسهمت إلى جانب الانقلاب والحرب في مضاعفة معاناة اليمنيين (أ.ف.ب)

استراتيجية يمنية لتمويل المناخ وبرنامج أممي يحمي الأسماك

تعتزم الحكومة اليمنية بدء حملة للحصول على تمويلات تساعدها في مواجهة تطرفات المناخ بينما ينفذ برنامج أممي مشروعاً لحماية البيئة والثروة السمكية.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي طفلة تعاني من سوء التغذية وتنتظر العلاج في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء (رويترز)

الكوليرا والحصبة تفتكان بمئات آلاف اليمنيين

تتزايد أعداد المصابين بالكوليرا والحصبة وأمراض أخرى في اليمن، بموازاة تفاقم سوء التغذية الذي تعتزم الحكومة مواجهته بالتعاون مع الأمم المتحدة بمناطق غرب البلاد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تنشط شبكة حوثية لتجنيد شبان يمنيين للقتال ضمن الجيش الروسي في أوكرانيا، من خلال إغرائهم بالعمل في شركات أمن روسية برواتب مجزية وتتقاضى آلاف الدولارات عن كل شاب.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)

أكد زعيم المتمردين اليمنيين عبد الملك الحوثي، اليوم (الخميس) استمرار الهجمات التي تشنها قواته «بالصواريخ والمسيرات» ضد إسرائيل مهدداً بهجمات «أقوى وأكبر»، غداة بدء سريان وقف لإطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله» في لبنان.

وقال زعيم الحوثيين المدعومين من إيران في كلمة بثتها قناة «المسيرة» إنّ «العمليات من جبهة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني بالقصف بالصواريخ والمسيّرات على العدو الإسرائيلي مستمرة».

وأطلق المتمردون الحوثيون في اليمن طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم منذ بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

كما استهدفوا سفن شحن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متوجهة إليها في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى إلى تعطيل هذا الطريق التجاري الحيوي بشكل كبير.

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الحوثي «آمل من الجميع في الجيش وعلى المستوى الشعبي أن ندرك مسؤوليتنا لنبذل الجهد ونستعين بالله ليعيننا على فعل ما هو أقوى وأكبر ضد العدو الإسرائيلي».

وفي السياق ذاته، أفاد تلفزيون «المسيرة» التابع للحوثيين، مساء اليوم (الخميس)، بأن طائرات أميركية وبريطانية شنت غارتين على محافظة الحديدة في غرب اليمن.

وأوضح التلفزيون أن الغارتين استهدفتا مديرية باجل، دون ذكر مزيد من التفاصيل.