اليمن يطالب بالضغط أوروبياً وأميركياً لدفع الحوثيين نحو السلام

العليمي حذر من انهيار فرص التوصل إلى حل شامل ودائم

العليمي مجتمعاً في الرياض مع السفير الأميركي (سبأ)
العليمي مجتمعاً في الرياض مع السفير الأميركي (سبأ)
TT

اليمن يطالب بالضغط أوروبياً وأميركياً لدفع الحوثيين نحو السلام

العليمي مجتمعاً في الرياض مع السفير الأميركي (سبأ)
العليمي مجتمعاً في الرياض مع السفير الأميركي (سبأ)

جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مطالب بلاده بالضغط على الحوثيين من قبل المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، محذراً من انهيار فرص السلام المنشود، جراء تعنت الانقلابيين وتصاعد انتهاكاتهم.

مطالب الرئاسية اليمنية، جاءت خلال اجتماعين منفصلين جمعا في الرياض العليمي مع سفير الاتحاد الأوروبي، ومع السفير الأميركي، بالتزامن مع سعي المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية يقود إلى تجديد الهدنة وتوسيعها بما في ذلك صرف رواتب الموظفين وفتح الطرق.

العليمي مجتمعاً مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن (د.ب.أ)

المصادر الرسمية، أفادت بأن العليمي أكد لرئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن غابرييل مونويرا فينيالس، أهمية مضاعفة الضغوط الأوروبية والدولية القصوى، بما في ذلك خيار العقوبات لدفع الميليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع المساعي الحميدة لإحلال السلام والاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية في اليمن.

وشدد العليمي، وفق ما نقلته وكالة «سبأ» الحكومية، على أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته في وقف الانتهاكات الحقوقية الجسيمة للميليشيات الحوثية ضد المعارضين لفكرها السلالي العنصري.

إلى ذلك، أوردت الوكالة نفسها أن العليمي استمع من السفير الأميركي ستيفن فاغن لنتائج اتصالاته المحلية والإقليمية بشأن الحالة اليمنية، والجهود المنسقة لإحياء العملية السياسية، وتخفيف معاناة اليمنيين في ظل استمرار تعنت الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.

وجدد رئيس مجلس الحكم اليمني، التزام المجلس والحكومة بخيار السلام العادل والشامل القائم على المرجعيات المتفق عليها وخصوصا المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك قرار 2216.

وأشاد العليمي بالجهود الأميركية والسعودية والأممية من أجل تجديد الهدنة واستئناف العملية السياسية، وحشد الدعم اللازم لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات كافة.

وقال إن دعم الإصلاحات الاقتصادية والخدمية الحكومية هو الطريق الأمثل لتعزيز فرص السلام، وتخفيف المعاناة، وتحقيق تطلعات اليمنيين في استعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية.

كما أثنى على دور تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، والإمارات في إفشال مخططات الميليشيات الحوثية وداعميها الرامية لإغراق البلاد في أزمة إنسانية شاملة.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس الحكم اليمني أطلع السفير الأميركي على تطورات الأوضاع في بلاده والتصعيد العسكري للميليشيات على مختلف الجبهات، وحذر من انهيار فرص السلام المنشود.

وحض العليمي - وفق المصادر - المجتمع الدولي على ممارسة مزيد من الضغوط من أجل رضوخ الميليشيات لمطالب دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، وإنهاء انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحصار المفروض ضد المدنيين في محافظة الجوف، والقيود على أنشطة القطاع الخاص، والحريات العامة.

وأشار العليمي إلى الإجراءات التعسفية الحوثية بحق الفتيات الملتحقات بالتعليم الأكاديمي، ووصفها بأنها «خطوة عدوانية إضافية لتهديد السلم الاجتماعي، وقيم التعايش، والتسامح التي عاشها اليمنيون على مر العصور».

دعوة لمواقف حازمة

من جهته، أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني سلطان العرادة للسفير الأميركي في لقاء منفصل، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تستغل الملفات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، محذراً من خطورة الرضوخ لابتزازها واستثمارها لمعاناة اليمنيين.

وشدد العرادة، وفق ما ذكره الإعلام الرسمي، على ضرورة اتخاذ مواقف جادة وحازمة من قبل المجتمع الدولي تجاه تعنت ميليشيات الحوثي الإرهابية وإصرارها على زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة وتهديد خطوط التجارة العالمية وممرات الملاحة الدولية.

واتهم عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني الميليشيات الحوثية بمواصلة الأعمال العسكرية والتحشيد وتجنيد الأطفال ومصادرة الرواتب وحصار المدن وإغلاق الطرق والتنكيل بالمواطنين ونهب الممتلكات العامة والخاصة.

