تشغيل مطار الغيضة... و«الرئاسي اليمني» يحذر من التمادي عسكرياً

شدد على تأمين حصص الوقود لتشغيل المنظومة الكهربائية

رشاد العليمي يعقد اجتماعاً للمجلس الرئاسي اليمني، الخميس (سبأ)
رشاد العليمي يعقد اجتماعاً للمجلس الرئاسي اليمني، الخميس (سبأ)
TT

تشغيل مطار الغيضة... و«الرئاسي اليمني» يحذر من التمادي عسكرياً

رشاد العليمي يعقد اجتماعاً للمجلس الرئاسي اليمني، الخميس (سبأ)
رشاد العليمي يعقد اجتماعاً للمجلس الرئاسي اليمني، الخميس (سبأ)

فيما رحّب بتشغيل مطار الغيضة بعد إصلاحات جراء دعم سعودي، حذّر مجلس القيادة الرئاسي اليمني الميليشيات الحوثية من التمادي في التصعيد العسكري، وشدد في اجتماع، الخميس، على ضرورة تأمين الوقود الكافي لتشغيل المنظومة الكهربائية، وفق ما ذكره الإعلام الرسمي.

وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ» الحكومية، أجرى المجلس، برئاسة الدكتور رشاد العليمي، اجتماعاً حضره جميع أعضائه، باستثناء الدكتور عبد الله العليمي الذي غاب بعذر، بحسب بيان الوكالة.

وتركز الاجتماع على مناقشة تطورات الوضع الداخلي في البلاد، بالإضافة إلى بحث الجهود السياسية المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار.

خمسة من أعضاء مجلس القيادة اليمني خلال اجتماعهم مع العليمي عبر الاتصال المرئي (سبأ)

وقال الإعلام الرسمي إن المجلس أعرب عن سعادته بتدشين الرحلات الجوية من مطار الغيضة الدولي في محافظة المهرة (شرق) مع التقدير للجهود الكبيرة التي بذلتها السعودية في تأهيل هذا المرفق الحيوي، الذي يعتبر دعماً مهماً للنشاط الاستثماري والتخفيف من معاناة المواطنين.

وفيما تمحورت المناقشات خلال الاجتماع حول التحديات الاقتصادية والمالية التي تواجه العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، أكد المجلس الرئاسي على أهمية ضمان توفير حصص كافية من الوقود لتشغيل المنظومة الكهربائية، وتعزيز دور الأجهزة الرقابية في معالجة الاختلالات التي تؤثر على هذا القطاع الحيوي.

وشدّد مجلس الحكم اليمني بقوة على التزامه والتزام الحكومة بتعزيز الاستقرار النقدي والمالي، وتحسين وصول الدولة إلى مواردها العامة، من خلال تنفيذ الإصلاحات الشاملة، بالتعاون مع الجهات الدولية المعنية.

كما تم التطرق للتطورات الإقليمية والدولية المتعلقة بتجديد الهدنة وتحفيز العملية السياسية في اليمن. وقالت المصادر الرسمية إن المجلس أكد على أهمية استعادة مؤسسات الدولة والأمن والاستقرار والتنمية، وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية، مع التركيز على تحقيق السلام في ربوع الوطن.

وحذّر الرئاسي اليمني، بحسب المصادر نفسها، الميليشيات الحوثية من مواصلة أعمالها العسكرية وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان. وثمّن دور الجيش والمقاومة الشعبية في ردع أي تصعيد أو مغامرات، تهدف إلى عرقلة جهود تحقيق السلام التي يسعى المجلس والحكومة بكل إيجابية لتحقيقها.

ودعا مجلس القيادة الرئاسي اليمني المجتمع الدولي إلى تجاوز الصمت إزاء تعنت الميليشيات الحوثية، وأشاد بتطلعات الشعب في بناء دولته العصرية وضمان مشاركة جميع اليمنيين في صناعة مستقبلهم المشرق الذي يستحقونه.

وأكد المجلس التزامه بتخفيف المعاناة الإنسانية والوفاء بالتزاماته تجاه الشعب اليمني، ممهداً الطريق نحو تحقيق الاستقرار الداخلي والسلام في البلاد.

تشغيل مطار الغيضة

هنّأ العليمي باسمه وأعضاء المجلس والحكومة سكان محافظة المهرة بتدشين الرحلات الجوية عبر مطار الغيضة الدولي كرابع منفذ جوي في المحافظات المحررة بعد سنوات من المعاناة، ومشقة السفر التي صنعتها حرب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.

وأثنى رئيس مجلس الحكم اليمني في تغريدة على «تويتر» على الجهود السعودية التي قادت إلى هذا الإنجاز.

ووصلت، الخميس، أولى طائرات الخطوط اليمنية إلى المطار الذي تم تشغيله بعد إعادة تأهيله وتجهيزه عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن؛ إذ شمل مشروع إعادة تأهيل المطار تطوير ورفع كفاءة الوحدات والصالات والمباني داخل المطار، وتزويده بالنظام الملاحي (RNAV) وتسهيل الحركة الجوية بتوفير نظام اتصالات لبرج المراقبة الجوية متوافقاً مع متطلبات منظمة الطيران المدني الدولي وشاملاً نظام الاتصال الصوتي ومحطة الأرصاد الجوية.

طائرة الخطوط الجوية اليمنية تحط في مطار الغيضة بعد إعادة تشغيله بدعم سعودي (سبأ)

وجرى التدشين بمشاركة وزير النقل الدكتور عبد السلام حُميد، ووزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ومحافظ المهرة محمد علي ياسر، ومحافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد الكابتن صالح بن نهيد، ورئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية الكابتن ناصر محمود، ورئيس جامعة المهرة الدكتور أنور كلشات.

وأكد وزير النقل اليمني على أهمية تشغيل الرحلات الداخلية في مطار الغيضة كمرحلة أولى، وقال إن الخطوة المستقبلية ستكون تشغيل رحلات خارجية عبر مطارات الغيضة، والريان بمدينة المكلا، وسقطرى، للإسهام في تسهيل حركة تنقل وسفر المواطنين وتنشيط الحركة التجارية والسياحية.


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».