اليمن يعزز الأمن حول مكاتب المنظمات الدولية في جنوب تعز

جهود مستمرة لاحتواء تداعيات اغتيال الموظف الأممي

قوات الأمن قبضت على 20 متهماً في حادثة الاغتيال (الإعلام الأمني اليمني)
قوات الأمن قبضت على 20 متهماً في حادثة الاغتيال (الإعلام الأمني اليمني)
TT

اليمن يعزز الأمن حول مكاتب المنظمات الدولية في جنوب تعز

قوات الأمن قبضت على 20 متهماً في حادثة الاغتيال (الإعلام الأمني اليمني)
قوات الأمن قبضت على 20 متهماً في حادثة الاغتيال (الإعلام الأمني اليمني)

إلى جانب إشراك محققين من الأمم المتحدة في واقعة اغتيال منسق برنامج الغذاء العالمي في جنوب محافظة تعز اليمنية، عززت السلطات المحلية في المحافظة إجراءات الأمن حول مكاتب المنظمات الدولية، وأقرت منع حمل السلاح أو التجول به، ضمن جملة من الإجراءات الهادفة إلى طمأنة المنظمات الإغاثية واحتواء تداعيات حادثة الاغتيال.

ووفق مصادر رسمية، انتقل محافظ تعز نبيل شمسان وأعضاء اللجنة الأمنية إلى الريف الجنوبي للمحافظة وعلى مقربة من مدينة التربة التي تتخذها المنظمات الدولية مقراً لأنشطتها، وهناك عقدوا اجتماعاً جديداً قرروا خلاله تعزيز الإجراءات الأمنية حول مكاتب المنظمات الإغاثية، إلى جانب قرار منع حمل السلاح والتجول به داخل المدينة. كما أقرت اللجنة تعزيز النقاط الأمنية التي تتحكم بمداخل ومخارج المدينة، وبما يسهل فرض سيطرة كاملة على الوضع هناك.

وبحسب المصادر، فإن اجتماع اللجنة الأمنية المصغرة كرس لمناقشة المستجدات والإجراءات الأمنية المتخذة في قضية اغتيال منسق برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي؛ إذ استمعت إلى موجز عن سير إجراءات التحقيق وما تم التوصل إليه من نتائج.

قيادة محافظة تعز في اجتماع سابق (الإعلام الأمني اليمني)

اللجنة الأمنية استعرضت أيضاً الملاحظات والتوصيات المرفوعة من فرق العمل الميدانية، وأمرت باستمرار المهمة حتى تحقق كامل الأهداف، إلى جانب المصادقة على سلسلة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز إجراءات الحماية الأمنية في مدينة التربة باعتبارها «منطقة خضراء وبيئة آمنة لنشاط المنظمات الدولية والمحلية».

طمأنة المنظمات

ضمن الإجراءات المتخذة لاحتواء تداعيات حادثة الاغتيال وطمأنة المنظمات الإغاثية، ناقش محافظ تعز مع الممثل المقيم للشؤون الإنسانية ديفيد غريسلي وأعضاء فريق خلية الأزمة في مكتب الأمم المتحدة، الإجراءات الأمنية التي نفذتها الشرطة مع بقية الوحدات الأمنية لضبط منفذي جريمة اغتيال منسق برنامج الغذاء العالمي؛ إذ أبلغت الأمم المتحدة أن التحقيق مع 20 شخصاً تم القبض عليهم يجري بكل شفافية لمعرفة دوافع ارتكاب الجريمة.

محافظ تعز أكد خلال اللقاء حرص السلطات المحلية على إشراك محققين أمميين في إجراءات التحقيق مع المتهمين وإطلاع مسؤولي الأمم المتحدة على كل المعلومات والمستجدات ونتائج التحقيقات للوصول إلى معرفة الحقائق.

وقال المحافظ إن لدى السلطات المحلية جهازاً أمنياً قوياً بذل جهوداً مكثفة لضبط المتهمين بوقت قياسي، وتمنى ألا تؤثر حادثة الاغتيال على مسار العمل الإنساني وتخفيف معاناة أبناء المحافظة التي لا تزال تعاني من استمرار الحرب والحصار لأكثر من 8 أعوام.

إجراءات أمنية مشددة في محيط مدينة التربة (الإعلام الأمني اليمني)

ونقل مركز الإعلام الأمني في تعز عن الممثل المقيم لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تقديره لجهود السلطات وعدم تسامحها مع المتهمين وعمل كل الإجراءات لتجاوز آثار هذه الحادثة، إلى جانب تأكيده على الشراكة في التفاصيل وأهمية تسريع إجراءات التحقيق وتزويد الأمم المتحدة بالنتائج النهائية لمعرفة الدوافع الحقيقية التي تقف وراء هذا العمل.

وشدد المسؤول الأممي - وفق المصادر الرسمية اليمنية - على ضرورة الاستفادة من نتائج التحقيق في تعزيز إجراءات الحماية بشكل واضح ودقيق بما لا يؤثر على العمل الإنساني وتدفق المساعدات.

هذه التطورات ترافقت ونفي أقارب المتهم الرئيسي في قضية الاغتيال أحمد يوسف الصرة (المصفري) تورطه في الحادثة، وقالوا إنه لا علاقة له بتلك الاتهامات، وأن لديهم ما يؤكد ويثبت وجود المتهم في منطقة «الفيوش» في محافظة لحج وليس في محافظة تعز، لحظة اغتيال الموظف الأممي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

العالم العربي صاروخ زعمت الجماعة الحوثية أنه «فرط صوتي» أطلقته باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أولى هجماتها ضد إسرائيل منذ فوز ترمب بالرئاسة، كما زعمت إسقاط مسيّرة أميركية وأقرت بتلقي غارتين في الحديدة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها، خلال الأيام الأخيرة، فراراً للمئات من المجندين ممن جرى استقطابهم.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي رجل مؤيد للحوثين يحمل صاروخاً وهمياً خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

الحوثيون يستهدفون قاعدة عسكرية إسرائيلية بصاروخ فرط صوتي

كشف العميد يحيى سريع المتحدث العسكري باسم «الحوثيين» في اليمن، اليوم (الجمعة)، إن الجماعة استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية بجنوب إسرائيل بصاروخ.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

عقدت الحكومة اليمنية اجتماعاً استثنائياً لمناقشة خطة إنقاذ اقتصادي تتوافق مع أولويتها وبرنامجها في الإصلاحات وإنهاء الانقلاب الحوثي واستكمال استعادة الدولة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي 59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

كشف تقرير حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.