عضو مجلس القيادة اليمني سلطان العرادة مجتمعاً مع السفير الأميركي (سبأ)

وقال إن المجلس يدعم الجهود الإقليمية والدولية كافة الهادفة لإحلال السلام الشامل والعادل والمستدام القائم على المرجعيات الأساسية، مشيرا إلى أهمية الدور الأميركي في حشد المواقف الدولية لدعم الحكومة من أجل تجاوز التحديات الاقتصادية وتخفيف حدة المعاناة الإنسانية وتحسين مستوى الخدمات والأوضاع المعيشية للمواطنين.

لقاءات السفير الأميركي بالمسؤوليين اليمنيين في الرياض شملت وزير المالية سالم بن بريك، حيث تطرق اللقاء إلى مستجدات الأوضاع المالية والاقتصادية، والتحديات التي تواجهها الحكومة لا سيّما عقب استهداف ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً للموانئ والمنشآت النفطية والاقتصادية الحيوية والاستراتيجية.

وكان الحوثيون هاجموا موانئ تصدير النفط الخاضعة للحكومة اليمنية في حضرموت وشبوة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ما أدى إلى حرمان الحكومة من أكثر من 60 في المائة من مواردها المالية.

ومع تهديد الجماعة الانقلابية بتكرار الهجمات على موانئ التصدير، رفض قادتها مقترحات أممية وإقليمية من أجل تجديد الهدنة المنتهية وتوسيعها وصولا إلى إطلاق مسار تفاوضي للتوصل إلى سلام دائم.


مقالات ذات صلة

باذيب: كل اتصالات الحكومة الحساسة بعيدة عن الحوثيين

العالم العربي واحد من عدة ملاعب رياضية جديدة في عدن نفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن (البرنامج السعودي)

باذيب: كل اتصالات الحكومة الحساسة بعيدة عن الحوثيين

يؤكد وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني أن بلاده نجحت في استعادة ثقة المجتمع الدولي لاستئناف تمويل المشاريع التنموية، وتحرير قطاع الاتصالات الحيوي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي قادة حوثيون يحصلون جبايات من سيارات الأجرة إلكترونياً (إعلام حوثي)

توجهات حوثية لاستثمار النقل البري والتجسس على المسافرين

أقرت الجماعة الحوثية لائحة بمسمى تنظيم نشاط محطات نقل المسافرين، للسيطرة على موارد هذا القطاع وحرمان العاملين فيه من مصادر دخلهم وتشديد القبضة الأمنية عليه

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عنصر حوثي يحرس السجن المركزي في صنعاء الذي استولت عليه الجماعة منذ 11 عاماً (غيتي)

سجون حوثية للابتزاز... وأجهزة أمنية لإرهاب المجتمع اليمني

كشف ناشطون عن سجن خاص يتبع قيادياً حوثياً لاختطاف وابتزاز سكان محافظة صنعاء، في ظل توسع الجماعة لإنشاء منظومة استخباراتية للرقابة المشددة على المجتمع وترهيبه.

وضاح الجليل (عدن)
الخليج المستشار منصور المنصور المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن يستعرض عدداً من الادعاءات خلال مؤتمر صحافي بالرياض (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» يفنّد 4 ادعاءات ضد «التحالف» في اليمن

استعرض «الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن» الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض عدداً من الادعاءات ضد التحالف بحضور عدد من وسائل الإعلام وممثّلي الدول

غازي الحارثي (الرياض)
المشرق العربي وزير التخطيط اليمني واعد باذيب خلال توقيع مذكرات التفاهم مع القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن (سبأ)

اليمن والصين يؤسسان لشراكة استراتيجية عبر تعاون تنموي

التعاون التنموي اليمني- الصيني يفتح آفاقاً جديدة للشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

حراك يمني في ميونيخ استجلاباً للدعم الدولي في مواجهة الحوثيين

رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي (سبأ)
رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي (سبأ)
TT

حراك يمني في ميونيخ استجلاباً للدعم الدولي في مواجهة الحوثيين

رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي (سبأ)
رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي (سبأ)

يقود رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، ووزير خارجيته، شائع الزنداني، حراكاً دبلوماسياً على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، لجهة استجلاب الدعم الاقتصادي والسياسي والتأكيد على خطر الجماعة الحوثية على اليمن والمصالح العالمية، إلى جانب التذكير بمخاطر تهريب الأسلحة الإيرانية للجماعة، وطلب الضغط من أجل وقفها.

وفي حين التقى العليمي عدداً من رؤساء الوفود العربية والمسؤولين الأوروبيين، ذكر الإعلام الرسمي أنه استقبل، السبت، مساعد وزير الخارجية الأميركي بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، تيم ليندركنغ، وبحث معه التحديات المتشابكة التي تواجه الحكومة اليمنية، وفي المقدمة الأزمات الاقتصادية والخدمية والإنسانية التي فاقمتها هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية والشحن البحري.

وتطرق اللقاء، وفق وكالة «سبأ»، إلى مخاطر استمرار خطر الحوثيين المدعومين من النظام الإيراني على الأمن الإقليمي والدولي، فضلاً عن انتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان، والضغوط المطلوبة لدفعهم إلى الإفراج عن موظفي الأمم المتحدة ومجتمع العمل الإنساني والمدني دون قيد أو شرط، والتعاطي الجاد مع جهود السلام الشامل وفقاً لمرجعياته المتفق عليها وخصوصاً القرار 2216.

وأشاد العليمي بقرار تصنيف واشنطن الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، مشيراً إلى أهمية التحاق المجتمع الدولي بمثل هذه الإجراءات العقابية بوصفها خياراً سلمياً لتجفيف مصادر تمويل وتسليح الجماعة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

العليمي مستقبلاً في ميونيخ مساعد وزير الخارجية الأميركي بالإنابة تيم ليندركنغ (سبأ)

وفي لقاء آخر جمع العليمي مع المفوضة الأوروبية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دوبرافكا شويكا، تطرق إلى الدعم الأوروبي والدولي المطلوب للاقتصاد اليمني، والحد من آثار الأزمة الإنسانية التي فاقمتها الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، وسفن الشحن البحري.

وجدد رئيس مجلس الحكم اليمني الدعوة للاتحاد الأوروبي إلى الالتحاق بالإجراءات العقابية ضد الحوثيين وتصنيفهم جماعة إرهابية، وإعادة تخصيص مساعدات الاتحاد لتأمين الاحتياجات الخدمية الأساسية في اليمن.

ونسب الإعلام الحكومي إلى المفوضة الأوروبية، أنها أبدت استجابة للتعاطي الجاد مع الأولويات المطروحة من جانب العليمي، بما في ذلك التنسيق الدائم مع الحكومة بشأن التحديات الأمنية المشتركة، وإعادة تخصيص الدعم الأوروبي ليشمل قطاع الكهرباء والطاقة، والخدمات الأساسية.

الضغط على إيران

التقى العليمي في ميونيخ الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وتطرق اللقاء إلى مسار الإصلاحات الشاملة والتدخلات الأوروبية والدولية المطلوبة لدعم الاقتصاد اليمني، وتعزيز موقف العملة الوطنية، وتخفيف المعاناة الإنسانية التي فاقمتها هجمات الحوثيين على منشآت تصدير النفط.

ونقلت وكالة «سبأ» أن العليمي شدد على أهمية مضاعفة الضغوط على النظام الإيراني من أجل وقف دعمه وتسليحه للحوثيين، وكذا تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق، والتفتيش بموجب قرار حظر الأسلحة.

وبحسب ما أورده الإعلام الرسمي، وضع العليمي المسؤولة الأوروبية أمام رؤية مجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة لتحقيق السلام الشامل، والدائم في اليمن والمنطقة، وأشار إلى أهمية دعم الحكومة لتعزيز قدراتها في حماية مياهها الإقليمية.

رئيس مجلس القيادة اليمني يجتمع في ميونيخ مع مسؤولة رفيعة المستوى بالاتحاد الأوروبي (سبأ)

وشدد رئيس مجلس القياد اليمني على أهمية التحاق الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالإجراءات العقابية الأميركية ضد الحوثيين والعمل على تجفيف مصادر تمويلهم وتسليحهم، وإجبارهم على وقف انتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان، ومغامراتهم العسكرية على الصعيدين الوطني والإقليمي، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخصوصاً القرار 2216.

وأكد رئيس مجلس الحكم اليمني أن الحل لإنهاء خطر الميليشيات الحوثية الإرهابية لن يكون إلا باستعادة مؤسسات الدولة ودعم حكومتها الشرعية لبسط سلطتها على كل أراضيها.

وحذر العليمي من أن عدم التعامل الحازم مع ممارسات الحوثيين وتصعيدهم الإرهابي وانتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان والأمن البحري، «سيشجع جماعات إرهابية أخرى على تصرفات مشابهة في أماكن مختلفة من العالم»، وفق تعبيره.

وضمن الحراك اليمني على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، كان العليمي التقى رئيس الوزراء العراقي، ووزير الخارجية البحريني ورئيس الوزراء الكويتي، إلى جانب لقاءات أخرى أجراها وزير الخارجية شائع الزنداني مع مسؤولين أمميين ودوليين.